أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد وجدي - عندما تصبح شيطانا ً - قصة قصيرة














المزيد.....

عندما تصبح شيطانا ً - قصة قصيرة


محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ

(Mohamed Wagdy)


الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 06:24
المحور: الادب والفن
    


هي فرصة.. أو هي مجرد استجابة لدعوة.. كان القصر مفتوحا ً والمجال متاحاً من كل حدب ٍ وصوب ٍ للانضمام إلى تيار ٍ واحد ٍ فقط: هو تيار الشيطان... فحتى الذين يحاربهم الشيطان ويسعى للقضاء عليهم هم في كنه حقيقتهم أشرار ٌ يخططون لسفك دماء بعضهم البعض، ولكنهم يتجملون بقناع ٍ زائف ٍ يدعو إلى تبرير شرهم – وليس إلى الفضيلة.


كانت دعوة ً مغرية ً .. فمن ذا الذي تُعرض عليه دعوة الخلود فلا يستجيب ؟ .. من ذا الذي تُعرض عليه فرصة لنوال قوى خارقة مثل الطيران واختراق الحواجز والقوة الجسدية المفرطة ولا يوافق ؟ " مع أن كلمة جسدية هنا لا تناسب المجال الشيطاني هنا " .


لم يتطلب الأمر مني أكثر من الموافقة – خاصة بعد ما رأيته في داخل هذا القصر من أشرار جعلوا من شرهم مجالا ً لقلب الحقائق وتزييف الأمور .


كان المجتمع الإبليسي واضحا ً .. فقبل إجراءات الدخول بينت الأخت الرفيقة أنه لا يمكن الرجوع في القرار ، وأن ميزات قبول العرض هي الأبدية " حتى وإن كانت أبدية في الجحيم فهي ما زالت تسمى أبدية "


كما أن هناك القدرة على مشاهدة وسماع الآخرين دون أن يروك ويسمعوك ، وكذلك الانتقال الآني عبر الحواجز والحدود .. أي قوة ٍ ترفض هذا الإغراء اللامتناهي ؟


" قف هنا " .. وقفت حيث كانت أشعة ذهبية جميلة تأتي من مكان خفي في سقف القصر تشبه أشعة الشمس في البهاء والدفء .


" هنا يتحول الفاني إلى أبدي .. بهذا تدخل إلى مجتمعنا الخالد الذي لا يموت " .. شعرت بحرارة تسري في جسدي وبدفء الشعاع ووهجه .. احتملت .. صرخت ، ولكني في نهاية الأمر انتشيت وتغيرت .


" افعل ما تشاء فأنت من هذه اللحظة خالد ُ أبدي " .. طرت ُ ومعي رفيقتي الجديدة التي لا أعرف اسمها .. فالأسماء الملفوظة ليست أمرا ً ذا بال ٍ في عالمنا هذا ، وإنما كل حوارنا وكلامنا نفساني روحاني لا نحتاج لفتح شفة عن شفة لننبس بالكلام ... بل تنتقل مشاعرنا آنيا ً في تخاطر بهي رائع .


رأيت كيف تباع الأعراض بكلمة دنيئة بشرية ، وانتقلت إلى حيث يُترك المريض ليموت بلا علاج – لا لشيء إلا لمجرد أنه فقير .


وانتقلت إلى رحاب الكنائس والمساجد فرأيت كيف ينتشي رجال الدين بالوعظ وقلوبهم خربة من الله ومن كل شيء إلا من المال وشهوة النساء .


عدت إلى زمن أقدم فرأيت كيف تم قتل المئات والآلاف في أوربا لأجل تفسير حرف في كلمة نطق بها أحد الأساقفة في إحدى المجامع الكنسية .


وفي شبه جزيرة العرب رأيت رجلا ً ثائرا ً معه عصبة من النساء والأطفال وعدد قليل جدا ً من الرجال يحاصره جيش عرمرم فينتهي الأمر بذبحه من الوريد إلى الوريد ويُقتَل أطفاله وتُسبى نساؤه .


اقشعر جسدي من بني آدم .


وارتفعت


وارتفعت


وارتفعت


ثم

حمدت الله أني :


شيطان



#محمد_وجدي (هاشتاغ)       Mohamed_Wagdy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا سيدي - شعر عامية
- مكاشفة التجلي شعر عامية
- قراءة في مخطوطة -يوحنا النقيوسي- عن أحداث الفتح العربي لمصر
- من أين جاء التكفير في الإسلام ؟ - دولة مدنية أم دولة الكهنوت ...
- قضايا مصرية -المستضعفون- ( 1) المتنصرون : ريهام عبد العزيز ك ...
- سيوف
- وحشية الأشواق
- إبراهيم الدسوقي عبد السلام - قصة قصيرة
- ما بال القوم تركوا تكفين نبيهم وذهبوا يتقاتلون على الخلافة ؟ ...
- دي أرضنا
- عم وجدي - قصة قصيرة
- خلص الكلام - شعر عامية
- الشيعة في مصر - المشاكل - الخلفية التاريخية - نظرة مستقبلية
- أطفال غزة محاصرون .. أطفال غزة يبيعون لعبهم ليعيشوا
- انتظار
- نكت عصر مبارك - قراءة سريعة
- خبر وفاة الموكوس ودلائله .... ترحم معنا
- كاريزما السياسة عند القادة العرب والدور المفقود
- مجموعات - قصيدة نثر
- مظلومية الشعب المصري


المزيد.....




- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- بائع الصحف الباريسي علي أكبر.. صفحة أخيرة من زمن المناداة عل ...
- لماذا انتظر محافظون على -تيك توك- تحقق نبوءة -الاختطاف- قبل ...
- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية
- موسم أصيلة الثقافي 46 يقدم شهادات للتاريخ ووفاء لـ -رجل الدو ...
- وزير الاقتصاد السعودي: كل دولار يستثمر في الثقافة يحقق عائدا ...
- بالفيديو.. قلعة حلب تستقبل الزوار مجددا بعد الترميم


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد وجدي - عندما تصبح شيطانا ً - قصة قصيرة