أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هوشنك بروكا - نقمة العَلَم السوري: قتل العلَم بالعَلم















المزيد.....

نقمة العَلَم السوري: قتل العلَم بالعَلم


هوشنك بروكا

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:57
المحور: المجتمع المدني
    


هناك في سوريا، قانون خاص بالخدمة العسكرية في الجيش، يسمى ب"قانون خدمة العلم"، وهو قانونٌ، ينص على وجوب خدمة العلَم الإلزامية، من جهة كل "مواطن عربي سوري"، تجاوز سن الثامنة عشرة.
آخر تعديل لهذا القانون(كالأحكام والنظم الخاصة بخدمة العلم الإلزامية والإحتياطية، وتحديداً حول أرقام البدل النقدي للسوريين المقيمين في الدول العربية، عدا لبنان والدول الأجنبية ومدد إقامتهم)، تم في 05. 05. 2007، وذلك بناءً على المرسوم التشريعي رقم 30 لعام 2007، الذي أصدره الأسد، كأعلى رأس في سوريا التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية، فضلاً عن سوريا السلطات الأخرى، كالسلطة الرابعة وأخواتها.

وبما أنّ القانون يلزم كل "مواطن عربي سوري" فوق سن الثامنة عشرة، أن يخدم "العلم السوري"، فأنه يشمل بذلك، أكراد سوريا المندرجين تحت خانة "المواطنة السورية"، كمواطنين "عرب سوريين"، لأن الدستور السوري، يعتبر سوريا "دولة عربية"، وبالتالي فإنّ كل من يعيش ضمن أراضيها، من الشعوب الأخرى غير العربية، كالكرد، والآشوريين، والكلدانيين، والشركس، والأرمن، وسواهم، هم "مواطنون عرب سوريون"، على سنة الدستور المفصل على مقاس سن رئيسه، الذي خفّض السن القانونية لرئيس الجمهورية من 40 إلى 34، وفقاً للمادة 83 المعدّلة بمرسومٍ خاص، أصدره نائب رئيس الجمهورية المنشق عبدالحليم خدام، بتاريخ 11 حزيران 2000.

ولعلم القارئ، أن حوالي 300 ألف كردي سوري، في محافظة الحسكة، حرّموا بموجب المرسوم الجمهوري رقم 93 الصادر بتاريخ 23.08.1962 والمعروف ب"قانون الإحصاء الإستثنائي"، من حق هذه "المواطنة العربية السورية".
وبالرغم من مطالبة الأكراد وأحزابهم منذ أكثر من أربعة عقود ونيف، بهذا الحق، في أن يكونوا مواطنين ب"هوية سورية عربية"، كما هو منصوص عليه في الدستور، خلافاً لما هم مولودون عليه، أباً عن جد، كأكراد سوريين، فأن كل المحاولات في هذا الإتجاه باءت، لحد الآن، بالفشل، وذهبت جهود القائمين عليها أدراج الرياح. فالقضية، لا تزال قابعةً في المربع الصفر، حيث اللاحقون من أصحابها يبدؤون في البحث عنها، من حيث انتهى إليها السابقون، وينتهي اللاحقون فيها إلى ما بدأه السابقون. وعلى حد قول المثل الشامي: "رضينا بالهم والهم ما رضي فينا".

وبالرغم من وقوف الأكراد وانتظارهم على أبواب الوعود الكثيرة، كثيراً، سواء من الفوق المسؤول أو تحتياته، حيث كانت آخرها ما وعده الأسد الثاني، لأكراده، بُعيد انتفاضة آذار 2004، حين اعترف في الأول من أيار 2004، ولأول مرة بالأكراد بإعتبارهم "مواطنين سوريين"، وبالتالي ك"جزءٍ لا يتجزأ من النسيج والتاريخ السوريين"؛ ورغم هذا الإنتظار الطويل الكثير، فإنّ الأكراد ما حصدوا، حتى اللحظة، في سوريا(هم)، سوى المزيد من اللامواطنة واللاوطن، والمزيد من المنع والحظر والمكتومية والبطاقات الحمرا،ء التي تحجب عليهم كل الوطن وما عليه من أبسط الحقوق الممكنة.

