أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - مرثا ابنة يعقوب الْكَرَّام،














المزيد.....

مرثا ابنة يعقوب الْكَرَّام،


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


حدث ذلك منذ سنين عديدة ،أيام كنت طفلة في ميعة الصبا،فقد أحضر أبي شجيرات عنب صغيرة من حقل جدي بكفر ناحوم و قام بغرسها قبالة بيتنا وكنت مع أمي نساعده على الحفر وردم التراب و تغبـيـر الشجيرات وكنا أيضا نسقيها بماء نبع قريب، كان الكرم يكبر أمام أعيننا حتى صار يعطي الغلال ويزدان كلما حل شهر أيلول بعناقيد جميلة كالثريا، أقام أبي سياجا من شجر السرو والعليق حول الكرم و بنا وسطه بئرا ومعصرة وبرج مراقبة وكلما حل الصيف كنا نجني عناقيد العنب ونحتفظ بالبعض الآخر في الكرم حتى يحل أيلول فنطرحه للعصر وحدث ذات يوم و بينما كنا نجمع الغلال للعصر أن مر بنا يسوع الناصري مع بعض من تلاميذه، فحيا أبي ثم اتجه نحوي باسما واضعا يده على رأسي ثم خاطب والدي قائلا: هلا أعطيتنا شيئا من خمرك أيها الْكَرَّام لأعطيك أنا من خمرة الحياة فإن خمرتي معتقة وجيدة وستظل تذكرها كلما وضعت عنبك في الجفن وكلما أدرت هذه المعصرة، فقال أبي سأعطيك يا سيد من خمرة معتقة احتفظت بها من العام الماضي في الجرة و هي نتاج أول غلة كرمي هذا وسأعطي مثلها للهيكل عند قدوم فصح هذا العام، صب يسوع خمرة أبي في قدح و شرب منها وناول تلاميذه ثم التفت نحو أبي وقال: الحق الحق أقول لك أن خمرك رفيع وأنك كرام مجد فقد اعتنيت جيدا بأشجارك حتى أصبحت غلالها جيدة، وأنا كرام مثلك يا صاح أعتني بأشجاري لتصبح مغدقة معطاءة وتمنح ثمارا جيدة للمارة وعابري سبيل، نعم فكلنا عند التحقيق مارون من درب الحياة، وكلنا عابرو سبيل نطلب شربة ماء وكسرة خبز ومبيت ليلة عندما مغيب كل شمس غروب، قال هذا والتفت نحو تلاميذه، لبث يسوع معنا تلك الليلة و شاركنا عشائنا وسمرنا وحدثنا طويلا عن كروم الجليل المثقلة بعنب أيلول وعن عزف الرعاة العائدين عند المساء من الحقول وعن صبايا القرية المجتمعة حول النبع بجرارهن وعن ترنيمة الساقية بين الصخور المنفردة وحدثنا كذلك عن الحب والبذل والعطاء وعن الإيمان الحق الذي يصنع القداسة والجمال، كان كلام يسوع لنا في تلك الليلة يتسم بالبساطة والحكمة و الشاعرية و قد فقهت حينها ما عناه الناصري رغم صغر سني، و بعد مرور كل هذه السنين أيقنت أن كروم وأشجار يسوع التي اعتنى بها قد أينعت و تفرعت و صارت تنتج أثمارا جيدة في متناول كل الناس نعم في متناول كل الناس ليس في اليهودية فحسب بل في كل سوريا و مصر وفارس وروما.



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنفلونزا الخنزير تهدد مواسم الحج والعمرة.
- الشاعر الأردني سمحان إسلام يهين الإسلام
- أمير دولة قطر يتهم إخوانه من الرضاعة وينوه بأخلاق شيطان الحو ...
- شيطان الحوزة والانتخابات الرئاسية بإيران ...
- لماذا زورت الانتخابات الرئاسية في إيران؟؟ ...
- إمام مكة يحكم على غير المسلم بالخلود في النار
- التعداد الحقيقي لمسيحيي مصر ....
- أليصابات نسيبة مريم ....
- أليصابات، يسوع وأهزوجة الحصاد.
- نبي الإسلام والمؤلفة قلوبهم....
- زيارة البابا الغير المرغوب فيها، و ضرورة أنسنة المسلمين ...
- -عزرا-، زجال من أنطاكية...
- نجل الشيخ زايد يستمتع بتعذيب البشر.
- مصر بين أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الوهابية
- -عليزا- من حبرون، عن البشير مرقس .
- معا من أجل مندائية العراق ...
- محمد عمارة ونصارى مصر ....
- إسرائيل و العد العكسي لضرب إيران ..
- تازمامارت الحسن الثاني ودموع أحمد منصور....
- شعانين الحب...


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - مرثا ابنة يعقوب الْكَرَّام،