أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الحميد عبد العاطي - كيف تكون مواطن فلسطيني جديد ..؟!














المزيد.....

كيف تكون مواطن فلسطيني جديد ..؟!


عبد الحميد عبد العاطي

الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


قرأت بأحدي الصحف المحلية والعالمية قبل أسبوع خبر وبعض المقالات التي وصلتنا عبر "شبكة الكاتب العربي" تقول إن ا لجنرال الأميركي كيث دايتون الذي يشرف على تدريب القوات التابعة للسلطة الفلسطينية ،انه قال بصريح العبارة "انه يعمل على تشكيل جندي فلسطيني جديد يحمل مواصفات الحارس الفلسطيني الذي لا يتبع لأي جهة كانت "، فمن وحي هذه الكلمات انطلقت فكرتي لكتابة لقاح المقالة الممددة أمام عينيك و لن ادخل بشرح مدلول لهذه الجملة كثيرا فبإمكانك الاطلاع على بعض المقالات الساخطة على سياسة السلطة وأيضا المؤيدة فما عليك إلا البحث بموقع جوجل ، ولكن سأتوقف بالقرب من شط جملة "فلسطيني جديد " ، وقبل الخوض بغمار التفسير أود التذكير بقانون التغيير الاجتماعي في كتاب الله عز وجل من خلال قول الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم».. هذه الآية الكريمة تعطي تأكيداً جازماً على مبدأين: أولهما: التأكيد على قانون السببية، فلا تغيير إلا بتقديم ثمنه أولاً، المتمثل بتغيير ما في النفوس من كل ما يتعارض مع قيم التغيير المراد استنباته داخل المجتمع.
ثانيهما: أن هذا التغيير لابد وأن يكون على مستوى قاعدة المجتمع، بحيث يغدو في النهاية سلوكاً تلقائياً روتينياً نتيجة لتجذير قيم ذلك التغيير بمفاصله، وأي محاولة للتغيير تأتي من خلال فرضها من الأعلى أو الدعوة لها ،إن الاستجابة لضغط أو ظرف طارئ مثلاً لن يصاحبها نجاح يذكر في الغالب.
فمن الطبيعي أن يشعر المواطن الفلسطيني بالاشمئزاز والعجز أمام أمطار التدهور السياسي والاجتماعي والاقتصادي التي تهطل بغزارة وبدون سبب يذكر سوي لمساعدة غير مباشرة أو مباشرة لتمرير سياسات خارجية تحاول لعب دول البطل بمشهد أشبه ما يكون مقتبس عن فيلم هندي ، فحين نود التكلم عن المواطنة والعقلية الحديثة التي يجب أن تسود المجتمع الفلسطيني وباقي المجتمعات العربية التي انساقت وراء الأهواء والأحضان الخارجية التي بددت اليقين بالشعور الفلسطيني ولو أن جامعة الدول العربية بحالة جيدة لكن وضعنا الداخلي والخارجي يسمح لنا بمزيد من الفرص والأموال الضائعة .
نحن كفلسطينيين ندور بأفكارنا السرمدية ببوتقة مكعبة الشكل خشنة الاطلاع تعطي لنفسها جانب الريادة والإبداع ولكن بحقيقة الأمر نحن نقلد وننفذ أجندة الآخرين مع عدم إتقان الأدوار ، فطريقة وأسلوب الاحتلال والأزمات المتلاحقة بقضيتنا تختلف عن أي قضية أخري يكمن التحدث عنها أو حتى الهمس بها .
فما معني كلمة مواطن فلسطيني جديد ؟، إن المعني الأدق لهذه الجملة يكمن في تقريب صورة الحداثة وعدم كبح الحريات واحترام حقوق الإنسان و البدء بتأهيل مقومات التحول نحو التعددية عن طريق التعليم أولاً وذلك بتهيئته لقبول الآخر المخالف من داخل الحظيرة الوطنية أولاً انطلاقاً من تأسيس حرية الضمير القائمة على حرية الاعتقاد، حيث لا يمكن مثلاً أن نرتجي تغييراً في النفوس يقضي على الأحادية وما تقود إليه من تطرف ونحن نحشو أذهان طلابنا بضلالية تلك الحركة أو زيغ ذلك التوجه وأن التوجه بعينه أو رؤية بعينها هما الصحيحان، أو أن فرقة بصفاتها وما تستنبطه من رؤى هي الأحق بالسلطة والتمكين وما سواها فالهلاك حالٌ بها لا محالة، وعند القضاء على مثل تلك المفردات الأحادية من مفرزات السرطان المتشعب بمجتمعنا أولاً يمكن أن نرتجي تغييراً حقيقياً فى طريق التحرر يهيئ لقيام مجتمع قائم على الاجتماع حول طاولة الحور في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية و الخوف على الوطن ومقدساته وحمايته من كل مكروه وترك الاختيارات الشخصية لما دون ذلك وفقاً لما يقرره كل فرد أو جماعة أو حركة داخل المجتمع الفلسطيني المتعدد.
إن المرجو ليس فقط التغير وإنما الاستمرار بتصحيح جميع المسارات التي أنهكت المواطن الفلسطيني وخصوصا المواطن الغزي الذي يقبع بأجواء الحصار والحرمان والتشرد منذ أكثر من عامين ولازالت الأوضاع الداخلية تواجه صعوبات جمة في كيفية محاولة الاستقرار الواهمة، فمجرد المحاولة بفتح باب التصحيح والتغير الغير مخترق لخلق واقع جديد سنكون قد حققنا انجاز صعب و تمكنا من إعطاء شجاعة وفرصة غير مباشرة للأجيال القادمة التي أخاف أن تلهث من الجلوس على الرصيف ، فالبرتوكولات والأحزاب القديمة أصبحت بحاجة ماسة لضخ دماء جديدة بصفوفها وتغير بعض المفاهيم المستحيلة ،والإدراك بمدي التأثير الدولي وحقيقة الانفتاح العالمي على بعضه وإلا فعلينا الانتظار لمئات السنين لتحرير شبر من مخيم محتل على جدرانه عبارات لازال يكتبها التجار .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوكوكو
- بكفي ..!!
- فتوش النكبة
- إلي الأسري..
- المطلوب..
- يفصلنا عنكم
- انهزمنا ولكن ..
- أنا إبنُ غزة..
- هل من انتفاضة ؟
- في رثاء لفدوي طوقان
- توقعات العام 2009 ..
- مرض يفتك بالشباب الفلسطيني اخطر من مرض الايدز
- شركة جوال على حافة الهاوية
- للأسف نكبة 48 .. نسيت على فراش الزوجية
- الخطة السرية والأخيرة لاجتياح غزة
- اجتياح ستار أكاديمي إنذار أخير قبل سقوط الأمة
- أغيثوا .. GAZA .. يا أهل البزازة
- أغنياء الحصار -في الممنوع-
- بوش يدعوني لزيارة الضفة والاحتلال يهدد بالاعتقال
- توقعات عام 2008 أسئلة و إجابات


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الحميد عبد العاطي - كيف تكون مواطن فلسطيني جديد ..؟!