أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامح سعيد عبود - أطفال لينين على صواب















المزيد.....

أطفال لينين على صواب


سامح سعيد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 09:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يطلق البعض على المنتمين للتيارات اللاسلطوية المتأثرة بالماركسية، أنهم أطفال لينين، لأنه سفه أسلافهم التاريخيين، و وصف شيوعيتهم اليسارية بأنها لعب أطفال ، ولكن التجربة التاريخية فى هذه الحالة، أثبتت أنه أحيانا ما يكون لعب الأطفال أكثر حكمة وصوابا من عمل الراشدين.
* فى مارس 1921، طالبت المعارضة العمالية بأن يكون الإنتاج والخدمات تحت إدارة النقابات العمالية ومجالس العمال، إلا أن لينين نعت الاقتراح بأنه "انحراف نقابي فوضوي واضح وجلي" وذلك في التقرير الذي قدّمه أمام المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي البلشفي لروسيا ، وطرح فى مقابل هذا نموذج لدولة تتجاوز مهامها السيادية التقليدية إلى إدارة مجمل شئون المجتمع فى الإنتاج والخدمات، مأخوذا ومنبهرا فى ذلك بنموذج إدارة جهاز الدولة الألمانى لمرفق البريد، و أنتهى اقتراح لينين البالغ الذى أخذ فرصته فى التطبيق إلى أن يتحول كبار العاملين فى الجهاز البيروقراطى للدولة لطبقة منفصلة عن الطبقة العاملة مثقلة بالامتيازات، و محصنة من النقد، واتاحت لها سلطاتها الكلية القدرة، أن تفسد دون حسيب، و تخرب دون رقيب، وانتهى الأمر بها أن تدمر بنفسها دولتها، و أهدت بسهولة معظم ثروات الاتحاد السوفيتى التى بنيت بكم هائل من التضحيات عبر ثمانين عاما إلى حفنة من اللصوص، دون أن يبدى العمال أى دفاع عن ما يملكوه، وما شيدوه بالدم والعرق والحرمان، لأنهم فى الحقيقة لم يشعروا يوما أنهم مالكين لكل تلك الثروة، فقد كان تخطيط الدولة العقلانى لكل من الإنتاج والاستهلاك، يعنى تكديس السلاح وغزو الفضاء، و فى نفس الوقت حرمان الناس من احتياجاتهم الاستهلاكية البسيطة،..أما ما اقترحه الأطفال، ولم يجد الفرصة للتطبيق ، فكان يعنى ببساطة أن يتحرر العمال فعليا من عبودية العمل المأجور التى استمرت لدى الدولة كما كانت لدى الرأسماليين ، كما استمر انفصالهم عن وسائل الإنتاج، وعن ما ينتجوه كما كانوا فى الوضع الذى ثاروا عليه، كان الأخذ بكلام الأطفال ، سوف يعنى عدم اتاحة الفرصة للفساد و لتنامى الثروات من الاقتصاد السرى، طالما ظل بإيدي العمال أنفسهم إدارة ما يملكوه، وما كان يمكن أن يسلب منهم ما بنوه، بمثل هذه البساطة التى حدثت، فضلا عن أنهم فى النهاية كانوا سوف ينتجون ما يحتاجونه فعلا من احتياجات استعمالية، دون هدر للإمكانيات الموارد وجهودهم الهائلة فيما لا طائل من وراءه ، وبالتالى ما كان يمكن أن يفقد البشر فرصتهم التاريخية للتحرر من القهر والاستغلال، و التى قد لا تتكرر فى المدى المنظور، نتيجة هذا الفشل المروع، برغم ما يمثله الوضع الحالى من تهديدات لاستمرار البشر أنفسهم فى الوجود، وبرغم الأزمة التى تعترى الرأسمالية مؤخرا، بسبب عزوف الناس فى نفس الوقت عن سماع من يطرحون البديل عن هذا الوضع، والذين يقترحون تجاوز الرأسمالية فورا.
* شرحت "كولنتاى" مميزات ظاهرة انتشرت عفويا مثلها مثل ظاهرة المجالس العمالية فى بدايات الثورة، و هى تحول الأعمال المنزلية من طهو وغسل ملابس و رعاية أطفال و خلافه من أعمال تخص كل أسرة على حدى، و تلقى على عاتق المرأة وحدها، إلى أنشطة جماعية يشترك في انجازها العديد من الأسر والأفراد المتعاونين، و الذين ينتجون ويستهلكون ويعيشون سويا، ومدى انعكاس ذلك على تحرر المرأة من مشاق العمل المنزلى وسلبياته، إلا أن فكرة أن ينتج ويستهلك ويعيش الناس سويا فى جماعات يربط أفرادها نشاط اقتصادى و جيرة، تحمل من الإيجابيات ما هو أكثر من ذلك ما لا يتسع المجال لذكرها فى هذا المقال القصير، ولكن الظاهرة انتهت بسحق المعارضة العمالية، و قمع عفوية تحرير الناس لأنفسهم، وتنظيم حياتهم بإرادتهم، وتمت العودة مجددا إلى نموذج الأسرة التقليدية، و استمرار التناقض بين الإنتاج الجماعى والاستهلاك الفردى ، وهذا أدى لانتعاش الفردية واستمرار الأنانية فى الناس، وتنافسهم البغيض على المناصب والمغانم، بدلا من تضامنهم و تعاونهم سويا فى مواجهة الحياة، وهذا أدى لفساد بعضهم من الذين اتيحت لهم فرص الفساد.. كما أتاح الاستهلاك الفردى، انتعاش ثقافة الاستهلاك بين الأفراد، وكانت النتيجة أن وقع الكثير من الأفراد تحت تأثير الإعلانات الاستهلاكية وأوهام التطلعات الاستهلاكية فى الغرب الرأسمالى، مما ساعد على سهولة الانهيار ، الذى ما إن تم حتى تورط الألاف فى مافيا الاتجار فى البشر سواء كمجرمين أو ضحايا.
* تم بناء الاتحاد السوفيتى على انقاض الامبراطورية الروسية التى كانت تضم أكثر من 160 مجموعة أثنية وقومية، أكبرهم الروس الذين كانوا يشكلون حوالى نصف السكان، وبعض تلك المجموعات كان لا يتجاوز أفرادها بضع آلاف، وكانت رؤى الأطفال الذين عبرت عنهم روزا لوكسمبرج أن تنتظم الأجهزة السياسية والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية بشكل منفصل عن انتماءات الأفراد الأثنية والقومية مع تمتع هؤلاء كأفراد فى نفس الوقت بحقوق إنسانية متساوية ، والذين يمكن لهم كجماعات الحفاظ على تراثهم الأثنى والقومى من خلال أنشطة ثقافية وتعليمية لا غير .. ولكن البالغين بقيادة لينين قرروا أن يمنحوا تلك المجموعات كيانات سياسية وإدارية داخل الدولة فى شكل جمهوريات اتحادية وجمهوريات و أقاليم ذوات حكم ذاتى داخل الجمهوريات الاتحادية ..مكرسين هيمنة الجمهورية الروسية داخل الاتحاد على الجمهوريات الأخرى، ومن ثم استمر وضع الامبراطورية الروسية مع تغير فى الشكل، مما أعطى الفرصة لتنامى النزاعات القومية و الانفصالية بين شعوب الاتحاد، وكان نتيجة تبنى الفكر القومى والطائفى وعدم اجتزازه ، أن تفكك الاتحاد السوفيتى وتشيكوسلوفاكيا ويوجوسلافيا لكيانات قزمية بسهولة غير عادية، لا بد وأن تستمر تبعيتها للكيانات الأكبر رغم الاستقلال المزعوم ، فكثير من تلك الكيانات لا تتجاوز سكانا ومساحة المدينة التى أسكنها.. فى حين لو تم تبنى أفكار الأطفال ما كان يمكن لهذا الانهيار أن يحدث ، فثمانين عاما من العيش والعمل معا بين الأفراد دون اعتبار للاختلافات العرقية والثقافية والقومية بينهم كانت كفيلة بصهر تلك الجماعات القومية والأثنية معا مثلما أنصهر المهاجرين الآتين من شتى بقاع العام فى دول المهجر فى العالم الجديد، برغم كل اختلافاتهم التى لا تعيرها دول المهجر اهتماما كما لا تلتفت إليها المؤسسات الاقتصادية ، وتظل الظاهرة القومية متجسدة ومحصورة فى أنشطة ثقافية واجتماعية تمارسها مؤسسات المجتمع المدنى للجماعات القومية والأثنية المختلفة.
لم أهدف من هذا المقال البكاء على اللبن المسكوب ، وممارسة العادة البغيضة فى اجترار الماضى، بل أهدف لطرح رؤية مستقبلية لتجاوز الرأسمالية والوضع الحالى..لا تخشى الابتزاز باسم الواقعية ، و لا الاتهام بالتطرف والصبيانية.
http://fasail.blogspot.com/



