أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - الاء الجبوري - عراقياات .... مسعود العمارتلي ..... ثورة انثى














المزيد.....

عراقياات .... مسعود العمارتلي ..... ثورة انثى


الاء الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 09:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اعتدنا ان تكون داعية حقوق المراة او حقوق الانسان بمواصفات معينة ولكن قد يشذ عن هذه القاعدة الناشطة والفنانة والثائرة على الظلم مسعودة العمارتلي التي لم يخطر في ذهنها او حتى تعرف معنى كلمة ناشطة ,هذه المرأة التي ولدت في بيت فقير جدا لاب شاء الله ان يكون ابناءه من االاناث وكان مولدها اما تنطبق عليه الاية الكريمة (اذا بشر احدهم بأنثى اسود وجهه وهو كظيم )او البشارة لمن يبشر بالولد فكانت انثى ولكن التقاليد جعلت الاب يكذب على نفسه وعلى الناس ليقول انها ولد واسمه مسعود , هكذا ولدت مسعودة مسلوبة حق الاعلان عن انوثتها فكبرت مع الاولاد تلعب لعبهم وتعمل عملهم وصارت تكد على عائلتها بعد موت ابيها لتواجه ظلم الاقطاعي وتعسفه على الفلاح , هذه الظروف التي عاشتها كونت داخلها شلال من الانوثة المكبوته والعاطفة الجياشة والثورة على ظلم التقاليد الذي احاط بها فكانت ثورتها صوتا جميلا يصدح باحلى الكلمات واعذب الالحان , ورغم انها عاشت بمظهر وحياة الرجل إلا ان قلبها استجاب الى نداء الحب فأحبت بعنف حتى علم الناس بهذا الحب الذي خلق لها العديد من المشاكل ورغم ذالك تحدت المجتمع وانطلقت الى سماء الطرب محتفظة بمظهر الرجال الذي عرفت به ولكنها لم تستطيع اخفاء انوثتها في كلمات اغانيها التي كانت تكتبها رغم انها لاتعرف القرأة والكتابة اذ كانت الكلمات تنطلق من وجدان أمرأة وليس رجل , وما يميز هذه العراقية المبدعة انها كانت تلحن اغانيها رغم انها لم تعرف دراسة المباديء الاولية للموسيقى , هذه المطربة تركت خلفا اغاني اصبحت جزء مهما من التراث العراقي ان لم نقل اساسيا مثل اغنية (خدري الشاي خدري) و(فوق النخل فوق) و (محمد بوية محمد) و(على الهودلك) و (وسودة شلهاني يايمة) اضافة الى انها كانت مجددة في اغانيها لحنا وكلمات فهي اول من غنت للام ( حس خالك يناديك يالولد يبني ) مستوحيتا ايها من واقعة حقيقة واغنية (الولد نام يايمة) وهي اول من استخدم موال الابوذية (بسته) واغاني اخرى وكثيرة اصبحت فيما بعد درر التراث العراقي الغنائي , كانت نهاية هذه المطربة التي تحدت التقاليد والاقطاع مأساوية فقد قتلت مسمومة بسبب ولع فتاة بحب المطرب الذي لم تعرف انه امرأة مثلها ولكن اهلها عثروا عليها وقتلت الاثنتين غسلا للعار . هذه الفنانة وعطائها الكبير وتحديها للمجتمع الذكوري لم يجعل ساحة الفن في العراق ان تخلدها في عملا فنيا كما يفعل المصريون في تخليد فنانيهم مثل ام كلثوم وسيد درويش واسمهان برغم ان المقارنة بهم تظلم مسعودة العمارتلي التي لم تحظ بربع ماحظي به هؤلاء ولكنها قدمت تراث بلد واطلقت صرخة انثى ترفض القهر الذي يلحق بالمراة وهنا لابد من الاشارة الى ان الفنان سعدون جابر انتج مسلسلا عن مسعود العمارتلي بامكانيات بسيطة ولكنه استطاع ان يكسب اعجاب الجمهور الذي تعاطف بشدة مع مسعودة العمارتلي في مواجهة الظلم الذي لحق بها واوضح ما تعانيه المرأة العراقية في بدايات القرن العشرين . اما الاعلام العراقي فهو لم يعطي هذه العراقية المبدعة حقها كنموذج نعتز به بل ان اعلامنا يستذكر في احيان كثيرة ميلاد هذا الفنان او ذاك من الفنانين العرب ولا يذكر العمارتلي او غيرها من الفنانين العراقيين , لكن مسعودة العمارتلي من المبدعات العراقيات ليس في مجال الطرب الذي اسست من خلاله اغلب التراث العراقي الغنائي ولكن ناشطة في حقوق المراة جسدت نشاطها عملا وفعلا فكانت صرخة انثى في الزمن الصعب مازلنا نسمع صداها طرب .



#الاء_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقيات ... ميان خاتون إمرأة من الزمن الصعب
- مروة .... والمصير المجهول
- خطر الاسلام السياسي على الاسلام
- اطفال عراق اليوم مستقبل الغد
- مفهوم شرف المرأة عند الرجل
- الثقافة في العراق بين المسؤلية وألأبداع
- من هم برلمانيو العراق
- في اليوم العالمي للمرأة ...كل عام وانت بألف مشكلة ومشكلة
- عمل المرأة العراقية في السياسة ... أرقام وشعارات
- رسالة الى عضوة البرلمان السيدة ميسون الدملوجي
- عن المرأة والإسلام السياسي


المزيد.....




- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - الاء الجبوري - عراقياات .... مسعود العمارتلي ..... ثورة انثى