أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فدوى أحمد التكموتي - قهر مرير ........ واقتهار أمر














المزيد.....

قهر مرير ........ واقتهار أمر


فدوى أحمد التكموتي
شاعرة و كاتبة


الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 01:10
المحور: الادب والفن
    


التحدي الأول :
*********
همست للقمر في غسق الليل , أن يمطرني الدموع حتى أسقي حديقة مقلتي , وترتوي بعطش عذابات

الذات , و قسوة الزمن , واللعنة الأبدية التي تلازم وجودي , رأيته يعزف لحنا حزينا , على أوتار

قصيدة * أسألك الرحيلا * , فتنهد وقال :

لا تطلبي مني يا سيدة الحرف أن أمطرك دموعا , فانا الآخر بحاجة إليها , لكن القدر لم يمنحني رشة

دمع سائحة حتى تخمد نار حقول عيوني الساهرة


فقلت له , كاني بقيثارة الرماد المنشورة على جسد الزمن , تخزن لي بين أجنحة ضباب سحاب ذاتي ,

نار لهب موقودة , وعذاب أزلي مذ أن وجدت في الحياة

يا لحن أغنيتي , يا عذابي , ويا أملي الدفين , أتوسل إليك أيها الزمن و أن تكف من عذابي , وقهري

واقتهاري , فما عدتُ ودخان براكين القهر والعذاب , أن تتحمل ذاتي , وأن ينشر حفار القبور , ترابا

أحمرا ممزوجا بدماء همرة , تجري في شلالات القهر دامية , ارحم عذابي وقهري واقتهاري من

قسوة الزمن واللعنة الأبدية على ذاتي

أناجي طيف ذاتي بين سجادات صلاة , أركع بخشوع مقبلة أيدي الله , مقدمة له قربان عذابي , آلامي ... عسى أن يقبلني بين أجنحته في باب الرضى والغفران ...

سمعت أصواتا كثيرة , آتية من فيافي صرخات المدفونة في أعماقي ... تقول لي :

إنكِ تحلمين بأخذ كأس المغفرة ... وشرب ماء الرضى على جداول سلسبيل عذاب ملازم , وقهر مرير , واقتهار أمر...

اسكبي دماءا على أجندة صمامات ذاك القلب المنكسر , وتلك الأوردة التي كانت ترتوي بمياه دماء الحبيب , مزقي ثوب

الغدر الذي جاءك ملفوفا من أيادي متعطشة بالخبث للتلذذ بعذاب الآخرين , انشري قصائدك ثوراتك أيتها الجيفارية

التي سكنت الثورة أوردة دمائها , وأيتها المرأة التي مقودها الأول والأخير كرامتها وكبرياءها , أنتِ التي تقولين لا ,

لأفكار لاتؤمنين بها , لماذا هذا السكون وهذه الثورة الخامدة في اعماقك ؟؟؟

أينكِ يا من تملكين كل الكلمات , والتي تصنعين منها لوحات فسيفساء عربية أصيلة , ماذا جرى لكِ ؟؟؟

أيتها السامقة بكنز الطهارة , ارفعي صوتكِ إلى الأعلى , و اصرخي وقولي أي شيء , ولا تكتمي صراخكِ الدفين ...

إن تكلم العقل , صار ينشد ثورات جبلية , أعلى من قمة إفيريست, وأقوى من بركان هوكايدو , وأقوى من إعصارالمسيسيبي

إن نطق العقل , ستكون زوابع ورعود, هي أكبر من ثورة العمال في فرنسا

هي نار هادرة ... تقتل كل شيء ...

لأنها ستكشف عن جدارات الآلام , وعن المكر والخديعة والغدر الذي صاروا لبنة تغنى في حديقة التلذذ بعذاب الآخرين

هي مروعة , مخيفة , قد تقلب موازين العالم , بل ستقلبه , في إنشاء عالم آخر , عالم النقاء

وإن تكلم القلب , فهو صار مدميا بحجر صخور كلها دماء , سيبكي كل من يعرف ماذا وقع للقلب من جراح , على أيادي تبدو طاهرة ... لكنها ملوثة بوجه الغراب , وبجسد الحرباء , إن نطق القلب لن يبقى للمشاعر وجود في أوردة شرايين الفؤاد , ستمزق كل خلية في الجسد , وتبقى تجلد ذاتها بأسلاك مصنوعة من فلاذ الكره والحقد

إن صرخ القلب , فسيموت القديس , وينتحر خادم الدير , وسيصير الكتاب المقدس يبكي عن رسالة المحبة التي جاء بها

سينقلب الكون كوله , لو قال القلب جراحه ... ومن طعنه بالخلف بخنجر مسموم من الاحتقار ولاصتصغار النفس أمام الذوات الأخريات

َأمَا يا عقل ويا قلب هل أصرخ وأقول ... وأثور وأكسر...

أم أترفع عن كل هذا ؟؟؟؟

قادتني قدماي نحو نهر الخلد , في يوم ما لقيت فيه وجه الله , في صلاتي وسجودي وركوعي , رأيته وأخذت أتجرع منه شرابا نديا , كأني ظمآن الوجود واللاوجود , وغسلت وجهي كأني أريد طهارة نفسي من تلوث ما أحمله من خلايا بني الإنسان ...

فرأيت ذاتي , في مرآة النهر , تعطيني وردة بيضاء , وتبتسم لي , ونظرت إلى السماء

أخذتها منها بدون شعور , ورفعت رأسي في السماء

طلبت من ربي أن يكون دربي الوحيد والأوحد

صـــــبـــــري

و

الــــتــــرفـــــع

عن كل شيء مذل

ليس مقامي , وليس لي , وليس بمقدار كرامة وكبرياء ذاتي


وللحديث بقية

/

/

/

فدوى





#فدوى_أحمد_التكموتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصمات على جدار صمامات قلبين جريحين
- ملحمة حزينة
- افتخار وكبرياء
- تاج محل قلبي * حبيبي الذي لم ولن أحب سواه *
- كبرياء أنثى
- آخر رسالة إلى من يهمها الأمر.... ولن تكون الأخيرة...
- فودي ... فدوى ...وعشقها ... ورسالة غفران
- الرؤيا السيوسيوفكرية للشعب العربي من منطلق الفكر العربي في م ...
- حديث الروح بين جسدين * الوصلة الثانية *
- ليلة العرس
- استغاثة الكتاب العربي بلسان قارئة عربية
- نظام الشبكة والأخطبوط
- بين الفلسفة والسياسة
- ثورة مداد عربي
- أرض النقاء *غزة *
- الشعوب والحكام هم فاكهون ...
- رسالة إلى أصحاب الكراسي
- حديث الروح بين جسدين * الوصلة الأولى *
- رسالة حبيبين إلى القدر
- مات جيفارا وبقت روحه وكلماته الثورية


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فدوى أحمد التكموتي - قهر مرير ........ واقتهار أمر