أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - قمم .. قمم














المزيد.....

قمم .. قمم


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 790 - 2004 / 3 / 31 - 07:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لاأدري لماذا لم يرد ذكر العرب في موسوعة غينز للأرقام القياسية ؟ فقد عرف عنهم الخلاف دون سبب والأجتماع دون سبب وانفضاض الأجتماع دون نتائج ، وقد شبعنا قمم وأجتماعات دون أن نتعرف على النتائج ، وسيان أن يكون الأجتماع في تونس أو القاهرة أو في موريطانيا ، وأذا حضرت القيادات بملابسها الفولكلورية الرمزية أو بملابس عصرية ،وسواء حضروا بالسيارات أم بالطائرات فالأجور مدفوعة ، وأذا حضروا او تخلفوا ستعقد القمة في موعدها دون من يتخلف ، وستغلق بعض الجلسات حتى لايشاهد المواطن العربي مايحدث من فضائح كما حصل في القمة الأخيرة .
ولاأدري هل سينضوي الأكراد والتركمان والأشوريين والكلدان والأرمن والشركس والبربر وغيرهم من القوميات غير العربية تحت يافطة القمة العربية أم أن لهم الله ؟
وأذا كان الخلاف والأختلاف سمة تتميز بها السلطات العربية وتنقلها معها في أجتماعات القمة التي لم تحل مشكلة واحدة تخص الأنسان في هذه البلدان التعيسة والمتخلفة ، فقد تميزت السلطات العربية بأنسجامها في قمع الصوت العربي وتغييبها لحقوق الانسان في بلدانها واعتمادها مبدأ وراثة السلطة كتقليد عربي مميز منذ الحكم الأموي في الدولة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة ، مثلما تميزت بتوحدها في قمع شعوبها واسهامها في عرقلة بناء مستقبله وتطوره وتبعيتها ونفاقها ، الاان اهم مايميزها عن سلطات الدنيا كثرة مؤتمراتها سواء منها على المستوى السياسي في ( القمة العربية ) او في اي مؤتمر آخر ، حتى بات المواطن العربي لايستطيع أن يعدد شفاهاً المؤتمرات التي عقدتها الحكومات العربية في القمم المتلاحقة منذ عام 1964 في مصر المنصورة ولحد عام 2004 في تونس السعيدة بالرغم مما حصل من تأجيل لهذه القمة التي ينتظرها الرؤساء والملوك بفارغ الصبر حين لايعيرها المواطن أدنى أهتمام .
اربعون عاما عقدت خلالها العشرات من القمم العربية التي لم تكن سوى لقاء مجاملات وأستنكار واستجداء وعويل على الأطلال وشتائم وتبادل اتهامات وألفاظ لاتليق الا بأمثال عزت أبراهيم وطه الجزراوي ، اربعون عاما من لقاء الحكومات المتحدة تحت علم الجامعة العربية والمشتتة النوايا والأهداف والمقاصد .
مايميز المؤتمرات العربية غياب صاحب العلاقة الحقيقي في أي مؤتمر من هذه المؤتمرات وهو الشعب الذي لم يخول السلطات ان تقرر مايريد ، ولذا فكل مايخرج عن هذه القمم لايعدو الا بهرجة اعلامية ومادة للحديث الصحافي وشغل للفضائيات والتكهنات والتحليلات السياسية وكلام ليل سيمحوه النهار القادم ، وقرارات تفيد مصالحها وتحمي سلطاتها وتدرس سبل التعاون الأمني وتبادل الخبرات الأمنية وأساليب الأمن الداخلي والحماية وتبادل المعلومات المخابراتية ، تكون بعيدة كل البعد عن حاجة وتطلعات وآماني الناس التي لم تعد تهتم بمتابعة مايجري ، بعيدة عن الجوع والأمراض والعطش والتخلف والفاقة والعوز والحرمان وأنعدام الخدمات والوضع المأساوي الذي يعيشه الانسان في هذه البلدان ، وبعيدة عن أبسط حقوق الأنسان والأقرار بكرامته وحقه القانوني في الحياة كما تشير دساتيرها غير المنطبقة على افعالها .
واذا افترضنا ان مدة الأربعين عاما غير كافية لأن تحقق هذه الزعامات شيئا مفيدا للناس ، فما ذا جنت الشعوب من هذه القمم والأجتماعات طيلة المدة الفائتة ؟
وبما اتسمت به الحكومات العربية من عشق للزعم والأدعاء والتخيل في الكلام فقط ، فمن غير المعقول ان ينتظر المواطن منها ان تحقق له قرارا واقعيا واحدا مما يريد ن وليس من المعقول أن ينتظر الناس أربعين سنة أخرى حتى تبرهن الحكومات انها منحت الفرصة لتحقيق مايريد المواطن .
ستمتلأ فنادق الدرجة الأولى أو القصور المخصصة للضيافة بالملوك والرؤساء وتابعيهم وحواشيهم ، ويقتطع التلفزيون ساعات من حق الناس أن لاتشاهدها في أجبارها على مشاهدة أستقبال الملوك والرؤوساء العرب ، كما سيصرح عدد منهم معبرا عن نجاح المؤتمر قبل نهايته ويبدي اعجابه لروح التفاهم والأنسجام بين المؤتمرين ويقدم شكره للمسؤول في الدولة المضيفة على حسن استقباله وكرمه وادارته لجلسات المؤتمر وهو يخفي عكس ذلك الأمرفي عقله ، وستغلق الطرقات وتنتشر قوات الحماية وفصائل الامن ، وستنظم الدولة المضيفة للمؤتمر برنامج يتضمن دعوات الغداء والعشاء وربما الفطور لأصحاب الفخامة والسيادة والسعادة والنيافة والقيافة والسمو وستقدم لهم هدايا رمزية وغير رمزية .
وسواء أنعقدت المؤتمر أم لم ينعقد ، وسواء أتفقت القيادات الرسمية العربية على برنامج العمل أو القرارات النهائية فأنها لاتهم الناس ولاتؤثر في حياتهم ولاتنعكس على حاضرهم وليس لها محل من الأعراب في مستقبلهم .
الأختلاف سمة تميز الزعامات العربية ، وصفة تميز بها العرب دون غيرهم فقد قيل عنهم انهم القوم الذين اتفقوا على أن لايتفقوا .
وحين تصير في بلداننا للمواطن حقوق ، وحين تصير للمواطن كرامة ، وحين تصير الحكومة في خدمة المواطن دون أن يكون كل الناس خدما للسلطات حينها لو أجتمعت هذه الحكومات ستحقق مايريده الأنسان وتكون أجتماعاتها مثمرة وفي محلها وتساوي المبالغ التي يتم الأنفاق عليها ، ولو تم التبرع بالمبالغ المخصصة للأنفاق عليها الى فقراء السودان أو فلسطين أو جرحى العراق جراء العمليات الأرهابية التي تباركها السلطات العربية بحياء يكون أكثر فائدة وتأثير ونتيجة من القرارات التي لاقيمة لها الا على الورق .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن كتبة التقارير والمخبرين
- رحيل الكاتب والباحث العراقي أدهام عبد العزيز حسن الولي
- الفرح في الزمن الحزين
- ولكن من يحاسب الأمم المتحدة ؟
- الشهداء يحضرون نوروز هذا العام
- القوات الامريكية تستخف بحقوق الأنسان في العراق
- تحية الى الشاعرة الفلسطينية سلافة حجاوي
- الى انظار السيد هوشيار الزيباري – وزير خارجية العراق المحترم
- الموت العراقي الجميل
- الذبح على الطريقة الأسلامية
- الدعوات المريضة للنيل من الأيزيدية
- الكتابة بعيداً عن الحقيقة
- ملاحظات سريعة على نصوص قانون أدارة العراق للمرحلة الأنتقالية
- وصايا أيلي زغيب الى صدام حسين
- من المسؤول عن الأرهاب في العراق ؟
- أصرار أم أسرار
- المسؤولية الجنائية في مذكرات حازم جواد
- مسيلمة العراقي وروائح النفط
- صكوك النفط التي لم تحترق
- من يوقظ الحاكم الظالم ؟


المزيد.....




- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - قمم .. قمم