هل اسرائيل والصهيونية تشكل خطرا على حياتنا وحرية اوطاننا نحن العرب ؟

نوئيل عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 05:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ اكثر من ستين عاما يتبجح العرب ان اسرائيل تريد استباحة العرب ؟ اسرائيل ترسم خارطة اسرائيل الكبرى ؟ اسرائيل والصهيونية تستعد لغزو الدول العربية ؟
من خطر على من ؟ اسرائيل تشكل خطرا على العرب ؟ ام العرب يشكلون خطرا على اسرائيل ؟
من يريد استباحة الاخر اسرائيل تريد استباحة العرب ؟ ام العرب يريدون استباحة اسرائيل ؟
وعلى مدى هذا العمر الاسود الكالح الذي ذهب فيه من العرب المسلمين الملائين من الضحايا ليس على يد اسرائيل بل على ايدي بعضنا البعض ولازال الامر مستمر دون كلل نقتل بعضنا البعض ونستصرخ الضمير العالمي ان اسرائيل تريد ان تقتلنا وان الصهاينة يريدون ان يشربوا من دمائنا والانكى رجال الدين المسلمين يعممون فكرة ان الصهاينة لو احتلونا سيذبحوننا ويعجنون بدمائنا رغيف ....؟ ويتناولونه ليحضوا بالجنة وووالخ ؟
منذ اكثر من ستين عاما الاحزاب السياسية والمنظمات الدينية والتشكيلات اي كانت تنبري لتثقف اتباعها بان السلطة التي سيحصلون عليها ستكون الاداة لتحرير فلسطين وبدون تحرير فلسطين من الطغمة الصهيونية لاحياة لنا وعن طريق انتخابات ديموقراطية كمثال وهو من المحال ( وهذا لم يحدث في كل دول العرب المسلمين منذ عهد قارون بعيدا عن دول الخليج ) اذا فاز احدهم ينقل الى مقر السلطة على الاكتاف وبكل هوادة وخوفا على مشاعر واحاسيس هذا القائد الملعون يوضع على كرسيه بكل هدوء وتقدم له كل الولاءات والولاءات المطلقة وعندما تهم الجماهير بالمغادرة لاخلاء المكان للسيد الرئيس المفدى لياخذ نصيبا من الراحة يبصق الرئيس في اثرهم ويبداء بكل اناة بجز اعناقهم واعناق الجماهير واحدا اثر الاخر تحت حجة اننا لم نتفق ؟ لقد وصل الى السلطة وامسك بصولجانها بيد من حديد وياويل من يعترض انه الالاه الواحد الاحد وهو ليس ( الا حثالة بشرية مقيتة بكل التفاصيل ) وبعد حين يخرج الرئيس من على اية شرفة وحوله جيش من الحماية واقفا على جماجم الجماهير لينعق مثل البومة اننا سنحرر فلسطين وسنمحق الصهاينة وسنلقي بهم في اليم وماان تفض الاحتفالية حتى يعود الى كرسية ليوقع على وثيقة ظلامية تامر بقهر الجماهير تحت ذريعة نحن لانتفق وان اتفقنا يجب ان نتفق على راي انا اي راي الرئيس وحده حتى لو كان قذرا الانا الحقيرة ؟
ماجاء رئيس دولة الى سدة الحكم في كل الدول العربية ومنذ الستين عاما الماضية الا على بساط تحرير فلسطين وهو يقسم باغلظ الايمان انه سيقصم ظهر الصهيونية لكنه لايفعل بل يبدا وبكل ضراوة بقصم ظهر كل مواطن شريف على ارضه ويبداء بسرق اموال الشعب ليوزعها على حماته وعلى الموالين له الذين يشكلون متاريس لحمايته من غضبة الشارع ان انفجر ؟
اريد ان تسمون رئيسا عربيا منذ عام 48 ولحد يومنا هذا ماعدا اثنين 52 - 58 جاءا وخدما شعوبهما وارادا ان يرفها عن شعوبهما ولو باسؤا الايمان لكننا كنسناهم عن الطريق واتهمناهم بانهما دكتاتوريان كما كنسنا قوانا الثورية الحقيقة وبايعاز من المستعمرين بتهمة انهم ملحدين ؟
طبعا هذا مستحيل لان الرؤساء عندنا اما من العسكر او من الظلامين مثل طاغية العراق من قاع الشارع الى سدة الحكم وعلى يد بريطانيا وتسهل بريطانيا له الامر كما سهلت الامر لمجرمي عام 63 وكل هؤلاء الرؤساء همهم ينحصر من حد الحزام الى اسفل القدم ويبداؤن بسرقة وافقار الشعب العربي كل في دولته وعلى ارضه وتبداء انهر الدم في الجريان لتسقي حقول الرئيس واتباعه وهو اي الرئيس ملتزم بمبدا تحرير ارض القبلتين ويستصرخ الجماهير تحت قسم غليظ انا وان اعطوني ارض قريبة من اسرائيل لمحقتها وابدت الصهاينة عن بكرة ابيهم ومن طرف خفي يرسل الرئيس الى اسرائيل العون المادي واللوجستي انا اخوكم وتعرض صور صدام في لقاء حميم في المطار وفي الكنيست مع القادة الاسرائيلين عام 92 بنفس الوقت الذي يظهر به مع تجمع طلابي وهو يقسم انه لن يرتدي بدلة جديدة منذ اللحظة واذ به يبذخ على تشييد قصور له على كل ارض العراق ويزينها بالذهب الخالص من الداخل ويامر باعداد ولائم فيها يوميا حتى اذا وفد الى واحدة منها يكون الطعام جاهزا ( ليتزقنب ) واذا لم يات ياويل لمن يذق هذا الطعام والامر ان يلقى الطعام في الزبالة وكل وليمة تكلف اكثر من الف دولار واحسب كم قصر له في العراق العراق وشعبه ينوء تحت وطاءة الجوع ياكل خبزا ملوث بروث الطيور مخلوط بقشور عباد الشمس وهذا ينجر على كل القادة العرب ؟
اذا من هو الخطر على الاخر ؟ اسرائيل خطر على الدول العربية وقادتها وشعوبها ؟ ام العكس واسرائيل منذ ستين عاما يناشدون العرب المسلمين السلام والامن والمشاركة الفعالة في العملية السياسية او بناء دولة متاخمة للفلسطينين تتعايش هي وجيرانها بامن وسلام ويستقر الفلسطينين ويجرون نفسا عميقا من هواء نقي غير ملوث برائحة البارود والدم دون جدوى لان صدى نداءات اسرائيل لاتلقى سوى جواب واحد ( سنقذف بكم الى اليم ) طيب ؟
الى الان اصبح وضعنا نحن العرب وثيقة ثابتة لاتقبل جدلا او مواربة اننا نقتل بعضا البعض وان الخطر ياتي من داخلنا وليس من خارجنا ونحن نحتل بعضنا البعض ونستعمر بعضنا البعض واليمن وعدن والعراق والسودان ووووووالخ مثال صارخ على هذا ؟ اذا على يد حكامنا الاشاوس او على يد منظماتنا الاسلامية او احزابنا السياسية او مترفينا ؟ ولو حسبنا عدد الضحايا من العرب المسلمين والاقليات في وطننا العربي الذين قتلوا على يد احزابنا العروبية ومنظماتنا الدينية الاسلامية والمنحرفين من تجار السياسة منذ 1948 وحسبنا الضحايا من هولاء على يد الصهاينة لكان الناتج واضح يبين الفرق بين هذا وذاك ويعطي فارقا كبيرا بمائة الف ضعف اي لو قتل الصهاينة عربي مسلم واحد او اقلية واحد طفل او شيخ او امراة او كهل او شاب او صبي عسكري او مدني فحكامنا واحزابنا العروبية والاسلامية يكونون قد قتلوا مائة الف منهم ؟
اذا من اين يرد الخطر على حياة العربي المسلم او الاقليات ؟ منا نحن وليس من اسرائيل وليس من امريكا مثال بسيط ماقتله طاغية العراق في حرب ايران وخلال حكمه البائس نتيجة مناكفته مع القوى الوطنية في العراق يفوق الاف المرات ماقتله المحتلين خلال هذه السنوات الست الماضية دفاعا عن انفسهم وعن العراقيين الابرياء وماخربته المقاومة الضالة المتحالفة مع قوى الظلام وماقتلته من العراقين خلال هذه الست سنوات 2003-2009 يفوق الاف المرات ايضا على ماقتله الاحتلال دفاعا عن وجوده وعن العراقين الابرياء ؟
هذه حقائق يجب ان ناخذ بها بلا اي مواربة او نفاق او مداهنة اننا نحن العرب المسلمين في وطننا العربي خطرين على بعضنا البعض اكثر من خطر الصهاينة علينا والله العظيم ونحن محتلين بعضنا البعض نحن مستغلين بعضنا البعض نحن نقتل وبدون رحمة او شفقة بعضنا البعض ومن خلال القانون وبدون ان نتعرض للمسائلة القانونية نقتل بعضنا البعض ونستبيح بعضنا البعض نجوع بعضنا البعض وربما لو حكمنا مستعمر كان اكثر رحمة علينا من بعضنا او كلنا والدليل مايحدث على ارض العراق وعلى ارض لبنان وعلى ارض فلسطين وعلى ارض السودان وعلى ارض اليمن وووالخ اعطوني اي دولة عربية شعبها لاتنتهك حرياته وحقوقه ولايعيش كل الضيم والقهر والاضطهاد من حكومته او من جلاوزة هذه الحكومت اتحداكم ؟
اذا خلونا نصلح حالنا قبل ان نطالب من حولنا باصلاح نفسه لانه لايوجد ممن حولنا من هو اتعس منا الا الدول التي يكون فيها المسلمين التكفيرين الاميين اكثرية ضاربة مثل ايران وافغانستان وباكستان ...الخ وما لم نصلح حالنا لن ينصلح حال الاخرين معنا لاننا ومن كل المواقع نحن شوكة في خاصرة كل البشرية نحن العرب المسلمين وقبل ذلك نحن شوكة في خاصرة وسكين مسلط على رقاب اقلياتنا ومن هنا قد اهتف باعلى صزتي تحيا اسرائيل وليسقط العرب وهذا ليس متنفسا فحسب بل امنية واقصى اماني لو بقينا على هذه الحال ولست وحدي بل الملائين يهتفون بذلك ولكنهم لايجاهرون بهذا خوفا على حياتهم ؟ وربما يمنون النفس العيش الكريم الامن في ظل الصهيونية بعدما تعبوا من حياتهم في ظل خيانات بعضنا البعض وظلالة بعضنا وكذب بعضنا ونفاقبعضنا . هاهو العراق تحرر من الطغمة الصدامية ليقع فريسة طغم لاحصر لها والمثل السائد يقول مناكفة ( كنا بواحد صرنا باثنين لكننا كعراقين اقول كنا بواحد صرنا بالفين )
اذا ياعرب يامسلمين حاولوا ان تصلحوا انفسكم بانفسكم ولاتنتظرون ان يصلحكم احد من اجل اجيالكم القادمة ومن اجل حياة افضل لهذه الاجيال فالقوى الغاشمة اضمحلت وانقلبت على مبادئها تريد التغير نحو الافضل بعد ان رات انها بافضلياتها الماضية لم تحصد غير المرارة اما انتم لازالت قوتكم الغاشمة تستبيح حياتنا وامننا واستقرارنا مستمرة وعلى اشدها ؟ لنبدا بنذ الحزازات والاختلاف والفرقة ونجمع شملنا ونبني اوطاننا ونشيد حكومات ديموقراطية بوحدة وطنية علمانية لااغلبة لاحد على احد حكومات ديموقراطية غير مبنية على الاختيار بل على التمثيل الامثل لقوانا الوطنية وفي سلطة مراقبة جماهيريا توضع تحت المسائلة القانونية وليس حكومة سائبة حكومة موظفين تحت سلطاتنا كشعوب وليس حكومة سلاطين تتسلط علينا وعلى رقابنا و مقاديرنا ؟


نوئيل عيسى
7/6/2009

#نوئيل_عيسى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات