فراس الغضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 2719 - 2009 / 7 / 26 - 09:09
المحور:
كتابات ساخرة
افرزت تجربتنا الديمقراطية خلال السنوات الست الماضية العديد من الحقائق اولها ان الاليات الديمقراطية المتبعة في الغرب لايمكن ان تطبق في البلدان النامية ومنها العراق لانها بحاجة لوجود وعي وفكر ديمقراطي ، فقد تنجح تجربة المجالس البلدية او كما يحب ان يسميها البعض ( الحكومات المحلية ) في النمسا والدنمارك والسويد ولكنها في ظل الواقع الحالي من الصعب ان تطبق في مدينة الصدر والعبيدي والخنساء ، والدليل انها تحولت الى مجالس نفعية ربحية .
سنحاول ان نضع النقاط على الحروف وكيف تحولت هذه المجالس الى نفعية والجواب ان اغلب العناصر التي تسلقت ووصلت الى هذه المجالس هي عناصر نفعية كان همها الاول والاخير تحسين اوضاعها اقتصاديا ومن حولها من اقارب وحاشية وافراد عشيرة و ( لوكية ) ، وكانت المنفعة الاولى الرواتب الشهرية الضخمة التي لايزيد عليها الا راتب عضو البرلمان ، ثم الوجاهة والنفوذ وهذا يوفر العقود والامتيازات والمليارات الحرام او الحلال او كليهما .
ولتاكيد هذه الحقيقة نطالب بجرد اموال اعضاء مجالس البلدية والمحافظات ، فالبعض منهم وبدون مبالغة كان من الحفاة الذي لم يجد طعاما ياكله ولكنه وبفضل الديمقراطية اصبح مليارديرا يمتلك قصرا وسيارة من النوع الحديث ان لم نقل قصورا وسيارات وارصدة كبيرة في المصارف والاستحواذ على امتيازات السفرات والدورات والايفادات المكوكية للنمسا وايطاليا والسويد ، ولدينا تفاصيل في هذا المجال تصلح لاعداد مجلد ملئي بالسخرية والنكات اللاذعة عن هذه الشخصيات التي لم تكن يوما مهضومة اجتماعيا وتدعي اليوم لها نضال وشهادات وقدرات ودور في اعمار البلاد وخدمة العباد .
.
اثار الجرائم في نهب المال العام لاتحتاج الى محققين دوليين او مفتشين او هيئات نزاهة فيكفي التجوال في احياء بغداد الغنية والفقيرة كذلك في المحافظات سيكشف ان كل ملفات الاعمار على الارض من متنزهات ونوادي رياضية ومنشأت اجتماعية وخدمات بلدية ومياه شرب ومجاري كلها مجرد انجازات وهمية لااثر لها الا على الورق .
كنا نتمنى ان تكون في هذه البلاد قناة مستقلة وشريفة تاتي بهذه الملفات وباعضاء المجالس الكرام وتتنقل العدسة على الارض وتلتقي بالمواطنيين للكشف عن هذه الانجازات الشبحية التي اختلسوا من خلالها مليارات الدولارات ولو انهم انفقوا ربعها لشعر الناس بان مدينتهم واحياءهم السكنية قد تغيرت ولعنوا في اعماق قلوبهم الدكتاتور وحاشيته وقالوا هذه هي الحكومات المحلية التي كنا ننتظرها .. ولكن كما يقول المثل ( بالمشمش ) ووجد هؤلاء بغداد كما يقول الشاعر الشعبي ملا عبود الكرخي ( بغداد مبنية بتمر فلش واكل خستاوي ) .
#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