علماء من أمتي... المهندسة زها حديد نموذجا

حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 07:08
المحور: الطب , والعلوم
    

في كل مرة اقرا خبر عن علماء عراقيين في الفيافي ودول المهجر وقد قدموا لتلك البلدان الذي يعيشون فيها قسر ا او طوعا علومهم ينتابني الكثير من الفرح الممزوج بالحزن وانت اكيد تشعر بتلك المشاعر بين ان تفرح لوجود مثل هؤلاء العراقيين والذين تتحدث عنهم الوسائل الاعلامية في كل مكان وهم ينتسبون الى ذالك الوطن الجريح والذي هو بحاجة لمن يطبب له الجراح وليس افضل من ابناءه وهم بقربه يشفون تلك الجراح بعلومهم ومميزاتهم واختصاصتهم التي يحتاجها الوطن لينهض من كبوته ثانية ويباهي العالم بأبناءه وخاصة العلماء ,,,
ومرة اخرى تعيش في عالم الحزن وانت تشاهد وتسمع العالم يتحدث عن صنائع العراقيين في تلك الدول وليس في بلدهم وهم يقدمون العلوم باطباق من الذهب ويطورون تلك البلدان وفي الوقت نفسه يعرفون ان بلدهم الام بحاجة لهم لكن وكما اعتقد مابيدهم حيلة فالعودة الى بلد تغزوه الحروب وتعشش فيه الامراض الاجتماعية والسرطانات النفسية ووطن لم يلتفت هو نفسه الى ابناءه حتى يلتفتوا له ويعودون ثانية يطرقون ابواب العودة لتفتح لهم الافاق وتبتسم لهم التوجهات والاختصاصات الذي قدموا من اجلها لا تغلق بوجهم كل ملامح العودة وتغتصب احلامهم وتطلعاتهم جيوش الفاسدين الذين يسرقون قوت الفقراء ولا يريدون ان يعيشوا في عالم الرذيلة واناس يهيمنون على علومهم غايتهم ابقاء ذالك الوطن الجريح دائما يصارع علته ويكابد آلامه وسكاكين اولاءك القتلة مغروزه في جسده,,,
شعور حزين ان ترى وطنك ولود للعلوم وامة تنجب العلماء لكن للغير ويتمتع بتلك الطاقات امم خلف حدود الوطن هكذا هو العراق منذ عشرات السنين ادباء ومهندسين وعلماء ومثقفين ودكاترة وباحثين ارقام تبتعد عن العشرات والمئات والآلاف ولربما تحط عند المليون من العراقيين الذي يقدمون كل انواع التقدم والعلوم المهمة بعيدا عن مكانهم المفروض ان يكونوا به الا وهو الوطن ...
بالامس وانا اتصفح واقلب بوسائل الاعلام المقروءه وحتى المرئية لأتوقف عند خبر مفاده ان احدى العراقيات المهندسات والمتميزات والتي تحمل الجنسية البريطانية واسمها زها حديد فازت هذه المهندسة بمسابقة تصميم مشروع تطوير ارض المعارض المصرية من بين افضل الشركات والعلماء والمهندسين الاجانب والعرب والمهندسين المصريين لتختار اللجنة تصميم المهندسة العراقية وبحضور رجالات الحكومة المصرية وهذه مقتطف من احدى وسائل الاعلام عن المهندسة العراقية...
((( وزها حديد معمارية عراقية الأصل بريطانية الجنسية ولدت في بغداد عام 1950 حاصلة على شهادة في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1971 ولها شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، ونالت وسام التقدير من الملكة البريطانية،ومن أهم تصاميم زها الحالية الملعب الأولمبي بلندن، ومحطة إطفاء فيترا في ألمانيا ومركز روزنتال للفن المعاصر )))
ترى اليس العراق بحاجة الى مثل هذه العراقية فكم نحتاج من بناء واعمار وتصاميم ومشاريع استراتيجية لبلد مثل العراق قد عافه التطور والبناء وفارق العلم منذ سبعنيات القرن الماضي الا نحتاج نحن الى ارض للمعارض الا نحتاج نحن الى مدن سياحية او مجمعات سكانية او مشاريع رياضية اولم نحتاج نحن الى اعادة اعمار المدن العراقية الحزينة لنعيد لها البسمة التي فارقتها على يد الطغاة كم لدينا مثل هذه المهندسة لتعمل في بلدها ومتى تعود مثل هذه الطاقات الى العراق وماذا قدمت الحكومة العراقية لأولاءك العلماء من اجل عودتهم واذا عادوا هل يهربون ثانية الى المنفى بسبب السراق والمتحذلقين والمدراء العاميين الذين لا يعرفون كتابة اسماءهم او الذين جاءوا بشهادات مزورة متى يعود اولاءك العراقيين الى بلدهم ولماذا لا تتحرك الحكومة العراقية وبجدية كما كان يعمل راس النظام السابق عندما يرسل افضل رجاله الى المانيا وبريطانيا ومصر لجلب العراقيين ويقدم لهم الاغراءات والاموال والمناصب فقط ليعودوا الى العراق ...
اليوم لدينا المئات مثل المهندسة حديد بل وربما افضل ولدينا السياسين والرياضيين والباحثين لكن ليس لدينا الرغبة بعودتهم ولا نعرف قيمة هؤلاء عندما يعودون الى بلدهم ويبنونه ويقدمون له الاستشارات مجانا فالحكومة عندما تستقدم هؤلاء وتقدم لهم السكن اللائق والمنصب المناسب وتضعهم في المكان الصحيح ليقدموا هم بدورهم عصارة مايحملون من علوم الى بلدهم مهما قدمت لهم من اغراءات ليس خسارة بابن الشعب والوطن بل الخسارة عندما تعطي الملايين من الدولارات لتستجدي من الخارج الاستشاريين والمتخصصين في مجالات معينة وانت لديك في كل شبر من العالم مثل هؤلاء المستشارين الذين لا يأتون الا بطائرات خاصة وفنادق بنجوم متعددة وملايين من الدولارات وبالنتيجة يقدم لك أستشارة خاطئة وبعيدة عن الواقع العراقي كون ذالك الاجنبي لم يعرف ولا يدرس الاجواء والظروف والعلاقات والتجانسات الثقافية والسكانية العراقية لذالك لابد ان يقع في الخطأ بينما العالم العراقي لا يحتاج الا كل ذالك فهو عراقي يحسب كل ذالك دون ان يقع بالخطأ او ان ترشده الى اليها واكيد سوف يقدم لك هذا العراقي افضل ماعنده لبلده وامته ,,,
لذا ان الالتفات الى العلماء العراقيين ودعوتهم دعوات صادقة وطنية هي خطوة حقيقية لبناء وطن يحتاج الى كل ابناءه وفيه المتسع الكبير والقلب العظيم ليضم ابناءه .
وعلى الحكومة العراقية ان تكون لجان علمية وتستدعي العراقيين في الداخل ليرشدوا الحكومة الى من هو عالم ويفيد الدولة العراقية بعلمه من ذوي الاختصاصات المختلفة وتستشير هؤلاء الاساتذة من اجل الاستفادة من مشورتهم وحثهم ليعودوا بزملاءهم وارسالهم الى الخارج لعرض عودة على العلماء العراقيين وبشروطهم لا بشروط الحكومة لأن كل شروطهم لا توازي مايقدموه الى بلدهم ولمرة واحدة .

#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل