أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ديمال - هزيمة 1967، الأسباب والنتائج..(1)















المزيد.....

هزيمة 1967، الأسباب والنتائج..(1)


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 2660 - 2009 / 5 / 28 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرب 1967 هناك من يسميها نكسة، وهناك من يعطيها وصف الهزيمة العسكرية. أما بالنسبة لحرب أكتوبر 1973 فإنها لم تكن،بحسب هؤلاء، هزيمة أو انتصارا. مرورا إلى مبادرة السلام العربية، والتي اعتبر كثير من المحللين أنها الحرب التي أخذ فيها عبد الناصر الدرس خصوصا في علاقته ببعض الدول العربية، حيث اكتشف أن الذي وقف بجانبه هم هؤلاء الذين كان يتهمهم بالرجعية. وتم طرح التساؤل بمقابل ذلك، أين كان أصحاب اللاءات؟، وهل كانت حرب 1973 انتصارا للقومية؟، أم أن ذلك تم لصالح البعد القطري، الذي جاء بعده اكتساح الإسلام السياسي، انتهاءا بالحركات الجهادية، خاصة وأن حرب 11 سبتمبر عددت التسميات.

من نكبة 1967 إلى نصر 1973 ..

إذا انطلقنا من تسمية الأشياء بمسمياتها، فهي بحسب محللين "نكسة"، لكن قراءات أخرى تقول أن حرب 1973 انتصار عسكري، وهزيمة سياسية. فالحرب لها أهداف، لكن تأثيرات 1967 مازالت تلاحقنا إلى الآن. بدليل أن حرب 1973 أدت إلى كامب ديفيد، لكن حرب 1967 لم تكن لوحدها، فهي هزيمة معركة لمعارك متتالية. وهنا يطرح السؤال:"كيف تخسر الحرب إذا كانت هزيمتك في معارك متتالية؟"..
فخلال حرب1973 تم عبور قناة السويس، لكن وقع جدل بيزنطي، تراوح بين اعتباره نصرا منقوصا، ولم يصل درجة النصر الحاسم، فقد أخذ وصف اللاانتصار واللاهزيمة، وهو منتهى التناقض الذي يعيشه العرب. خاصة وأن مشكل تصفية آثار العدوان بقي قائما. فالمشكلة بعد 1967 كانت مرتبطة بمعالجة الآثار للوقوف مرة أخرى. لكن الإفرازات بقيت هي نفسها، بحيث أن ما نعيشه الآن هو كوننا لا نتحدث عن نصر ولا هزيمة. مع العلم أن النصر يغطي الهزيمة. فحسب محللين، حرب 1973 تحقق فيها ما لم يتحقق في سابقتها، رغم ما سببه ذلك من تراجع في قيادة المنطقة، ومعها تراجع الدور المصري.
انتقل السادات بعد حرب أكتوبر إلى واشنطن(كامب ديفيد). أما عبد الناصر فقد اكتشف أنها لاتؤدي إلى شيء، وقبل بخطة وليام لورنر، وذهب للروس، ثم عاد للقاهرة، وقال بأن العرب لا يساعدونه.
إن اتفاقية روجرز- قرار 2-4-2- فيها نوع من الإيجابية، فعند التقاء القائم بالأعمال بيرتس، قبل عبد الناصر بالمفاوضات، لأن عبد الناصر كان في حاجة لهدنة، من دون التنازل عن الثوابت، ودون تسليم القضية للأمريكان.

الصراع بقي مفتوحا لأنه لم تتم تصفية آثار الهزيمة..

كأي حدث يمر على أمة، الهزيمة لا تقاس بهزيمة أخرى مرتبطة بالإرادة السياسية. فلم يتم التعامل مع النكبة في واقعها على الأرض، وعدم إزاحة آثارها. فقد تم الإبقاء على حالة الصراع مع إسرائيل مفتوحا. والواقع أن النظام العربي ترك إسرائيل تأخذ مداها على مستوى الإستقرار. فآثار 1948 وصلت إلى 1967، وبالتالي أضاعت ما تبقى من الأراضي العربية في فلسطين.
وبحسب محللين، فإن السادات أعاد شيئا من الكرامة للجيش المصري، ومع ذلك فهو يعتبر خائنا. فقد جعل مصر تتحيد، وبقيت متفرجة. لكن الأمور لا تقاس بذات اللحظة، فهي تقاس على أرض الواقع، خاصة وأن حالة العداء لإسرائيل لم تسقط مع الإعتراف بدولة بحدود آمنة. وإذا كانت حرب 1967 أكلت الأخضر واليابس، فإن حرب 1973 أعادت سيناء للمصريين.
هنالك من يقول بنهج السلام، خاصة وأن اتفاقية مع مصر ساهمت في عودة سيناء، ومعها صارت الهجرة الفلسطينية إلى الداخل وليس الخارج. لكن حسب مراقبين، فإن السيادة بقيت منقوصة، فالسادات كبل العالم العربي بالإتفاقات، وبسببه نعيش عصر الإنهيارات. فتلك الإتفاقيات أخرجت مصر من الساحة العربية، وكرست السيادة الإسرائيلية. إلا أن هناك من المحللين من يرى أن ما حدث دار في أعقاب الحرب الباردة، وهي قاعدة كانت موجودة في عقلية صناع القرار العرب، أما الآن ، فإنه يلزم تغيير المنطق من خلال الدمج ما بين السلام(التفاوض) والحرب، حرب محدودة لتوليد نتائج سياسية.

