أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الأسماءالمستباحة















المزيد.....

الأسماءالمستباحة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 818 - 2004 / 4 / 28 - 07:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم يكن الطاغية العراقي صدام اول من أستباح الأسماء ليطلقها جزافاً على تشكيلات أمنية وعصابات تمارس القتل لتتم تسمية خلايا ارهابية بقيادتة بأسم منظمة حنين ، لم يكن الدكتاتور العراقي وحده من أطلق على تسمية الفرق العسكرية والفيالق أسماء دينية وتغطية افعالها المشينة بحق الشعب العراقي عرباً وأكراداً وضد الاقطار المجاورة .
ولم يكن وحده من أطلق أسم جيش القدس على التشكيل الأجباري المسلح للعراقيين الذين كانت السلطة تجبرهم على الأنخراط بهذا الجيش الذي لم يكن له علاقة بالقدس ويبدو أن الحيلة في التسمية أنطلت على غير العراقيين لكن أهل العراق كانوا يصرون أن تحرير القدس ستتم على يد هذا الجيش ولكن عبر طهران والكويت .
ولم يكن صدام الطاغية العراقي البائد وحده من دخل لعبة الأسماء التي تبرقع الأفعال ، فقد جنحت مثله بعض التنظيمات الأرهابية المتطرفة لتسمي تشكيلاتها من القتلة والمهووسين والمختلين نفسياً وأجتماعياً بتسمية تجمعاتهم بأسم ( جند الأسلام ) دون أن تعي هذه المجموعات أنها لم تكن مكلفة من الله ، ولاعلاقة لها بالأسلام دين المحبة والسلام والتفاهم والعقل ، والدين الذي لم يمارس الأرهاب في دعوته الأولى ولاكانت له ممارسة أرهابية في نشره للدين .
وأثبت جند الأسلام انهم ليسوا بجند ولاعلاقة لهم بالأسلام من جميع النواحي غير ان العالم بقي يسمع بأسمهم المقترن بالدين الأسلامي لغرض تشويه الدين .
وظهرت لنا منظمات متطرفة وأرهابية تحت أسم ( جيش محمد ) ، وكتائب الحرمين وجيش المهدي ، كتائب ابو حفص ، أنصار السنة ، مجاهدي الأسلام جميعها تعتمد أسماء دينية تعمل تحت غطائها لغايات سياسية وشخصية لاعلاقة لها بالدين .
وتحت تأثير موجة الأسماء راحت المطاعم والمحلات تسوق نفس الأسماء الدينية في يافطاتها فظهرت لنا كبة الأسلام ومطعم الأمير وكباب الحسين ومطعم الكاظم وفلافل الحوراء ومضيف آل البيت ومطعم الصادق وحلويات الأمام الأعظم وشاي الرسول وطرشي الرسالة وطرشي الرسول ... وتمتد الاسماء لتأخذ جانباً كبيراً من أسماء الشخصيات الدينية والجهادية لتقرنها بمطاعمها ومحلاتها وأكلاتها الشعبية .
هل يحق لهذه الجهات أن تقرن افعالها ومحلاتها التجارية ومؤسساتها الشخصية بأسم الأسلام والشخصيات المسلمة التي لم تكن تحمل الرشاشات لتقتل المسلمين ، ولاقامت بتلغيم البهائم المفخخة التي تقوم بتفجير نفسها وسط الناس الآمنين من المدنيين الأبرياء ولاأستعملت سطوتها الدينية في القتل والأرهاب وسفك الدماء الطاهرة والبريئة ، الشخصيات المسلمة الكبيرة التي لم ترتاد مطعم ولاذاقت طعم الفلافل ولاالطرشي وانواع المخللات .
فكيف سولت هذه الجهات نفسها لتستغل أسم الدين والشخصيات الدينية في تسويق شعاراتها وأهدافها وتجارتها وأكلاتها .
وأطوف في شوارع المدن الأوربية أريد محلاً واحداً أو مؤسسة تجارية واحدة تستغل أسم الدين اليهودي أو المسيحي في أسم محلاتها أو شركاتها فلانجد ، وأستعرض أسماء كل التنظيمات المتطرفة والمعارضة فلا نجد أسم يقترن بالدين أو بالرسالة السماوية .
فهل نحن في بلداننا من الذكاء بحيث قمنا بأستغلال مالايستغل ووظفنا الأسماء لصالح الغايات الشخصية دون وازع ضمير أو نقد من أحد أو رادع قانوني ، فوزارة التجارة لديها مؤسسة تدعى دائرة الأسم التجاري مهمتها أن تكون الأسماء التجارية غير مخالفة للنظام العام والأداب وأن تكون غير مكررة ومتشابهة مع غيرها ، غير أن هذه الدائرة عاجزة عن منع أستعمال أسماء الجيوش والمجموعات المتطرفة بأسماء الأسلام والأنبياء والأوصياء والصحابة أذ لايدخل في صلب أختصاصها ، كما أنها لاتمنع من يريد أن يستغل الأسماء المقدسة لسهولة أستغلال الدين في بلادنا ، ويسر من يريد أن يستغل الأسماء الدينية لترويج بضاعته .
والا هل سمع أحد منكم عن مطعم يعود للأمام علي بن أبي طالب ( ع ) ، أو أن الخليفة الراشد العادل عمر بن الخطاب ( رض ) كان يؤسس كتائب يقاتل بها من يقول لاأله الا الله ويهدر دم الأبرياء ، أو أن الشهيد حمزة بن ابي طالب ( رض ) كان يقوم بزرع المتفجرات في محطات القطارات والأنفاق كما يفعلها الأرهابي الذي ينتحل أسمه زوراً وبهتاناً .
من يلتفت الى مهزلة الأسماء المستباحة وهي التي تهيبها الناس ويقدسها التاريخ ويحترمها الدين والمجتمع ، من يمنع مهزلة أستغلال أسماء الشهداء والرسل والأوصياء والخلفاء في مطاعم الفلافل والفول والطعمية .
من يمنع رسم الصور الهجينة للكفوف والدماء والعبارات التي لاتمثل مايمت لمعركة كربلاء واستشهاد الأمام الحسين ( ع ) من على جدران العربات الخشبية المنتشرة في الحارات الشعبية ووسط ساحات المدن ؟
من يملك الحق في استعمال الأسم ؟ وكيف تم الأختيار في الأساءة البليغة لهذه الأسماء في أقترانها بأكلات ومخللات ، ويتعدى الأمر الى أكثر من الأساءة حين يتم ربط اسماء لمحلات تبيع الاحذية بأسماء مقدسة ومحترمة .
وأستغلت السلطة البائدة هذا الأمر فأوعزت بغباء لايمكن تجاهله في أجبار الناس أن تطلق على أسم محلاتها أسم الرئيس البائد وصفاته التي فاقت صفات الله عز وجل .
فصار لدينا في العراق جزارة القائد وأحذية قائد النصر وتشريب القائد ولبن قائد الأمة العربية وباجة القدس وحلويات قائد العز ومطعم النصر وفلافل عز العرب ومن هذه الأسماء التي تمضي بنا دون اعتراض ، غير أن اهل العراق أن الرئيس لم يكن يعطي للحذاء متانته ولاالمطعم نظافته ولاالفلافل جودتها ولااللبن طيبته ولاالحلويات حلاوتها ، فالرئيس البائد رمزاً من رموز الظلم والتردي السياسي والطغيان ولايمثل سوى سوء السلوك والسمعة في العمل والخلق العراقي .
ولعل ماسحو الأكتاف والمنافقين المحيطين بالطاغية العراقي البائد وعلى رأسهم الطرطور العراقي الشهير عزت أبراهيم هم من بدأ يطلق عليه الأوصاقف والأسماء والألقاب وحين يجدون منه الأستجابة والتقبل يسهبون في الأستمرار بأطلاق هذه الصفات ، ولعل أكثرها ضحكاً عليه حين يخاطبه عزت ابراهيم بقوله ( لن يعذبنا الله وانت فينا ) في أشارة الى كونه بمنزلة الرسول محمد ( ص ) أن لم يكن أعلى منه ، كما قيل له ان السحاب يمطر لأنه في قيادة العراق ، وقيل له أن القدس تقع غرب الأردن فأشاروا له شرقاً ، وقيل له وقيل له الكثير من الأسماء والألقاب التي لاتتطابق مع الحقيقة ، فهو قائد النصر العظيم ونحن الذين لم نذق طعم النصر من سقوط بغداد وخصيان الأمراء ، وقيل أنه محرر القدس وهو الذي كان يفرط ليس بالقدس وانما حتى بقدسية بيت الله ، حين اخبر الملك فهد بن العزيز أنه يريد ضرب الكعبة بالصواريخ التي ستشير الى كونها أيرانية آبان الحرب العراقية على آيران فارتعد منها الملك فهد ولم يرتعد صدام .
وهو قائد الضرورة ولم نزل نفتش عن الضرورة التي قتلتنا ولم نتوصل لها ، والقائد الشجاع وهو الذي يقبع في احد الحمامات التي كانت مخصصة للتغوط والبول وكان قد سلم نفسه ذليلاً يحاول أن يعيش ماتبقى له من العمر حتى ولو على حساب كرامته أن كانت له كرامة .
ومهما كانت الأسماء والألقاب التي اطلقت على طاغية العصر ويزيد الزمان فانها كانت تشكل وصمة العار في تاريخه المصبوغ بالدم والقتل والموت والتنكيل ، ولكن المشكلة في الأسماء المرتبطة بالأسلام والشخصيات الأسلامية التي لم يستعملها في بلدان الله غيرنا في بلادنا المتخلفة .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبايا يزيد العصر
- اما آن لنا
- المستجير من الرمضاء بالنار
- سبايا يزيد العصر
- الشهيد الدكتور محمد زغير الأيدامي
- متى نوقف أزيز الرصاص ورعب الأطفال في العراق ؟
- احلم بعراق جديد
- الديمقراطية الأمريكية المنحرفة في العراق
- ضمير المراسل الصحفي
- أحمد منصور في الفلوجة
- نعي مناضل
- ضرورة سيادة القانون بالعراق
- الدعوات الرخيصة للزرقاوي
- حرب الأطباء
- الكرد الفيليون
- رسالة الى عائلة كردية قضت بالكيمياوي رسالة الى عائلة صبحي خد ...
- القائد الضرورة مرة اخرى
- قمم .. قمم
- زمن كتبة التقارير والمخبرين
- رحيل الكاتب والباحث العراقي أدهام عبد العزيز حسن الولي


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الأسماءالمستباحة