أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جريس الهامس - المقاومة , والمعارضة العربية والسورية للإستبداد بين القرن التاسع عشر واليوم ..؟















المزيد.....

المقاومة , والمعارضة العربية والسورية للإستبداد بين القرن التاسع عشر واليوم ..؟


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 09:03
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


المقاومة العربية والسورية للإستبداد بين القرن التاسع عشر واليوم ...؟
في ذكرى شهداء السادس من أيار1916 والمؤتمر العربي في باريس 1913 ...-
بقيت المعارضة العربية السورية واللبنانية تناضل ضد الإستبداد العثماني الحميدي طيلة الربع الأخير من القرن التاسع عشر وحتى إنقلاب 1909بأشكال مختلفة دفاعاً عن عروبة شعبنا وتحرره من الإحتلال والإستبداد الذي دام أربعة قرون دمّر خلالها كل شيْ من معالم الحضارة التراكمية في بلاد الشام بشكل لم يستطع فعله في مصر التي شقت عصا الطاعة العمياء وتحررت بقيادة محمد علي من الإستبدادين التركي ثم المملوكي لتتحول بتأثير فكر عصر الأنوار والنهضة الأوربيية كما أرادها الرواد الأوائل حتى أضحت ملجأ لأحرار سورية ولبنان والعراق , رغم وجود الإحتلال البريطاني الغاشم منذ عام 1882 .الذي قطع طريق التطور والإستقلال عليها ..
ولم تكن سورية ولبنان وفلسطين خانعة للإحتلال والإستبداد التركي رغم سيطرة الأمية والتخلف والتضليل الديني والأمراض والأوبئة وفوقها التجنيد الإجباري الذي شل الإقتصاد وذهب بحياة ملايين الشبان العرب في حروب الإمبراطورية الإستعمارية المختلفة وفرض الضرائب الجائرة على البؤساء..
وما وصلنا عن ثورات لبنان المتعددة ضد الإقطاع والإحتلال .. التي أطلق عليها : ( العاميات الشعبية ) وانتفاضاته المتواصلة .. دفع بعض المؤرخين السوريين والعراقيين والفلسطينيين الصادقين للتنقيب عن هذه العاميات الشعبية المطموسة في التاريخ . وأخص بالذكر منهم المنقبين الأفاضل في الجامعة السورية : سهيل زكار – عبد الكريم رافق المختص بالتاريخ العثماني – ومحمد محمد محفل – وعبدالله حنا – مع حفظ الألقاب , والذي وصلنا من هذه الإنتفاضات ...
أ‌- انتفاضة حلب عام 1818 ضد الفساد ونهب الإنكشارية وأعوان الوالي وهرب الوالي من حلب أمام هيجان الجماهير البائسة ..
ب‌- ( قومة حلب ) ضد التجنيد الإجباري وضد ضريبة العقارات وضد المجاعة التي حصدت الاّلاف .. وهاجم الجياع أحياء الأغنياء ونهبوها ..
ج – عامية دمشق الشام عام 1832 انتفاضة وعصيان مدني ضد فرض ضريبة جديدة على المنازل والدكاكين ( بمقدار مصريتين – نقد كان مستعمل أنذاك – على كل سكرة أو مفتاح ) ... وتحول الإحتجاج إلى هياج وثورة حاصرت الوالي في القلعة أربعين يوماً استسلم بعدها وقتل ,, وشكل بعدها الأهالي حكومة من زعماء المدينة أمرت بتسليح جميع الناس وفلاحي القرى المجاورة وترميم أسوار المدينة وتحصينها ... حتى استجاب الباب العالي لمطالبهم وألغى تلك الضريبة...
د – دون أن أنسى عامية جبل العرب ضد الإحتلال والإضطهاد التركي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في وقت متقارب مع الإنتفاضات الأخرى وقد حدثني عنها الرفيق هلال رسلان وكذلك الصديق العزيز حمود الشوفي ونشرنا بعض الخطوط العامة لهذه العامية في صحيفتنا السرية ( نضال الكادحين ) في عام 1973 . ولكن بقيت هذه العامية تحتاج لدراسة معمقة لاأعلم إذا كان الصديق حمود – أبو العربي – قد أنجزها أم لا....
ه – انتفاضات فرسان بلدة تل كلخ بقيادة ( الدنادشة ) ومدينة حماة ضد المحتل التركي وجباة الضرائب في أواخر القرن التاسع عشر وبعده ضد المحتل الفرنسي . هاتان المدينتان الوطنيتان اللتان تعرضتا لأبشع إضطهادات وجرائم الإبادة في عهد الطاغية حافظ الأسد . وقد أصبحت بلدة تل كلخ اليوم بلدة أشباح وقبور ومهربين لأنصار النظام ...
و - إنتفاضات أحياء دمشق وخصوصاً حي الميدان ضد إنكشارية السلطان وإنكشارية الوالي ( اليرلية ) وترحيب دمشق بالقوات المصرية بقيادة إبراهيم بن محمد علي حاكم مصر دون أية مقاومة للخلاص من النير التركي .عام 1830..
قاد حرفيو المدينة المتنورون وفلاحو القرى المجاورة وبعض المثقفين و رجال الدين المتنورين بأفكار محمد عبدة والأفغاني من مصر أولاً والكواكبي ورشيد رضا والزهراوي وبطرس البستاني و اليازجي وأرسلان وسائر رجال الهضة العربية وشهدائها من سورية ولبنان ثانياً ,قادوا هذه العاميات بشكل عام وهم الذين حملوا الفكر المبكر المناهض للإقطاعية الداعي للتحرر والتطور الذي من معينه نهل رواد النهضة العربية وشهداؤها الذين رفعوا راية التحرر من عبودية الإحتلال وسياسة التتريك...ووضعوا مشروعهم العروبي الديمقراطي الليبرالي المتواضع للإنعتاق من الإستبداد والفكر الظلامي المتعفن ... لكن هذا المشروع تمت محاصرته بالقمع المستمر والجهل والأمية السائدة والتخلف والطغيان ....
.. وبينما كان الحكام الأتراك أداة طيّعة بيد القناصل و السفارات الإستعمارية وأجراء للمعاهدات الأجنبية .. ضعفاء ينفذون مطامح المستعمرين وشركات نهبهم ونفوذهم في جميع أراضي الإمبراطورية العثمانية ... كانوا طغاة وجلادين شرسين ولصوص ضد رعاياهم والشعوب الخاضعة لاحتلالهم باسم ( الخلافة الإسلامية )..ولم يستطع إصلاح قانون تمليك أراضي الدولة للخاصة عام 1850 وتقليد سجل الملكيات العقارية ( الطابو ) تقليداً للغرب ولاسائر الإصلاحات الرأسمالية ولا إصلاحات مدحت باشا والي دمشق تغيير شيء من حياة الشعب المأساة .. وكان الإنكشاريون والقابيقول وسائر الفرق العسكرية المهيمنة التي تلغي الإصلاحات وتفرض على الوالي والباب العالي ماتريد باسم حماية الدولة وممانعة الدول الكافرة وحماية شرع الله ...؟
. وما أشبه اليوم بالبارحة مع الحكام العرب الطغاة وخصوصاً الأنظمة العسكرية الفاشية منها وفي مقدمتها النظام السوري – الممانع - نموذجاً.... كأن الأرض لاتدور والزمن متوقف منذ قرنين من الزمن وأكثر ..
لكل هذا لم تستطع بلادنا تجاوز نمط الإنتاج الإقطاعي والحرفي إلى نمط الإنتاج الرأسمالي , ورغم محاولات الخمسينات والستينات في سورية بناء صناعة متطورة وتحقيق التحول الرأسمالي بطريقة هشة بواسطة طبقة جديدة منحدرة من تجار المدن وإقطاعيي الريف المتنورين ولكن دون حامل سياسي وإجتماعي وإقتصادي رأسمالي و ثوري قوي قادر على الصمود والإنتقال إلى الثورة الصناعية الرأسمالية والسياسية البرلمانية ..
