أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح سلامة - جذور الإلحاد(8) صفات الخالق الغامضة















المزيد.....

جذور الإلحاد(8) صفات الخالق الغامضة


سامح سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 2667 - 2009 / 6 / 4 - 09:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



***يفترض المؤمنون وجود إله شخصاني خالق للكون ، ويتخيلونه كذات واعية لا مادية، و هذه الشخصنة للخالق بحد ذاتها هي مسلمة علينا أن نسلم بها رغم أنوفنا، وإلا تعرضنا لألوان من السباب لا تنتهى، برغم أن هذه المسلمة غير مبرهن عليها، ويفترض علينا أن نقبلها كبديهية مفترضة نبنى عليها كل النقاش ، وهى تختلف عن كل المسلمات الرياضية كالنقطة والخط والصفر وغيرها من المسلمات التى يمكن البرهنة على بداهتها، أما المسلمة الغيبية بوجود الكائن الغيبي اللامادى فهى مبنية على مغالطة منطقية فجة مفادها أنه، بما أن الكائن الشخصاني إلا وهو الإنسان يخلق نظاما أو آلة أو بناء .. إذا فكل نظام كالكون لابد أن ينتجه كائن شخصاني مثل الإنسان ، إلا أنه فى هذه الحالة مطلق الصفات وليس نسبى كالإنسان، وهو ما يدعوه بالإله الخالق الذي يصورونه، كملك كلى القدرة والجبروت والسلطة، علينا أن نعبده ونطيعه لنكسب مرضاته. و وجه المغالطة في هذا القياس المنطقي الفاسد أن حكم البعض لا يسري على الكل بالضرورة والعكس صحيح ..ولن يجوز تعميم صفات البعض على الكل إلا إذا درست صفات هذا الكل دراسة تجريبية حصرية ينتج عنها ما يفيد بأن لكل أجزاء هذا الكل نفس الصفات.
*** الزعم بأن كل نظام يحتاج في وجوده لمسبب شخصاني لأن بعض النظام قد إحتاج لمثل هذا المسبب هو زعم فاسد ..لأن معاينة مسببات الكل هنا ممتنعة‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍، و المدهش أن هذه المسلمة يمنع المؤمنون تطبيقها على الطريقة التى وجد بها الإله الخالق، فهو النظام أو الشىء الوحيد الذى لم يخلقه أحد حيث يصفون الخالق بالأزلية أي إنه.. لم يكن حادثاً ككل المخلوقات الطبيعية, ولم يأتِ من العدم كما أتت المادة.. دون أن يوضحوا لنا ما معنى اللابداية التى و جد عليها الخالق، و التى تعنى أيضا أن أفعاله أيضا لا بداية لها، فماذا كان يفعل قبل أن يخلق مخلوقاته، إلا إذا كان قد ظل ساكنا لايفعل شيئا، بالطبع يمكنا دائما أن نقول ماذا كان قبل هذا الشيء أو ذاك, وهذا الشيء بدوْره ما الشيء الذي كان يسبقه من ظواهر الكون وهكذا ؟؟أما أن نقف عند شيء معين وهو "الخالق" ونقول أنه وحده الذى لم يسبقه شيء , وهو وحده الذى لم يخلقه أحد ، فهذا ما يجافى العقل, فى حين أن المعقول هو أن الوجود كله أزلى لأنه لا يمكن أن يوجد من عدم، ولكن هذا الوجود المادى الطبيعى يتجلى فى أشياء وظواهر متتابعة منذ الأزل فى تسلسل لانهائى إلى الأبد، إلا أن أى من هذه الظواهر و الأشياء لا تعرف الثبات، والسكون، وعدم التغير، وعدم التحول من شىء إلى آخر.
*** يصفون الخالق بالأبدية أى الخلود المطلق، دون أن يوضحوا لنا ما معنى اللانهاية، التى سوف يوجد عليها الخالق، و التى تعنى أيضا أن أفعاله أيضا لا نهاية لها، فماذا سوف يفعل بعد أن تفنى مخلوقاته مادام كل من عليها فان ، إلا إذا كان سوف يظل ساكنا لا يفعل شيئا.. فى حين يمكن أن نتصور أنّ المادة بكل ظواهرها الطبيعية المتسلسلة ليس لها بداية ولا نهاية ،ولكن لا نستطيع تصور أنّ هناك كائناً بعيْنه بلا بداية و لا نهاية. مع ملاحظة أن جميع المؤمنين يجمعون على أنّ الخالق سيمنح البشر حياة أبدية خالدة بعد الموت لكنها لا تتساوي في أبديتها مع أبدية الخالق . و هذا شيء يستحيل على العقل فهمه ,وإلا كانت المخلوقات بذلك منازعة للخالق فى صفة من صفات كماله، وهي الأبدية التي لا تصح إلا له.لأن الأبدية صفة مطلقة لا يمكن أن ننسبها لما هو نسبى من مخلوقات الطبيعة المادية.
*** يزعمون أن الخالق كلى القدرة، فى حين أنهم لا يمكن لهم إثبات ذلك، فهل يستطيع الخالق أن يخلق صخرة لا يقدر على حملها ؟ لو أجاب المؤمنين بـ"نعم" ..فإنهم بهذه الإجابة قد جعلوا الخالق غير مطلق القدرة ( لا يقدر على حملها ) !!ولو أجابوا بـ"لا" ..فإنهم بهذه الإجابة قد جعلوا الخالق أيضاً غير مطلق القدرة ( لا يستطيع أن يخلق هذه الصخرة ) ... هل يقدر الخالق أن يخلق إلهاً أقوى منه ؟ لو أجابوا بـ"نعم" ..فإنهم بذلك قد جعلوا الخالق ضعيفاً ,وخلعوا من عليه صفة القوة الإلهية المتفردة المطلقة ( سيوجد إله أقوى منه ) !!ولو أجابوا بـ"لا" ..فإنهم بذلك جعلوا الخالق غير مطلق القدرة ( لا يقدر على خلق إله أقوى منه ) ! فمن أين تأتى لهم إذن أن للخالق تلك القدرة المطلقة التي ينسبونها إليه.
*** يفترض المؤمنون أن الخالق لا يحيطه شيء، وإن كان يحيط بكل شىء .. والمؤمنون عموماً يعتقدون أنّ هذا الخالق غير محدود الحجم . لأنه مطلق الصفات ،و لا يمكن للمطلق أن يكون محدود بأبعاد تحدد حجمه او مكانه ، وإلا كان نسبيا كسائر مخلوقاته محدودة الحجم مهما تضخمت، وهذه الفكرة تناقض من ناحية أخرى مع فكرة اللة كما تصورها الكتب المقدسة للأديان الإبراهيمية،التى تقول أنه خلق الإنسان على صورته ومثاله، وإن كان بأبعاد مطلقة، و برغم
أن المؤمنين يقولون بأن اللة فى كل مكان، إلا أنهم يؤمنون أيضا أن اللة له مكان محدد،وعرش أستوى عليه، و أن هذا العرش عرضه السموات والأرض، و تحمله الملائكة،و قد سبق و هبط للأرض فى صورة بشر حملته عذراء فى رحمها، و كان قبل ذلك بسنوات قد هبط ليصارع النبى يعقوب ليكسر عظمة فخذه، ولم يفك يعقوب أسره إلا بعد أن وعده اللة بتحقيق طلبه، ولذلك أصبح إسمه إسرائيل، كما تجلى اللة للنبى موسى فى جبل الطور وتكلم معه، و قد وقف ببابه النبى محمد عند سدرة المنتهى، وحاوره عندما عرج للسماء، و هو وفق هذه العقائد الإبراهيمية، يتحرك ما بين السماوات والأرض ، وبرغم ذلك يؤمنون أنه فى كل مكان، فكيف يتحرك فى نطاق أصغر من حجمه إذن.
*** هناك من يرفضون الإله الشخصانى الخالق للكون ، إلا أنهم فى نفس الوقت لا يتفقون مع موقف الإلحاد القوى الذى سبق توضيحه من مسألة إنكار الألهوية والغيب، فيما سبق من مقالات، فهناك اللاأدريون، وهم من يمتنعون عن الاعتقاد بوجود الخالق أو نفى إمكانية هذا الوجود..، وهناك من يؤمنون بخالق غيبى مطلق الصفات، خلق الكون و ضع قوانينه، حركه و انصرف، وهو لا تعنيه مخلوقاته و لا مصيرها، ولم يوحى لأنبياء أو رسل، فلا دين له يلزم به مخلوقاته، وهو لا يحتاج منها عبادة أو غيره، لأنه أعظم من أن يلتفت إليها، وهناك من يؤمنون أن وجود الكون الحالى الذى نحن جزء منه، سبقه خالق ما ولكنه كائن مادى ذكى، وضع قوانين هذه المادة التى تشكل منها هذا الكون ، و تركها تتحرك وفق تلك القوانين التى وضعها و موقفه أيضا كالخالق الغيبى سابق الذكر، والموقفين السابقين يندمجان بفكرة وحدة الوجود حيث أن الإله الخالق غير منفصل عن مخلوقاته، فهى مجرد تجليات نسبية وجزئية ومتغيرة وناقصة ، لحقيقته المطلقة والكلية والثابتة والكاملة.و أصحاب هذه الاتجاهات ينتمون لما يسمى بالإلحاد الضعيف.



#سامح_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور الإلحاد(6) المعرفة الإنسانية والغيبيات
- جذور الإلحاد(7) خصائص للفكر الغيبى
- جذور الإلحاد(5) المعجزات والإعجاز
- جذور الإلحاد(4) ردود على التعليقات
- جذور الإلحاد(3) غموض و لا منطقية الغيبيات
- جذور الإلحاد(2) تناقضات فكرة اللة
- جذور الإلحاد (1)حجج وحجج مضادة


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح سلامة - جذور الإلحاد(8) صفات الخالق الغامضة