#سامح_سعيد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ وهم نضيع فيه حاضرنا ومستقبلنا
- انحطاط الرأسمالية فى مصر كنموذج لانحطاطها فى العالم
- الطبقة العاملة تستيقظ من جديد
- الحرية والضعف البشرى
- سر صمود الرأسمالية
- نهاية نقابة المنشأة
- العمال تحت نيران القمع
- هوامش على إضراب 6 إبريل (1)
- اللاسلطوية ليست عقيدة و لا يوتوبيا
- إلى البروليتاريا الفلسطينية . حماقة النخب لن تأتى لكم بالعدا ...
- القيمة فى العمل(3) ماركسيون قوميون ضد الطبقة العاملة
- القيمة فى العمل(2) يحرمون القمار و يحللون المضاربة
- القيمة فى العمل(ا) يحرمون الربا و يحللون فائض القيمة
- المنزل ينهار و نتجادل فى وضع لوحة على الجدار
- كيف نقاوم ارتفاع الأسعار؟
- أصول النضال العمالى
- الحكام بين المستورد و المحلى الصنع
- الاستثمار فى الدين والغيبيات
- لماذا مالكولم إكس؟ وليس مارتن لوثر كنج
- موجز تاريخ المادة والوعى(11) كيف تنعكس الأشياء؟


المزيد.....




- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024


المزيد.....

- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامح سعيد عبود - أطفال لينين على صواب