سجن أبو غريب رمز فظاعات النظام الديكتاتوري المقبور !

يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 826 - 2004 / 5 / 6 - 07:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

هل يمكن لاحد ان يدافع عن أو يبرر انتهاكات الجيش الأمريكي التي تمت بحق السجناء العراقيين في سجن أبو غريب مؤخرا ؟ وكيف يتم النظر إلى ما جرى ومعالجته ؟ وكيف ننظر إلى التغطية الإعلامية للحدث ، والى من تصدى لفضح هذا الانتهاك الفض لحقوق الإنسان ؟ هذه الأسئلة وغيرها تقودنا إلى كثير من الأجوبة والأسئلة ، وما يهمنا هنا ليس عرض مواقف القوى الوطنية العراقية ، التي ناضلت طويلا ضد النظام الديكتاتوري المقبور، فقد صدرت عنها مواقف إدانة وبينت أدانتها لكل ما جرى ، بل ان مكتب حقوق الإنسان للحزب الشيوعي العراقي ، وفي بيان صدر يوم الثاني من أيار الجاري ، دعا المجتمع الدولي، ممثلاً بالأمم المتحدة، بالوقوف إلى جانب الشعب العراقي ليس فقط لإنهاء الاحتلال ، بل وإدانة كل أشكال العنف والإرهاب والاستبداد التي تريد ان تسلب حق الشعب العراقي في حياة حرة كريمة ، وجاء في البيان أيضا الدعوة إلى تأمين رقابة فاعلة ودائمة على أوضاع حقوق الإنسان في العراق في المرحلة الانتقالية. وكل هذا ليس بمستغرب أبدا ، من القوى السياسية العراقية الوطنية ، فهو ينسجم مع أهدافها في النضال من اجل عراق ديمقراطي فيدرالي ، وما نود ان نشير أليه ونتوقف عنده هنا ، هو تلك الأطراف والاصوات ، التي تسير في ركاب الأبواق المفضوحة التي تتبع سياسة مقدمات حق يراد بها باطل ، والتي لا تزال تتباكى على أمجاد النظام المجرم المقبور. هذه الأصوات التي صمتت طوال تلك السنوات التي كان فيها النظام الديكتاتوري المقبور يذيق شعبنا وبكل اطيافه والوانه الأمرين ، رغم ان اصوات أبناء العراق المناضلين من اجل انهاء الديكتاتورية بحت من الصراخ في كشف الحقائق والفظائع وفضح ممارسات النظام الإرهابية ، وخصوصا ما كان يجري في سجن أبو غريب ، يوم كان هذا السجن الرهيب رمزا بشعا لفظاعات سياسة النظام الديكتاتوري الإرهابية في انتهاك حقوق أبناء شعبنا العراقي ، ويوم كان سجن أبو غريب يضم بين ظهرانيه خيرة أبناء شعبنا العراقي من المناضلين من مختلف الانتماءات السياسية . وواصلت هذه الاقلام صمتها حتى بعد انهيار النظام المقبور واكتشاف فظاعات المقابرالجماعية ، فلم تنطق هذه الأصوات المتباكية على العراق كلمة ما لإدانة ممارسات النظام الديكتاتوري المقبور . هذه الاصوات ، تعاود هذه الأيام تناسي كل هذا مرة اخرى ، و مستغلة انتهاكات قوات الاحتلال المدانة ضد أبناء شعبنا ، راحت تحاول تحويل سجن أبو غريب إلى رمز اخر لقضية اخرى من اجل مسح صورته البشعة التي ارتبطت بفظاعات النظام الديكتاتوري . ان أبناء شعبنا العراقي الحالمين بعراق ديمقراطي فيدرالي ، والذين عانوا كثيرا من سياسات النظام المقبور، وهم يدينون بشدة كل ما يحصل من تجاوزات من قبل قوات الاحتلال ضد أبناء شعبنا ، في أبو غريب أو في الفلوجة أو اي مكان من العراق الحبيب ، وينتظرون بفارغ الصبر انتهاء الاحتلال وانتقال السيادة الوطنية لايدي أبناء شعبنا ، فأنهم وبنفس الوقت لا يسمحون لاي معادي لمسيرة العراق نحو الاستقلال والديمقراطية ، وللمتباكين كذبا على مستقبل العراق ، لن يسمحوا لهم بسرقة تاريخ العراق ، وممارسة عملية مفضوحة لمسح ذاكرة ابناء شعبنا بحيث يصب ذلك لصالح النظام المجرم المقبور .
سماوة القطب
5 ايار 2004

#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل