أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - دعوة لتأسيس مؤسسات قاعدية ديمقراطية محل منظمات المجتمع المدني القائمة














المزيد.....

دعوة لتأسيس مؤسسات قاعدية ديمقراطية محل منظمات المجتمع المدني القائمة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما تسمي نفسها بمنظمات مجتمع مدني "بديلة" ليست في حقيقتها إلا منظمات نخبوية موجهة بشكل توليتاري تماما سواء من داخلها أو خارجها , من قبل قياداتها البيروقراطية , أو من مموليها الذين يمثلون المركز الرأسمالي العالمي , سواء فكريا أو تنظيميا , ضمن دائرة فكرية إجبارية ترفض أي آخر إلى جانب مسلماتها النيو ليبرالية , تحت طائلة اتهامات جاهزة تتطابق في المضمون , و إن اختلفت في الشكل , مع الاتهامات الجاهزة للديكتاتوريات القائمة , سواء القومجية منها أو التابعة , لأي معارضة جدية لاستبدادها , في الوقت الذي تنهار فيه أحوال الطبقات الشعبية و تتدهور إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود , على الأقل منذ قيام دولة ما بعد الاستقلال , وسط غياب كامل لأي تنظيم فعلي لهذه الجماهير خارج المؤسسات البيروقراطية الأمنية الرسمية كجزء من واقع تهميشها و استلابها و قمعها , و في الوقت الذي تتغير فيه جزئيا طبيعة البرجوازية الصغيرة المدينية فيزداد ارتباط القسم المؤهل منها تكنولوجيا أكثر فأكثر برأسمال المال الأجنبي و شريكه المحلي التابع و تصبح مستهلكا منتظما لآخر منتجاتها التكنولوجية و تستخدمها في إيجاد قنوات للتواصل في مجتمع يفقد فيه الفرد هويته أكثر فأكثر لصالح أيقونات تستحوذ على الوعي الجمعي و كوسيلة للتحشيد السياسي و حتى كغاية لهذا التحشيد , و رغم هزيمة النيو ليبرالية المؤقتة على الأقل في دول المركز نتيجة أخطائها و قصورها المتأصل و جشع الرأسمالية الكبيرة , المالكة منها و التي تقوم بإدارة الإنتاج = البيروقراطية , تستمر النيو ليبرالية كأيقونة , كصورة جامعة لكل صور المجتمع الرأسمالي المعاصر , كرمز لصعود رأس المال العالمي و التابع بعد نهاية الحرب الباردة , و يستمر التعبير عنها كنهاية لكل شيء , للتاريخ و للتفكير و لأية مغامرة إنسانية خارجة على السائد , من خلال منظومة متكاملة تعمل على نزع الفردية عن الإنسان "العادي" , المنتج والمستهلك في نفس الوقت , لصالح تعاظم فردية قلة قلية جدا من البشر الذين ينظر إليهم كاختزال لكامل الجنس البشري , تضم هذه المنظومة فيما تضم ما تسمى بمنظمات المجتمع المدني , و تبقى إحدى صفات أزمة اليسار عموما اعتماده طبقيا على البرجوازية الصغيرة "المثقفة" , الأمر الذي يجعله في الواقع ممثلا , أو أحد ممثلي هذه البرجوازية الصغيرة المدينية , و معبرا عن مصالحها و هواجسها , لذا سنجده يعطي قضية مواجهة التهديد الأصولي بتحجيم الحريات الفردية المكتسبة أولوية أعلى من مواجهة التدهور المخيف في المستوى المعيشي للطبقات الفقيرة نتيجة السياسات النيو ليبرالية , و بالتالي كان اليساريون السابقون هم عمليا الزعماء المتوجون لما أصبح يعرف بمنظمات المجتمع المدني , كما تقوم مؤسسات المجتمع , سواء التوليتارية أو النيو ليبرالية أو الليبرالية الكلاسيكية , على مبدأ أساسي وحيد , هو التراتبية الهرمية , و وجود رأس بيروقراطي "متخصص" يحتكر التفكير و التخطيط و الإدارة و وضع السياسات التي سيجري وفقها توزيع الثروة , تارة وفق شرعية "قومجية" أو "ثورجية" و تارة "نيابة" عن الشعب , و ما تسمى بمنظمات المجتمع المدني ليست استثناءا , كشفت التحركات السياسية , الأخيرة و التاريخية , للبرجوازية الصغيرة المدينية عن محدودية الوعي السياسي و الاجتماعي لهذه الطبقة و طرحت بشكل أقوى من ذي قبل ضرورة قيام تنظيم مستقل , ذاتي و ديمقراطي للطبقات الفقيرة يستبعد , ليس فقط الأشكال السابقة التوليتارية للتنظيم , بل و الأشكال "المستحدثة" القائمة على التراتبية الهرمية , التي تشكل في حقيقة الأمر جوهر تنظيم سياسي اجتماعي يقوم على استغلال أقلية ما للغالبية العظمى المهمشة من الناس , فعلى العكس من كل التعاليم السائدة يمكن للناس أن يكونوا سادة حياتهم الفعليين , إن القهر و الاستغلال ليس قدرا , كشف الناس العاديون و الفقراء عن هذا منذ ثورة سبارتاكوس إلى ثورات عصرنا , إنه اختيار يصنعه و يروج له منظرو حكم السادة , يجب هنا باختصار إعادة صياغة المشروع الثوري لتغيير العالم , ليس باتجاه تشكيل مؤسسات تراتبية فوقية جديدة أي نحو المحافظة على التقسيم الطبقي السائد أو استبدال الطبقة السائدة بأخرى و استبدال التقسيم الطبقي القديم بآخر يقوم مثله على تقسيم البشر إلى سادة و عبيد , مالكين و محرومين من الملكية , بل نحو هدم التراتبية الهرمية ذاتها كأساس للتنظيم الاجتماعي لعالم يملكه و يديره كل البشر.......

