أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الاء الجبوري - الثقافة في العراق بين المسؤلية وألأبداع














المزيد.....

الثقافة في العراق بين المسؤلية وألأبداع


الاء الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2262 - 2008 / 4 / 25 - 10:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الظروف العصيبة التي يمر بها المجتمع العراقي من صراع سياسي يدفع ثمنه المواطن العراقي الى ألإرهاب وغياب الخدمات وألإنفلات ألأمني الى أجندات خارجية تروج لمفاهيم تهدد المجتمع العراقي , إضافة الى ظهور شعارات تبدأ بكلمة ثقافة مثل الثقافة الديمقراطية وثقافة ألإنتخابات والثقافة الطائفية وغيرها . وقبل هذا كانت الثقافة ولازالت تحصر في أغلب ألأحيان في الثقافة ألأبداعية كالشعر والموسيقى والغناء والمسرح والفن التشكيلي الخ والواقع الذي نعيشه أثبت الحاجة الى توسيع مفهوم الثقافة لتأخذ دورها في بناء العراق الجديد الذي نطمح له وهذا لن يكون بالسياسة وألإقتصاد فقط ولكن بالثقافة أيضا والثقافة هنا ليست الثقافة ألأبداعية فقط وإنما الثقافة بمفهوم أشمل .
ولكن للأسف أن تحديد الثقافة لايأتي من السياسين الذين لديهم علاقة جدلية متأزمة مع المثقفين بل يأتي التحديد من أغلب المثقفين العراقيين ويستغربون حد التحفظ إخراج الثقافة من حيزها ألأبداعي فقط الى مفهوم أوسع وأشمل ومسؤل لأنتشال العراق من محنته , وهنا تسكب العبرات ولعل أول ألأسئلة التي يطرحها واقع العراق المرير هو إنتشار ألأمية بنسبة 63% في الجيل من 10 الى 16 سنة حسب دراسة لإحد ألأكاديمين العراقيين فكيف سيكون واقع الثقافة ألأبداعية بكل أصنافها إذا كانت شريحة كبيرة لاتقرأ أو تكتب. من سيقرأ الشعر والفن التشكيلي وخاصة التجريدي منه , وكيف سيكون لنا مسرح فعال أغلب جمهوره لايقرأ ولايكتب هكذا سيكون واقع الثقافة ألأبداعية ولكن أذا اخذنا الثقافة بمفهوم أِشمل كيف سيتعلم المواطن ألأمي ثقافة ألأنتخابات كيف سينتخب , كيف سيكون لثقافتكم ألإبداعية مكان عند النساء العراقيات اللواتي بحاجة الى نبذ ثقافات متراكمة وثقافات جديدة أثقلت كاهل المرأة إذا أخليتم مسولية الثقافة في المساهمة في دعم حقوق المراة العراقية , وعندما نتكلم عن المواطنة اليست هي ثقافة تعزز ألإنتماء الى الوطن نجدها متخلخلة في مجتمعنا العراقي وإذا اردنا بناءها فنحن بحاجة الى الثقافة بمفهومها ألواسع .
العنف في العراق هل نستطيع أن نطلق عليه ثقافة العنف أم نطلق عليه العنف ؟ والجواب على هذا السؤال نجده لدى الطفل العراقي الذي نسي اللعب بالطائرات الورقية أو الكرات الزجاجية (الدعبل) وصار يلعب مليشيات وقاعدة وصارت هناك قصائد شعر شعبي تمجد الفئة وتحيي العنف وأناشيد تتغنى بالثأر وشتى أنواع السلاح ولقطات التفخيخ وقطع الرؤوس على ألأنترنيت إضافة الى إعلام طائفي فئوي يحرض على العنف , والنتيجة ان كل هذه ألأشياء تبني ثقافة العنف التي تؤتي ثمارها تهديد وخطف وإغتيال وهذا هو ما نطلق عليه العنف وهنا يإتي دور الثقافة بمفهومها الواسع وتتحمل مسؤلية التصدي ثقافيا لثقافة العنف .
حالة السلب والنهب التي يطلق عليها العراقيون الفرهود والتي لم تكن وليدة سنوات ألأحتلال بل تمتد الى الى سنين طويلة في الماضي هل يكفي القانون لمعالجة الفرهود أم بناء ثقافة تتصدى لهذه الظاهرة التي تترك آثارها السلبية ماديا ومعنويا على المجتمع العراقي .
عندما نتكلم عن الثقافة بمفهومها الواسع فإننا لانطلب من أصحاب الثقافة ألأبداعية ممارسة هذا الدور بل هناك العديد من الجهات تتحمل المسؤولية مثل ألجامعات العراقية من خلال البحوث والدراسات وإشراك الطلبة في البحث في مشاكل المجتمع العراقي أي مساهمة مزج العلم بالثقافة التي تخدم العراق في هذا الظرف العصيب وكذالك رجال الدين الذين تقع عليهم مسؤولية كبيرة في تثقيف الناس على الثقافات التي تساعد في أطفاء النار وإشاعة السلم ونبذ العنف .
أما ألإعلام العراقي فهو يتحمل مسؤولية كبيرة في التعامل مع الثقافة بمفهومها الواسع , ولكن للأسف , في أغلب ألأحيان يتعامل مع الثقافة من جانب ألأبداع من خلال البرامج الثقافية التي تقدم بطريقة سطحية دائما من خلال نقل أخبار قصيرة عن جلسة شعرية او إصدار ديوان شعر أو معرض للفنون التشكيلة , وتكاد تكون أغلب البرامج الثقافية مستنسخة من بعضها , وكذالك الصفحات الثقافية في صحفنا بين النقد والشعر والفن تختصر الثقافة وما يثير ألأستغراب أن الثقافة ألأبداعية في البرامج التلفزيونية والصحف تغترب في كثير من ألأحيان عن واقع العراق المرير إذا كان من الممكن أن تؤسس هذه الظروف العسيرة الدموية الى أدب وفن ومسرح المرحلة
مذكرناه لايعني عدم وجود الثقافة بمفهوما الواسع , إنها موجودة في بعض منظمات المجتمع المدني التي إختصت بالعمل الثقافي ولكن وحدها لن نستطع أن نصل الى النتيجة التي نرجوها إذ لابد من تظافر الجهود لنؤسس الى عراق جديد بمجتمع مثقف من خلال الثقافة ألأوسع والتي يكون على قمة هرمها الثقافة ألأبداعية حينها سيبحث المواطنون بمختلف مستوياتهم الثقافية عن النتاجات ألأبداعية كما يبحثون عن كتب على الوردي التي لازالت تباع وكأنها صدرت ألآن لإنه مزج العلم بالثقافة , لإنه تعامل بمسؤلية الثقافة في بناء مجتمع ناضج ومستقر ومتحضر .



#الاء_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم برلمانيو العراق
- في اليوم العالمي للمرأة ...كل عام وانت بألف مشكلة ومشكلة
- عمل المرأة العراقية في السياسة ... أرقام وشعارات
- رسالة الى عضوة البرلمان السيدة ميسون الدملوجي
- عن المرأة والإسلام السياسي


المزيد.....




- هكذا علقت الصين على تهديدات ترامب بفرض عقوبات على روسيا
- مقتل أمريكي على يد مستوطنين بالضفة الغربية.. ومجموعة تطارد ف ...
- الاتحاد الأوروبي يأمل بإقرار حزمة عقوبات جديدة على روسيا
- كيف تخطط -بي واي دي- لإحداث ثورة في الشحن الكهربائي؟
- قيادي في القسام: المقاومة تعتمد على قدرة ذاتية وتصنيع محلي
- -آلية الزناد- ورقة ضغط تلوح بها أوروبا ضد البرنامج النووي ال ...
- اللجنة الأميركية العربية لمناهضة التمييز.. أهدافها وهيكلها و ...
- جامعة القدس المفتوحة صرح علمي يزاوج بين التعليم التقليدي وال ...
- مقال في بلومبيرغ: وأخيرا ها هو بوتين يثير حفيظة ترامب
- ترامب يعلن دعمه لحلف -الناتو- وهذا ما قاله عن بوتين بعد مهلة ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الاء الجبوري - الثقافة في العراق بين المسؤلية وألأبداع