أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هوشنك بروكا - سلوك سوريا -الثابت-














المزيد.....

سلوك سوريا -الثابت-


هوشنك بروكا

الحوار المتمدن-العدد: 2708 - 2009 / 7 / 15 - 08:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في رده على دعوة الأسد غير الرسمية له إلى دمشق، مطلع الشهر الحالي، عبرّ الرئيس الأميركي بارك أوباما في مقابلةٍ له مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية أمس، عن "قلقه" من سلوك سوريا، مشيراً في الوقت نفسه عن أمله، في "أن تتحسن العلاقات بين البلدين".

في الضفة الغربية الأخرى(الضفة الأوروبية)، يعبر الفرنسيون، وعلى رأسهم الرئيس نيكولاي ساركوزي عن ارتياحهم ل"سلوك دمشق الذي بدأ يتغير"، والذي امتدح فيه هذا الأخير أكثر من مرّة، بقوله: "أن الرئيس الأسد قد وفّى بكل التزاماته تجاهه".

عربياً، المحادثات والمفاوضات بين "دول الإعتدال"(وعلى رأسهم "السعودية المعتدلة") و"دمشق الممانعة"، قائمةٌ على قدمٍ وساق.

وفي مؤتمرٍ صحفي مشترك مع الوزير الفرنسي برنار كوشنير، سئل وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن "التغيير الإيجابي في اللهجة اللبنانية تجاه سوريا"، فأجاب: "إنّ قلب سوريا كبير ومن يخطو خطوة في اتجاه سوريا نخطو في اتجاهه خطوتين"، معرباً عن اعتقاد سوريا(ه) بأنّ "بعض القيادات اللبنانية بدأت تستوعب حقائق التاريخ والجغرافيا والروابط القائمة بين البلدين والشعبين، ونحن نرحب بذلك وندعو إلى زيادة فهم عمق هذه الحقائق".

المفهوم إذن من كلام المعلم "الكبير" هذا، عن "قلب دمشق الكبير"، هو أن سوريا الثابتة، لاتزال"ثابتة"، كما هي، على موقفها، وإنما الذي تبدّل وتحوّل وتراجع عن "غيه"، و"انتحاره وغبائه السياسيّين"، هو "الآخر"، وعلى رأسهم "الآخر اللبناني" الذي بدأ "يفهم ويستوعب" دروس التاريخ والجغرافيا، فضلاً عن دروس السياسة، وذلك على الطريقة السورية الثابتة، وأهداف "بعثها الثابت"، ورئيسها "الديكتاتور الثابت"، وشعاراتها الثابتة، في "الوحدة الثابتة، والحرية الثابتة، والإشتراكية الثابتة".

فسوريا لم تتغيّر، كما يحلو للبعض أن يمتدح في الراهن من سلوكها، بقدر ما أن الآخر هو من تبدّل، وغيّر من سلوكه تجاه دمشق "الممانعة".
كلّ ما في الأمر، كما يقول المعلم، هو أن "قلب سوريا الكبير"، هو الذي شاء لهذا "التحول" أن يكون، وشاء لهذا "الإنفتاح السوري" على لبنان وعلى المعتدلين العرب من حوله، أن يحصل، لا لأن "سوريا تبدلت"، ولا "لأن سوريا تنازلت"، ولا لأن "سوريا أخطأت" أو "ندمت" أو "اعتذرت عما فعلت"، وإنما لأن "قلبها الكبير"، "عفى عما مضى"، من "ذنوب وخطايا الآخر"، و"حماقات الآخر"، و"سياسات الآخر"، و"تجاوزات الآخر"، و"شيطانيات ودسائس الآخر"، و"خيانات الآخر"، و"عنتريات الآخر"!