غير أن استيلاء العسكر على السلطة وتأميم المصانع الناشئة باسم إشتراكية كاذبة وتطبيق إصلاح زراعي مزيف لمصلحة أغنياء الريف وكبار رؤوس الدولة العسكرية . وليس لمصلحة الفلاحين الفقراء الأكثرية العظمى البائسة.. انتهى كل هذا الخداع والتضليل بخلق إقطاع أكثر وحشية بثوب جديد..مؤلف من كبار الموظفين وضباط الجيش والمخابرات وحاشية العائلة والطائفة ..
و كما انتهى العهد التركي بتدمير البلاد وإذلال العباد والإرتهان لمشيئة الغرب الإستعماري وإقتصاد السوق وعبودية البنك الدولي . بقيادة أمريكا وقاعدتها العسكرية الأمامية إسرائيل ...
تم تدمير الإقتصاد الوطني السائر في طريق النمو في الدولة العربية الحديثة, وتحولت الدولة إلى مافيات أو شركة خدمات وسمسرة لحساب الشركات الأجنبية التي هدفها الأول والأخير بقاء بلادنا وبلدان العالم الثالث عموماً مورداً للمواد الخام واليد العاملة الرخيصة وسوقاُ للإستهلاك من جهة .....وجلاد فوق رقاب الشعب يحمي القتلة واللصوص من طبقة الكومبرادور الطفيلية و الطائفية
العنصرية المتوحشة .. التي تجلد الشعب وتسلب أبسط حرياته .وتحمي النفوذ الإستعماري ومصالحه في المنطقة ....
كما تحمي حدود فلسطين المحتلة والجولان المحتل منذ أربعين عاماً ...
... برز في الربع الأخير من القرن التاسع عشر عدد من المصلحين من جميع الطوائف السورية بينهم بعض رجال الدين الذين دعوا لتطوير المفاهيم الدينية المتحجرة وفتح باب الإجتهاد متأثرين بفكر النهضة ومنهم إلى جانب الكواكبي في طبائع الإستبداد - الشيخ طاهر الجزائري رائد حركة التنوير الدمشقية الذي دعا للتوفيق بين الدين والعلم والعمران وقد أعطاه المؤرخ الكبير محمد كرد علي حقه في صحيفته ( المقتبس ) بعد أن لجأ إلى مصر مع الشيخ عام 1905 ..كما برز في ميدان الفن المسرحي رائد المسرح السوري ( أبوخليل القباني ) لكن وشايات الشيخ أبو الهدى الصيادي المرافق لعبد الحميد واستبداده والذي لعب دوراً خطيراً ضد أحرار بلاده.. , أرغم القباني لمغادرة سورية إلى مصر لينضم إلى اللاجئين من سورية و لبنان جورج أبيض وجرجي زيدان وابراهيم اليازجي ومحمد كرد علي وأمين النقاش ويوسف وهبي وغيرهم ممن كان لهم الدورالأول في بنا ء الصحافة والمسرح في مصر ...
كما برز عبد الحميد الزهراوي في حمص الذي كان عضواً منتخباً في مجلس الأعيان وانضم لقافلة المناضلين السوريين واللبنانيين والعرب منظمي المؤتمر العربي الأول في باريس 1913 . رافضاً المناصب التي عرضها الباب العالي عليه . وأصدر جريدة ( المنبر) التي كان يطبعها على الجلاتين يدوياً ويوزعها في سورية ولبنان..داعيأ للإستقلال وتوحيد العرب . وضع تحت المراقبة في اسطنبول ثم أرسل مخفوراً إلى دمشق . وكان من طليعة شهداء السادس من أيار 1916.. وكان الزهراوي مع رفاقه الشهداء : عبد الغني العريسي رائد الصحافة العربية في صحيفته ( المفيد ولسان العرب و وفتى العرب ) وسعيد عقل وعبد الكريم الخليل ( إبن القدس العربية ) ورفيق رزق سلوم -- وشكري العسلي الذي كان يلهب الشعور العربي للتحرر من النير التركي في مقالاته المنشورة في – المقتبس – الدمشقية كما ترك لنا كتابه الهام ( القضاة والنواب ) – والأديب الكبير نخلة مطران - وشفيق المؤيد العظم ورشدي الشمعة وباترو باولي وعمر حمد والشيخ أحمد طبارة وجورج حداد وعلي الخرسا ويوسف الهاني وسليم الجزائري ( وكان ضابطاً كبيراً في الجيش التركي لم يجرؤ جمال السفاح على مقابلته قبل إعدامه ) وعبد الوهاب الإنكليزي وسيف الدين الخطيب والأخوان أحمد ومحمد المحمصاني والأخوان فيليب وفريد الخازن والأمير عارف الشهابي والخوري يوسف الحايك وغيرهم من الشهداء في سورية ولبنان ..
.وقبل الإنتقال
إلى المؤتمر العربي الأول في باريس أسجل بعضاً مما كتبه المؤرخ يوسف الحكيم في كتابه - ذكريات بيروت ولبنان في عهد اّل عثمان ص 253 ( ألشهداء الأبرارلم يرهبوا الموت ساعة تنفيذ الحكم الجائر عليهم . بل استقبلوه بشجاعة نادرة المثال , معلنين أن الموت في سبيل الوطن حياة وإن على جماجم الأبطال يبنى الإستقلال , ورفعوا أصواتهم حين إعدامهم بالهتاف للعروبة والحرية والإستقلال فخلدوا في نفوس العرب تاركين أعمق أثر التثقير والإجلال .) وهتف العريسي أمام الجلادين : باسم العرب نحيا وباسم العرب نموت ..
وفي حلب برز من المثقفين التقدميين العرب ثلة من رواد الفكر التحرري الثوري – حلب التي عرفت أول مطبعة في المشرق العربي في النصف الثاني من القرن الثامن عشر قبل مطبعة دير عين ورقة في لبنان في نهاية القرن الثامن عشر على ماأذكر في تاريخ الصحافة السورية - اللبنانية .لأكثر من مصدر وأهمها تاريخ السيد فيليب طرزي ...
وهؤلاء الرواد المنسيون الذين عاصروا الكواكبي هم : الأديب رزق الله حسون الذي عاش في الوسط التجاري – 1825-1880 - وفرنسيس مرّاش الأديب والفيلسوف الذي كان متأثراً بالفكر الإشتراكي الفرنسي الذي برز في مؤلفه ( غابة الحق )الذي كتبه في باريس ونشر في بيروت عام 1881 أما الرائد الثالث فهوالمفكر العربي الشهير في أيامه – جبرائيل دلال – ( 1836 – 1892 ) صاحب القصيدة الشهيرة ( العرش والهيكل ) التي شن فيها هجوماً مشروعاً على رجال الدين والحكم الإستبدادي الذي يخدمونه .. ودعا الناس للثورةعليه وبناء نظام جمهوري عربي مستقل..لهذا اعتقل وعذب حتى استشهد في السجن بعد عامين من اعتقاله ..
كما ذكر يوسف الحكيم في ذكرياته .. الوحدة الوطنية التي ترسخت بين صفوف الشعب أمام مجاعة الحرب العالمية الأولي وماَثر البطريرك غريغوريوس حداد بطريرك المسيحيين العرب الشرقيين الذي رفض استقبال السفاح وفتح جميع الكنائس والأوقاف لإطعام الجياع وإيوائهم إبان الحرب ... كما أذكر مارواه لي الاّباء الذين عاصروه ومنهم أستاذي المرحوم ( اليان ديراني )و كيف رفض استقبال المفوض السامي الفرنسي الجنرال سراي إبان الثورة السورية عام 1925 وتنسيقه مع الشيخ بدر الدين الحسيني مفتي دمشق لتفشيل جميع محاولات المستعمرين إحداث فتنة بين الشعب الواحد وفتحه الكنائس مع الجوامع لإغاثة العائلات المنكوبة دون أي تمييز بعد قصف المدفعية الفرنسية أحياء دمشق وقرى الغوطة ... هذه هي الصورة الحقيقية لشعبنا التي شوهتها الديكتاتورية الطائفية العنصرية و الفاشية يداً بيد مع القوى الظلامية للإخوان المسلمين ...

