أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - ضمير المراسل الصحفي















المزيد.....

ضمير المراسل الصحفي


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 803 - 2004 / 4 / 13 - 08:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم يكن المنطق يقضي أن يكون المراسل الصحفي وفقاً لتوجيهات وسياسة القناة الأعلامية التي يعمل بها ، يتميز المراسل الصحفي بالجرأة والوصول الى قلب الحدث ونقله بصدق وبدقة مهما كانت النتائج ، والمراسل الصحفي من ينقل بشكل متجرد وأمين مايقوله الشارع ويدور بين أكثر المجتمع الذي يقف بينه ومن وسطه يقوم بأرسال معلومته ورسالته الصحفية .
والمراسل الصحفي وأن كان يفترض أنه يجمل فكراً معينا ، الا أنه في لحظة النقل يتجرد من فكره الشخصي ليخلص الى مهنته المقدسة .
قداسة المهنة ومتاعبها تتأتى من خلال الأصرار على قول الحقيقة .
الأحداث التي مرت على الوطن العربي كشفت لنا نماذج سيئة ومريرة من المراسلين تبعاً لرداءة الأعلام العربي وسلوكه المريض في ترويض الحقيقة لصالح الموقف والمصلحة والكسب المادي .
ولهذا فأن المواطن العربي فقد مصداقية المراسل العربي والاذاعة أو الفضائية العربية ، ولهذا التجأت الناس الى الفضائيات الأجنبية والأذاعات الأجنبية التي لاتعتمد على سرعة نقل الحدث والخبر فقط ، بل تعتمد المصداقية الى حد كبير في النقل ، ولا أعتقد أن مواطناً عربياً واحداً لايشترك معنا في عدم ثقة الشارع العربي بالفضائيات والأذاعات العربية ، وليس فقط ال‘لام الرسمي التابع للسلطات العربية والذي ندعوه بالكارثة ، انما حتى الشركات والقطاع الخاص منها .
وحتى نحصر مقالتنا الصغيرة هذه في أحداث العراق الأخيرة ، فتكون منظومة ال‘لام التي كان يحركها عراب الهزائم والساعد الأبتر لصدام طارق عزيز لنتلمس مدى المهانة والتردي والتوسل في شراء الذمم والضمائر من أجل الكتابة لصالح السلطة ، كانت الضمائر المباعة والصحف وأطنان الكلام المشترى بملايين الدولارات لايشكل سوى المورفين قبل أن تصل السلطة والطاغية الى نهاية الفجيعة والمأساة .
وكانت خطة الأعلام الصدامي تعتمد بالأساس على شراء الذمم ، والعربي منها بالنظر لاستخفافها بالأعلامي العراقي ، أو ربط الأعلامي بمنظومة المخابرات والأمن العام وأعتباره مخبراً أو مسوقاً للكذب ومدافعاً عن كل مايخالف الحقيقة .
وأستطاع النظام العراقي أن يشتري صحف ومجلات ورؤوساء تحرير وكتاب تكتب في الشأن العراقي ولكل حقه المضمون ولكل مقالة سعر ولكل دراسة ثمن .
وقبيل الحرب التي شنتها قوات التحالف على العراق ، لم تزل الفضائيات والمراسلينوالأقلام تعج بالضمائر القابلة للشراء وتعاكس الحقيقة وتقبض ، ووصل الوباء الى من أسماهم الاعلام العربي بالمحللين الستراتيجيين أو المحللين العسكريين ، وسمعنا ما جعل أطفالنا تبكي من الضحك حتى وصل الأمر أن نجمع التحليلات التي سبق أن مارسها علينا أعلام حزيران 67 ولم نصحو الا وثلث الآراضي العربية راحت في ذاكرة التاريخ حين كان الأعلام يوهمنا اننا نحل في حيفا ويافا وأننا نقف على مشارف تل أبيب .
وحقاً أستمعنا الى التحليلات التي أصبحنا بها في حالة أستثمار معركة الدفاع الى حصد ثمار النصر ولم نصحو الا ونحن نشاهد الدبابات الأمريكية فوق جسر السنك وعناصر الحرس الجمهوري تركض باللباس الداخلي الوطني دون سلاح ، وأن بغداد أستسلمت دون معركة .
وبقي الأعلام مستمراً في ايهامنا وفي زرق المخدر والدجل والكذب في كل مفاصل حياتنا .
وظهرت لنا أسماء من المراسلين للقنوات الفضائية يقولون ماتريدة القناة الاعلامية وينتقي مايريده مسؤول قسم الأخبار ، ويبث المقابلات التي تروق له .
بقيت رسالة حامد شاكر نموذجاً لما تبثه الجزيرة من أخبار وتلاه السيد ديار العمري الذي اعترف بأنه كان يعمل ضمن منظومة المخابرات العراقية ، في حين هرب السيد حامد شاكر حيث أتضح انه كان برتبة نقيب تابع لجهاز المخابرات العراقي .
لم يكن بين الأسماء التي تعمدت أن تنقل مايعاكس الحقيقة أرضاء لنزوات الفضائية والمسؤول عنها مروراً بسعد السيلاوي وطارق ايوب وعلي الخطيب وجابر عبيد وانتهاءاً بجواد كاظم وهدير الربيعي وفرج الحطاب وغيرهم من المراسلين الذين غيبوا الحقيقة وأعتماد الضمير لحساب لقمة العيش بناء على مايريده المسؤول عن قسم الأخبار في القناة الفضائية التي يعملون ، ويمكن أسثناء المراسل الجريء في قناة ابو ظبي الفضائية السيد نجاح محمد علي الذي ينقل الواقع الأيراني وفقاً لما يلمسه ويشاهده لاتأخذه في الحق لومة لائم .
نقلوا أن النفط العراقي سيصل يافا وحيفا ، ونقلوا أن اليهود أشتروا الكفل وبابل وسيشترون كردستان ، ونقلوا أن اهل العراق لم تزل لحد الان تحلم بسلطة الطاغية صدام ، ونقلوا مثلثات ومربعات وسنة وشيعة وثورات وتنظيمات مسلحة متطرفة وأشرطة تسجيل صوتية وفرسان ملثمين يخافون من تصويرهم والتعرف عليهم ، واحزاب ليس لها وجود ، وبيانات مجهولة ، ولقاءات منتقاة حسب متطلبات القناة وحاجة الخبر .
وعلى هذا الأساس فأن مايتحمله المراسل الصحفي في الفضائيات أكثر مما يشعر بثقل وطأته المراسل نفسه ، فالمراسل العراقي في العراق يعرف الحقائق لكنه يزيغ عنها ويبتعد ، ويعمد الى الأنتقاء بما يتفق وينسجم مع سياسة القناة الأ‘لامية التي يعمل .
وهنا تصبح معاناته رهيبة مع ضغط نفسي ، أذ لايمكن أن تمر أحداث مطاردة الناس لبعض مراسلي القنوات الفضائية لغرض الأعتداءء عليهم لتناقضهم مع الواقه وبثهم مالايتفق مع الحقيقة ، كما لايمكن التغاضي عن العقوبات التي الحقها مجلس الحكم ببعض الفضائيات ، بالأضافة الى محاولة البعض الدفاع عبثاً عن نفسه بأعتباره متهما بمعاكسة أخلاق مهنته وضمير المراسل في نقله مايريد ويرغب المسؤول عن القناة .
وهي محنة ان نطلب من مراسل القناة العربية أن ينقل الحقيقة التي تتعارض مع سياسة قناته الفضائية ومع رغبة وفكر المسؤول عن القناة وعن الرسائل التي يبعثها المراسل الصحفي ، وهي محنة حقاً حين نطلب من المراسل أن يجازف بعمله ومصدر رزق عائلته وقوت أطفاله ، وهذا الأمر لايمكن أن يحدث في ظل أعلام غربي متنافس للوصول الى الحقيقة والنقل المباشر والسريع للواقعة دون أن يكون للمسؤول رأي أو غرض شخصي ، فالمراسل له فرصته في أن يأخذ الحيز الذي يميزه دون غيره امام المشاهدين والقراء ، فهم الحكم والهيئة التي تختار المراسل الناجح وتميز أسمه والصحيفة أو القناة التي يعمل بها .
ولهذا تجد أن اسماء لامعة ورصينة تعمل في الأعلام كمراسلين يشار لهم بالبنان ، ومثلما نفتقد في العالم العربي مراسلين وأعلاميين يتميزون عن غيرهم في جرأتهم وقولهم الحقيقة حتى خارج نطاق سيادة السلطات العربية القمعية الكارهة للحقيقة .
وليس فقط أنعدام وجود مراسلين متميزين لنا في الوطن العربي ، ,انما أشتهر الوطن العربي بوجود محللين سياسيين يتميزون بالسذاجة والسطحية في التحليل السياسي حتى يمكن أستغلالهم في الأفلام الهزيلة عن عالمنا العربي .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد منصور في الفلوجة
- نعي مناضل
- ضرورة سيادة القانون بالعراق
- الدعوات الرخيصة للزرقاوي
- حرب الأطباء
- الكرد الفيليون
- رسالة الى عائلة كردية قضت بالكيمياوي رسالة الى عائلة صبحي خد ...
- القائد الضرورة مرة اخرى
- قمم .. قمم
- زمن كتبة التقارير والمخبرين
- رحيل الكاتب والباحث العراقي أدهام عبد العزيز حسن الولي
- الفرح في الزمن الحزين
- ولكن من يحاسب الأمم المتحدة ؟
- الشهداء يحضرون نوروز هذا العام
- القوات الامريكية تستخف بحقوق الأنسان في العراق
- تحية الى الشاعرة الفلسطينية سلافة حجاوي
- الى انظار السيد هوشيار الزيباري – وزير خارجية العراق المحترم
- الموت العراقي الجميل
- الذبح على الطريقة الأسلامية
- الدعوات المريضة للنيل من الأيزيدية


المزيد.....




- تطاير الشرر.. شاهد ما حدث لحظة تعرض خطوط الكهرباء لإعصار بال ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة حتى لو ت ...
- طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
- بالفيديو: -اتركوهم يصلون-.. سلسلة بشرية من طلاب جامعة ولاية ...
- الدوري الألماني: شبح الهبوط يلاحق كولن وماينز بعد تعادلهما
- بايدن ونتنياهو يبحثان هاتفيا المفاوضات مع حماس والعملية العس ...
- القسام تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة وإعلام عب ...
- بعد أن نشره إيلون ماسك..الشيخ عبد الله بن زايد ينشر فيديو قد ...
- مسؤول في حماس: لا قضايا كبيرة في ملاحظات الحركة على مقترح ال ...
- خبير عسكري: المطالب بسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم سببها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - ضمير المراسل الصحفي