اللعنة لمن يبخس قيمة بني الإنسان

حياة البدري

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:33
المحور: حقوق الانسان
    

ملعون من يقول أن التنفيس عن النفس من الكرب والهم حرام...ومخبول من يقول أن الموسيقى منكر ورجس من الشيطان ... وملعون من يفرح الذات ويفرج عنها بوسائل لاشرعية وغير مواتية للظروف التي يحياها والبيئة التي يعيشها...

فنعم للموسيقى والفن الجيدين... ونعم للفرح الجماعي ولا للنكد والقلق والضجر وكل أنواع السأم التي تعد أسس كل الأمراض الجسدية والنفسية والاجتماعية...فنعم ثم نعم للموسيقى التي تسمو بالذوق الرفيع للإنسان وتحلق به إلى حيث الأمل والحب والتسامح وكل الصفات البشرية الراقية...
ولا ثم لا للموسيقى التي تهدر فيها الأرواح البشرية الغالية وكأنها مجرد حشرات تداس بالأقدام... ولا ثم لا للموسيقى والفن الذين يدفعان بالدوق الإنساني نحو التقهقر والميوعة والحيوانية....

ولا ثم لا للفنان الباهظ الثمن... والفنان الذي بات يتمنطق بحزام كم تدفع لكي أغني للآخر... فلا ثم لا لهذا الفن، الذي يؤثر على ميزانية الدول ... ويزيدها فقرا على فقرويكون سببا في تعميق الأزمة وتغليفها بقناع الفرح والنشاط والثراء... وهو منها براء...و مجرد مجتمع أكثر من نصف نسائه ورجاله وأطفاله يعيشون تحت عتبات الفقر والبطالة...هذا الداء الذي يتزايد يوما على يوم، والذي، لحدود الساعة لم تستطع حكومات بلدنا الحبيب المتعاقبة، إيجاد حل له، ومصل جديد لعلاجه وقطع جذوره ولو الظاهرة على السطح...!!!

فبعد هلاك أكثر من إحدى عشر مواطن مغربي وبعد الأضرار الوخيمة التي نتجت عن عدم حسن التدبير، وعدم حسن التفكير، نتمنى أن يأخذ المكلفون والمسؤولون العبرة من مهراجان الرباط الذي دخل التاريخ من كل أبوابه ، من حيث شهرة الفنانين الذين استضافهم ومن حيث الأموال المدفوعة إليهم مقابل أغانيهم ومن حيث الخسائر البشرية التي عرفها...

نتمنى أن يكون هناك بعد نظري ويكون هناك عمل ودراسة مسبقة قبل أن تقع الفأس في الرأس... وأن .يكون هناك تفكير مسبق قبل أن تقع الواقعة... فنبدأ بالبكاء والصراخ... كما العادة ... لما يفوت القطار... ويذهب أفراد الطبقة الكادحة كما اعتدنا دائما ...وكأن المسئولين يقومون بهذه الأعراس/المذابح... عنوة... قصد ضرب عصفورين بحجر واحد: العمل أولا على توفير مصاريف الجنازات الفردية، وأيضا، قصد الحد من النسل...! بعد فوات الثلاث الأشهر...و بعد السنوات الخامسة عشرة و العشرين والثلاثين... فلايهم ...وليس هناك أي مشكلة، مادام الأمر يتعلق بهذه الشريحة العريضة... فلايهم ...فلدينا "السطوك " ولدينا الكثير والحمد لله كل الحمد...

فمند المحارق التي عرفها المغرب وانقلاب العديد من القوارب... والفيضانات التي أغرقت سطح غرب المغرب جله... ورغم كل الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية التي عرفها بلدنا الحبيب لازلنا نتوفر على ثروة بشرية هائلة سترتفع مع عودة المهاجرين من الدول التي تضررت نتيجة الأزمة الاقتصادية...

ونتمنى أن يكون التخطيط والدراسة والتدقيق والتمحيص والمسؤولية الكبرى... هو الطريق الذي سيسير عليه أهل القرار وآخذي زمام الأمور ببلدنا العزيز، في كل خطواتهم المستقبلية بدل الارتجالية واللامبالاة... ومجرد التقليد الشكلي لبعض الدول المتقدمة، التي هي في واقع الأمر تبتعد عنا بالكثير من المسافات من حيث التنظيم والتسيير والتخطيط والتنظيم... ومن حيث المكونات ... وحتى نستفيد مسبقا وليس فقط بعد كل نكسة وسقطة... لابد من التفكير ودراسة أي مسألة على حدى بشكل جدي و مسبق ...وليس بعد فوات الأوان ...

#حياة_البدري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل