أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد ديمال - مدى تدخل الدولة في انحسار المد الحزبي بالمغرب.















المزيد.....

مدى تدخل الدولة في انحسار المد الحزبي بالمغرب.


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 2529 - 2009 / 1 / 17 - 06:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


هل عوامل الضعف الذاتية وحدها كافية لتبرير فشل الممارسة السياسية الحزبية،أم أن هناك عوامل أخرى ساهمت في هذا الإنحسار،وانحباس النفوذ الحزبي، بل وقلة إشعاعه؟.
في سياق التحليل، لا يمكن إنكار دور الدولة في تردي الأحزاب ،وانحدار أوضاعها الممارسية، فالدولة في مراحل سابقة من التاريخ السياسي بالمغرب،وما نهجته من سلوك عبر أجهزتها الأمنية والإعلامية،كانت سببا رئيسا في نفور الناس من العمل السياسي،وتحاشي الخوض فيه.
فإلى حدود الثمانينيات كان الإنتماء،أو مجرد الإنخراط في الأحزاب أو النقابات يدخل في دائرة المحظور.والغالبية كانت تعتبره أحد أسس التنخيب المرتبط بامتيازات فئة اجتماعية محظوظة بحسب الثقافة السائدة عند أغلب الناس آنذاك.
تبعا لهذا الحصار الدولتي،( نسبة إلى الدولة )،باتجاه الأحزاب السياسية، كان طبيعيا أن تنشأ على أنقاضه أشكال تعبيرية أخرى أكثر ديناميكية تتجاوز أشكال التنظيم التقليدية،وفي أعقاب السنوات التي تلت تراجع الأحزاب،خرجت مبادرات ناشئة من أوساط الجمعيات المدنية،وغيرها من المنظمات غير الحكومية.
وإذا كان قانون الحريات يحظر على الجمعيات المدنية وغيرها من الهيئات غير الحكومية الخوض في أشكال الممارسة السياسية، أوالتعبيرات ذات المضمون السياسي،فإنه وبالرغم من تخفي بعضها تحت الستار السياسي ،لكن بحسب مهتمين ،فإن تغاضي الدولة يقوي من حمأتها،وبالتالي تمكينها من تجنيد شرائح واسعة وراء خطب وشعارات لا تخلو من طبيعة سياسية( مثلا جمعيات العاطلين، بالرغم من تبنيها لملفات مطلبية،فإن هذه المطالب لا تتجرد من الحمولة والمضمون السياسيين).
وبحسب هؤلاء المهتمين، فهذا الوضع يعتبر نشازا، بل استثنائيا، وهو جانب مهما كانت توصيفاته( سلبا أو إيجابا)، فقد خول هامشا للحركة لبعض الجمعيات وسمح لها بتبني مواقف ذات طبيعة اجتماعية أو سياسية تدخل حصرا في نطاق العمل الحزبي أو النقابي.
بينما يرى بعض هؤلاء أنه بالرغم من اقتحام هذه الهيئات لهذه المدارك السياسية مداهمة نطاق العمل الحزبي ،وبالرغم من تحركها في هذا الإطار على نطاق واسع، إلا أنها جوبهت بواقع عصي تفرزه قلة الإمكانيات المادية، مضافا إليها إكراهات تتجاوز السياسي لتطال القانوني أيضا،وهي إكراهات في مجملها لا تتيح لها العمل بوضوح وجلاء في هذا الحقل المتعدد الفاعلين.
أبر مثال يمكن سوقه في هذا الجانب هو التنسيقيات المتعلقة بمناهضة ارتفاع الأسعار من خلال تنظيمها لمسيرات واحتجاجات واعتصامات، بل أكثر من ذلك حشدها لجمهور عريض يدفع أغلب الأحزاب إلى التواري والإنزواء.
إن قوة المجتمع المدني في ديناميتها الحركية هذه،ليست سوى تعبيرا عن نبض الشارع، ومواكبة لتململه المسنود بمطالب ،وهو المجال الذي غالبا ما تغيب فيه الأحزاب، هذا يحدث بالرغم من عفوية سياقاته، حيث لا دور للحزب السياسي أوالنقابة،فكليهما أضحى صامتا،بل تهيمن عليه البيروقراطية.
إن واقع الحزب لا يتحدد بهذه الأكليشيهات الوصفية فحسب، بل يتقزم دوره على أكثر من مستوى،فالحزب الذي تتشكل منه أية حكومة،حيث في الغالب تستقي منه غالبيتها،ففي المغرب هناك إشكالية تنطرح مضاعفة، خاصة الجانب المتعلق بوزارات السيادة التي يحتلها التقنوقراط،فالإشكال هنا دستوري يتعلق بمستويات المشروعية المرتبط بالمنهجية الديمقراطية في عمومها ،ففي الديمقراطيات العريقة تتشكل الحكومات من الأغلبية البرلمانية التي تفرزها صناديق الإقتراع حيث تقدم الأحزاب السياسية برامجها للتباري ويكون الحكم هو صوت المواطن على أساس تطبيق تلك البرامج من لدن الأحزاب المصوت عليها،لكن في المغرب هناك تخريجة مختلفة للمنهجية الديمقراطية كما معروفة،حيث يتم أدراج التقنوقراط(غير المتحزبين )على قائمة المستوزرين الذين لم يصوت عليهم المواطن،وهو المعطى الذي يفرغ العملية السياسية من محتواها،ويجعلها بلا هوية.
هذه الهوية الحزبية المنفلتة هي التي تجعل-بحسب مهتمين- الحكومات المتعاقبة من دون منجزات، لأنها لا تملك سلطة لذلك"لأن فاقد الشيء لا يعطيه"، يضيف هؤلاء.فالمنتخبون لا يملكون السلطة لتنفيذ البرامج التي يتقدمون بها أمام ناخبيهم لأن الإهتمام يتركز بدرجة أولى على خدمة المصالح الخاصة،بل أكثر من ذلك البحث عن التموقع الجيد داخل بنية الدولة.
والسؤال يأتي هكذا، " إذا كانت الإنتخابات لا تساعد الأحزاب على بلوغ مستويات متقدمة في اتخاذ القرار السياسي وممارسة السلطة بما يتيحه الهامش السياسي المرتبط بالعملية الديمقراطية في مجملها -على علاتها- في بلد كالمغرب،أليست هذه الإنتخابات إهدارا للمال العام في نهاية المطاف،سواء أثناء الحملة الإنتخابية، أو كأجور وتعويضات للبرلمانيين،أو بعد تحول بعضهم إلى وزراء؟.
بما أن هرمية السلطة،وانكفائها في بنية محكمة الإنغلاق(أشبه بالصدفية)،ضمن نسق سياسي مندمج هو الآخر،تتحول فيه كل ممارسة سياسية خاضعة للزبونية وشبكة العلاقات ،والإحتكام إلى القرابات العائلية ،يحوله إلى شبه نظام عشائري،هو الذي يحول دون خلق دينامية متواترة تساعد في بروز فاعلين جدد وبمضامين سياسية جديدة تسهم في تغيير البنية الحزبية وتحصيل إبدال في هياكلها الداخلية بما يدفع باتجاه خللة البني الإرتكازية التقليدية التي يقوم عليها الحزب المغربي والتي تحوله إلى شبه زاوية تتألف من شيخ ومريدين دورهم منحصر في تقرير ما تمليه تعاليم الشيخ.
الإنتخابات بالمغرب- بحسب مراقبين- هي وجهة مفرزة سياسيا بنفس الآليات والزبائن حتى وإن تغيرت أدبياتها بإضافة بعض التوابل إليها لتبدو أشهى وألذ،بمعنى أنها وضعت لإبداء صورة جيدة أمام العالم يبدو فيها المغرب بلدا منفتحا ديمقراطيا، ومتعددا سياسيا،بينما نقطة الإرتكاز هي غير ذلك تماما ما دام النسق السياسي مغلقا وتبدو فيه فرص تطبيق البرامج السياسية التي تتقدم بها الأحزاب السياسية عديمة الجدوى/ بل أكثر من ذلك تشابه البرامج لدرجة التداخل حيث يستعصي فك شفراتها في بعض الأحيان،وهو المعطى الذي يقود إلى الخروج بنتيجة واحدة وهي أنه مهما تعددت الأحزاب بالمغرب فإنها لا تختلف في مضمونها السياسي، مادامت الوجهة واحدة أي الحصول على وظائف داخل الحكومة- التي يمثلها الوزراء -،عوض تطبيق البرامج السياسية.
ومع ذلك فهي انتخابات تعلق عليها الطبقة السياسية آمالا عريضة مبررة سلوكها هذا، بأن الإنتخابات "وسيلة لترسيخ أعراف التداول على السلطة".
المشكل- حسب مراقبين- يكمن في وجود التقنوقراط،هذا الوجود يخنق التداول على أسس واضحة،ولا يسمح بتبادل الأدوار في ممارسة السلطة،وحتى و إن وجد فهو تبادل شكلي لا أكثر.خاصة وأن التقنوقراط ينعتون بغير المتحزبين،وهم مجموعة من خريجي المدارس والجامعات الفرنسية،وأغلبهم مهندسون،وحسب هؤلاء المراقبين،فالحكم التقنوقراطي يجنح دائما إلى تدمير الحياة السياسية التي يفترض فيها فتح المجال للكفاءة الحزبية،لكن بالنسبة للدولة فإنها في الغالب،لدرء النقد، تقوم بالتحايل على هذا الوضع" بتجنيس" التقنيين بالعباءات الحزبية في الأوقات الميتة،بهدف المراوغة.



#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة المغربية تتسلط على جيوب المواطنين برفعها أسعار الموا ...
- أجساد الأطفال تشوى بغزة، والقادة العرب لم يجدوا سوى دمهم الم ...
- تراجع الأحزاب الوطنية، هل هي بداية تشكل أحزاب جهوية؟
- سوق أربعاء الغرب:المجزرة البلدية،خروقات بالجملة..
- أسوار طنجة العالية تتحول إلى مجرد معبر للحالمين بجنة وهمية.
- سوق أربعاء الغرب:جغرافيا المزابل ،توسع ينذر بالكارثة..
- من يقف وراء عدم إلغاء عقوبة الإعدام بالمغرب؟
- هل يتحدث الإسلام حقا عن مدينة فاضلة؟...
- بعد تفكك المنظومة الإشتراكية: الليبرالية الجديدة تقوي النزوع ...
- التغيير في المغرب عجلة تدور لكن نحو الأسوأ..
- البناء الثقافي يبدأ من الفرد وينتهي في الجسم الإجتماعي..
- نهاية التاريخ وجاهزية الأفكار مؤشر على وقف الإجتهاد..
- الصراع الثانوي يطوي الصراع الرئيسي ويثويه..
- مفارقات السياسة بالمغرب:- الإصلاح الدستوري بين ذهنية التقليد ...
- الإنتخابات بالمغرب: مشاركة الشباب تبدأ بحل مشاكلهم
- تغير المناخ والإحتباس الحراري مصدرتهديد للأمن والإستقرار الد ...
- حول سؤال العلمانية: الفصل بين الدولة والدين ضرورة ديموقراطية ...
- التعصب سلوك متطرف يقصي العقل ويغيب الحوار الهادئ
- هل يجب حجب بعض مواقع الإنترنيت بسبب الجرائم الجنسية؟
- .-في تحليل السلوك الإرهابي: - العنف الفردي بين الدين والعلم


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد ديمال - مدى تدخل الدولة في انحسار المد الحزبي بالمغرب.