أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حركة اليسار الديمقراطي العراقي - 14 تموز 1958 حدث هام في تاريخ الشعب العراقي















المزيد.....



14 تموز 1958 حدث هام في تاريخ الشعب العراقي


حركة اليسار الديمقراطي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 08:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بقلم حميد لفته
المقدمة
لقد كتب وقيل الكثير عن الرابع عشر من تموز 1958 ولكننا نرى أن اغلب ما كتب تميز بالحس العاطفي أو المتحيز لطرف ضد آخر أو إن الصفة الوصفية والسردية للأحداث هي السائدة عليه .
كما إننا لن نصف (14) تموز بالثورة بل بالحدث الهام الذي ربما كان سينتقل من وصف ((الفورة)) إلى وصف((الثورة)) لو توفرت له قيادة ميدانية تؤمن بالتغيير الجذري في مجال السياسة والاقتصاد والثقافة،مستندين في ذلك كما نجتهد إلى مفهوم الثورة باعتبارها تحقيق إمكانية إحلال هيمنة طبقية سياسية لطبقة اجتماعية معينة وحلفائها على زمام السلطة بمحل طبقة منهارة ومنبوذة ومبعدة وهذا لم يحصل في حال استعراض وتتبع الواقع الطبقي والفكري لقادة ((فورة)) 14 تموز التي غيرت مظهر السلطة وليس مضمونها وقد أبقت الطبقة البديلة وحلفائها خارج نطاق الحكم والقرار، ولم تسمح لها إلا بالتظاهرات والمسيرات والاحتفالات ورفع الشعارات المؤيدة والمساندة لقادة((الفورة))؟؟!!

الدروس والعبر:-
***********
نال الشعب العراقي سيادة منقوصة تحت رعاية بريطانيا العظمى كنتيجة لمقاومة الشعب الباسلة لقوات الاحتلال البريطاني ،والظروف الدولية الضاغطة باتجاه إنهاء مرحلة الاستعمار المباشر.
تم تأسيس دولة دستورية ديمقراطية ملكية بملك مستورد ورئيس وزراء تابع بتزكية من مس ببل والمخابرات البريطانية....
وضع للبلاد دستور ومجلس نواب((منتخب)) وفق خيارات وطريقة الديمقراطية الغربية والأبوية الدينية والعشائرية المتخادمة في معظمها مع المصالح البريطانية والمؤتمرة بأمرها.
وبدلا من إن ترعى الحكومة والبرلمان مصالح الشعب العراقي وسيادته وصيانة ثروته أصبحت راعية لمصالح الرأسمال العالمي حيث النهب للثروة النفطية وسواها ،وانتقاص السيادة الوطنية بترسيخ تواجد القواعد البريطانية والهيمنة الاقتصادية... ومزيدا من السجون والمعتقلات وقيودا على الحريات ونصب المشانق لأبناء العراق الشرفاء وخصوصا من المناضلين الوطنين اليساريين والشيوعيين... وبذلك ظل معظم أبناء الشعب العراقي من عمال وفلاحين وعموم الكادحين وأبناء الطبقة الوسطى والمثقفين التقدميين يرزحون تحت مطرقة البطالة والعوز والمرض والأمية. وقد صودرت كل الوسائل والطرق السلمية للاحتجاج والمطالبة بالحقوق و غالبا كانت تواجه مثل هذه المطالب المشروعة بالحديد والنار... وان كان لا يقارن بالطبع بما حدث في عهد الدكتاتوريات الجمهورية ما بعد الملكية من حيث النوعية والكم .
فهل يمكن مقارنة ما حدث في قمع لانتفاضة كانون الثاني 1948 مع ما حدث من قمع وقتل بالجملة لانتفاضة الشعب العراقي ضد الدكتاتورية الصدامية في آذار 1991. بحيث جعل المواطنين يترحمون على الملكية في ظل جمهوريات الرعب والدكتاتورية الوحشية.وبذلك أثبتت الطبقات الإقطاعية وشبه الإقطاعية والبرجوازية الطفيلية زيف ادعاءها في الحرية والاستقلال والديمقراطية.
إن هذا الأمر دفع أبناء الطبقات المتوسطة الطامحة بالسلطة والجاه وأبناء البرجوازية النامية والمتطلعة للتحرر من هيمنة الرأسمال العالمي وبعضا من شرائح المثقفين وبعض الأفراد من ذوي الحس الإنساني والوطني الصادق والمعجبين بالتغيرات الثورية العاصفة في عموم العالم وخصوصا العالم الاشتراكي وتنامي وتصاعد نضال حركات التحرر الوطني في أسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. كل ذلك دفع بالضباط الأحرار داخل الجيش للتخطيط للقيام بانقلاب عسكري وبالطبع فهو ليس الانقلاب الأول والأخير في العراق... ولكن الذي يميز هذا الانقلاب كان مدعوما من قبل أوسع الجماهير الشعبية والأحزاب والقوى السياسية المحظورة لهذا التغيير والتعبئة الجماهيرية لمؤازرته وخصوصا القوى الموئتلفة تحت جبهة الاتحاد الوطني في 1957. وبعد نجاح العسكر في الاستيلاء على السلطة وبدل أن يتبنى مطالب الشعب الحقيقية في ترسيخ الممارسات الديمقراطية وتعديل الانحراف في الممارسات السابقة وتعديل الدستور وتفعيله جنح إلى المراسيم والقرارات الفردية معززا ممارساته بتنظيرات الشرعية الثورية المطروحة آنذاك من قبل القوى الشيوعية واليسارية والقومية الانقلابية التي أتت منسجمة مع الموروث القبلي والعشائري الأبوي مسوغاً تحت شتى الذرائع عرقلة وتأجيل وغض النظر عن الشرعية الدستورية وانتهاج أسلوب الزنزانات الكونكريتية بدلا من الصناديق الخشية الانتخابية وسيلة لتثبيت واستمرارية الحكم.
إن غياب الوعي بالذات الطبقية لمختلف طبقات وشرائح المجتمع العراقي آنذاك وعدم وضوح الفرز الطبقي في ظل هيمنة واستمرارية علاقات إنتاج إقطاعية متخلفة مع حفنة من برجوازية طفيلية تابعة وطبقة عاملة ضعيفة وقليلة العدد مشوهة الوعي قبلية السلوك لم يزل حبلها السري مرتبطا بالقرية كانت.تندفع مختلف هذه القوى تحت عاطفة وتأثير الشعارات الآنية العاطفية وليس بقوة ورسوخ القناعات الوطنية والطبقية بما فيها الطبقة العاملة ومن يدعي طليعتها الحزب الشيوعي العراقي على اعتباره أقوى الأحزاب اليسارية على الساحة العراقية.
فبعد انهيار قصر الرحاب انهارت جبهة الاتحاد جبهة الاتحاد الوطني ،وكما يقال إن الثورة تأكل أبناءها_ وهنا أكلت أبناءها ليست لكونها من أكلة لحوم البشر ولكن لأنها زرعتم في رحمها بصورة غير شرعية ومن انتماءات طبقية وعرقية متناقضة ومتصارعة لا يمكن أن يجمعها كرسي واحد وان ما جمعهم حول عملية((الثورة)) إنما هو طموح الاستيلاء على كرسي الحكم، وعدم الاعتراف بمكوناتها ووجودها وأحقيتها في إدارة دفة الحكم بعد التغيير من قبل العسكر المسيطر على السلطة وبذلك تتمرس كل طرف من أطراف الجبهة ليست تحت برنامج وطني ديمقراطي للانتقال من الشرعية الثورية الموءقتة إلى الشرعية الدستورية بل تحت متاريس ايدولوجياتهم المغلفة، من قوما نية وشيوعية ودينية محمية من قبل واحد أو أكثر من الضباط الأحرار في مجلس قيادة( الثورة )لتدخل الجمهورية الفتية في آتون صراع مقيت دامي قاد إلى الانقلاب الفاشي في 8 شباط 1963 مدفوعا بدافع ثأري نتيجة مجريات هذا الصراع وضيق أفق مختلف أطرافه والقوى المحلية والعالمية المستترة والظاهرة خلف كل منهم.
الشهيد عبد الكريم قاسم،ملاك بين شياطين
**************************
على الرغم من استماتة الزعيم عبد الكريم قاسم وما يتمتع به من كاريزمية محبوبة امتد تأثيرها لحد ألان بسبب نظافة يده وجيبه في أن يكون فوق الميول والاتجاهات ويوفق بين المتناقضات وليطفأ نار السهام المتحاربة والمتخاصمة في بحر حبه للشعب وفقراءه بالخصوص وللوطن وحريته واستقلاله ولكن هذه النيران كانت اكبر واقدر واعنف من بحر حبه ووطنيته وإنسانيته وجنوحه للسلم فاغرق نفسه ومعه مركب التغيير الثوري في لجة بحر الاتجاهات المختلفة لتقفز إلى دفته زمرة من القوى القومانية الفاشية ، فقد كان الشهيد قاسم ورفاقه المقربين من الوطنيين المخلصين يرون إنهم سيبنون جنات عدن برفعهم غطاء الظلم الملكي التابع عن ملائكة الرحمة المضطهدة والمغلوب على أمرها ولكن الواقع اظهر إن نسبة عالية من هذه الملائكة المفترضة إنما هي وحوش مسعورة لم يكن همها سوى الوصول إلى السلطة وإمساكها بسوط الظلم((الجمهوري)) لتجلد به كافة القوى المتطلعة للعدل والمساواة والحرية ليكون بديلا عن السوط الملكي الذي بدا غير مجديا وغير فعالا في كبح طموح الإنسان العراقي نحو الحرية والرفاه .
إن ما حدث هو نهاية موضوعية لقوى أقحمت نفسها في حراك وواقع اجتماعي تجاوز حضورها وقدرتها على النهوض بمهمة استكمال وقيادة مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية وكما يذكر المفكر المصري صلاح عيسى(( في اللحظة التي كانت البرجوازية الأوربية تخون ثورتها بدأت البرجوازيات العربية محاولاتها لتحقيق هذه الثورة وتلك هي المأساة الحقيقية التي وقعت فيها والتي لم تكن تستطيع مواجهتها إلا بشيء واحد أن تتوشح برداء الإقطاع وعقله وليس برداء البرجوازية الثورية وان تتأثر في أسلوب حركتها بأتاتورك وهتلر...وتخون الديمقراطية وتجيد لعبة سلب العقل)) ص 34
وبذلك فان عبد الكريم قاسم ذهب ضحية طيبته وحبه لشعبه ووطنه وعدم إيمانه بالغدر والخيانة وكرهه للدماء والعنف وخصوصا من أبناء وطنه ورفاق سلاحه وان عملية استسلامه للانقلابيين وعدم إعطاء الأوامر بتصفيته داخل مبنى وزارة الدفاع وعدم إعطاء الأوامر بفتح مستودعات السلاح للجماهير التي هبت لنجدة زعيمها المحبوب كلها إنما تدل على كونه شخصية غير اعتيادية مشبعة بروح السلام والمحبة المفرطة للشعب والوطن . وهذا ما أدركه الانقلابين فأسرعوا في تصفيته وإخفاء حتى قبره عن محبيه اللذين لازال الكثير منهم يعتقد إن ((الزعيم )) لازال حيا يرزق!!!


ما هو دور اليسار العراقي في الحدث وما بعده؟
********************************

كانت اغلب القوى او فلنقل القوى الرئيسية في تحالف جبهة الاتحاد الوطني محسوبا على اليسار مثل الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب البعث العربي الاشتراكي وشخصيات يسارية أخرى .
