أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سلامة - جذور الإلحاد(12) الكتب المقدسة















المزيد.....

جذور الإلحاد(12) الكتب المقدسة


سامح سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التدين ظاهرة غير عقلانية، إذ تضرب بجذورها فى عواطف وغرائز البشر،كما تضرب جذورها أيضا فى النظام الاجتماعى الاقتصادى والسياسى، ومن ثم فنقد الدين باستخدام المنطق المجرد لا يكون مؤثرا فى من يحتكمون لتلك العواطف والغرائز، كما أن هزيمة الدين لن تتحقق كاملة إلا بتغيير النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى أفرزته، ونحن هنا أمام علاقات ترابط معقدة، فنحن بحاجة لنقد الدين كى نغير النظام الاجتماعى، كما أننا لن نهزم الدين نهائيا إلا بتغيير النظام الاجتماعى.
*** المؤمنون يقرأون بخشوع ما يعتقدون أنها كتب مقدسة ذات مصادر إلهية، فلا يرون ما فيها من تناقضات عقلية، وأخطاء علمية، وعيوب تعبيرية، وسقطات لا أخلاقية، ولا يلاحظون أن كل هذا لا يليق أن يصدر من خالق هذا الكون المنسوب إليه النص المقدس، أما غير المؤمنين بتلك الكتب، سواء أكانوا متدينين بأديان أخرى أو غير متدينين بأى دين، فإنهم من القراءة الأولى لتلك الكتب يكتشفون تلك التناقضات والأخطاء والعيوب والسقطات ببساطة، لأنها واضحة كالشمس فى رائعة النهار،إلا أن العاطفة الدينية تخسف تلك الشمس فى عيون المتدينين، فحبيبك دائما ما يبلع لك الحجر، وعدوك دائما ما يتمنى لك الخطأ.
*** من أكثر الملاحظات الى تثير استغرابى ، و لا أفهم لها من تفسير سوى التعصب الأعمى الذى يصيب العقول بالغفلة، هى أن هؤلاء المتدينين لا يرون ما أراه بسهولة، عندما أقرأ تلك الكتب ودون أى مجهود خارق منى، هل هناك تفسير لذلك سوى نوع من العصاب الجماعى علاجه وتفسيره لدى أطباء النفس.
*** على المتدين إن أراد أن يشفى من الوهم المسيطر عليه، هذا إذا كان يحترم عقله، أن يقرأ كتابه المقدس بلا عواطف وأحكام مسبقة، أن يكون شجاعا و أمينا مع نفسه، فيقرأه بما يملك من قدرة على النقد الموضوعى، لا بما يملك من مشاعر عاطفيه نحوه، وهذا على العكس بالطبع من ما يطلبه منه رجال الدين الذين يطلبون منه التسليم الأعمى بكل ما جاء فيه، ومن هنا سوف يكتشف بنفسه، و بدون مساعدة من أحد الخدعة التى ورطه فيها أهله صغيرا ، و سوف يكتشف مدى بشرية تلك النصوص وتهافت منطقها وتناقضاتها وأخطاءها وعيوبها هذا إذا كان ينشد الحقيقة فعلا لا مجرد استسهال الإجابة،.
*** المتدينون بدين ما يعتقدون اعتقادا جازما، بمنطقيه نصوصهم المقدسة ووضوحها وإعجازها، و أن كل من يقرأها، لابد وأن يؤمن بها كما آمنوا هم بها، وإن لم يفعل ذلك لعدم اقتناعه بألوهية النص، فإن كل ما يفعلوه هو أن يكيلوا له شتى التهم، التعصب،أهواء النفس،المرض النفسى، العناد، الغرور، التآمر، الغباء، الكبر، والحق يقال أن كثير من هؤلاء المتدينين يحوزون على معدلات عالية فى الذكاء، إلا أن هذا الذكاء يصاب بالشلل عند قراءة النص المقدس الذى يؤمنون به، فى حين أنهم يستخدمونه بكفاءة عالية لدى قراءتهم للكتب الأخرى.
*** لاحظت عن تجارب عملية عايشتها بنفسى، و لا علاقة لها بالقراءة، أن هناك من معارفى القريبين، من لاحظتهم أطفالا يقتربون من العبقرية وحدة الذكاء، وكيف أنهم انجزوا تفوقا دراسيا ملموسا، ولاحظتهم شبابا لامعين، وكيف أنهم أصبحوا يمزجون بسهولة بين سذاجة مفرطة وألمعية وظيفية، وكيف أن أسرهم و طريقة تربيتها لهم، وطريقة تعليمهم فى المدارس، والمناهج التى تلقونها، وما يطلعوا عليه من أعمال إعلامية وثقافية، خلقت لديهم بقاع عمياء فى العقل لا يقترب منها ضوء الحقيقة.
*** المتدينون عموما لا يدركون، أنهم ومنذ ولادتهم يقعون فى شبكة من علاقات سلطوية، يكونوا فيها هم الطرف الضعيف المسيطر عليه، إلى أن يشتد عودهم، فيمارسوا هم سيطرتهم على أطراف أخرى أضعف، وأن علاقات السلطة تستهدف ترويضهم وتشكيل عقولهم فى الأسرة و المدرسة،والدولة، وكلها تساعد على أن يكونوا ضحايا احتيال لمؤسسات دينية تسيطر عليهم، وتعيش على حسابهم بسبب غفلتهم، وقد ملىء المحتالون من رجال الدين عقولهم بالأكاذيب، التى تعيق بالفعل عمل عقلهم فيما يتعلق بالأوهام التى يبيعونها لهم. ومن أجل أن يستمر ابتزاز رجال الدين لهم فهم يخفون عيوب النص المقدس الواضحة بشتى الحيل ، بتأويلات وتفسيرات مختلفة للنص، و باستخدام شتى الحجج الواهية.
*** لأننا نشب على دين آباءنا، وما برمجونا عليه من عقائد، بجانب نصائحهم العملية لنا، و التى اختبرنا صحتها لنتفادى أخطار الحياة، كعدم الاقتراب من النار مثلا، أو المعرفة الصحيحة مثل احتياج النبات للماء كى ينمو، فإن نوعا من الارتباط الشرطى ، يتكون فى عقولنا بين ما تم تلقينه لنا من علم وحكمة، و ما تلقيناه من خرافة، فيربط بينهما فى عقولنا ربطا يصعب فصله، وهذا يجعل عملية التخلى عن الخرافة فى غاية الصعوبة النفسية، مما يفسر استمرار التمسك بالخرافات رغم كل أسلحة المنطق المستخدمة فى تفنيدها. وربما يكون العلاج هو فى اخضاع المتدين لارتباط شرطى آخر يجعله يتخلى عن الخرافة التى يؤمن بها مبقيا على العلم والحكمة الذى تلقاها صغيرا.
*** أول الشكوك التى يجربها اللاديني المولود لآباء متدينين، هى الشكوك فى الكتب المقدسة لديه لا كتب الأديان الأخرى، القرآن بالنسبة للمسلم،و الأنجيل بالنسبة للمسيحي، والتوارة بالنسبة لليهودى، وقد يقمع بنفسه تلك الشكوك خوفا من التهديدات، وجبنا عن دفع ثمن تلك الشكوك بالخروج عن القطيع الذى ينتمى إليه، ويقمع هذه الشكوك رجال الدين والمحيطين به بترديد التبريرات المتهافتة التى تثبت إيمانه بالنص... وقد يتحلى بالشجاعة فتنقله تلك الشكوك الأولية فى كتابه المقدس، فيستبدل خرافة بخرافة، و ينتقل من دين لآخر، أو ينتقل لأنواع من الإلحاد الضعيف، الألوهية أو اللأدرية، قبل أن ينتقل للمحطة الأصعب نفسيا ، و هى الإلحاد القوى.
*** قبل أن يدلى المتدينون بنصائحهم الجاهزة، أقول لهم ، أنى قرأت التوارة والأناجيل ورسائل الرسل والقرآن وتفاسيره، وكثير من السنة والسيرة، و كتاب الأقدس البهائى ، ودرست بحكم الدراسة والتخصص المهنى شرائع المسلمين والمسيحيين واليهود، وأصول الفقة الإسلامى، وقرأت عن الأديان الأخرى لدرجة تكفى للإلمام بها، والشىء المؤكد بالنسبة لى أنى أضعت وقتى فى قراءة كل هذا العبث الذى لا يفيد و لا يمتع، و لايغنى و لايسمن من جوع، إلا من زاوية اكتشاف بشرية تلك النصوص، والعقلية البدائية الساذجة وراء كتابتها.و اعتقد أن قراءة هذه الكتب يكفى لإلحاد كل ذى عقل يعمل دون أى مسوغات أخرى.
*** وفق هذا الإلمام العام فإنى اعتقد أن الأديان كلها ،لا تقف عند نفس المستوى من السوء، إذا فاضلنا بين سىء وأسوء، وتحظى اليهودية والهندوسية والمسيحية والزرادشتية والإسلام بالدرجات الأسوء فى تقييم الأديان، أما الأقل سوءا فهى الأديان الفلسفية كبوذية الثيرافادا، وهى أقرب الأديان للعلم والمنطق كما أنها تقترب من مواقف الإلحاد الخفيف لكونها لا تعترف بخالق شخصانى للكون، وتعريفها للروح هو الأقل غيبية من تعريفات الأديان الأخرى. مما يجعل الكثيرين يرشحونها أن تكون الدين الرئيسى للبشرية فى المستقبل، وذلك لمن لا يستطيعون الحياة بدون تدين وروحانية.
*** لمن يطالبوننى بأمثلة على ما أدعيه من عيوب وسقطات الكتب المقدسة مما يثبت بشريتها وبدائيتها، فأنى أعتقد أن أى أمثلة سوف تكون مجرد ثرثرة لأنها تعيد إنتاج نصوص متوفرة بغزارة على الأنترنت لمن يريد أن يبحث، واعتقد إن تحريض القارىء على البحث أفضل من تلقينه وجبات جاهزة، كما أن هناك سبب آخر لعدم كتابتى أمثلة محددة، هى تلك الممارسة اللاأخلاقية التى يمارسها المبشرون من المتدينين ، حين يستفيدون من نقد دين منافس للتبشير بدينهم، كما يقع فى هذا السلوك، وبشكل مشبوه الكثير من الكتاب العلمانيين لدينا حين يركزون فى نقدهم على الإسلام باعتباره البطة العرجاء، وكأن اليهودية ليست الدين المؤسس للجريمة الصهيونية الممتدة منذ قرن من الزمان، والتى اغتصبت أرضا من شعب وسلبته حقوقه الإنسانية، وكما لو لم تكن أكثر الأديان عنصرية، و ابعدها عن الأخلاق الإنسانية الرفيعة، وكما لو كانت المسيحية ذات الجذور اليهودية مبرأة من الإجرام، فمن هم الذين أرتكبوا مذبحة صابرا وشاتيلا ومذابح البوسنة إذن، وبالطبع هذا لا يعفى الإسلام من الجرائم التى أسست عليه فى الجزائر والعراق وفلسطين.. ومن ثم فالمهم من وجهة نظر العدالة أن لا نركز على مجرم ونترك مجرم آخر يرتكب نفس الجريمة.. هذا أكثر أخلاقية.



#سامح_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور الإلحاد(11) الدين والصراع الاجتماعى
- جذور الإلحاد(9) المصمم الذكى
- جذور الإلحاد(9) و هم الذات
- جذور الإلحاد(8) صفات الخالق الغامضة
- جذور الإلحاد(6) المعرفة الإنسانية والغيبيات
- جذور الإلحاد(7) خصائص للفكر الغيبى
- جذور الإلحاد(5) المعجزات والإعجاز
- جذور الإلحاد(4) ردود على التعليقات
- جذور الإلحاد(3) غموض و لا منطقية الغيبيات
- جذور الإلحاد(2) تناقضات فكرة اللة
- جذور الإلحاد (1)حجج وحجج مضادة


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سلامة - جذور الإلحاد(12) الكتب المقدسة