جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 08:36
المحور:
المجتمع المدني
في الثالث عشر من هذا الشهر عيد القيامة عند المسيحيين , كما تقول الكتب الدينية يحتفل فيه الناس وأهلنا كل عام مؤمنين وغير مؤمنين كرمز .. لانتصار الحياة على الموت وانتصار التجديد الربيعي والتغيير الحياتي و فتح البراعم فاها عن ورود وأوراق وثمار كما تفتح الطيور سينفونية ألحانها ممجدة الحياة والحرية والإنسان , لاعنة ومتحدية صقيع الشتاء وإستبداد زمهريره وإرهاب عواصفه وقحط الأرض ومواتها , واستشراء الظلام في لياليه الطويلة ... وتتزين الصبايا ويرتدي الشبان ألبستهم الجديدة ويلتقي الجميع في عرس الربيع والقيامة على وقع الردات الشعبية ونغم الناي وأقدام الدبكة الموزونة ...
كانت قيامة شعبنا إلى أمد قريب تتجدد كل عام في منجزات متواضعة سياسياً وإقتصادياً , لكنها على الطريق الصحيح لحماية استقلالنا الوطني والإقتصادي وتطويره في جميع ميادين التنمية السياسية والتربوية والإقتصادية .. هذا الإستقلال الذي انتزعه نضال شعبنا ودعم الإتحاد السوفياتي الصادق عام 1944 الذي حقق الجلاء في 17 من هذا الشهر ..الذي أضحى عيدنا الوطني بلا منازع في سورية الحبيبة قبل اغتصاب العسكر للسلطة من الشعب وقطع طريق التطور والتغيير أمام شعبنا نحو مستقبل ديمقراطي أفضل ..
اليوم في عيد القيامة يتربع اليهود الفريسييون وزعيمهم ( قيافا ) لاعلى عرش السلطة في القدس المحتلة وحسب , بل على عروش العربان والغربان والوالي الروماني ( هيرودس ) الذي انصاع لرغبات اليهود ونفذ جنوده صلب المسيح مازال هو هو في واشنطن ولندن وغيرها من عواصم الرأسمال والهمجية الإستعمارية ....وكل يوم مصلوب جديد في القدس وفلسطين المحتلة أو في سجون ومعتقلات الصهاينة العرب من الماء إلى الماء .....فأين القيامة ؟؟
واليوم في عيد الجلاء 17 نيسان مازال قائد الفرقة الفرنسية الأجنبية , وقائد جيش الشرق الإستعماري يقصف البرلمان السوري ويقتل شهداء حاميته من رجال الدرك ويمثل بجثثهم مرة أخرى .. ومازال يرفض الجلاء ( ويمانع من الممانعة الإعتراف بالإستقلال الوطني ) والرحيل عن رقاب شعبنا المضطهذ المذل , فأين أضحى الجلاء...؟
الباقي الوحيد في سورية الحزينة ليس النشيد الوطني الذي أفقدوه معناه , بل نشيد الأحرار في السجون والمنافي :
ياظلام السجن خيم .......... إننا نهوى الظلاما
ليس بعد السجن إلا............فجر مجد يتسامى
لاقيامة مادام الصهاينة اليهود والعرب على أرضنا ... لاجلاء مادام برلمانناً محتلاً من السماسرة والإمعات.. ودستورنا مفصل على قياس الطاغية وحزبه القائد ... ومادامت السلطة والقرار بيد مافيات المخابرات وفرق القتلة واللصوص التي تقود الممانعة .. ممانعة على مين وأين - ؟؟
لأهلنا في الوطن والمنافي كل الحب ... وإلى قيامة حقيقية للوطن والحرية ,, وإلى جلاء حقيقي للديكتاتورية والإستبداد و حراب حماته .. نقول :يا أهلنا وأنتم تعيشون في صدورنا وضمائرنا .. كل عام وأنتم بخير مع كل الحب .. – لاهاي – 4 / 4
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