فبعد أن ظفر العسكر بالسلطة وغصت شوارع بغداد والمحافظات بالجماهير المؤيدة (للثورة) بدء استئثارهم بالسلطة بعد إن أصابهم الغرور بهذا لدعم الجماهيري الغير مسبوق في تاريخ العراق السياسي وعدم الاعتراف بدور الأحزاب جبهة الاتحاد الوطني في تفجير ونجاح(الثورة) فانقسمت هذه الأحزاب وفق خلفياتها الايدولوجية والطبقية إلى:-
- قوى مقاومة مخالفة ترفع شعاراتها القومانية المتطرفة مطالبة بالوحدة الاندماجية الفورية مع الشقيقة سوريا ومصر وبدعم مباشر من قبل الحكومتين المصرية والسورية بقيادة عبد الناصر وتحذيرها من المد الشيوعي الأحمر والغزو السوفيتي المتربص . وفي مقدمة هؤلاء حزب البعث والتيار الناصري بقيادة عبد السلام عارف والشواف والطبقجلي وغيرهم من الضباط بالإضافة إلى شعارات وتبريرات لإقصاء قاسم عن قيادة السلطة وعرقلة تجذير ((الثورة)) والذي غالبا ما تخرج من تحت كوفيات القوى الإقطاعية والقبلية وبعض القوى الأخرى المتحالفة معها التي ضربت مصالحها ونفوذها بإصدار قانون الإصلاح الزراعي وإلغاء قانون دعاوى العشائر كمطالب مشروعة لجماهير غفيرة من الشعب العراقي هذه القوى المحافظة والمذعورة من الاجرآت والقرارات الثورية كنتيجة موضوعية بسب تردي البنية الاقتصادية والفكرية للمجتمع العراقي والعربي وتبعية البرجوازية للرأسمال العالمي مما سبب عجز البرجوازية لقيادة هذه المرحلة.
- قوى انطوت على النفس وترفعت على العمل السياسي بعد أن عجزت عن إسماع صوتها وتقويم الأخطاء والممارسات وإيصال رؤاها بطريقة ديمقراطية سلمية وواقعية سياسية في رفع الشعار واتخاذ القرار ومن هذه القوى حسب مارى الحزب الوطني الديمقراطي العراقي وعدد من المثقفين اليساريين والديمقراطيين المستقلين والذي جعل مثل هذه القوى تقف مذهولة حيرى متطيرة من هول ما حدث من الفوضى والدمار وتناحر عنفي ينذر بالعاصفة وهذا ما حدث بالفعل في 8 شباط 1963.
- قوى مساندة متحالفة إلى حد استجداء العطف من لدن الزعيم الأوحد وأصحاب البزة الخاكية واستمالتها لقيام دولة الديمقراطية الشعبية وهي الشكل السائد للديمقراطي آنذاك في بلدان أوربا الشرقية وفي عموم ما يسمى بالمعسكر الاشتراكي وهي صيغة تتخفى بظلها هيمنة الحزب الشيوعي القائد إن لم يكن الأوحد في سدة الحكم. وبذلك يبدو إن قيادة الحزب الشيوعي العراقي غير مستوعبة وغير متمثلة لتنظير مراجعها من قادة الفكر الشيوعي والاشتراكي والذي أوضحت وبأكثر من مكان ومناسبة ومؤلف إلى عدم قدرة البرجوازية التابعة على قيادة مهام انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية وإيصالها إلى بر الأمان وهو الاشتراكية كما هو مفترض كهدف للشيوعيين أوان هذا الموقف كان بضغط من الحزب المرجع في الاتحاد السوفيتي ضمن تنظيرات التطور اللارأسمالي صوب الاشتراكية بقيادة البرجوازية الوطنية الديمقراطية .
- برجوازية إقطاعية وبرولتاريا إقطاعية ذلك مانلمحه في سيطرة القيم الزراعية في مجال التنظيم إذ تنتشر الفردية وهي ابنة شرعية للإنتاج الزراعي وتنبت علاقة الكتل الكبيرة وتسود العلاقات الشخصية والمعايير غير الموضوعية والتبعية للزعامة والقداسة التي ترسخها) ص 35 صلاح خالص وهذا ما يبدو قد انعكس موضوعيا على قيادة الحزب وبذلك أخذت تتخبط في إجراءاتها وقراراتها وهيمن على قيادة الحزب صراع عنيف بين مختلف التيارات والتوجهات والرؤوس وهو كما يبدو مرض مزمن في بنية الحزب والمجتمع على القيادة والسيادة وحب السيطرة منقسما إلى تيار يساري متطرف منفلت مغامر يؤمن بنظرية الانقلاب والمؤامرة داعيا إلى اختطاف السلطة من الزعيم ومناصريه وتسلم الحزب للقيادة وتيار يؤمن بضرورة مواصلة التعبئة الجماهيرية والضغط على السلطة العسكرية وانتزاع السلطة منها بالطرق السلمية أوعلي اقل تقدير إجبارها وبالتضامن مع كافة القوى الديمقراطية واليسارية الأخرى على إعطاء الحزب دورا قيادا في إدارة دفة الحكم والمحافظة وتطوير وتجذير المطالب الشعبية هدف ووسيلة التغيير وكليهما لم يكتب لهما النجاح والتأييد في حين سيطر على قيادة الحزب تيار(يميني) ذيلي متذبذب ومتخادم مع العسكر بقيادة الزعيم الأوحد. إن فقدان وضياع البوصلة الطبقية لقيادة الحزب وجناحها المهيمن رغم الصدمة الكبيرة التي تعرض لها الحزب بعدم موافقة الزعيم على مشاركة الحزب في السلطة على الرغم من شبه سيطرة تامة للحزب على الشارع .هذه الصدمة التي كان يجب أ ن تكون صدمة صحوة لا صدمة غيبوبة للوعي ووسادة للخدر والغفوة مما أدى بالحزب إلى فقدان السلطة في الحكم وفي الشارع معا وبالتالي أدت لأكبر انتكاسة للحزب وللشعب العراقي لازالت أثارها للان. إن تكبيل الحزب بقيود التبعية للبرجوازية والعسكر في الداخل وللشقيق الأكبر في الخارج أدى إلى شد عصائب التضليل والتجهيل والخدر واللامبالاة للجماهير بشعارات غير واقعية أدى إلى ابتعادها ويئسها وقنوطها وفقدان الحزب لسلاح المبادرة لحماية مكتسبات الشعب التي حصل عليها بعد التغيير وكذلك عدم مبالاة وميوعة قيادة الحزب وهشاشة إجراءاتها للدفاع عن أنصار وأعضاء وأصدقاء الحزب وهم يتعرضون للقتل والإذلال والمضايقة من قبل سرايا الفاشية المسلحة أمام أنظار السلطة لابل إن السلطة عمدت على اعتقال الكثير من النشطاء الشيوعيين.

دور الدول العظمى والدول العربية ودول الجوار:-
*********************************

بعد انفجار الوضع السياسي في بغداد استنفرت كافة الأجهزة المخابراتية ناهيك عن القدرات العسكرية في ملف الأطلسي وحلف وارشو ودول الجوار لما للعراق موقع هام وخصوصا باعتباره عضوا فاعلا في حلف بغداد بقيادة بريطانيا في ظل عدم رضا الولايات المحتدة الأمريكية وتوجهها لأخذ زمام قيادة العالم من بريطانيا الآفلة وبين غضب حلف وارشو. وبذلك فقد وضعت كل هذه الدول أوراق مصالحها في السلة العراقية سواء في السر والعلانية لتكون هي الرابحة الوحيدة أو الرئيسية محرقة أوراق القوى المنافسة.
وليس بعيدا عنا واقع العراق الآن في ظل هيمنة الرأسمال والنفوذ الأمريكي وما يتعرض له الشعب العراقي من الإبادة والخراب .
نقول وتبعا لهذه المصالح والصراعات ولاءات القوى السياسية العراقية بوعي وبدون وعي لتقف إلى جانب هذه القوة أو تلك وهنا لا نغفل الدور الذي لعبته القاهرة ودمشق بقيادة عبد الناصر وتركيا وإيران ودول الخارج من اجل أن تجر ((الثورة)) إلى مصيرها المحتوم وإغراقها في بحر الدماء والفوضى لتشنقها بنفس الحبال التي سحلت بها رجلها الأول في ألمنطقة نوري السعيد . فأوقدت نار الاحتراب السياسي ليس تحت ذريعة الطائفية والطبقية بل خلف شعارات قومية وديمقراطية مزيفة .
وهي إن أخفت طائفيتها وشوفينيتها ومصالحها الاستغلالية تحت شعارات واتحدت بكل فئاتها تحت ضغط قوة ونفوذ وخطر نقيضها الطبقي المتمثل بالطبقة العاملة النامية ومسانديها وأدواتها السياسية وخصوصا الحزب الشيوعي العراقي.
وهذا هو ما يفسر تشظي وتقاتل هذه القوى تحت يافطات طائفية وعرقية بسبب وضعها المريح والمستريح لضعف وتشرذم وجهل نقيضها الطبقي وتخبط وضعف أداته السياسية والتنظيمية المتمثلة بقوى اليسار وأحزابه وحركاته وقياداته في الوقت الحاضر.
إن قوة القوى اليسارية وسعيها لتلبية مصالح جماهير الفلاحين وعموم الكادحين في القرية والمدينة لأجل خلع قوى الإقطاع والبرجوازية الطائفية وسماسرة الاحتكارات البترولية العالمية وإبعادها عن مصدر القرار السياسي ونظرا لتناغم وارتباط مصالح هذه القوى مع مصالح القوى الرأسمالية المستغلة في العالم الرأسمالي تحت القيادة الانكلوامريكية المرعوبة من أمكانية إن يكون للسوفيت موطئ قدم في المياه الدافئة وفوق بحيرة البترول. فدخلت بكل قواها من باب الادعاء بالديمقراطية والقومية المشرع أمامها بفعل العمى السياسي والوطني وضيق الأفق والأنانية وحب التسلط لهذه القوى ضد قوى التغيير الثوري وحرفه عن خط السير باتجاه ضرب مصالح حلف الناتو والشركات البترولية الاحتكارية وكسر عصى الإقطاع في عراق ما بعد التغيير.
في مثل هذه الظروف الصعبة والمعقدة يحضر دور الموقف الحازم والثوري الجريء والواعي لقيادة قوى التغيير صوب الأهداف المرسومة لها أي وجود القائد التاريخي لمثل هذه المرحلة الحاسمة... وهنا اتضحت الهوية والصورة الحقيقية للزعيم الشهيد كبرجوازي صغير متوهما القدرة على الإمساك بكل خيوط الصراع الطبقي الملتهب والذي أصبح داميا بين أنصار التغير وأعداءه فخرجت من كهوف لاوعيه عفاريت الخوف من دور الجماهير والطبقة العاملة والشيوعية لتكبل يديه وتغشي بصره وجر قدميه عن السير قدما في نصرة وتجذير قوى التغير نحو استكمال مهام الثورة الوطنية الديمقراطية بقيادتها الثورية وبدلا من لجم قوى الردة ومن وراءها مخالب الرأسمال الانكلو أمريكي انطلقت حنجرته وزادة فصاحته بسيل لا ينقطع من الخطابات والمواعظ والتحذيرات والتهديدات متوهما نفسه ألها يقول للشيء كن فيكون؟؟؟!!!!مصدرا العديد من القرارات والمراسيم وعدد من الإجراءات ضد مطالب وطموحات الجماهير الكادحة ومحجما دور أدواتها كالمنظمات الديمقراطية والمهنية وكذلك الحزب الشيوعي العراقي و زج عناصره في السجون. وظل متخوفا من جماهيره من الكادحين اللذين حملوه على الرؤوس واضعة كل ثقتها وأملها به وبقيادته كقائد وزعيم مخلص.ورغم ضخامة مسيراتها وآيات ولاءها وهدير هتافاتها بالولاء(للثورة) والزعيم الأوحد المحبوب لم يستطع الزعيم أن يتجاوز أو يتخلص من كوابيس الرعب المتأصلة في لاوعيه وأمثاله وخوفها من الجماهير والحنين الدائم إلى أحضان الإقطاع والبرجوازية والإنصات إلى دعاوى وعاظ السلاطين وفتاوى متقمصي لباس الدين الذي لمست الخطر الداهم بفقدانها مصالحها بضرب مصالح حليفها التاريخي وولي نعمتها من الاقطاعين والمرابين وتجار السوق السوداء والمضاربين وهي تتنكب لواء محاربة كل الانجازات التقدمية والإنسانية والثورية التي أقدمت عليها قيادة التغير تحت ذريعة محاربة الشيوعية ووقف المد الأحمر.
وهاهو التاريخ يكذب ويفضح كل تلك الأكاذيب والادعاءات ويعطي الدروس البليغة لكل ذي بصر وبصيرة ما جره على الشعوب والبلدان أفرادا وأوطانا وجماعات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وبعد محاربة القوى اليسارية والشيوعية وفتح الأبواب إمام قوى الرأسمال والاحتكارات العالمية في عصر العولمة والرأسمال المسلح بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وها نحن نرى رؤيا العين المجردة ولمس اليد كيف جرت محاربة الشيوعية وعموم قوى اليسار إلى الخراب والحروب الأهلية والطائفية والاتجار بالرقيق الأبيض والمخدرات وإشاعة روح الاتكالية واللامبالاة تجاه النفس والوطن والشعب والبيئة ولنا في ما حصل ويحصل في أفغانستان والعراق والصومال وقبلها أوربا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفيتي واليمن وإيران وغيرها لتقع فريسة سهلة لقوى الاحتلال والإرهاب باعتبارهما توءمان لام واحدة الرأسمالية العالمية المسلحة .......
ومما شجع الزعيم وبرر له بعض اجرائاته وخوفه من تعاظم نشاط الحزب الشيوعي هي الممارسات المتطرفة والمنفعلة والعناصر التي ارتدت برداء الشيوعية ضمن موجه المد الأحمر آنذاك والذي لا تعرف من الشيوعية غير القمصان والأربطة والمسابح الحمراء والشوارب الستالينية المفتولة والباجات لصور لينين وقاسم معلقة في الصدور والمباهاة والتسابق في مظاهر السكر والكفر ومن أمثال مثل هذه الأفعال والأقوال ما جرى من القتل والحرق والسحل والاعتداء لقوى وعناصر حسبت على الشيوعية والشيوعية ومثلها الإنسانية من كل ذلك براء وقد حدثت بعض هذه الأحداث بسب ردود الأفعال العاطفية تحت ضغوط واستفزازات القوى المضادة والمعادية((للثورة)) والمأجورة والمندسة بين كل االفرقاء لإغراق البلاد في آتون الحرب والاقتتال الداخلي وما حصلت عليه هذه القوى من الدعم من قبل قوى إقليمية وعربية وغير عربية وقوى الاحتكارات البترولية للرأسمال العالمي ودفع هذه القوى لتغطس في مستنقع العنف الفاشي ألتدميري تحت يافطة محاربة الدكتاتورية القاسمية والشعوبية والشيوعية .... وما أشبه اليوم بالبارحة حيث تجري عمليات القتل والحرق والتدمير ضد أبناء الشعب العراقي وثرواته وتدمير مدنه وقراه وبناه التحتية بدعوى محاربة الاحتلال والمد الشيعي ألصفوي وكلاهما لم تمسسه نيران المقاومة المزعومة بل ساعدت كثيرا على سلب خيار المقاومة الشريفة والوطنية الصادقة وما موجود منها بالفعل لصالح قوى الإرهاب والدكتاتورية وألبسته لباس الطائفية المقيتة.
وقد ساعد على استشراء هذا الأمر واستفحاله وخروجه عن نطاق السيطرة الموقف المتذبذب لقيادة الحزب الشيوعي وسعيه لتزعم ومن ثم التخلي عن خيار المقاومة الشعبية وكرد فعل لما جرى من فوضى ذهبت قيادة الحزب بعيدا في إجراءاتها ولغرض إثبات حسن النية للزعيم وأجهزة الدولة الأمنية فقامت بسحب الأسلحة الشخصية من أعضاء وكوادر وأنصار الحزب وسحب بلاغات اليقظة والحذر أو تهالك تلك الإجراءات بسبب عدم مصداقيتها وشللها مما ترك الحزب مخدر الإطراف محدود القدرة مترهل البنيان مما مكن ثلة من المغامرين أن تسيطر على السلطة من أيدي قوى واسعة وغفيرة من الشيوعيين وأنصار الزعيم في المدينة والريف والقوات المسلحة حيث أغرقت قيادة الحزب في بحر الجماهير الهائجة المندفعة الغير مسيطر عليها بسبب قلة الكادر وضعف كفائتة في إدارة دفة الأحداث وإتقان فن العمل العلني من قبل كادر تأقلم وتقولب مع العمل السري طيلة عقود من الزمان وعدم استيعابه لضرورات المرحلة وعلمية وعملية الحركة ولجم جماح القوى الفوضوية والمتطرفة والمندفعة والمندسة والقوى اليمينية المشرئبة أعناقها والعطشى للسلطة والمخدرة بمفعولها الذي اتخم الحزب بها لغرض تشويه سمعته وتأكل جماهيريته وصرف قاعدته وأنصاره عنه.
ومن العوامل التي ساعدت على ذلك الصراع الداخلي في الحزب بين عناصره القيادية وعدم قدرته اوتلكأ بعض عناصره أو تعمدهم لعرقلة عقد مؤتمر للحزب يضع الخطوط العريضة لنشاطه وبرامجه وتنظيماته وطرق ووسائل تحركه في مثل هذه التغيرات والتحولات الخطيرة في البلاد حيث لم ينعقد المؤتمر الثاني للحزب آلافي 1970 أي بعد 25 عاما من انعقاد المؤتمر الأول في 1945.
ونعود للزعيم الذي سلم رأسه ورأس ((الثورة)) ورؤوس الشيوعيين الذي كان العديد منهم معتقلا قدمها للفاشية البعثية و بيانهم الأسود رقم 13 بإهدار دم الشيوعيين وقتلهم أين ما وجدوا بمساعدة المخابرات الأمريكية التي كانت تذيع أسماء القيادات الشيوعية وأماكن تواجدها من إذاعة مجاورة للعراق.
وهاهو الحزب المسامح يهدر دماء رفاقه وجماهيره لعيون الديمقراطية الأمريكية المحمولة على ظهور الدبابات والطائرات ويصافح أيدي جزاريه والتهادن مع أعداءه الطبقين المحلين والمستوردين ليخسر فرصته في أن يكون المرجعية الوطنية الصادقة للشعب العراقي لمقاومة قوى الاحتلال والاستغلال.
إن سيطرة القوى الفاشية على السلطة في 8شباط 1963 افقد الشعب العراقي وقواه اليسارية فرصة تاريخية جبارة لتحذير ((الثورة)) وإيصالها إلى شاطئ الأمان والديمقراطية والرفاه من خلال السير ضمن عملية تنمية صناعية وزراعية ونهضة وثقافة وطنية ديمقراطية من خلال ما أقدمت عليه قيادة الزعيم من خطوات كبيرة وتاريخية في هذا الاتجاه كقانون رقم 80 لتأميم النفط وقانون الإصلاح الزراعي وقانون الأحوال الشخصية ونشر التعليم ومجانيته في مختلف المراحل وتأسيس وتطوير العديد من المعامل والمصانع والكليات والمعاهد ودور العلم بالإضافة إلى بناء ألاف الدور السكنية لفقراء الناس وتعبيد الطرق وتحديث المواصلات........الخ
حصل كل ذلك في أفضل ظروف دولية بوجود قوة الردع والمساندة بقيادة الاتحاد السوفيتي بالإضافة إلى الدعم منقطع النظير من قبل الجماهير الشعبية ومنظماتها المهنية والديمقراطية كاتحاد نقابات العمال واتحاد الجمعيات الفلاحة واتحادات الطلبة والشبيبة والمحامين والأطباء والمهندسين وكافة شرائح المجتمع الأخرى بغض النظر عن الدين والطائفة والقومية والجنس واللون.
إن ما جرى من أحداث خلال التغيير العاصف في 1958 وما بعدها وخصوصا بعد الانقلاب الفاشي في 8 شباط الأسود أدى إلى تفتت اليسار العراقي وإضعاف قدرته وانشغاله في مداواة جراحاته وآلامه وتعرض الحزب للانشقاق والشرذمة على الساحة العراقية بتبني التيارات القومية للماركسية والاشتراكية بعد هزيمة حزيران وادعاء هذه البرجوازيات الصغيرة أنها على يسار اليسار ومنها ادعاء البعث بعد 1نقلاب 17 تموز و30تموز 1968 بقيادة الخط ألصدامي العفلقي للحزب وقدرته الفائقة على التلون والادعاء والمناورة وتزوير التاريخ الماضي والحاضر وإيغاله بالجريمة والتأمر والتصفيات لكافة الحركات المنافسة والرافضة لقيادته. استمر الحزب الشيوعي العراقي بين اليمين واليسار فمن تبني طريق الكفاح المسلح في الجبل والهور (القيادة المركزية)وبين محاولة حل الحزب في تنظيمات الاتحاد الاشتراكي العربي(اللجنة المركزية)
ما جرته التجربة الفاشلة للجبهة الوطنية مع البعث ألصدامي وعدم استيعاب الدروس والتجارب السابقة وصفات ونهج وخصوصية هذه الأحزاب ومنابعها الطبقية في العراق في أنها لا تجد مخرجا لازمتها في قيادة الحكم والاحتفاظ به إلا بأسلوب القمع الدموي الدكتاتوري الفاشي حينما تستنزف أساليبها الديماغوجية في التضليل والتطبيل والشعارات الفارغة وحينما توضع أمام مفترق طرق بين الديمقراطية الحقيقية والتقدم وبالتالي إنهاء الحالة الاستثنائية وإتاحة الفرصة للقوى الاجتماعية الناهضة وخصوصا الطبقة العاملة وفكرها ومناصريها لتكون على رأس السلطة لقيادتها بحكم تطور الحراك الاجتماعي وعجز البرجوازية الممثلة بالكمبرادور عن النهوض بهذه العملية وبذلك فهي تلجا لانتهاج أسلوب العنف لكبح القوى اليسارية والشيوعية والديمقراطية التي تسعى إلى بناء الدولة الديمقراطية التعددية لدستورية وفك ارتباط الاقتصاد الوطني من الهيمنة الرأسمالية(لكن ذلك رهين بمدى حجم الإرادة الفاعلة لهذا النقيض وقدرته على فهم المستقبل فهما علميا بما في ذلك التحكم في الحاضر والسعي للتأثير فيه. وان حجم هذه الإرادة هو العامل الحاسم في تحقيق الحتمية وفي اختصار هذا التحقق زمنيا من الناحية الأخرى. من هنا يصبح بناء هذه الإرادة وتنقيتها ايدولوجيا وتنظيميا هو اقرب المهام زمنيا إلى المستقبل) كما يقول صلاح عيسى وهنا تتضح أهمية قيام قوى يسارية فاعلة قادرة على تحمل مسؤوليتها الوطنية والطبقية في عملية التغيير سعيا نحو بناء المجتمع الديمقراطي الاشتراكي هدف وطموح الجماهير ومأمن رفاهتها وخلاصها.
إن خير ما يمثل جزع البرجوازية الطفيلية في بلداننا ومنها العراق كونها مسخ لإقطاع بشع تفتقد لموضوعية وجودها ونموها ومفارقة اعتلاءها سدة السلطة السياسية وتنطعها لانجاز مرحلة التغير الوطني الديمقراطي هو الرد الفاشي المتغطرس لسلطة البعث على مطلب الحزب الشيوعي العراقي الخجول بإنهاء فترة الحكم الاستثنائي و الشرعية الثورية بحل مجلس قيادة الثورة وإجراء انتخابات ديمقراطيه وبرلمان وسن دستور دائم للبلاد حيث رأت قيادة الحزب إن الديمقراطية(عرجاء) ب(إن كانت هناك ديمقراطية أصلا)؟؟؟؟ وقد جاء هذا الطلب بناءا على ضغط قواعد الحزب ومطالبتها بموقف حازم للرد على ديكتاتورية وتعسف الحزب(الحليف). ومما هو جدير بالذكر إن هذا الطلب جاء بعد قص أجنحة الحزب الفاعلة بحل منظماته المهنية والديمقراطية كاتحاد الشبيبةوعرضها.الطلبة العام ورابطة المرأة وإعطاء الشرعية الكاملة لمنظمات السلطة الفاشية مما سهل على السلطة ضربه وتصفيته.
