أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر السلطان - الثورة المخملية.. ونتائج الانتخابات الإيرانية















المزيد.....

الثورة المخملية.. ونتائج الانتخابات الإيرانية


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 2678 - 2009 / 6 / 15 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن الحرس الثوري الإيراني استطاع أن يلحق هزيمة "نكراء" بالشعب الإيراني بعد أن أطاح بـ"الثورة المخملية" الشعبية التي رافقت الانتخابات الرئاسية. وتتمثل الهزيمة في النتائج "العجيبة" للانتخابات، التي جاءت بالمتشدد وصاحب السياسات الاقتصادية والاجتماعية المثيرة للجدل والمنعوتة بالفاشلة، محمود أحمدي نجاد، مجددا إلى سدة الرئاسة، في ظل المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العويصة التي يعاني منها الإيرانيون، وفي ظل الكم الكبير من دعاوى "التجاوزات" التي شابت عملية الاقتراع والأجواء السياسية المرافقة بشكل عام، مما فرض واقعا خطيرا ومريرا في إيران. لذلك تبدو تصريحات يد الله جواني رئيس المكتب السياسي في الحرس الثوري الايراني، الذي هدد قبل يوم من الانتخابات معارضي الرئيس نجاد من القيام بـ"ثورة مخملية"، قد أتت أكلها. وقد قال جواني في هذا الإطار إن استخدام أحد المرشحين (مير حسين موسوي) لونا محددا (الأخضر) في الانتخابات هو "بداية لمشروع ثورة مخملية".
لقد أرسل الحرس الثوري، وهو اليد القوية للنظام الإسلامي في إيران، رسالة للغرب وللأطراف المعارضة في الداخل، مفادها أن أجواء "الحرية" التي توفرت لأنصار المرشحين وسبقت الاقتراع، وكانت محل تعجب المراقبين، لايمكن أن تؤدي إلى ثورة مخملية تغييرية في الداخل.
إن نسبة المشاركة الشعبية الكبيرة في الانتخابات، ثم انتصار المتشدد أحمدي نجاد مجددا، حيث كان الإصلاحيون يهدفون إلى تغييره وصولا إلى تغيير الواقع السياسي والاجتماعي الداخلي في إطار خطوات مدنية مدروسة، لايمكن أن تتحقق. لذلك لخص الحرس الثوري رسالته في الانتخابات بالتالي: أن الشعب الإيراني حر في اختياراته! وأن النظام يؤيد الحرية التي منحت للشعب قبل الانتخابات! بالتالي حين وصول أحمدي نجاد إلى سدة الرئاسة فإن السياسة الداخلية والخارجية التي سينتهجها ستأخذ مشروعيتها من أصوات غالبية الشعب التي انعكست في صناديق الاقتراع!! غير أن تلك النتيجة كان لها ألاّ تعكس سوى فوز مرشح الحرس الثوري، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول انتصار المرشح الذي قد تشتم منه رائحة تغييرية في الداخل. وبعبارة أخرى: لا يمكن تكرار تجربة محمد خاتمي في الحكم عام 1997.
إن مشاركة الإيرانيين في الانتخابات الرئاسية كانت كبيرة جدا بحيث وصف حضورهم بالتاريخي، ولم يكن الهدف من ذلك بحسب الغالبية العظمى من المراقبين سوى تغيير الوضع السياسي والاجتماعي الفائت. فكيف يمكن لتلك المشاركة أن تساهم في تأييد السياسات "الفاشلة" لنجاد وتعيد انتخابه؟ وإذا ما زعم البعض بأن الطبقات الفقيرة قد صوتت لصالح نجاد، وأن ذلك ساهم بشكل أساسي في انتصاره، إلا أنه لا دليل يثبت تلك المزاعم. فالرئيس الإيراني لم يطرح شعارا إقتصاديا يساعد تلك الطبقة ليجذبها نحوه، إنما طرح شعار "العدالة الاجتماعية" الذي لا يمكن أن يخدم الطبقة الفقيرة أو الطبقة التي تعيش في القرى. لذلك أخطأ أنصار نجاد حينما أعلنوا أن شعار العدالة انتصر على شعار الإصلاحييين وهو: "الحرية".
لقد تحدث الإصلاحيون عن "تلاعب" في أصوات الناخبين، واعتبروا ذلك هو الأساس الذي من خلاله استطاع الرئيس نجاد الانتصار في الانتخابات، حيث أشاروا إلى "تلاعب" في الرمز الانتخابي للمرشحين، وفي منع الناخبين من التصويت بحجة عدم وجود أوراق الاقتراع، وفي تبديل إسم موسوي إلى نجاد أثناء قراءة أوراق الاقتراع، وفي منع مندوبي المرشحين الإصلاحيين من الحضور في وزارة الداخلية أثناء جمع الأصوات وعدّها. لذلك يشدّد الإصلاحيون على ضرورة وجود مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات لمنع حدوث مثل تلك التطورات.
ويقول الباحث الإيراني مهدي خلجي حول إمكانية التلاعب بالانتخابات من خلال عمليات عدّ الأصوات: ربما كانت عملية عدّ الأًصوات، وعلى مرحلتين، هي الأكثر إثارة للتساؤل. ففي كل مركز إقتراع، وبعد انتهاء ساعات التصويت، يتم عدّ الأصوات وتسجيلها في "الإستمارة رقم 22" بحضور ممثلي المرشحين، ووزارة الداخلية، ومجلس الوصاية. ولكن هذه الاستمارات تظل سرية، ولا يتم إعلان النتائج سواء للصحافة أو للمرشحين. ثم تأتي المرحلة الثانية، حيث يتم إرسال الإستمارات إلى وزارة الداخلية، وهنالك يتم فرز الأصوات ونشرها في "الإستمارة رقم 28"، التي تعطي نتائج التصويت لكل دائرة إنتخابية. ولكن، حيث أنه لا توجد مراقبة للأعمال التمهيدية، فلا سبيل لمقارنة "الإستمارة رقم 28" بـ"الإستمارة رقم 22". بعبارة أخرى، يمكن لممثلي مجلس الوصاية أو وزارة الداخلية أن يغيّروا الأعداد الإجمالية قبل إعلانها. وهذه المرحلة تثير شكوك المرشّحين والمراقبين حول مدى دقّة عمليات عدّ الأصوات ونزاهتها.
وحول المصادقة على الإنتخابات يقول خلجي: تتم المصادقة الرسمية على نتائج الإنتخابات في مرحلتين. المرحلة الأولى هي مصادقة مجلس الوصاية، وهو هيئة منحازة ولا تخفي خياراتها السياسية. وفي الماضي حدث أن ألغى مجلس الوصاية نتائج التصويت في مقاطعات معينة بحجة أنه حدثت فيها مشاكل. وليس صدفة أن تلك المقاطعات حاز فيها الإصلاحيون على نسبة مرتفعة من الأصوات. أما المرحلة الثانية من عملية التصديق فتتمثل في موقف المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يملك السلطة الدستورية لتجاوز نتائج التصويت إذا ما قرّر ذلك. وفي رسالة نشرت في 7 يونيو أعربت مجموعة من موظفي وزارة الداخلية الإيرانية عن قلقها بشأن خطط الوزارة للتدخل وتزوير النتائج بمختلف الطرق. وقد كشف موظفو وزارة الداخلية فتوى أصدرها آحد آيات الله في قم، تمنح موظفي الوزارة الحق في تزوير الإنتخابات لصالح أحمدي نجاد. وتقول مصادر إصلاحية، بينها موقع "روز" الإلكتروني، إن صاحب الفتوى هو آية الله محمد تقي مصباح يزدي، المعروف بتأييده لأحمدي نجاد. كما وجّه ممثّلو المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي والمرشح الإصلاحي مهدي كروبي رسالة مفتوحة تم نشرها في 8 يونيو إلى سكرتير مجلس الوصاية، أحمد جنتي، حذّروا فيها من التلاعب بالإنتخابات.
يقول هادي قائمي، المتحدث باسم اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في إيران، إن الأحداث التي أشارت إلى انتصار أحمدي نجاد وتلك التي جرت بعد الانتخابات، تشير إلى حدوث "انقلاب" على النتائج الحقيقية لصالح الرئيس الحالي، مؤكدا بأنه لا يمكن وصف الانتخابات بالحرة، ومضيفا أن الشعب الإيراني أراد من خلال مشاركته في الانتخابات أن يغيّر الأوضاع القديمة استنادا إلى الأساليب المدنية السلمية، لكن ذلك لم يحدث وتم انتهاك حقوق الشعب.
لقد كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإدارته بانتظار عملية تغيير في سدة الرئاسة الإيرانية لكي يبدأ سياسة جديدة مع إيران. ومنذ وصوله الحكم، كان يعرض على طهران مبادئ للحوار. لذلك من المتوقع أن يغير أوباما الكثير من سياساته تجاه الإيرانيين بسبب ما تمخضت عنه الانتخابات الإيرانية، خاصة وإنه سيواجه نفس الموقف المتصلب لنجاد تجاه ثلاثة قضايا رئيسية مهمة لأمريكا وللغرب بشكل عام، وهي الملف النووي والموقف من إسرائيل والعلاقات مع الغرب وخاصة أمريكا. ويبدو أن الهزيمة التي ألحقها الحرس الثوري بالشعب الإيراني في الانتخابات كان أحد أهدافها سد الطريق أمام أي تقارب إيراني أمريكي متوقع، وعرقلة طموح الإصلاحيين بفتح صفحة جديدة مع الغرب، والسعي لتغيير بعض أطر السياسة الخارجية الإيرانية، خاصة ما يتعلق منها بالدعم المالي الإيراني للتنظيمات الجهادية مثل حزب الله وحماس. وبطبيعة الحال فإن التقارب الأمريكي الإيراني سوف يهدد موقع ولاية الفقيه ورأس النظام في الساحة الإيرانية والإسلامية، لأنه سيساهم في إزالة مفهوم "الشيطان الأكبر" الذي يستغل لمناطحة مفهوم النظام الإسلامي، إذ لا يمكن للإيديولوجيات بما فيها الدينية أن تحيى من دون وجود عدو. فأمريكا ستتجه نحو إيران وفقا للسلوك الإيراني لا العكس. وإذا ما استمر التصلب الإيراني تجاه القضايا الحساسة بالنسبة للغرب، فإن ذلك سيعرقل أي تقارب إيراني أمريكي. وفي إسرائيل أعلن مسؤولون عن ارتياحهم لنتائج الانتخابات الإيرانية وفوز احمدي نجاد، لأن ذلك سيساعد في تشكيل جبهة عالمية ضد طموحات إيران النووية. وعلى هذا الأساس من المتوقع أن تشدد إسرائيل سياستها تجاه طهران، وأن تبطئ خطواتها تجاه الطموحات الأمريكية لتبني حل الدولتين مع الفلسطينيين قبل أن تحدد واشنطن موقفها من الوضع الإيراني الجديد – القديم.



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي ولاية الفقيه؟
- الانتخابات الإيرانية.. والخضوع للفقيه
- حقوق المرأة.. ومسؤولية التيار الحداثي في الكويت
- الديموقراطية الكويتية -الفريدة-
- في الدفاع عن المرشحة الكويتية أسيل العوضي
- نواب الصراخ.. والأسباب الحقيقية للأزمة السياسية في الكويت
- ضرورة الطرح العلماني
- لماذا سكت الشيعة؟!
- بين أخلاق الحداثة.. وأخلاق السلوك الديني
- لتتحدى المرأة الثوابت التاريخية
- في نقد العودة إلى التاريخ
- حل مجلس الأمة.. وسؤال الديموقراطية
- من هو السلفي؟
- لاهوت التسلط
- لماذا خفت صوت الإصلاحيين في إيران؟
- كيف هيمن الإسلام الفقهي على مجتمعاتنا؟
- في العلاقة بين -الجمهورية- وولاية الفقيه
- سلطة فوق كل السلطات
- هل كان موقف الإسلام السياسي من حرب غزة إنسانيا؟
- مسلم.. ولا ينتمي للمؤسسة الدينية


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر السلطان - الثورة المخملية.. ونتائج الانتخابات الإيرانية