لما شن السادات الحرب؟...
كان الإتحاد السوفياتي لا زال قائما، وتم شن الحرب بأسلحة سوفياتية، الأمر نفسه ينطبق على عبد الناصر، لكنه لم يوفق. فخلال حرب1973 تم عبور القناة، وكان هذا العبور شبه تغاضي عن حرب1967 ، وقد كان لحرب 1973 بعدين، بحسب محللين:
1 - الصراع السياسي في العالم العربي، ولم يكن المقصود هو إلغاء إسرائيل، فقط كسر إرادة الحرب الإسرائيلية، لأجل التفاوض.
2 - قيادة مصر التي كانت تصف الذين وقفوا مع عبد الناصر بالرجعية، وهناك من يرى أن مصر وحدها من تتحمل هذه المسؤولية، أي وصف أنظمة عربية بعينها بالرجعية. لكن الذي حصل هو أن العرب اختلفوا حول الطريقة، فإما الحرب، أو السلم..
فإذا كانت مصر قد استرجعت جزءا من أرضها، فإن سوريا لم تتمكن من ذلك، خاصة ما يتعلق بهضبة الجولان. كان بالإمكان أن يبقى الوضع مختلفا، لكن الصراع السياسي كان نتيجة خلاف بين جبهتين. فالصراع السياسي أدى إلى تحول دور مصر الريادي إلى دور ثانوي، وبروز دول أخرى تنافس مصر في القيادة(السعودية مثلا). وهناك من يقول أن اتفاقية السلام لم تخرج مصر من القيادة، فقط بقي الإختلاف حول منهجين: الحرب(لتحقيق التوازن الإستراتيجي) وهو خيار تزعمته سوريا، بينما ذهبت مصر في طريق آخر. فهذه المسألة سببت الإنقسام، ودفعت بدول كي تأخذ دورها. وإذا كان هناك من يقول بأن إرادة إسرائيل العسكرية قد كسرت، فقد وجد من يقول بعدم صحة هذا الكلام، فإسرائيل بحسب هذا الرأي مازالت مستعدة للقتال، وهذا الكلام يعود في معظمه لأنظمة عربية، خاصة مصر وقيادتها التي غيرت من مفهوم الأمن القومي المصري، من إقليمي إلى داخلي، فمصر الحالية أضحت تفاوض بعمر سليمان، في إطار دورها الأمني، حيث تحولت إلى مجرد وسيط، ويرى مراقبون أن هذا دورا بقي هزيلا غير مطلوب في دولة حملت لواء القومية. وهذا ما لم تختلف فيه مصر مع باقي الأنظمة الرسمية العربية. فكلها تعتبر خيار السلام خيارا استراتيجيا، فالحرب والمقاومة حل محلهما خيار السلام، بذلك يكون النظام الرسمي العربي قد أعطى الأوراق كلها لأمريكا، بإستراتيجية محورها حماية أمن إسرائيل.

أحلام الوحدة القومية العربية تراجعت لفائدة الإسلام السياسي

تراجعت أحلام الوحدة القومية العربية لفائدة الإسلام السياسي، وهناك أسباب للتراجع، لكن الثوابت لازالت مستمرة، لأن حلم الوحدة، بحسب منظري القومية، سيبقى قائما بقيام الأمة. فالقومية خيار إيديولوجي، لذلك فالتوجه نحو التوحد يبقى ثابتا، وإسرائيل زرعت لهذا السبب، أي وقف الوحدة. لكن في توجه معاكس، هناك من يرى بوجود مبالغة في التبشير بالقومية العربية، بدليل أنه باسم العروبة تم احتلال الكويت من طرف البعث العراقي، ولذلك تراجعت شعبية اليساريين. وبموازاته يطرحون التساؤل: "لماذا لا يلتقي تياران يتبنيان خيار المقاومة، ويحدث التباعد عندما يكون العكس؟". فالوطن العربي الآن يهتز من قبل التيار الجهادي، حيث أصبح تنظيم القاعدة يتكرس في جغرافيا(أو إيديولوجيا) الإتحاد المغاربي(بعد فشل القيادات)، يمهد الطريق للتيار الجهادي الذي يستعدي الأنظمة، ويفجر الأعراس في الأردن، والقطارات في لندن، ومقاهي الأنترنت بالمغرب. وفي سياقه يطرح التساؤل: "هل التيار الإسلامي بعد سلسلة التفجيرات هاته، مؤهل لقيادة العالم العربي؟"..
بالنسبة لحماس، لا أحد يستطيع أن يزايد عليها، فالظواهري أخطأ عندما لام حماس. وهناك من المحللين من يرى أن الولايات المتحدة فرضت علينا أجندة، فهؤلاء مواطنون، ولم يأتوا من المريخ، ولذلك لابد من محاورتهم، فالتيار الإسلامي بحسب هؤلاء، هو امتداد للتيار القومي في رفض الإحتلال، فالشعب من الناحية الإيديولوجية يقترب ممن يحقق حلمه في تحرير الأرض. لكن بحسب هؤلاء، فالقوميين لم يتعاملوا مع ضمير الأمة، أي الإسلام، فعندما لم يتحقق الحلم، كان لابد من معين روحي، لكن ليس بالرجوع إلى الدين. فالتيار القومي نشأ على قاعدة مقاومة المستعمر، ونفس الشيء، بحسب هؤلاء المحللين، ينطبق على التيار الإسلامي، وهو بحسبهم توريث طبيعي فيما يتعلق بالسياسة، وأبرز مثال على ذلك هو ما يحدث في فلسطين. لكن هناك من يتهم التيار الإسلامي بالإنتهازية(دخول البرلمان في المغرب وغيره، ولو أدى إلى التحالف مع أمريكا).
الثابت هو رفض المحتل ولو بالتحالف مع القوميين، وبالتالي يصير الإسلام هو الذي لا يمس بالثوابت(دون اغتيالات)، وفي مقابل ذلك يتساءلون:" إذا كان الإسلام السياسي مرتبط بوجود الإستعمار. فأين هو الإستعمار في المغرب العربي أو السعودية؟".. إن وجود الإسلام السياسي، بحسب هؤلاء، راجع إلى عدم التوافق مع الأنظمة التي يعتبرها متحالفة مع الطاغوت. وإذا كانت مصر تظل دولة قومية بحسب مرجعية النظام التي يستقيها من ثورة يونيو1952 ، لذلك فإضافة إسلامية خاصة فيما يرتبط بالأزهر، توصف بالحالة الشاذة. فهناك جدلية في مصر بين الوطنية والقومية، رغم أنه لم يحدث تفاضل بين الدائرتين، وهما متشابكتين في دائرة عامة مؤسسية ولها تأثير رمزي، أما الصفة الإسلامية فهي الأخرى توجد في إطار رمزي، وليست للفاعلية المؤسسية.
فمعنى الأمة مثلا عند القوميين، ليس هو نفسه عند الإسلاميين، فما بالك في المرجعية التي تختلف عند الطرفين كمرجعية ثقافية، مما يكشف عن وجود دائرة عربية وأخرى إسلامية. ومع ذلك، يؤكد هؤلاء أن مقومات الوحدة موجودة، وإلا لما زرع الغرب إسرائيل. ويقول مراقبون أن هذا التوجه القومي المفرط للنظام والحلول الأمنية، فشلت في إقصاء الإسلاميين، أو احتواء شعبيتهم من خلال الإعتقالات، وبسبب هذا الفشل، تم إلغاء قانون الطوارئ، وتم تعويضه بقانون الإرهاب.







#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقق الإحتجاج مكاسب لنساء المغرب؟
- الحركة الإحتجاجية النسائية: من سؤال المساواة، إلى تأثيت المش ...
- ستون أسرة تعيش بين مجاري الوادي الحار في حي صفيحي بطنجة
- الدولة المغربية تفتح باب الحوار مع رموز السلفية الجهادية.
- مدن من دون صفيح شعار لم يتحقق بعد بالعرائش بسبب اختلالات الت ...
- الكل يجمع على تسفيه الديمقراطية بالمغرب
- هل هناك تناقض في فهم الدين لكل جماعة إسلامية؟ !
- هل تغيرت النظرة للقاعدة بعد تفجيرات المغرب والجزائر؟.
- صور الدمار التي لحقت غزة قد تحمل الشباب المتطرف على القيام ب ...
- مدى مصالحة الأحزاب السياسية مع نفسها ومع المواطن..
- سلفية الجهادية بالمغرب: أحداث غزة، هل تحمل التنظيم على نهج خ ...
- -القاعدة- أشبه ببالون تفرقع بأفغانستان، ووجد مرتعه في فقاقيع ...
- التحالفات السريالية عند الأحزاب المغربية.
- الحزب السياسي المغربي وسؤال التأطير.
- مدى تدخل الدولة في انحسار المد الحزبي بالمغرب.
- الحكومة المغربية تتسلط على جيوب المواطنين برفعها أسعار الموا ...
- أجساد الأطفال تشوى بغزة، والقادة العرب لم يجدوا سوى دمهم الم ...
- تراجع الأحزاب الوطنية، هل هي بداية تشكل أحزاب جهوية؟
- سوق أربعاء الغرب:المجزرة البلدية،خروقات بالجملة..
- أسوار طنجة العالية تتحول إلى مجرد معبر للحالمين بجنة وهمية.


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ديمال - هزيمة 1967، الأسباب والنتائج..(1)