تسبب هذا الطلب بهياج البعث وشنه حملة إعلامية وتصفيات جسدية واعتقالات بالجملة لكوادر وأنصار الحزب في طول البلاد وعرضها . مع تامين كافة التسهيلات لقيادته بالرحيل والمغادرة خارج العراق الذي أدمنت عليه هذه القيادة في أوقات الشدائد عدى بعض الأسماء المعروفة بصلابتها ومواقفها من السلطة وعدم مهادنتها فقد جرت عملية اعتقالهم وتصفيتهم ومجهولة مصيرهم لحين التاريخ كصفاء الحافظ وصباح الدرة وعائدة ياسين وغيرهم من الكوادر الوسطى في الحزب حيث تمت إذابة أجساد بعضهم بالتيزاب. وقد عاشت بقية جماهير ألحزب تحت رحمة قوى الأمن والمخابرات الصدامية فمن اعدم ومن أمضى شبابه في السجون والمعتقلات ومنهم من احترق بنيران حروب الطاغية حيث لا مفر بعد أن أصبح من المستحيل إعادة الصلة بالحزب وقيادته الهاربة والمنفية. ولم يبقى من الشيوعيين سوى قلة قليله اختارت أن تحمل أرواحها على اكفها ومقاومة النظام كل بطريقته الخاصة مما أبقاهم أقمارا زاهرة تنير ظلام العقول تحت نير ظلام الاستبداد والفقر والحروب أملة بيوم الخلاص من الدكتاتور ونظامه وقد كان ذلك قريبا جدا وشاخصا في انتفاضة آذار المجيدة لولا............؟؟؟؟ولكن من المؤلم أن يوصف مثل هؤلاء الشيوعيون البواسل المحاربين بالقاصرين بنظر القادة الفارين !!!!!!
ورغم ذلك وفقدان الكثير في حملة الدكتاتورية على جماهير الشعب ومنهم بقايا الشيوعيين فقد بقيت هذه الكوكبة مخلصة لأفكارها ولحزب فهد الخالد ولمبادئ الاشتراكية والشيوعية النبيلة متناغمة ومؤيدة شعار الحزب قبل الاحتلال (لا ديكتاتورية ولا احتلال) ولكن هذا الأمل قتل وتحول إلى كابوس مرعب وخانق بعد أن استكانت قيادة الحزب لإرادة الاحتلال ومشاريعه الجهنمية مع بقية القوى القادمة على ظهور الدبابات والمتهالكة على كراسي الحكم الدولارية وارتضى المشاركة في مجلس الحكم البرايمري العرقي الطائفي الامبريالي!!!!؟؟؟
مما وضع الشيوعيون العراقيون في مأزق وطني وطبقي وفكري كبير فزاد من الشرذمة والتشظي والتعدد للعناوين اليسارية والشيوعية على الساحة العراقية.
وفي ظل تعنت وحب ألهيمنة والسدور في الانحراف والخطأ لقيادة الحزبKK ذهبت إدراج الرياح الجهود المضنية التي تحاول أن تبذلها بعض العناوين اليسارية لإنضاج مشروع تحالف وطني لقوى اليسار العراقي وخصوصا بعد انعقاد المؤتمر الوطني الثامن وعدم الإشارة لا من قريب ولا من بعيد للقوى الشيوعية واليسارية على الساحة العراقية والمضي في طريق إغفالها وتهميشها إن لم يكن معاداتها وإلصاق التهم المختلفة بها وبرموزها أدى ويؤدي إلى فقدان الشعب وعموم كادحيه المرجعية الوطنية والطبقية البديلة لقوى المحاصصة الطائفية والعرقية في ظل أوصاف مظللة لقوات احتلال عسكري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية حيث ينذر تموز اليوم وبعد 49 عاما لتموز 1958 بخطر تقسيم البلاد وضياع ونهب الثورة الوطنية وتقسيم البلاد إلى كانتونات طائفية وعشائرية وعرقية لتكون الساحة العراقية ملعبا مناسبا لتنفيذ مخططات الامبريالية والرأسمالية المسلحة وهي تعيش أعلى مراحلها وهلاكها وتعريضها العالم للخطر فالإرهاب هو أعلى مراحل الامبريالية وهي أعلى مراحل الرأسمالية متجاوزة طور الاحتكار نحو الهيمنة المسلحة والاستعمار.
مما تقدم نستطيع أن نخلص إلى الاستنتاجات التالية:-
*********************************
إن ما حدث في 14 تموز 1958 كان عبارة عن((فورة)) وليس ((ثورة)) بعناها العلمي الصحيح.
فورة انفجار غضب واسع بين ضباط الجيش العراقي ضد التبعية والاستغلال وسلب الإرادة الوطنية العراقية.وقد حملت هذه((الفورة)) قوى متشعبة ومختلفة النوايا والأهداف والتطلعات.كان على رأس هذه ((الفورة)) ((الضباط الأحرار)) أصحاب البزة الخاكية واللذين ينتمون إلى طبقات أو كتل اجتماعية مختلفة اغلبها من أتباع الإقطاع وملاك العقارات وبرجوازية وطنية تحلم بالنهوض، وبرجوازية صغيرة مشبعة بروح ((الثورة) العالمية المتطلعة نحو الحرية. وبالتأكيد فان هذه ((الكتل الفورية)) لا تحمل برنامجا واضحا للتغيير والتنوير بقدر ماهي امتداد لنهج قيام الدولة السلطة وليس الدولة الأمة باعتبارها دولة ناهضة ذات مؤسسات ونظم وقوانين ودستور يتمشى مع روح الحداثة والتطور وتعمل من اجل حرية ورفاه وتقدم الشعب. ومما يميز هذه الدولة السلطة إنها أتت تتويجا لنضال وتضحيات شعبية واسعة وأقدمت على الكثير من القرارات الفورية لتخليص البلاد من هيمنة الاحتكارات الرأسمالية البريطانية المترسخة والأمريكية المترقبة والتي كانت تعيش صراع مستتر على النفوذ والسيطرة على ثروات بلدان العالم وخصوصا العراق والخليج العربي بكامله،ولكن هذه الدولة السلطة هيمن عليها وحرفها عن طريق تطورها وتجذرها هو ضعف وعشوائية حاملها الاجتماعي ممثلا بالقيادات العسكرية وتطلعاتها المختلفة لابل المتناقضة والمتصارعة وخوف اغلبها من تطر ((الفورة)) إلى ثورة ضد قوى الاستغلال الخارجي والداخلي الممثل بالاحتكارات البترولية والإقطاع المتحالف مع قوى الإسلام السياسي والبرجوازية الطفيلية والقومانية الفاشية. مما أوصل الفورة إلى التشظي والانتحار في شباط 1963 الذي قادته قوى فاشية بلباس قوماني ادخل البلاد في انهار من الدم والدموع والخراب والموت، مدعوما في السر والعلن من قبل النفوذ الأمريكي المتطلع إلى سحب البساط من الاستعمار البريطاني.
