اين الحكومة

رياض الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 07:32
المحور: المجتمع المدني
    

اين الحكومة من مصائب الناس

بدا الشارع مزدحماً كعادته كل يوم وفي هكذا وقت من الظهيرة، ولم يبدو على ملامح سائق الاجرة الذي يهم بأيصالي الى الصحيفة، اي بوادر انزعاج بل كان شارد الذهن، ولم يبادلني غير التحية، وهذه بالتأكيد ليس من طبائع معظم سائقي التاكسي عندنا، والذين يصرون على معرفة كل شيء من الزبون، حتى وان لم يستغرق المشوار اكثر من عشر دقائق.

وقد تعودت على هذه الحالة مثل غيري، فما عسانا ان نفعل، فأن لم نجاري السائق بأسئلته، قد تعطل السيارة بقدرة قادر،او يحشرنا في ازدحام، له اول وليس له اخر، او ربما يصرح بوجهك بصورة مفاجأة ويقول( مااروح)

وبقدر ما تصل مطالب بعض السائقين بأسئلتهم الى معرفة ادق التفاصيل والاسرار في حياتك الشخصية، وتتوقع بعدها ان يطلب منك الاوراق الثبوتية المقدسة الاربع وصورتين شخصيتين، بقدر ما يبدو سائقين اخرين بمنتهى التهذيب والكياسة والادب، لذا توقعت ان يكون صاحبي في هذه الظهيرة من هؤلاء، لذا بادرته انا بالسؤال، لاخذ دور السائق ولو ليوم واحد، وسألته: ما بالك يااخي شارد الذهن، فأبتسم بود، وقال: لدي مشكلة ولا اعرف كيف اجد لها حلاً، فأنا كنت ابيع على احد ارصفة مدينة الكاظمية بعربة صغيرة، رغم اني خريج احدى الجامعات، وفي يوم طاردتنا امانة بغداد ومنعتنا من البيع، فأضطررت للبحث عن مهنة اخرى، وهداني التفكير الى جمع كل مالدي وما لدى زوجتي من مصوغات ذهبية واستدنت من الاهل والمعارف واشتريت سيارة متوسطة الحال لاعمل بها في الشارع، فقلت له جميل!! فقال لا سيدي ليس جميلاً لاني لم اشتغل بهذه السيارة سوى شهر واحد ، ففي احد الايام استأجرني ثلاثة شباب الى احدى المناطق، ثم قاموا بأشهار السلاح بوجهي وانزلوني من السيارة، وها انا الان اعمل سائق لدى احد الاصدقاء، ولا زلت مديوناً للاهل والاصدقاء والاقارب.

ان تفعل، فقال: انا! اطالب الحكومة بتعويض لانها السبب، فهي لم توفر الامان لي كمواطن، فأما ان تعوضني مبلغ السيارة، او ان توجه الشركة العامة للسيارات بيعها سيارة بالاقساط المريحة، او تمنحنا الدولة قروضاً ميسرة خصوصاً وان هناك الالاف مثلي سرقت سياراتهم، ولم تنظر الحكومة الى حالهم، فقلت له جميل!! فقال لا يا سيدي ليس جميلاً، لان الحكومة نست تماماً، ولا تفكر بي ولا بأطفالي وانتظر منها ان تسمع صوتي!!

#رياض_الركابي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل