أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - وصايا أيلي زغيب الى صدام حسين















المزيد.....

وصايا أيلي زغيب الى صدام حسين


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 766 - 2004 / 3 / 7 - 09:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ربما لم نكن قد التقينا أو تواجهنا ، لكن القلوب شواهد فأن عقلينا متطابقين تماماً ، وأنت تعرف أنني من الأسماء التي عملت على وضع اللبنات الأولى لحزب البعث العربي الأشتراكي في العراق ، وقد عملت في أوساط الجامعة العراقية وبين أساتذة متعددي الأعراق والمذاهب والأفكار السياسية ، لم أشعر بينهم بأنني عربي من غير العراق ولم يخدش كرامتي أحد رغم دعوتي المكشوفة والصريحة للتحالف مع النقطة الرابعة وحليفتنا القوية بريطانيا التي لولاها لبقينا مثل القشة التي تتقاذفها أمواج البحر المتلاطمة وسط حرب باردة وتنافس أقليمي وأحلاف عسكرية قوية .
كانت مراقبة قوة الشرطة السرية العراقية وعلى سذاجتها ما يعيق عملي ، لكنني أستطعت ترتيب أمري وجهدي ونشرت اللبنات الأولى لهذا التنظيم السياسي الذي صار تحت قيادتكم وأمرتكم في يوما ما مايؤكد أن الزرع الذي زرعته في بلدكم أثمر .
بعد ثورة عبد الكريم قاسم وقيام الجمهورية كثرت المضايقة والمراقبات ضدي ليس من الأجهزة الحكومية بل من الناس ايضاً ، وكانت تردني المعلومات الأكيدة من أروقة دوائر الأمن والشعبة السرية والأستخبارات العراقية التي كانت تبدي تعاطفاً ملحوظاً ومساندة من رجالها معي ومع الجهات التي ارتبط بها ، بأن تقارير ترفع الى قيادة الثورة تتهمني وتتابع تحركاتي ( المريبة ) على حد زعمهم ، بأعتباري عميلاً من عملاء النقطة الرابعة ومبشر من مبشري الدولة العظمى ، والحقيقة أن تحذيرات كثيرة أيضاً كانت تردني حول ضرورة التخفيف أو الأنزواء عن الأضواء وصولاً الى ماصار اليه الحال في سحبي من دائرة الضوء وأختفائي وتغيير أسمي بالنظر لأنتهاء دوري المرسوم في اللعبة السياسية ، مع أنني تركت خلفي أثراً وتأثيراً وكان سيادتكم جزء من هذا الأثر والنتائج التي عملت على اساسها في العراق .
وددت من خلال هذه المقدمة أن اعيد لك ماتركته من وصايا عملية وأسس تصلح للعمل في ترتيب وأدامة السلطة وجدت أن لزاماً علي أن ارسلها لك بصرف النظر كونك في السلطة أو خارجها .
لقد أحسنت في العمل بما يدعو للفخر حين يخالفك الأعداء حول الأفعال التي صدرت منك ويصفونها بالشريرة أو التي تخالف الضمير ، الحقيقة أن قضية الضمير غير موجودة وهي مجرد خدعة لأيهام البعض من السذج ومن يتبع رجال الدين من الناس ، فالحياة ايها الرئيس أشبه ماتكون بقطيع الأغنام الذي لابد لها من راع ، وهذا الراع ليس بالضرورة أن يتمتع بمواصفات خيالية وليس بالضرورة أن يوزع حرصه وحنانه على جميع القطيع بالتساوي ، فقد يقسو على جهة ويضرب أخرى ويسوق بهدوء أخرى وينهر بل ويذبح اخرى دون أن يكون متصفاً بالضمير .
انه خدعه يلجأ اليها المثاليون والسفسطائيون في الفلسفة لان الواجب والقوة الذاتية هي التي تدفع للعمل ، ومادام الضمير خدعه فأنك لن تشعر مادياً بألم أو وخزة في الجسد فالوهم لايتطابق مع الملموس ، وقد قمت بمايمليه عليك الواجب في أن تكون رئيساً حقيقياً مهاب الجانب ويخاف من أسمه الأصدقاء قبل الأعداء ، كريماً مع من تريد أن تشتري ضميره أو شرفه فلكل شيء ثمن ودون تلك المعادلة تعدو الأشياء سائبة لايمكن معرفة قيمتها الحقيقية ، علمت أنك كنت تغدق على الأشخاص والأحزاب ملايين من براميل النفط وأنا معكم من أن هؤلاء لن يتم شراء ضمائرهم وشرفهم الا بكمية مغرية من النفط تتناسب مع وقفتهم معك ، دقيقاً في تطبيق مقولة العرب الشهيرة التي ثبت صحتها ودقتها (( جوع كلبك يتبعك )) على شعب العراق فلامجتمع يختلف عن آخر ، أرجو أن لاتكترث للوصف فالحالة العامة تتطابق مع الوصف ومع المثل العربي الشهير ، وهذا الأمر يؤكد أن في كل الدنيا ليس غير الغوغاء وهم القطيع غير القابل لقيادة نفسه والذي بحاجة للقيادة دوماً ، فهو ليس له القدرة على القيادة أو أفراز من يستطيع القيادة بحكمة وعقل وبين الصفوة وهي نحن الذين بشرنا بقيادة الشعب وقيادة الأمة وقيادة المجتمع فليس بيننا الا القائد ولن تلد نساؤنا الا القادة ، وهذا القانون الطبيعي العادل موجود منذ الأزل ، وحين تسمع رجال الدين أو تعليمات الأديان أو الأحزاب السياسية وبرامجها الأجتماعية ومطالبها السياسية ستدرك كم هي كبيرة معاناتنا معهم حين يريدون أن يقيدوا قدرتنا على القيادة أو ينتقدوا أفعالنا والتي هي دائماً فوق النقد وقد أستطيع أن اجزم القول انها لايمكن أن تكون في دائرة المحتمل بين الخطأ والصحيح ، فنحن لانخطيء مطلقا ًومن هنا تأتي حاجة الأمة الينا .