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن تصريحات القدومي الأخيرة
- عن مجزرة تدمر
- ملاحظات عن الديمقراطية و الانتخابات
- موت مايكل جاكسون
- ما بعد سقوط السرديات الكبرى
- بين نجاد و ميلباند
- الملكية العامة و الملكية الجماعية
- المثقف الصعلوك / البقاء خارج المؤسسة
- عندما تنقلب رأسمالية الدولة البيروقراطية على نفسها
- الرياضة كبديل للسياسة
- رسالة من مقهورين إلى مقهورين
- ملامح الثورة الإيرانية الجديدة
- أوشفيتزالفلسطيني
- يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
- عن خطاب السيد أوباما
- من الاستبداد إلى الاستبداد
- مزايا و محدودية الديمقراطية الكويتية
- وقفة مع كلام المفتي عن الحرية
- في نقد أخلاق العبيد
- في نقد النزعة الإنسانية


المزيد.....




- بث مباشر يوثق لحظة إطلاق النار بكنيسة في ميشيغان.. شاهد ما ح ...
- سياحة -جاك السفاح- في لندن..ما سر شهرة رجل قتل أكثر من 5 نسا ...
- التصعيد الإسرائيلي الإيراني وقرار ترامب -الخوض- فيه.. التباس ...
- إيران: ترامب يلوح بتغيير النظام وإسرائيل تستهدف رموزه
- قرقاش يحذف منشورا انتقد فيه سموتريتش: وصلتني تأكيدات بأن الت ...
- فيديو منسوب إلى -إنزال العلم الإيراني في الأهواز-.. ما سياقه ...
- وسائل إعلام إيرانية: منشأة فوردو النووية تتعرض لهجوم جديد
- على الحكومة اتخاذ إجراءات عملية لضمان الحقوق التاريخية لرهبا ...
- سؤال وجواب حول خلفية وتفاصيل النزاع القضائي بشأن ملكية دير س ...
- بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات الت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - دعوة لتأسيس مؤسسات قاعدية ديمقراطية محل منظمات المجتمع المدني القائمة