هؤلاء الشهداء الأبطال مشاعل الثقافة والعروبة والوطنية الذين رفعوا راية التصدي للإستبداد والطغيان التركي و قرروا في مؤتمرهم العربي الأول في باريس الذي انعقد بين 18 – 23 حزيران 1913 تحت شعار العروبة والإستقلال والحرية لالسياسة التتريك , نحن أمة عربية نريد العيش كبقية الأمم أو الموت الزؤام , و شعار عبد الغني العريسي – باسم العرب نحيا وباسم العرب نموت – الذي كان يبدأ به مقالاته في صحفه التي كان يغير إسمها كلما صودرت ومنعت من الصدور بالتضامن مع كبار الصحفيين في بيروت مثل فؤاد حنتس – ومحمد الناطور وجميل حداد – ولم تكن صحف المقتطف والهلال وبعدها الإهرام ومجلة ثمرات الفنون في مصر سوى انتاج الفكر المتمرد على الإستبداد الذي حمله اللاجئون اللبنانيون والسوريون ..
حضرت هذا المؤتمر جميع الأحزاب والجمعيات العربية في الناشئة حديثاُ في سورية ولبنان وهي :
1- جمعية النهضة العربية المؤسسة في دمشق 1906
2- جمعية الإخاء العربي
3- الجمعية القحطانية
4- جمعية العربية الفتاة التي تأسست في باريس 1911 ومن أبرز أعضائها الشهيد عبد الغني العريسي
5- جمعية العهد
6- المنتدى الأدبي الذي تأسس في اسطنبول 1909تحت شعار – إحياء الجامعة العربية
7- الجمعية الإصلاحية البيروتية التي ضمت صحفيين ومحامين وتجار واطباء
8- الجمعية الإصلاحية الدمشقية المشابهة للجمعية البيروتية التي انتخب عبد الرحمن الشهبندر رئيساًلها وضمت مثقفين ليبراليين وتجار وابناء ملاكين من غوطة دمشق . ولم تشارك الجمعية الدمشقية في مؤتمر باريس , لكنها أعلنت تأييدها له ولمقرراته وكانت- المقتبس – التي ينشرها محمد كرد علي تنشر وقائع المؤتمر وأسماء حضوره
9- الجمعية النسائية السورية التي أسستها مجموعة من الأديبات السوريات المناضلات في أواخر القرن التاسع عشر وفي مقدمتهن الأديبة والشاعرة ماري عجمي صاحبة مجلة ( العروس ) والأديبة الكبيرة نازك العابد وغيرهن ....لكن هذه الجمعية لم تشترك في مؤتمر باريس ولكن أعلنت تأييدها له .
وجميعها ثمرة طبيعية للتطور الإقتصادي والفكري الذي اخترق حصون الظلامية التركية السميكة ليتبلور في المؤتمر العربي الأول في باريس 1913تحت شعار وحدة العرب ضد سياسة التتريك = الإستقلال والنظام الجمهوري المنتخب – الوحدة الوطنية تحت شعار – الدين لله والوطن للجميع – هذا الشعار الذي أضحى شعار الكتلة الوطنية فيما بعد وهوضمناً فصل الدين عن الدولة ولولم يعلنها صراحة .. إنقاذ البلاد من خطر الإستعمار المحدق بإصلاح الداخل ورفع المظالم المستفحلة عن كاهل الشعب وتحقيق اللامركزية تمهيداً للإستقلال التام .. هذ ا ما يفهم من جميع وثائق المؤتمر ورسائل تأييده وقد إشترك فيه مناضلون عرب من العراق والمهجر الأمريكي وأوربا وساهموا في إنجاحه...
لكن نشوب الحرب الإستعمارية العالمية الأولى في تشرين الأول 1914 ودخول تركيا فيها إلى جانب ألمانيا والنمسا , وسوق الشبان العرب إلى أتونها وليس لهم فيها ناقة ولاجمل كان يسمى التجنيد الإجباري ( السوقيات ) تعبيراً عن الإرغام والإستعباد التركي ونهب البلاد كلها وإذلال شعبها وإعدام أحرارها .. لذلك كان الفرار من إكراه هذه الجندية الإرهابية عملاً وطنياً بطولياً في تلك الأيام في الوطن العربي .. الذي عانى شعبه خطر الموت جوعاً أو من الأوبئة التي حصدت الملايين دون أي علاج في العهد التركي الأسود وهذا ماحدث في سورية ولبنان بشكل خاص ....لذلك قال الشاعر العراقي الرائدفي النضال ضد الإحتلال التركي : إن أعداء العرب والإنسان ثلاثة : القمل , والجراد , والأتراك ... ونشر قصائد عديدة ضد الإحتلال التركي تتلاقى مع قصيدة الشاعر اللبناني خليل مطران الشهيرة بعد إعدام شهداء السادس من أيار 1916 وكان مطلعها :
كسٍّروا الأقلام هل تكسيرها ..... يمنع الأيدي أن تنقش صخرا
قطّعوا الأيدي هل تقطيعها .........يمنع الأعين أن تنظر شزرا
أطفئوا الأعين هل إطفاؤها ......... يمنع الأنفاس أن تصعد زفرا
أخمدوا الأنفاس هل جهدكم ........ وبه منجا تنا منكم فصبرا
وحكم الطاغوت التركي بالإعدام غيابياً على الشاعرين اللذين تمكنا من النجاة حتى جلاء الأتراك من الوطن العربي ...
أهدي هذه الدراسة لشهداء السادس من أيار إبان عهد الطاغوت التركي ولشهداء شعبنا في سورية ولبنان وفلسطين على وجه الخصوص في عهد الطاغوت الأسدي و الصهيوني الحديث ..

وبالمقابل هل يستطيع المعارضون الشرفاء الإستفادة من دروس نكبات وملاحم الماضي القريب والحاضر بسلبه وإيجابه , وتجاوزالأخطاء والخطايا بشجاعة ووفاء والخروج من القوالب الجامدة والدكاكين الكاسدة إلى فضاء الجماهير والحقيقة الأوسع والأرحب والأجدى وتوحيد صفوفهم وفق برنامج عمل نضالي منبثق من إرادة الجماهيرالمنكوبة الجائعة ومن قبولها وطموحاتها ....سنرى في الحلقة القادمة ..؟...........لاهاي – 12 / 5
.........................................
مراجع البحث : 1 – تاريخ الصحافة السورية – فيليب طرزي .
2 – الفكر العربي في العصر الحديث – موسى منير .
3 – وثائق المؤتمر العربي الأول – وجيه كوثراني .
4 – دراسات إقتنصادية وإجتماعية في تاريخ بلاد الشام الحديث – عبد الكريم رافق .
5 - حي الميدان في العصر العثماني – الباحثة الفرنسية بريجيت مارينو , بمساعدة الدكتور عبد الكريم رافق .
6 – المجتمعان الأهلي والمدني في الدولة العربية الحديثة – عبد الله حنا .
7 – بيروت ولبنان في عهد اّل عثمان – يوسف الحكيم .
8 - بلاد الشام ومصر من الفتح العثماني إلى حملة نابليون – عبد الكريم رافق , وغيرها .



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأعود يوماً ..إلى وطني
- عيدان معاً .. بلا قيامة .. ولا جلاء ..!؟
- النظام السوري بالأرقام ؟ - رقم 2
- البشير وبشّار .. والبشائر !؟
- نوروز القاني ..إنتصار النور على دياجير الظلام ..؟
- هل غابت الطبقة الوسطى الطفيلية عن نظر روّاد الماركسية ..؟؟
- الخلود للشهيد الشيوعي العربي فارس مراد ..
- حول نظام الكوتا في تمثيل المرأة في سلطات القرار في الدولة ال ...
- العد العكسي للمحكمة الدولية في لاهاي . والزلزال قادم ...؟
- حوار حول البحيرة ..!؟
- شهداء لبنان .. مصابيح تحرير سورية ..؟
- من يحكم سورية , خلف الستار ؟؟ - 2
- من يحكم سورية .. خلف الستار - رقم 2 ..؟؟
- من يحكم سورية ...خلف الستار ..؟؟
- طريقان لا ثالث لهما ؟ - 2
- طريقان لا ثالث لهما.. ؟
- عام اّخر من السقوط الدولي والعربي المريع ..؟ نحن معكم يا أهل ...
- الديمقراطية لاتعيش في الصحراء العربية مادامت لاتنبت في العقو ...
- داحس والغبراء .. وهلاهل العربان العاربة !؟
- الحوار المتمدن ثورة إعلامية ديمقراطية رائدة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جريس الهامس - المقاومة , والمعارضة العربية والسورية للإستبداد بين القرن التاسع عشر واليوم ..؟