مايوجب علينا أن نتمتع بالجسارة والشجاعة أن نجعل للقطيع مثالاً في البطش والقسوة البالغة دون تردد أو بطء دون الأكتراث لمعاني العدالة أو التدقيق في معاني الرحمة والشفقة ، أن القسوة ستزيد من قوتنا وخشية الخصم منا وتبعث الفزع في قلوب الباقين فنحن نمثل الأرادة ، لأن الآرادة هي ارادة الأمة والتي تقررها قياداتها وهذه القيادة هي نحن ونحن وحدنا فقط من يقرر الحق أو الباطل والخطأ من الصحيح .
ويتحدثون عن النصوص القانونية بشكل يثير الضحك والسخرية دون أن يعوا أنها مجرد قصاصات ورقية قابلة للتمزيق والتبديل والتعديل والألغاء في أية لحظة فهي نصوص غير مقدسة ، ومن يترك زمام قيادته الينا فليس من حقه أن يجادلنا على القيمة القانونية للنص ومدى مطابقتها للشرعية وللدستور ، نحن ياسيدي من نضع النصوص ونقترح أسبابها ونطبقها ، وأما المعاهدات الدولية والأتفاقيات التي سبق وأن تم عقدها أو التي عقدت تحت ظرف ما فما هي الا قصاصات ورقية لاقيمة لها حتى وأن وقعت من قبلنا أذ تكمن القيمة في تقبلنا في هذه المعاهدات وكونها متطابقة مع أفكارنا واخلاقنا .
أن الغاية الأساسية لفكرنا هي رسم سياسة أجتماعية للمجتمع مغايرة قطعاً لما كان عليه المجتمع من مثل وقيم وأعراف وتقاليد هي بالتأكيد قديمة وعتيقة ولايمكن ان تكون متطورة ومتناسبة مع تطور البشرية ، أن القائد ممتليء بالحكمة ويفيض بالخلق وهو بالتالي يشكل قدوة في النهج والتصرف مما يوجب أن يتم تبديل كل ماتعلمته الناس قديماً لتصير لدينا قيم جديدة هي تعليمات القائد وقيم القائد الجديدة ، ربما لن تعجب البعض أو أن بعض الدهماء ستتنكر لها لكن على كل حال سيكشف المستقبل أن البقاء للأصلح .
أن اغتنام الفرص يسمونه مخاتلة وتجنب مواجهة القوة يسمونه جبن والحزن على غياب المذنب بالموت يسمونه رياء والتشفي بموت الغرماء يسمونه خسة والاسراف في الانفاق بغير حدود يسمونه ضعة في النفس او شهوة ، كثير من الصفات غير المنطقية التي يضعها الناس ، كل هذه الأمور تتغير حين يكون الناس في حضرة الحاكم حيث يصير تجنب المواجهة حكمة وتعقل والحزن على غياب المذنب خلق وتواضع وعدالة والتشفي بموت الغرماء حق ومنطق والأسراف في الأنفاق كرم وسمة من سمات النفس الخيرة .
وهكذا ترى أن النظرة تتغير تبعاً لقرب أو ابتعاد الناس عن الحاكم .
وهكذا ترى أن الأخلاق نتيجة من نتائج العقل ولايمكن ان يسمونها فضائل مالم يتم الأعتياد عليها بشكل مستمر ، ولذا فأن الفضائل التي زرعتها بين العراقيين والعرب نتيجة الأعتياد والأستمرار عليها ستبقى الى زمن طويل معمولاً بها ، وربما ستظهر تلك القيم في زاوية من زوايا البلدان اكثر من غيرها بالنظر لتمتع العديد من اهلها بالمكارم والهبات والعطايا والأعتياد عليها نتيجة شرائك الذمم والضمائر وهي اسهل من شراء البطيخ في الأسواق العربية و التي يوجب على من يريد شراء الذمم أن يخطوها وبالنظر لسهولة عرض البيع عند هؤلاء بالرغم من كونهم رعاع بحاجة الى قيادة دائماً .
ثق أن الأمة بحاجة دائماً الى الحاكم القاسي غليظ القلب والذي لايعرف سوى الموت والدم والنفي والدمار ، بحاجة دوماً الى الرمز الذي تعبده وتتغزل به بالرغم من كونه ملطخاً بدمائها لكنها تدرك أن الموت من اجل مصلحتها ولن يستقر لها قرار الا بوجود الحاكم القائد المنتصر على شعبه دوماً ، فقد كنت خير مثال لذلك .
أن الأمة تحتاج من يرهبها ويوفر لها لقمة العيش ولو بحد الكفاف ، والأمة بحاجة الى من يتسلط عليها بالحديد والنار ويذكرها بأمجادها وتاريخها القديم ، والأمة بحاجة الى أن تنزع جلدها وتبدل قيمها وتخلط اوراقها وتتداخل خنادقها فيصير اليسار يمين واليمين يسار ولكنها في كل الأحوال بحاجة لقيادتنا وها أنت تلمس مدى حاجة الأمة لقيادتك في الأرض العربية .
فهل وصلت كلماتي اليك ؟