ما تغيّر، ليس سلوك سوريا، بالطبع؛ سوريا التي استعمرت لبنان، وانتدبت عليه، وسرقته، وقتلت لبنان بلبنان، واغتالته، على مدى ثلاثة عقودٍ من صناعة الفتنة، ثم حطمته أخيراً وليس آخراً، على رأس الحريري الأب، التزاماً ب"وعد ديكتاتورها الثابت"(كما تناقلته الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية، آنذاك)، في آخر لقاءٍ جمعه بالحريري الراحل، الذي لا يزال مستغرقاً في رحيله الكبير، إلى مجاهيل مد وجزر السياسة، فضلاً عن رحيله إلى مجاهيل المحاكم الدولية والفوق دولية.
وإنما الذي تبدّل، هو "لبنان حريري الإبن"، الذي سيحمل معه، قريباً، كل "لبنانه الخطأ"، و"الرابع عشر من آذار الخطأ"، ليضعه على طاولة "دمشق الصحيحة"، كي يصحح له "الديكتاتور الصحيح"، التاريخ والجغرافيا، والحدود وما وراءه، فضلاً عن السياسة، وما تبقى له من لبنان، على طريقة بعثه الديكتاتور "الصحيحة"، الثابتة، التي ما تبدلت منذ أن أصبح الرئيس يساوي كل سوريا، وتحوّلت هذه الأخيرة إلى مجرد حائط لتدوين صورة الرئيس، وأخبار الرئيس، وذكريات الرئيس، و"روحات وجيات"، و"استقبالات ومغادرات" الرئيس!

ما تغيّر، ليس سلوك "دمشق الممانعة"، الذي لن يتغيّر، على ما يبدو، وليس سلوك نظامها أو ديكتاتورها، الذي "إما سيكون أو لن يكون"، و"إما أن يقوم أو لن يقوم"، وإنما الذي تغيّر هو سلوك "المعتدلين العرب"، الذين صاروا "أكثر اعتدالاً"، وأكثر طرواةً وليونةً، ربما لتفادي "شر الكسر"، مع واحدةٍ من أكبر "مصدّرات الشر" في المنطقة بعد إيران، حليفتها الإستراتيجية المختصة في شئون العيش على أزمات العرب، واللعب ضدهم بأوراقهم.

ما تغيّر ليس سلوك سوريا "المقاومات العربية" (من العراق إلى فلسطين مروراً بلبنان)، ضد "الصهيوينة العالمية وربيبتها أميركا"، وإنما ما تبدّل هو "سلوك أميركا أوباما" الذي ارتقت فيه سوريا من "دولة مارقة"، "داعمة للإرهاب"، و"مصدرة للشر"، "لا يمكن الحوار معها"(بحسب أميركا بوش)، إلى "دولة مهمة وضرورية"، "قابلة للتغيير ودعم الإستقرار والسلام في المنطقة"!

ما تغيّر، ليس سلوك سوريا مع إيران، اللتين تسبحان في فلك "سياسة واحدة"، و"مقاومة واحدة"، و"صداقة واحدة مع إرهاب دولي واحد"، وإنما الذي تغيّر، هو "الآخر"(من المتغيّر أوباما إلى المتغيّر لبنان وما بينهما من عرب متغيّرين)، عسى وعلّ أن يغيّر هؤلاء "المتغيّرون" من سلوك سوريا الثابتة، فهل ستتغيّر سوريا في القادم من لبنان وفلسطين والعراق مع القادم من إيران بالفعل، كما يريد لها المتغيّرون أن تكون، أم أن سوريا ستثبت هذه المرة أيضاً، كما في كل مرة، وكما يقول كل تاريخها الثابت، على مدى العقود الثلاثة الماضية، أنّ "لا مبدّل لسلوكها الثابت"، و"سلوك ديكتاتوريتها الثابتة"؟



#هوشنك_بروكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا المتحوّلة والمسلمون الثابتون
- صدام مات..فيما العراق بسلوكه حيٌّ يرزق
- كردستان الإنتخابات: خرافة تمثيل الأقليات
- مشكلة الموصل: بين مطرقة بغداد وسندان هولير
- موسم الهجرة إلى البرلمان
- هل رأس كردستان هو رأس الفساد؟ (2/2)
- هل رأس كردستان هو رأس الفساد(1/2)
- ثقافة الزعيم، كردياً
- تورك: من لغة القنابل إلى قنابل اللغة
- بيت أردوغان الذي من زجاج
- نقمة العَلَم السوري: قتل العلَم بالعَلم
- واأردوغاناه!!!
- أردوغان، خاطفاً لفلسطين
- مسعود بارزاني: كردستان في الإتجاه الخطأ
- خالد مشعل: سياسة طهي الدين
- دول الشوارع
- فلسطين المحتلة مرتين
- د. النابلسي من -الإخوان الجدد- إلى -المعتزلة الجدد-(2/2)
- د. النابلسي من الإخوان الجدد إلى المعتزلة الجدد(2/1)
- -ثقافة- الحذاء


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هوشنك بروكا - سلوك سوريا -الثابت-