ومن نتائج هذه ((الفورة)) التموزية أن أغلقت طريق التطور السلمي باتجاه تكوين الدولة الأمة ما قبل 14 تموز 1958 في سلسلة من الانقلابات العسكرية الدامية....الخ
حيث إننا نشهد الآن وبعد انهزام –ديكتاتورية الفرد والحزب –في 9-4-2003 التي كانت تقود عملية ترسيخ مفهوم الدولة السلطة بأبشع صورها وأكثرها ديماغوجية ودموية إلى قيام الدولة السلطة بأكثر أنواعها وأشكالها تخلفا المبنية برعاية وحماية الامبريالية الأمريكية وحلفائها، مع أنها تختلف عن الدولة السلطة في 1921 التي نشأت وفق عقلية مشابهة ولكنها جاءت وكأنها حصيلة انتصار جماهير الشعب العراقي بكتله المختلفة ضد الاستعمار البريطاني الغازي بعد ان خلصها من الاستعمار العثماني فبدت حين ذاك أكثر انسجاما وهي لا تشعر بالانكسار والذل بل ربما بالمجد والفخار على الرغم من الهيمنة الفعلية للاستعمار البريطاني وشركات الاحتكارات البترولية، الاستعمار البريطاني الذي حاول ان يجر الحكومة إلى حلف استعماري يدعى حلف بغداد الذي تم إلغاءه في 14-تمز 1958،في حين ان الدولة السلطة القائمة حاليا فهي تحمل ((معاني المذلة والعار- والمتهمة على نطاق واسع بالتبعية والعمالة للأجنبي بسبب كونها وليدة احتلال عسكري أمريكي مباشر أزاح من الدولة السلطة الديكتاتورية الصدامية التي كانت تتمظهر بمظاهر ((الوطنية)) و((القومية)) و((الاشتراكية)) والعداء للاستعمار والامبريالية الأمريكية، مما وضع المواطن العراقي في مأزق وطني كبير بين الفرح الغامر بزوال واختفاء الديكتاتورية والألم القاهر نتيجة سيطرة قوى الاحتلال والاستعمار على مقدراته وثرواته وسيادته الوطنية، فقد وضعوه بين خيارين كل منهما اشد مرارة من الثاني واختطفوا منه خيار المقاومة بإدخالهم وتشجيعهم فيالق الرعب والإرهاب . مما ولد حالة من تشظي ((الروح)) الوطني العراقي إلى حدوث فورات متعددة مختلفة الشدة ومتناقضة الأهداف محاولة كسب الانسجام الروحي والنفسي والوطني ولكن نتيجة لأسباب كثيرة داخلية وخارجية لسنا في موضع بيانها ألان ،هيمن نهج العنف الطائفي والعرقي الممهد له خلال عقود طويلة من الحكم الاستعماري وحكم الدولة السلطة المارة الذكر ولحين التاريخ ومن يتابع بدرية ودراسة ومراقبة دقيقة لأفعال وقرارات وتصريحات القوى الفاعلة ألان يتوصل إلى استنتاج ان هذه القوى وبالخادم مع قوى الخارج انم تريد تأبيد حالة الدولة السلطة وليس بناء الدولة الأمة التي للم تولد في العراق لحد الآن،وهي تسعى ألان لخلط الحابل بالنابل لتوفر فرص نموذجية وذهبية لقوى الرأسمال العالمي ودعامته الاحتلال العسكري الخارجي وتوابعه للاستمرار بالحكم والسيطرة ضمن الدولة السلطة الربيعية ومحاولة ربط العراق بمعاهدات عبودية وتبعية طويلة الأمد تديم استغلال ثروات العراق وتكبل شعبه وتديم حكم صنائعها إلى اجل غير مسمى غير مستفيدة من تجارب التاريخ القريب والبعيد بان حالة الاستعباد والإبعاد لن تدوم.
ألف تحية لشهداء تموز الأبطال سلام عادل ورفاقه وحسن سريع ورفاقه وخالد احمد زكي ورفاقه وعبد الكريم قاسم ورفاقه ومحمد الخضري وصفاء الحافظ وعائدة ياسين ضحايا البعث الفاشي
ألف تحية لكل العرقيين الأحرار ضحايا الاحتلال الغاشم والإرهاب الفاشي اللذين سيظلون نجوما تنير الطريق لجماهير الشعب العراقي لبلوغ الحرية والتقدم والازدهار مهما طال الطريق وتعقدت وصعبت المهام.




#حركة_اليسار_الديمقراطي_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العمالية كيف...ولماذا
- رسالة تهنئة الى الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق
- (آراء وملاحظات- حركة اليسار الديمقراطي العراقي-حيد- حول برنا ...
- الاتفاقية الأمنية بين الحكومة الامريكية و((الحكومة)) العراقي ...
- شعبنا يرفض معاهدة الاستعباد والاستغلال والإذلال
- أوقفوا هؤلاء المجرمين ألقتله بيان شجب واستنكار لما يجري للمس ...
- هل البند السابع ذريعة كافية لتوقيع الاتفاقية المقترحة بين ال ...
- فلسفةالحرية والتجربة الاشتراكية-افاق الاشتراكية
- الطبقة العاملة العراقية تختط طريق الخلاص من الفساد والمفسدين
- بيان بمناسبة الاول من ايار عيد العمال العالمي
- قلوبنا معكم ياعمال المحلة الكبرى
- بطاقة تهنئة من حركة اليسار الديمقراطي العراقي-حيد
- نحو العمل المشترك لقوى اليسار العراقي...اراء وملاحظات
- حول العمل المشترك لقوى اليسار العراقي
- نحو العمل المشترك لقوى اليسار العراقي
- وسائل ترويض الشخصية العراقية من قبل السلطات الاستبدادية
- رؤية حول المنهج الفكري لحركة اليسار الديمقراطي العراقي (حيد)
- فلسفة الحرية والتجربة الاشتراكية
- تأييد ودعم حملة/نداء من اجل بناء الدولة الديمقراطية المدنية ...
- لالقرار تقسيم العراق...لالمشروع قانون النفط والغاز


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حركة اليسار الديمقراطي العراقي - 14 تموز 1958 حدث هام في تاريخ الشعب العراقي