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن الأرهاب في العراق ؟
- أصرار أم أسرار
- المسؤولية الجنائية في مذكرات حازم جواد
- مسيلمة العراقي وروائح النفط
- صكوك النفط التي لم تحترق
- من يوقظ الحاكم الظالم ؟
- تنشيط الذاكرة
- غياب الحقيقة في مذكرات حازم جواد
- في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب العراقي المناضل علي كر ...
- دعوة
- رسالة الى السيدة توجان الفيصل
- أمنيات عراقية
- حقوق غائبة بحاجة الى معالجة
- ملاحظات حول مسودة قانون أدارة الدولة العراقية للفترة الأنتقا ...
- وحدة العراق
- من يستحق التكريم النايف ام الشهداء
- القضاء العراقي وقلق منظمة العفو الدولية
- أتهامات محمد المسفر
- ورطة السيد نصار
- الفكر المتفسخ والموت السياسي


المزيد.....




- فرنسا: إنقاذ 66 مهاجرا غير نظامي أثناء محاولتهم عبور المانش ...
- مصر.. والدا الرضيعة السودانية المقتولة بعد هتك عرضها يكشفان ...
- السعودية.. عمليات انقاذ لعالقين بسيول والدفاع المدني يحذر
- الغرب يطلق تحذيرات لتبليسي مع جولة جديدة من الاحتجاجات على ق ...
- فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران ...
- في الذكرى الـ10 لمذبحة أوديسا.. اتهامات لأجهزة استخبارات غرب ...
- ترامب يعلق على أحداث -كولومبيا- وينتقد نعمت شفيق
- نيبينزيا: مجلس الأمن الدولي بات رهينة لسياسة واشنطن بالشرق ا ...
- -مهر-: رئيس جامعة طهران يعين زوجة الرئيس الإيراني في منصبين ...
- ‏مظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين في عدة جامعات أمريكية والشرطة ت ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - وصايا أيلي زغيب الى صدام حسين