والأنكى، هو أننا بدأنا نسمع في السنوات الأخيرة، بعد انتفاضة الكرد السوريين التي انطلقت من قامشلو، وراح ضحيتها، حوالي 40 مواطن كردي، رُميوا بالرصاص الحي، على أيدي قوى الأمن والمخابرات السورية، بدأنا نسمع بين كل فترة وأخرى، بحالات "قتل" لشباب أكراد، منخرطين في "خدمة العلم"، كمواطنين سوريين، استثنيوا من "الإحصاء الإستثنائي" السالف الذكر.

تكرار هذه الحالات في السنوات الأخيرة، أثار قلق لجان حقوق الإنسان والمجتمع المدني السورية، ما دفع البعض منها إلى وضع أكثر من علامة استفهام، على هذا القتل "الخادم للعلم"، والذي يتكرر بين صفوف "الشباب الأكراد"، حصراً، دون سواهم، في ساحات "خدمة العلم".

أمس(06.02.09)، طالعتنا منظمة ماف لحقوق الإنسان في سوريا، ببيانٍ جاء فيه: "علمت منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف أن ذوي المجند الكردي محمود حنان خليل، أمه: حنيفة – مدينة عفرين/ قرية قره تبه، قد تلقوا نبأ مقتله في خدمة العلم يوم الخميس 5/2/2009 ، حيث تم إبلاغهم بأن ابنهم قد قتل- بحسب مصدر إعلامي- أثناء نوبة حراسة، حيث " كان قد وضع بندقيته الروسية تحت ذقنه مما أدى لمقتله عن طريق الخطأ " !!!
هذا وقد تم دفن الشاب محمود حنان خليل في في الساعة الثالثة من بعد ظهر هذا اليوم في مقبرة حنان بقرية كــفرجنة/ عفرين، هذا وقد بدأت حوادث مقتل المجندين الكورد بعد 12 آذار 2004 وننشر هنا مرة أخرى قائمة بأسماء المجندين الكورد الذين قضوا أثناء تأديتهم لخدمة العلم وقد بلغ عددهم ستة عشر ضحية". انتهى الإقتباس.

والجدير بالذكر، أن نصف هؤلاء الشباب الأكراد "الخادمين للعلم"(أي ثمانية جنود)، الذين لقوا حتفهم بسبب "أخطاء العَلَم"، وقُتلوا "بالخطأ" أو "قتلوا أنفسهم"، هم "ضحايا العَلَم بالخطأ" في عام واحد فقط(2008).
علماً أن حادثة القتل الأخيرة هذه، هي الثالثة من نوعها(القتل الخطأ)، التي تتكرر خلال هذا العام، وهو ما يعني ثلاث حالات "قتل خطأ"، لخادمي العلم الأكراد(ربما المواطنين بالخطأ)، خلال 35 يوماً فقط.

فهل يمكن اعتبار هكذا حالات "قتل كثير" ومتكرر، وإدراجها تحت خانة "القتل الخطأ"، أو القتل ب"نيرانٍ صديقة خاطئة"، أثناء "الواجب الصديق"، في خدمة "العلم الصديق"؟
بالطبع كلا. لا أعتقد ولا أظن أن يعتقد معي أي صاحب ذي بصيرة، بأن يصدق هكذا قتلٍ، في كونه "قتلاً خطأً بالصدفة"، أو "قتلاً بريئاً، من قبيل القضاء والقدر".

من خبرَ أفعال سوريا المخابراتية، التي حوّلها الفوق المخابراتي الحاكم، من سوريا الوطن، إلى سوريا بلا مواطنين، وإلى أرض بلا شعب، وجغرافيا بلا تاريخ، سيعلم أن هكذا قتلٍ، هو من صلب سياسة التصفية، الممنتهنة، والمفبركة، سورياً، والتي خبرتها أجهزتها الأمنية والإستخباراتية الخفية والعلنية، عبر تاريخ قمعها وإرهابها الطويل. فهي، على مرّ تاريخها الثقيل والخطير في صناعة الإرهاب، داخلياً وخارجياً، أتقنت كيف تقتل القتيل وتمشي في جنازته.

فالمتابع لسلسلة الجرائم التي ارتكبها(ولايزال) النظام السوري، سواء بحق الخارج(لبنان وفلسطين والعراق والبحرين مؤخراً وربما دول أخرى قادمة)، أو الداخل السوري، سيلحظ مدى الإزدواجية الخبيثة(سياسة الكيل بأكثر من مكيال)، التي يتعاطى النظام السوري(من الفوق إلى التحت)، بناءً عليها، مع كل الأعمال الإرهابية، التي دُبرت ومُوّلت ونُفذّت بأيدٍ مباشرة أو غير مباشرة، مرتبطة بمطابخ قرار أجهزتها الإرهابية، المختصة بصناعة القتل ونشره، في كل الأنحاء، وذلك ضد كل "داخل" أو "خارجٍ" مخالفٍ، لا يهتف ل"مزاج الديكتاتور"، وتستطيع إلى قتله سبيلاً.

تلك هي "حكمة سوريا الرسمية الخالدة": "أقتل القتيل وامشي في جنازته".
هي، تقتل لبنان، وتقتل فلسطين، وتقتل العراق وتمشي(كما مشت من قبل) في جنازة شعوبها القتيلة.
وهي قتلت السوريين، عرباً وأكراداً، ولا تزال تمشي في جنازتهم.

تأسيساً على كل ما مارسته سوريا الأسدين الأول والثاني، من قتلٍ ممنهجٍ ومبرمج، في الداخل والخارج، فمن "الحكمة السورية" بمكان، أن تمارس ذات القتل مع "أكراد علمها"، كأن تستبدل "خدمة العلَم" ب"نقمة العلَم"، وأن تقتل "أكراد سوريا" ب"عربها"، و"سوريا الكردية" ب"سوريا العربية"، وبالتالي قتل بعض سوريا ببعضها الآخر.

أنها بإختصار سياسة قتل العَلَم بالعَلَم، سورياً.



#هوشنك_بروكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واأردوغاناه!!!
- أردوغان، خاطفاً لفلسطين
- مسعود بارزاني: كردستان في الإتجاه الخطأ
- خالد مشعل: سياسة طهي الدين
- دول الشوارع
- فلسطين المحتلة مرتين
- د. النابلسي من -الإخوان الجدد- إلى -المعتزلة الجدد-(2/2)
- د. النابلسي من الإخوان الجدد إلى المعتزلة الجدد(2/1)
- -ثقافة- الحذاء
- الباحثون عن ذواتهم
- وماذا عن فوق كردستان كساد الفساد؟
- نيجيرفان البارزاني في فخ القرضاوي
- الأردوغانية: كذبة -تركيا العدالة- الكبرى
- الأكراد الحمر
- أمريكا المعتدية وسوريا المتعدّية
- تركيا أتاتورك و-أتاكُرد- كردستان
- عراق الأكثريات الديكتاتورية
- سجن الدنيا في الدين..لماذا؟
- سلام الأسد، الناقص والضعيف
- طرد العراق من العراق


المزيد.....




- اعتقال 8480 فلسطينا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
- اليونيسف ترصد ارتفاع عدد الأطفال القتلى في أوكرانيا
- -أدلة- على -انتهاك- وحدات من الجيش الإسرائيلي حقوق الإنسان
- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هوشنك بروكا - نقمة العَلَم السوري: قتل العلَم بالعَلم