أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح سعيد عبود - رحلة الكون عبر الزمان(7) كيف تفقد قطعة معدنية وتستعيدها















المزيد.....

رحلة الكون عبر الزمان(7) كيف تفقد قطعة معدنية وتستعيدها


سامح سعيد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 10:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العلاقة بين الكتلة والطاقة يمكن أن تتضح لنا من ملاحظة قطعة معدنية صلبة مكونة من جزيئات متقاربة ومتلاصقة، فى شكل بلورات، وبتسخينها أى بمنحها طاقة حرارية نلاحظ تحولها لسائل حيث تحولت جزيئاتها لحالة حركة حرارية حرة بعد أن تباعدت عن بعضها، و تفككت البلورات التى كانت تتركب منها، و بزيادة التسخين فإن الجزيئات تزداد تباعدا وتحررا من روابطها، وبمزيد من الحرارة يمكن أن نصل لتفكك الجزيئات لذراتها الأولية واختفاء المادة الصلبة للعناصر التى كونتها
،وبمزيد من الطاقة يتم التغلب على روابط الإلكترونات مع البروتونات فتتفكك الذرات وتختفى العناصر التى كانت تكون القطعة المعدنية، و يمكن أن نستمر فى التسخين إلى أن تتفكك البروتونات والنيوترونات..ويمكن أن نستمر فى التسخين إلى أن تتفكك البروتونات والنيوترونات إلى كواركات وهكذا، ويمكن أن نستعيد القطعة المعدنية بصلابتها، بالتبريد أى سحب ما منحناه لها من طاقة حرارية تدريجيا.
فالطبيعة توجد دائما فى حالة حركة، سواء فى مجموعها ككل أو بالنسبة لمكوناتها من أشياء، و حركتها تسير وفق ضرورات معينة تعبر عنها قوانين محددة، تعرف بجانب الحتمية الاحتمال، وبجانب الضرورة الصدفة.
ولأن للطبيعة تاريخ، ولكل كائناتها المادية التى تكونها تاريخ، فأننا لا يمكن أن نفهمه أو نفهم الكائنات التى تكونها، ولا أن نفهم العمليات التى تكونه أو تكون كائناته، والتى تشكل جوهره وجوهر تلك الكائنات، ولا ظواهره أو ظواهر تلك الكائنات التى تبدو لنا، ولا تفسيره أو تفسير تلك الكائنات، إلا إذا درسناها من خلال النشوء والتطور والاضمحلال، من خلال تاريخها، ومن خلال ارتباطها بالكائنات الأخرى، والظواهر الأخرى، والتى تدخل معها فى شتى العلاقات.
الحديث عن التطور وحسب مجرداً عن الواقع، هو حديث من سطح الأشياء لا من عمقها، فالتطور عملية معقدة للغاية، فهى لا تسير مطلقا فى خط مستقيم و بلانهاية و بشكل آلى، و لكنه خط شديد التعرج، تجد فيه الصعود إلى مراحل أعلى ثم الردة إلى مراحل أدنى، وتجد فيها الدوران فى حركة حلزونية لا تغلق فيها دوائر الدوران، تجد فيه القفزات المفاجئة السريعة من نوعية لأخرى، والتغيرات الهادئة البطيئة فى إطار نفس النوعية، تجد فيه التدرج و انقطاع التدرج.
و لما يحمله التطور من مفاجئات، وما تعرفه اتجاهات الحركة من احتمالات، فنحن لا يمكننا التنبؤ الدقيق باحتمالات التطور للطبيعة و كائناتها المادية، وهذا التطور من حيث هو عملية، لا يعنى مجرد التراكمات الكمية التدريجية التى تحدث للكائن المادى، ولا تغير من جوهره أى طابع العمليات التى تميزه.. فالتطور ليس مجرد تغيرات بسيطة تحدث للأشياء، وإنما هو عملية تتحول فيها الأشياء كيفيا، أى تتحول إلى أشياء أخرى تختلف جذريا فى جوهرها و خصائصها، وهذا هو ما يؤدى لنشوء الجديد من القديم و فناء أشكال معينة لتتكون أشكال أخرى، أما ما يؤدى إلى هذه العملية المعقدة فهو التناقضات الداخلية الكامنة فى طبيعة الأشياء التى تتحول من نوع لآخر، فحل هذه التناقضات هو الدافع لعملية التطور، فلولا اختلاف شحنات كلاً من البروتونات والإلكترونات ما تكونت الذرات، ولولا اختلاف كهربية الأغلفة الخارجية للذرات ما تكونت الجزيئات، و لنفس السبب ما تكونت الأجسام.
هذا الفهم الصحيح للتطور هو البداية الصحيحة للمعرفة، والقدرة على السيطرة على الطبيعة وتغيرها، كما هو بالنسبة للمجتمع البشرى تماما، إذا أردنا تغييره فعلينا أولاً أن نعرف قوانين تطوره.
من الشمس إلى الحضارة المصرية القديمة
يشكل كل من الهيدروجين والهيليوم الغازان الرئيسيان فى النجوم، ويشكلان 90% من ذرات الوجود المرصود لنا حتى الآن، كما يشكل الهيدروجين ثلاث أرباعه ، وتنطلق طاقة هائلة نتيجة اندماج أنوية نظائر الهيدروجين ، وذلك فى صورة إشعاعات مختلفة الأطوال والشدة ، وهذا التفاعل هو عين ما يحدث فى كل النجوم النشطة مسببا حرارتها الهائلة وضيائها الأخاذ ، كما يحدث هذا فى عمليات الاندماج النووى التى استحدثها الإنسان ، سواء فى القنابل الهيدروجينية ، والتى تم تفجير أولها سنة 1954 ، أو لتوليد الطاقة للأغراض السلمية ، والتى لم تستخدم عمليا حتى الآن ، فالاستخدام الأول شجعته احتكارات السلاح ، والاستخدام الثانى منعته حتى الآن احتكارات البترول ، إلا إنه بدأ الحديث عنه فجأة "بعد أزمة الخليج الثانية، وما سببته من أزمة فى الطاقة ، كما لو كان اكتشاف حديث.
تنطلق أشعة الشمس صوب الفضاء ، ليقترب بعضها من كوكب الأرض ، و يجتاز القليل جداً من هذا البعض الغلاف الجوى للأرض و الذى يحمى الحياة من الأشعة الضارة حيث لا يسمح لها بالمرور.. وتسقط بعض هذه الأشعة على المحيط الهندى، فتتبخر مياهه بحرارتها اللافحة، و تتصاعد سحب بخار الماء إلى أعلى الغلاف الجوى، و تتكاثف هناك فى صورة سائلة نظراً لانخفاض درجة الحرارة فى طبقات الجو العليا.
وفى نفس الوقت فإن الضغط الجوى يكون مرتفعا على سطح المحيط الهندى، فى حين أن الضغط الجوى يكون منخفضا على جبال الحبشة، والتى تكونت نتيجة صعود لطبقات الأرض فى هذه المنطقة فى عصر جيولوجى ما، ولذلك فإن الهواء يتحرك حاملاً سحب بخار الماء من مناطق الضغط المرتفع لمناطق الضغط المنخفض، فى صورة رياح رطبة، والتى عند اصطدامها بقمم الجبال فأنها تحدث بها تآكل محولة إياها إلى هضبة مستوية هى ما يعرف بهضبة الحبشة الآن، وتسقط الأمطار وتجرف معها جزيئات صخور قمم الجبال مسببة تعريتها، وتحفر سيول المياه المتساقطة إلى أسفل مجار لها فى الأرض الرسوبية الأقل صلابة، وتتسع هذه المجارى بمرور الأيام مكونة قنوات و مجارى أوسع لتصب أخيراً فى المجرى الرئيسى الذى سمى فيما بعد بالنيل و دلتاه، ليصب الماء فى النهاية فى البحر الأبيض المتوسط، وقد أخذت المياه ترسب الطمى على جانبى النهر وفى دلتاه، مكونة واحد من أكبر أنهار العالم، وأكبر الوديان الزراعية و أكثرها خصوبة
و تمر سنوات طويلة حتى تغزو منطقة شمال أفريقيا شرق وغرب النهر موجات من الجفاف أدت لموت الغابات والمراعى التى كانت تغطى هذه المناطق، و بدء التصحر فى هذه المناطق و تم تحولها لصحراء جرداء قفر، وقد كان هذا منذ حوالى 10000 عام، فأخذ سكان هذه الصحارى فى موجات تتناسب مع موجات الجفاف يرحلون للوادى، و يتركوا هناك حرفتهم الأصلية وهى صيد الحيوانات وجمع الثمار والجذور، ليبدءوا فى التحكم فى النهر وزراعة واديه تدريجيا، وهناك أنشئوا واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية المعروفة، ومازالت الحياة حول هذا الوادى مرتبطة و معتمدة بشكل كامل بكل هذه السلسلة من العمليات المترابطة.
لابد و أن نعرف إن هذه السلسلة ما هى إلا جزء ضئيل جداً من شبكة لانهائية من السلاسل المتشابكة و المعقدة، فما الوجود إلا كائنات مادية لانهائية تترابط فى علاقات متبادلة لا نهاية لها، وتعتمد فى وجودها وحركتها وتحولاتها على بعضها البعض، وعلى تأثيرها المتبادل على بعضها البعض، فكل ظواهر المادة ما هى إلا تعبير عن عمليات تجرى بين أشياء مادية، والتى تترابط فيما بينها ترابطا متبادلاً بل وتعتمد على بعضها اعتمادا متبادلاً.
سلسلة أخرى من العمليات المترابطة.
تكونت الذرات فى لحظة تاريخية معينة، أتسم فيها الكون بدرجة حرارة منخفضة نسبيا، سمحت بتبادل البروتونات والالكترونات لكمات الطاقة الكهرومغناطيسية أو الفوتونات، حيث أن درجات الحرارة الأعلى لا تتيح فرصة لهذا التبادل ـ ولما كانت درجات الحرارة مجرد مقياس لمتوسط طاقة أو سرعة الجسيمات، فان تبريد الكون يكون له تأثير جوهرى على ما فيه من مادة، وعند درجات الحرارة العالية جداً، تتحرك الجسيمات فيما حولها بسرعة يبلغ من قدرها أن الجسيمات تستطيع أن تفر من أى تجاذب فيما بينها يرجع إلى القوى النووية أو الكهرومغناطيسية، ولكنها إذ تبرد فأن المرء يتوقع أن هذه الجسيمات يجذب بعضها بعضا لتبدأ فى التجمع ثانيا. وفوق ذلك فأنه حتى نوع الجسيمات التى توجد فى الكون يعتمد على درجة الحرارة.
وعلى ما يعتقد فقد تكونت فى البداية أنوية الهيدروجين الثقيل، الذى تحوى نواته على بروتونا و نيوترونا، وذلك بعد أن أصبحت البروتونات والنيوترونات لا تملك الطاقة الكافية لكى تهرب من الطاقة النووية القوية، ثم أخذت الأنوية المتكونة تحتك مع بعضها، و هو ما أدى لتوليد طاقة هائلة، وهذا أدى بدوره لاندماجها مكونة أنوية الليثيوم والبريليوم، وهى عناصر أثقل، ثم أخذت النيوترونات فى أنوية نظائر الهيدروجين تتحلل إشعاعيا لتكون أنوية الهيدروجين العادى، مع بقاء بعض النظائر، و التى تحتوى على النيوترونات فى أنويتها، وما إن تنخفض درجات الحرارة حتى لا يصبح للالكترونات والبروتونات الطاقة الكافية لكى تهرب من التجاذب الكهرومغناطيسي، وتتكون بالتالى ذرات العناصر المختلفة، و الأثقل والأعقد فى بناءها مسببة مزيداً من التنوع فى العناصر، ومع تدخل الإنسان صناعيا فى القرن العشرين اكتملت ذرات العناصر المعروفة لدينا، و وصلت إلى 120 عنصر، و يعتقد أنه لا يمكن أن توجد عناصر جديدة، حيث أن النواة التى تحتوى على أكثر من 120 بروتون ستكون ذرات تنحل فور تكونها. حيث أن مثل هذه النواة يزول فيها الحاجز بالنسبة للانشطار كليا تقريبا. ولابد أن تكون هذه الذرة غير مستقره تماما للانشطار. وحتى إنها لا تتشكل أبداً، إذ تتجزأ إلى أجزاء فى اللحظة نفسها، وفى قائمة التصميمات النموذجية التى كوناها لتركيب الذرات نجد أن الرقم الأخير فيها هو 120، وهذا يعنى بان النوى وكذلك الذرات بالطبع لا يمكن أن تحتوى على أكثر من 120 بروتونا مها كانت الظروف.



#سامح_سعيد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة الكون عبر الزمان(6) كيف تتحرك وتتكون الأشياء من حولنا؟
- رحلة الكون عبر الزمان(5) ترابط كل ظواهر الطبيعة التى تلعب تن ...
- رحلة الكون عبر الزمان(4) مشاكل الفيزياء المعاصرة
- رحلة الكون عبر الزمان(3) القوى التى تتحكم فى الطبيعة
- رحلة الكون عبر الزمان(2) المعادلة الأشهر فى التاريخ
- رحلة الكون عبر الزمان(1) الجسيمات الأولية : اللبنات الأولى ا ...
- لماذا يختلف الشيوعيون اللاسلطويون عن الشيوعيون السلطويون ؟
- الشيوعية اللاسلطوية
- الصراع من أجل الحرية والمساواة
- هيباتيا تسحل من جديد
- عذرا ماركس: الدين ليس وحده أفيونا للشعب
- الهوية الجماعية هى ثقافة القطيع
- دارون .. ماذا فعلت الرأسمالية بالإنسان العاقل؟
- الشريعة الإسلامية : ضجيج بلا طحن
- النظريات الماركسية ليست كقوانين نيوتن
- أطفال لينين على صواب
- التاريخ وهم نضيع فيه حاضرنا ومستقبلنا
- انحطاط الرأسمالية فى مصر كنموذج لانحطاطها فى العالم
- الطبقة العاملة تستيقظ من جديد
- الحرية والضعف البشرى


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح سعيد عبود - رحلة الكون عبر الزمان(7) كيف تفقد قطعة معدنية وتستعيدها