أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد ديمال - .-في تحليل السلوك الإرهابي: - العنف الفردي بين الدين والعلم














المزيد.....

.-في تحليل السلوك الإرهابي: - العنف الفردي بين الدين والعلم


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 10:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذا كان الإنسان نوع عضوي ( بيولوجي) ينتمي إلى عالم الأحياء ، فإنه أيضا كائن سوسيولوجي ، نزاع للإجتماع بطبعه ، كميزة أساس فيه ، بوعي، أو من دون وعي أحيانا..
ولا يمكن استثناء عامل الإدراك كمؤشر حافز على التماسك والشدة ، باستثمار من الذاكرة القائمة بدور الموازن بين العقل والجسد ، بارتباط ومراحل التطور العمري بخاصة، تشكل فيه مرحلة الطفولة نقطة ارتكاز التكوين الذهني، وفي مقابلها أحكام القيمة حول الذات أولا ، ثم المؤثرات الخارجية ، ومنها المحيط الإجتماعي.
وإذا كانت الطفولة هي ما يتحقق منها، كمرحلة التشكل البعدي لملكات الإدراك حتى في شكلها البسيط، فإن مجموع الديناميات الأخرى الإجتماعية، تسلك نفس المنحى تقريبا،وإن بشكل متغير،"تتحقق فيه الطفرة كدينامية للتحفيز"،فإن العامل النفسي يلعب هوالآخر دورا كبيرا في هذه العملية، والمرتبط أساسا بشحنة العواطف الذاتية المفرزة عبر كيمياء الدماغ والجهاز العصبي كموجه للسلوك، من خلال التأثير والتأثر ، خاصة إذا اعتبرنا أن تبدل أنواع السلوكات المحرزة،هي محصلة لمجموعة من العوامل البيو/ سوسيولوجية..
إن البوادر الأولى التي يتشكل منها الإنحراف ، خاصة الإفراز الميال إلى العنف ، هي محصلة اختلال في النفسية ، تحت طائلة غياب التوجيه المركزي المرتبط بالمنهج التربوي أساسا، والذي يعني الضرب بالممنوع الإجتماعي عرض الحائط، كدليل قبول بالمجازفة، وعدم الإكتراث بالقيم الإجتماعية، بل وتحلل من سلطة الضبط المجتمعي.
هنا، في تحليل السلوك العنفي ، لن أتحدث عن الصراع الطبقي ، كصراع أساسي، وعن الوعي الطبقي، بل عما نعتته الماركسية بالصراع الثانوي، وهو صراع موجود في البنية الإجتماعية ، كسلوك ممارس بقوة الدوافع في محيط اجتماعي معين، لكن ميزته الأساس أنه عنف ممارس بقوة الأفراد، يقحم حتى الرمزي منه، باستعمالات متعددة،غالبا ما تتحدد في آليتين ، اللغة أولا، كسلطة تواصلية مطلقة القوة والتأثير، ثم أسلوب المخاطبة الإيمائي، ولو كان غامضا أحيانا، وبأكثر من دافع، إما لإبراز الذات، وإظهار الشخصية، أو االتحسيس بالوجود، وربما تكون دوافعا أخرى غير هاته أو تلك، كالإنتقام ورد الإعتبار، أو دوافعا لا تفسير لها سوى أنها حمولة مرضية متراكبة عبر المراحل العمرية المختلفة..
وتوصيف الواقع الإجتماعي، وتحليله في الجوهر، ربما يكونان أدوات العلاج ، ففي التعبير النفسي، تحضرنا المقولة التالية:" أن تعرف المرض، وتشخصه ، فذلك نصف العلاج، وباقي العلاج هوإرادتك".
ودون مداورات قيمية أخرى، قد تنصرف هي الأخرى سلوكا اجتماعيا، فبالإمكان لتقريب المعنى أكثر في تفكيك المضمون الداخلي لمفهوم العنف، وضع رموز التخاطب تحت المجهر، والبحث في الظواهر، حتى الشاذة منها، والتي تبعث على طرح التساؤل الآتي : "هل الدين كابح للسلوك العنفي، خاصة في المجتمعات التي تعتبر الدين كل شيء في تفسير الظواهر ،وشرحها، حتى الإجتماعية؟..أم على العكس من ذلك ، هو الدافع إليها ، من خلال تسييد السلوك العنفي ، والدعوة إليه؟"..
أسئلة لابد من طرحها ، خاصة وأن النسق الإجتماعي الذي يميز سلوك البشر، وبمقياسين متناقضين ، البناء ومضاده الهدم، وبمنحيين متباعدين ،الخير في مقابل الشر، يبقى داخلا في المنظومة الدينية ، بمنطق مغاير للتفسير الطبقي في الصراع الإجتماعي ، هي عبارة عن تبريرات مستخلصة من تبعات الجنوح الفردي ، خصوصا وأن التوصيف يقتصر على استخلاص نتائج العنف ، دون الحديث في الأسباب ، وذلك من خلال اعتبار الشر من النفس ، بينما الخير من الله "من عمل صالحا فلنفسه ، ومن أساء فعليها ، وما ربك بظلام للعبيد". كذلك "إن النفس لأمارة بالسوء، إلا من رحم ربي"..وفي قول آخر "....إنه كان ظلوما جهولا.."ويقصد به الإنسان...وفي آية أخرى " أتنزل فيها من يفسد فيها، ويسفك الدماء"..
إذن ،هي صورة غير واضحة لنفس غاضبة ومندفعة دون رقيب ،لا تردعها إلا قوة الإرادة، وهي في عمومها عصارة التعبير الديني الذي يجمل الحياة في خلاصة واحدة"كل شيء مسطر من الله ، حتى الهفوات والنقائص"، بمعنى أن الحياة قضاء وقدر ، ومعطى النزوع بالتالي نحو التدمير والتحطيم لا يخرج عن هذا السياق ،أي ذلك السلوك الداخل في التركيب الفطري في الإنسان.
لكن ، هل الأمور تبقى عند هذا الحد ، بخاصة عند اعتماد التفسير المادي للظواهر الإجتماعية؟..
إن تحليل السلوك العنفي يتطور عندما نقف عند الأسباب الدافعة إليه، وبالضبط لما نجد أن الشخص العنيف هو مجرد صورة ضبابية لإنسان محروم ، مغضوب عليه ، ناقم ، منحدر من أحد الأحياء الهامشية، وبصورة أوضح، حالة نفسية تعرض صاحبها للعزل ، ومختلف أشكال التمييز الإجتماعيين ، لدرجة إحساسه بالضيق المؤدي إلى الإحباط، وبالتالي عدم الإستقرار النسبي ، هذا دون أن ننسى الحوافز الأخرى ، والمتعلقة أساسا بدرجات النجاح والفشل في الحياة، مضافا إليها إفرازات المحيط الإجتماعي والوضع الأسري،درجات التحصيل العلمي/والمعرفي،وعي الأسرة ودورها في التوجيهه، خاصة وأن انحراف السلوك غالبا ما يكون له ارتباط بأسلوب التربية.
إذن ، انتهاج السلوك العنفي ، المادي/أو الرمزي، هو بحث في إبراز مكامن القوة في الشخصية في المستوى الخارجي، وبالضبط في العلاقات الإجتماعية كرد فعل مضاد لحالات الغياب والإحباط.



#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد سنة من انتهاء الحرب على لبنان: حزب الله ربح لأنه لم يخسر ...
- بعد سنة من انتهاء الحرب على لبنان: حزب الله ربح لأنه لم يخسر ...
- بعد مرور ستين عاما على قرار التقسيم،وسيطرة حماس على غزة:ثلاث ...
- بعد مرور ستين عاما على قرار التقسيم وسيطرة حماس على غزة:ثلاث ...
- بعد ستين عاما على قرار التقسيم،وسيطرة حماس على غزة:ثلاث كيان ...
- العالم العربي يحقق تقدما في الأمية
- رؤى العدل والإحسان : من الإخفاق في الواقع إلى التعلق بالغيب
- التنسيق الإستخباراتي الأردني/الامريكي:بين طرح العمالة،واستحض ...
- القاضي الفرنسي بوريل: فضيحة دولة،أم جريمة ضباط جيش مارق؟
- أمريكا تريد عزل سوريا رغم ارتفاع حجم التبادل التجاري بينهما
- أنشاء نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي بأوروبا الشرقية: هل هي ب ...
- الحركات الإحتجاجية رد فعل رفضي لتوزيع غير عادل للثروة
- روائح الفساد تزكم الأنوف بالمغرب
- سوق أربعاء الغرب:خلفيات محاولة انتحارمراقب البلدية.
- ما اضيق العيش لولا فسحة الامل
- سوق أربعاء الغرب: من وراء إقبار مهرجان المدينة؟.
- نهب المال العام كارثة تقود المغرب نحو الهاوية
- لا ديمقراطية، و سلطة الامتيازات لا زالت قائمة بالمغرب‼
- تدمير المجال البيئي كارثة تهدد الأرض والإنسان
- المزج بين الحياة الخاصةوالمسؤولية العامة يعرقل قانون التصريح ...


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد ديمال - .-في تحليل السلوك الإرهابي: - العنف الفردي بين الدين والعلم