أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - الاء الجبوري - اطفال عراق اليوم مستقبل الغد















المزيد.....

اطفال عراق اليوم مستقبل الغد


الاء الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2330 - 2008 / 7 / 2 - 10:44
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


الكل يتحدث عن الديمقراطية في العمل السياسي وحرية الاعلام والتعددية ويتحدثون عن ميزانية انفجارية قد لا تحظى بها دولة شرق أوسطية اخرى، فيقول المواطن: لم نلمس ثمار الديمقراطية والميزانيات الانفجارية الا ما ندرفيأتي الرد الرسمي الممكيج: هذا طبيعي فحاضرنا الان هو مخاض للوصول الى الديمقراطية التي ستجعل مستقبل العراق موضع حسد من قبل الدول الاخرى , قد يكون هذا الكلام صحيحا من كل الجوانب ولكن ماذا عن مستقبل الانسان العراقي الذي يدفع من سني عمره ثمن سياسات خاطئة للنظام السابق وثمن أغلى واكبر للوصول الى الديمقراطية منذ سقوط النظام السابق والى اللحظة .

التساؤلات التي تقفز في أذهاننا :من هم عراقيو المستقبل الذين سينعمون بثمار الديمقراطية التي تسقى الان من دماء واموال العراقيين ؟ انهم اطفال العراق اليوم وغدا نساء ورجال العراق الذين سوف ينعمون بعراق مستقر اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا , اذن الانسان في عراق المستقبل هو الطفل العراقي !!! .

اذا ما أردنا ان نعرف المواطن العراقي في المستقبل بعد مخاض الديمقراطية الدامي وسرقة وتبديد الاموال في العراق لننظر الى الطفل العراقي على كل المستويات , ولنبدا من المستوى الصحي اذ يعاني الطفل العراقي من وضع صحي متدهور بحاجة الى انتشال سريع من سطوة المرض على طفولته وعلى اقتصاد الاسرة في هذا الظرف العصيب , لقد تحول مرض الكوليرا الى وباء دوري يتجول بحرية في مدن العراق واولى ضحاياه الطفل العراقي , اما سرطان الدم يعاني منه نسبة كبيرة من الاطفال بحاجة الى علاج سريع ومكلف وبالمقابل لايوجد مستشفى متخصص لعلاج سرطان الدم لدى الاطفال في العراق رغم اننا نملك ميزانية انفجارية تبلغ 65 مليار دولار اضافة الى ظهور امراض غريبة وتشوهات نتيجة حروب النظام السابقة اضافة الى المناطق التي ضربتها قوات الاحتلال مثل الفلوجة والنجف ,اما مرضى الثلسيميا كان الله في عونهم وعون اسرهم اذ يحتاج المريض الى الحصول على دم اسبوعيا على الاقل اضافة الى علاج وحقن مؤلمة وغالية جدا وبدل مد يد العون لهم منعت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن مرضى الثلسيميا (أميبيا البحر الابيض المتوسط فقر الدم المزمن ) راتب شبكة الحماية الاجتماعية ومقداره 50 الف دينار بسبب الفساد المالي الذي تفشى في شبكة الحماية الاجتماعية , ليس هذا فقط بل هناك دراسة لليونسيف في عام 2006 تقول ان هناك 4 مليون طفل عراقي يعاني من سوء التغذية ودراسات تشير الى الوضع النفسي المتوتر للطفل العراقي بسبب مشاهدة العنف والتفاعل معه حينما يصبح الطفل ورقة لتصفية الحسابات، هذا الوضع الذي يعيشه الطفل العراقي ادى الى تدني مستوى استيعاب الطفل للمواد الدراسية والميل الى العدوانية في اللعب واختيار الملابس والالعاب ,ويؤكد اختصاصيو علم النفس ان الاثار النفسية للعنف على الطفل لا تقل خطور عن الامراض العضوية وبالمقابل لايوجد مركز للصحة النفسية يقدم استشارة او علاج لهذا النوع من الامراض ,قد يكون الوضع الصحي للطفل العراقي اسوأ من هذا بكثير فكيف سيكون مستقبل العراق اذا كان اسا سه عليلا بدنيا ونفسيا ...؟

اما على المستوى الاجتماعي فهناك ظاهرة انتشار الامية بين الاطفال الى سن الثامنة عشر حيث بدأت مع سنوات الحصار وتضاعفت في ظل الديمقراطية الجديدة مرات ومرات بسبب تدهور المستوى المعاشي للاسرة العراقية , اما طلبة المدارس فظروف دراستهم عسيرة بين التوتر الأمني الذي يطال العملية الدراسية اوغياب الخدمات في المدارس التي صار عددها اقل بكثير من عدد الطلبة فلازال لدينا مدارس من طين تقبع على ابار النفط او مدارس تنهار بعد ترميمها واصبح من المعتاد الان ان نشاهد قاعات دراسية تكتظ بطلبة يجلسون على الارض ولم يعد الزي المدرسي للبنات ماهو متعارف عليه بل زاده الاسلاميون بفرض الحجاب بقرار صادر من وحي ايدلوجية الاحزاب الاسلامية وليس بقرار معلن من وزارة التربية اضافة الى الصراع السياسي بين الاحزاب الذي طال المناهج الدراسية او فرض رؤيتها الاسلامية على المدرسة ، ناهيك عن اغتيال الكفاءات التربوية وهجرتها.

اما حالة اليتم فقد اصبحت سمة من سمات المجتمع العراقي فوجود أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون يتيم فتح الباب مشرعا لعمالة الاطفال التي لاتخلو من انتهاك لطفولة الطفل العراقي في هذه الظرف العصيب والذي ادى بدوره الى ظاهرة التسرب من المدارس فنتج عن هذه الحال جيل لايعرف القراة والكتابة يمتهن جمع النفايات او حمال او بيع الحلويات على الارصفة والشوارع وقد يكون محظوظا اذا عمل كناسا في امانة العاصمة وقد يمتد الامر لإستغلال حاجة الاطفال الى العمل من قبل الميليشات والمسلحين في تجنيدهم للعمل معهم , والنتيجة طفل امي يعمل في مهن لاتعلمه حرفة يعيش منها ويطورها ويتطور بها بل طفل امي يعيش من مهنة تعيش على طفولته .

ومن واقع الطفولة العراقية ظاهرة التسول والتشرد التي تحولت الى مافيات منظمة للاستفادة من الاطفال المتسولين والمشردين في مشاريع عديدة فحسب احصائية وزارة الصحة انه من بين ثلاثة ونصف مليون يتيم يوجد (500) الف بلا مأوى وترعى الحكومة التي تملك ميزانية انفجارية (400) يتيم فقط فأي مصير ينتظر هؤلاء المشردين والمتسولين في شارع قد لايخلو من مفخخة او عبوة ناسفة او مواكب المسؤلين المسعورة وارتال الاحتلال المتوترة او بالأحرى أي مستقبل ينتظر العراق في ظل طفولة حاضرة معوقة نفسيا وفكريا وهم قادة الغد !!! .

ومن الظواهر التي يعاني منها الطفل العراقي هي عمليات التهجير القسري داخل وخارج العراق ومايترتب على ذلك من تداعيات اقتصادية وصحية ونفسية يكون فيها الطفل فريسة سهلة لشتى انواع الامراض والقهر والحرمان والاستغلال المباشر وغير المباشر .

هذا هو حال اغلب اطفال العراق اليوم، يعانون من مستوى صحي متدني ووضع نفسي متوتر وامية ويتم ،اذن غدا سيكون هكذا اغلب رجال ونساء المستقبل في العراق فكيف سينعمون باليمقراطية ويمارسون الانتخابات والامية في تنامي مستمر كيف سيبنون العراق والجانب الصحي والنفسي يعاني من الاهمال الان وقد يكلف الدولة مستقبلا اموالا وزمنا اذا ما ارادوا تأهيله وقد لاتكون النتائج مضمونة , فالطفل العراقي على الاغلب يتم اقصاؤه من اجندات السياسيين حكومة ومعارضة وكأنهم لايعلمون ان بناء الاوطان ليس باعادة البنى التحتية فقط وبناء اقتصاد قوي وراسخ بل ببناء انسان متعلم صحيح الجسم يعي المواطنة ويحترم القانون وتحترم حقوقه وهذا البناء يبدا من الطفل لنحظى باساس قوي وسليم لنضمن مستقبل زاهر لعراقنا الحبيب .






#الاء_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم شرف المرأة عند الرجل
- الثقافة في العراق بين المسؤلية وألأبداع
- من هم برلمانيو العراق
- في اليوم العالمي للمرأة ...كل عام وانت بألف مشكلة ومشكلة
- عمل المرأة العراقية في السياسة ... أرقام وشعارات
- رسالة الى عضوة البرلمان السيدة ميسون الدملوجي
- عن المرأة والإسلام السياسي


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - الاء الجبوري - اطفال عراق اليوم مستقبل الغد