أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسام محمود فهمي - مبروك يا ستات...














المزيد.....

مبروك يا ستات...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 05:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تمَ تعيينُ إمرآةٍ كأولِ سيدةٍ ترأسُ جامعةً، ألف نهار أبيض، قائمةُ الخمسمائةِ جامعةٍ في الانتظارِ. قبل أن استمرَ لا بدَ أن أؤكدَ وأوضحَ وأعيدَ وأكررَ أنني لست ضد توليةِ المرآةِ أي منصبٍ، بل علي العكسِ فهي من مظاليمِ المجتمعاتِ الشرقيةِ والمجتمعُ من المصري منها. الموضوعُ ولو كان عنوانُه يوحي بالمرأةِ فهو يستهدفُ ما هو أكثر شمولاً وأسيً. تعيينُ المرأةِ لا يستهدفُ الرقي بها أو النهوضَ بالمجتمعِ ككلِ، مجردُ عمليةِ تجميلٍ للإيحاءِ بالتنوعِ وفتحِ الأبوابِ واسعةً لكلِ فئاتِ المجتمعِ للمشاركةِ في أنشطتِه كافةٍ، ولو كانت وهميةً خزعبليةً.
تعيينُ إمرآةٍ يعكسُ نظرةَ من علي السلطةِ للمناصبِ والأشخاصِ، فالكراسي محجوزةٌ بالاسمِ لمن يستوفون شروطَ الولاءِ والشكلِ، أدواتٌ هم في مشروعٍ أعلي، ليس لهم ولا هم جزءٌ منه، لا تهمُ الكفاءةَ إذاً. المثيرُ للشفقةِ أن من يوضعون علي الكراسي، في أحيانٍ كثيرةٍ يصدقون أنفسَهم، يتصورون أن ألمعيتَهم وضعتهم وأهلَتهم، يتحدثون للإعلامِ، يورنشون وجوهَهم وأحذيتِهم، يفتكسون برامجاً للتطويرِ و والتجويدِ، وما فيها إلا التخريبُ كلُه، منتهي البؤسِ. البؤسُ ينعكسُ علي المجتمعِ، يزيده يأساً واحباطاً، كراسي تُملأ ثم تُفَرغَ، لا أحدَ يفهمُ، طب وانت مالك، هي بلدك؟ دعَك وحالك، خللي البط يعوم.
تعيينُ المرأةِ، سيخدعُ العالمَ، سيتصورُ أن الديمقراطيةَ موجودةٌ، أن الناسَ سواسيةٌ، لا فرقَ بين مواطنٍ وآخر إلا بالعملِ والمقدرةِ، طبعاً فهو عالمٌ أهطلٌ أمامَ موطنِ الفهلوةِ والنصاحةِ والفتاكةِ. تعيينٌ قد تكون فيه زقةٌ لله للمرشحِ المصري لرئاسةِ اليونسكو، تأكيدٌ علي اعترافِ العالمِ بالريادةِ وأذهي الحِقبِ، طبعاً ألم يُؤكلوه البالوظةَ، ألم يضعوا إمرأةً علي كرسي كبيرٍ وعالٍ. الرجالُ لم يقدموا ما يُذكرُ، قد تستطيعُ المرأةُ، قد تنشلُ بلداً طالَت فترةُ بقائه في الصفرِ.
المرأةُ وَجدَت من يتجملُ بها، أين باقي المواطنين، إن كانوا فعلاً مواطنون؟ أين المهمشون ولو تَعلموا وكَدوا وشَقوا؟ أين من لم يدخلوا لجنةَ السياساتِ وتوابعَها؟ أين المخالفون فكراً وعقيدةً؟ المرأةُ في خطرٍ، كَثُرَ عُزالُها والحاقدون. ما أكثر أدواتِ التجميلِ، انتخاباتٌ، مؤتمراتٌ، اجتماعاتٌ، افتتاحاتٌ، مهرجاناتٌ، شغلُ كراسي، ثم ماذا؟ لم يُرْ ما يُحركُ ركوداً طالَ وفاحَ، القعدةُ هي القعدةُ، طَب وبعدين؟
يا ست الستات، أي ست، أنت علي كرسي، لأسبابٍ ليست لك، تذكري أن اعترافَ المجتمعِ هو الأسبقُ، قبلّ أي شئ، من يَشغِلون الصورةَ بك لا يستهدفون تحسينَ حالِك أنت أو غيرِك منهم ومنهن، فالبؤسُ في أحوالِ المرأةِ عموماً، لن يُزيلُه وضعُك علي أي كرسي. يا ست الستات، أي ست جَلَبوها، لا ترفعي صوتَك، لا تُسَرسِعي و لا تكوني "شلق"، تذكري أنك في منصبٍ إداري لا خناقةَ مع الرجالِ، أن الوظيفةَ ليست تخليصَ حقٍ من مجتمعٍ ظلَمَ جنسَ "الحريمِ" ولا زالَ. من غيرِ زعلٍ، اِذهبي إلي السوقِ، تحدثي مع موظفِ الحجزِ في السكةِ الحديدِ أو غيرِها، لست بالنسبةِ له إلا "السِت الحاجة"، لا ألقابَ ولا وظائفَ، انسي ما تَلقينه داخلَ أسوارِ كرسي وُضعتي عليه.
يا من أُجلِستَ علي كرسي، لا تصدق نَفسَك، لا تفرحُ لإجلاسِك ولا تحزنُ لإزاحتِك، لا تخسرُ من حولِك، مهما طالَ وضعُك علي أي كرسي فأنت مُزالٌ مُزالٌ، مقلوشٌ مقلوشٌ، مكنوسٌ مكنوسٌ.
مبروك ياستات.. مبروك يا مصر؟ لا أظن، ما علينا، زغرودة، وررررررر،،

مدونتي: ع البحري
http://www.albahary.blogspot.com



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر .. مغلوبةٌ بالثلاثةِ
- سوزان تميم..القُتل بالمجانِ
- الهندسةُ الأدبيةُ .. ومحنةُ التعليمِ الحكومي والاستثماري
- أنفلونزا الخنازير..
- اُنصر نصر الله ...
- تعرفوا الهايف من إيه؟!
- تخريب وتدمير .. باسم نقل التكنولوجيا
- كحكُ ما بعد قعدةِ الدوحةِ..
- كوندوليزا ... كمان
- آآه يا خوفي..
- كوندوليزا العانس..
- مصر مُضرِبةٌ..
- في الجامعات..خللي البط يعوم
- تسييسُ مجمعِ اللغةِ العربيةِ ..
- الجودة وسنينها...
- طبولُ النصرِ..
- نظامٌ يدفعُ الثمنَ..
- لما تهاونَت مصر...
- لا تراجع حتي لو أبادوا غزة...
- بوش انضرب.. وماله


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسام محمود فهمي - مبروك يا ستات...