أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - صكوك النفط التي لم تحترق















المزيد.....

صكوك النفط التي لم تحترق


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 758 - 2004 / 2 / 28 - 06:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هذا المقال كتب بعد شهر على سقوط النظام البعثي الصدامي البائد وأجد من المفيد نشره بعد ظهور الكوبونات النفطية التي كان الطاغية يتعامل من خلالها في شراء الضمائر والأصوات النكرة التي يزعم أنها تنتصر لسلطته الدكتاتورية ضد شعب العراق المذبوح والمظلوم .
 
      يقولون أن النفط الخام ليس له رائحة نفاذة ، وهو سائل ثخين القوام أسود اللون .
 أقول لهم تعالوا معي ندقق في أرقام الجثث المدفونة في المقابر النائية ، فيقولون لي هل تشم رائحة النفط ؟
أقول لهم تعالوا نحصي عدد المعتقلات والسجون والزنازين والأقبية ، فيقولون لي ماهو سعر النفط الخام في سوق  النفط  العالمي ؟
أقول لهم تعالوا معي نحصي الآذان المقطوعة والرؤوس المذبوحة والأطفال الذين دفنوا مع أمهاتهم في الحفر التي تم اكتشافها  ونتلمس الوشم الذي نقشه الطاغية فوق جباه الشباب ، فيقولون لي هل للنفط علاقة بذلك ؟
أقول لهم تعالوا نقلب صفحات  فجيعة العراق ونحصي البيوت التي انطفأت شموعها وماتت أقمارها  فباتت أطفالها  تتطلع بحيرة و  بعيون ممتلئة حزنا ودمعاً وخوفاً وأملاً ، فيقولون لي هل تعرف كيف يتم بيع النفط عبر منافذ بحرية  وماهي اسعار سلة النفوط في العالم  ؟
وأقول لهم تعالوا ندقق السجلات السرية ونحصي أعداد الذين تم أعدامهم دون أحكام قضائية  ودون تحقيق  ودون سبب ثم تعالوا معي نمنح شهادات الوفاة لأهلهم ليعرفوا أن أولادهم قضوا نحبهم في سبيل العراق ، فيقولون لي هل تحضر مهرجان الشعر العربي  في هذا العام  حيث أن فندق المنصور لم يحترق ؟
وأقول لهم هل تزورون معي مقر اللجنة الأولمبية لمقابلة الفتيات التي تم العثور عليهن في الأقبية وهن عاريات ونسحل من بينهن جثث اللواتي قضن نحبهن دفاعاً عن شرفهن  ،   فيقولون لي لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم .
وأقول لهم قلبوا جثث العراقيين في حلبجة والأنفال وتلمسوا وجوه الأطفال المنكفئين على وجوههم من غاز الأعصاب والخردل ، الوجوه الكردية الحلوة الممتلئة بالعافية وغاز الأعصاب والخردل والسيانيد وخليط من غازات ذات روائح نفاذه وطيبة تسري كالخدر في الروح ثم تخمد الأنفاس ، فيقولون معي هل تحضر المؤتمر المنعقد في أزقة  الميدان ببغداد ؟
وأقول لهم تعالوا معي الى مواقف الأمن العام والأمن الخاص والأحكام الخاصة والثقيلة والخفيفة والمتوسطة وباقي الأوزان  في أبي غريب والفضيلية وخلف السدة والرضوانية وباقي السجون التي نعرفها  والسجون التي لم نعرف أبوابها ولامداخلها ولاشبابيكها  ، فيقولون لي أن أجمل السهرات كانت تقام  في مطعم  خان مرجان السياحي  الذي كان يقدم الأغاني البغدادية التراثية الجميلة مع الأكلات البغدادية والسمك المسكوف  .
أقول لهم تعالوا نلملم عظام الشهداء التي اختلطت ببعض فلا نعرف عظام الأرجل والسواعد والجماجم وساعدونا لنقلها في مقابر أهلنا ، فيقولون لي هل تعرف سعر صرف  الكوبونات التي تم توزيعها ولم تصرف لحد ألان ؟
وأقول لهم تعالوا نزور القصور المعدة للعهر والليالي الحمراء واغتصاب حرائر العراق وتعاطي الفجور والبيوت المعدة لجلسات الخمر والبغاء ، فيقولون لي هل لم تزل الحملة  الإيمانية مستمرة في العراق  ؟
وأقول لهم أن العراق كان مستباحاً شعباً وشرفاً وثقافة وثروة  وتاريخاً ووطناً ، فيقولون لي عزز أيمانك بقدرة الأنسان العربي في تجاوز المحن  ودحر الإمبريالية والصهيونية .
وأقول لهم هل تكشفت لكم بعض الحقائق من خلال ما تتناقله البــعض من وسائل الأعلام ؟ فيقولون لي أننا نتحسر  على ثرواتكم الوطنية التي سيلتهمها الاحتلال  الأجنبي والأمبريالية الأمريكية التي ستمتص النفط لحسابها وتضخه في آبارها وتخلطه بنفوطها  .
وأقول لهم هل أحصيتم عدد الجداريات والتماثيل والنصب المنتشرة في العراق للرئيس البائد والتي هدمتها الجماهير ومزقها الأطفال  ، فيقولون أنكم هدمتم أثراً تاريخياً غيركم حافظ عليه وأحتفظ به في المتاحف .
وأقول لهم أن آبار البترول تحترق وثمة رجال بدأوا بإطفائها  ، فيتلمسوا صكوك النفط التي بحوزتهم والتي لم تحترق معها قلوبهم  وقالوا لي الحمد لله أن صكوكنا لم تحترق .
وأقول لهم أن لاقيمة لهذه الصكوك الصادرة من شخص بائد ، فيقولون الحمد لله تم صرفها قبل أن يباد وقبل أن تظهر قبوركم يرحمكم الله .
(( الأضافة على المقال ))
وهاهي قوائم كوبونات النفط تظهر للشمس واضحة بأسماء لم نستغرب منها أي أسم فكلنا نعرفها وكنا نراقبها وهي تمنح الدكتاتور أعز مايملك الأنسان بعد شرفه ضميرها المعروض للبيع والأيجار ، وهاهي القوائم التي تنشرها صحيفة عراقية وتطبع بأحرف عراقية وبمطبعة عراقية أسمها (( المدى )) فالى أي مدى سيوصلون ، والى أي مدى سيبقون يمرحون بصكوك النفط .
صكوك النفط التي كانت من اجل المعركة ضد الأمبريالية والنصر على العدو الصهيوني المحتل !!  صكوك النفط التي جيرت بأسماء صريحة من أجل صد الحملة الأستعمارية على شعبنا المجاهد الصابر ، وصكوك النفط من اجل الحملة العربية مقابل الغذاء والدواء في زمن الحصار العراقي ، وصكوك النفط التي اخترقت كل خطط المراقبة الأمريكية ولجان المراقبة التي وضعتها الأمم المتحدة لمراقبة تهريب النفط العراقي   عبر تركيا والخليج وأيران والأردن ، صكوك النفط التي ترد العافية الى المناضلين العرب الذين يكتبون مقالاتهم بمداد من النفط في الصحف العربية والذين يرفعون شعار النفط سلاحنا في المعركة !!
صكوك النفط السلاح الذي سندحر به الأستعمار   وقوات الأحتلال ونستعيد به أراضينا السليبة ،  وصكوك النفط التي لم تعترف بها سوى المناضلة العربية توجان الفيصل التي اقرت بحصتها من التسويق مبلغ لايقل عن نصف مليون دولار أمريكي  والذي لايساوي كل هذه الشوشرة العربية .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوقظ الحاكم الظالم ؟
- تنشيط الذاكرة
- غياب الحقيقة في مذكرات حازم جواد
- في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب العراقي المناضل علي كر ...
- دعوة
- رسالة الى السيدة توجان الفيصل
- أمنيات عراقية
- حقوق غائبة بحاجة الى معالجة
- ملاحظات حول مسودة قانون أدارة الدولة العراقية للفترة الأنتقا ...
- وحدة العراق
- من يستحق التكريم النايف ام الشهداء
- القضاء العراقي وقلق منظمة العفو الدولية
- أتهامات محمد المسفر
- ورطة السيد نصار
- الفكر المتفسخ والموت السياسي
- سامي عبد الرحمن لم نكمل الطريق بعد !!
- الضمائر القابلة للصرف
- فيصل القاسم
- الطرطور
- مركز الجواهري للتراث وللدراسات والبحوث


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - صكوك النفط التي لم تحترق