أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء النصار - حوارية الأسلمة والعلمنة















المزيد.....

حوارية الأسلمة والعلمنة


علاء النصار

الحوار المتمدن-العدد: 2639 - 2009 / 5 / 7 - 08:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعقب الإنتكاسة شعوراً هائلا ً بالمرارة، سواءً أكان الفرد سبباً مباشراً في خلقها أم هي من تدبير القدر وحكمة الزمان المسّير من قبل القوة العليا المطلقة ، لإن الانسان بطبيعته يمقت الخسارة ، فكثيراً ماتعني الإعتراف بتفوق الأخر والإذعان لهذه الحقيقة خضوعاً للنتيجة التي تُلبس المرء حُلة الإستسلام التي يأنفها ، غير إن الموضوع برمته يبقى في إطار الغرائز الفطرية التي جُبل عليه النوع،لذا فلا ينظر اليها الا ّ بمزيد من تعاطف الأخرين الذين يشاركونه هّم الوجود الإنساني ،إذ إن هذا التعاطف وما قد يتبعه من محاولات المساعدة لابد وأن تأتي ولو بأقل قدرٍ من النتائج الضرورية لتجاوز المحنة ، لكن رغم ذلك يبقى الأخرون مهما حاولوا خارج إطار التفاعل الحقيقي والملاصق بلا حواجز مع الموضوع حين يتقمص الأخير ضعف الهزيمة محولا ً إياه الى صورة حية من التشاكل الكلي ، مما يعني أن يجهد الانسان لإيجاد الحلول لنفسه خاصة ً اذا ما ما سلطنا عليه مجهر التعيين كمجتمع متباين الإتجاهات والرؤى والأفكار ، فحريٌ به أن لاينتظر حلول الأخرين التي تصحبها إستفهامات كثيرة وعلامات تعجّب قد تودي به قبل أن تداويه ، ولا نبالغ في توجساتنا اذا ما تخوفنا من إن إيجاد الحلول ايضاً تؤدي به الى العطب حين يحاول دفع الأذى بأي طريقة حتى ولو كان ذلك على حساب بقايانا القليلة التي لم يلحقها الضرر بعد ، ويظهر ذلك جلياً في طريقة علاجنا لأمراضنا الثقافية المختلفة ، الإنتكاسة.... ،الأزمة...... ، المشكلة..... ، وقائمة طويلة تبرز فيها موضوعة الاسلام والعلمانية ، وبدأ ً أود أن أوضح إن من حقنا طرح رؤانا والدفاع عن ثقافتنا الاسلامية ولكن ليس بالتسّرع الذي يؤدي الى إرباك الموضوع ونسف مفهوم الأخر وخلق مفهوم مغاير نتبناه شخصيا ً ينأى عن أفكار الإختصاصيين وتنظير المفكرين ، فبعيداً عن الإستفزاز الذي قد ينتاب البعض يجب أن نعترف ان العلمانية أنقذت أوربا من سطوة الكنيسة وليس من الدين والدليل إن جُل الأوربيين متدينين الى اليوم ، وهذا لايعني بالضرورة أن لافرق بين الدعوة الى علمنة العالم و أسلمة العالم لأن العلمانية لاتحتاج الى علمنة عالم علماني بينما يحتاج الاسلام الى ذلك لقوله تعالى ( وأدعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) وليس السيف اللادني والتهديد الأهوج الظواهري ، فالوجدان يفرض إن من حق أي عقيدة مأمورة ٍ بذلك أن ترّوج لنفسها وتبشر بتعاليمها بما لايخرج عن التعاطي الإنساني وفق قاعدة (فكرّ فأنت خُلقت مفكراً وأختر طريقك أيها الإنسانُ)، لذلك فليس هناك مظاهر ونظم غربية قد تكون حقيقة كونية واجبة الإتباع والتقليد كما توهم البعض من كتابنا الإسلاميين ، بل هي نظرية من حق المجتمع أن يؤمن بها أو يرفضها وهناك من إستطاع أن يوائم بينها وبين ثقافته المحلية وعقيدته الدينية في حال كون هذه العقيدة تتعرض لشيء من الفكر السياسي ، أما أن نحمّلها وزر ولادة المسخ النازي والفاشي كما فعل البعض فهو كمن حمّل الإسلام ولادة تنظيم القاعدة وغض الطرف عن (أخوان الصفا) و(دار الحكمة) التي حملت علوم اليونان مهذبة الى أوربا لتحييها بعد ممات . إن مطالعة بسيطة لنتاج كتابنا الإسلاميين يُظهر خلطاً كبيراً في المفاهيم خاصة ً في المواضيع الشائكة كموضوعتنا هذه ، حين يمموا وجوههم صوب جنوب شرق آسيا مستشهدين بالتجربة وقدرتها على المزج بين النظم السياسية والنظم الدينية ، ناسين أو متناسين إن العقائد في تلك الأصقاع لم تأت بتشريع سن كقانون ألهي مفروض التطبيق على الارض كما هو الحال في الاسلام واليهودية ، بل إن الكتب المقدسة والأدبيات الدينية للبوذية والجائينية والبرهماتية والكونفوشيوسية والتاوية.....الخ لاتحمل في طياتها سوى نصوص أخلاقية لا غير ، لكن يبدو إن مرد الإلتباس يعود الى الخلط بين الدين والتقاليد اما الاول فلا يحوي من السياسة شيء واما الثاني فليس من شأن العلمانية ،فلا مشلكة بالنسبة لتلك الشعوب مع أي نظام سياسي ، بيد إن ما يحسب لها محافظتها على تقاليدها برغم من التطور الحضاري المتسارع الذي تشهده . لذا أرى إن الحوار الصريح والمفتوح واللامقطعّ اليدين والقدمين حسب طلب السادة المسيطرين لتقديمه مشوهاً وفاقداً أي إحساس بالمعنى أوالحركة هو أول الخطوات للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة لاسيما بين بعضنا البعض ، لتكون أمتنا خير أمة وكما هو مفترض أخرجت للناس ، وإن كان خطاباً عاماً لعموم بني البشر الذين قد يمتثلون الأوامر الغيبية التي جسّدتها المثل العليا في الاسلام وباقي الأديان السماوية ، كمفهوم الحوار بوصفه ( نوع من المحادثة الحية الفعالة مابين البشر للوصول الى أفضل النتائج ذات الفوائد العميمة ففيه يتحقق التفاعل الواعي المتيقظ لإطلاق أحسن الافكار ذات القدرة على الإندماج الخلاق مع الافكار الأخرى المشاركة للإنتقال بالجمع المتحاور الى إدراك أوسع وفهم أعمق مما يؤدي الى تحقيق الغايات الجماعية ) وقد يكون التساؤل هو اول مفاتيح الولوج الى عالم الحوار إن لم يكن أفضلها وأقربها لنقطة المركز للموضوع المتحاور فيه ، وأول هذه التساؤلات ينبغي أن تكون عن معنى فصل الدين عن السياسة ؟ وللإجابة عن هذا التساؤل نقول بأننا نتفق [ أو هكذا افترض] على إن هناك فرقاً بين الدين والفكر الديني وإن هناك فرقاً أيضاً بين السياسية والمجتمع ، بمعنى إن العلمانية التي نتخوف منها لاتقصي الفكر الاسلامي عن السياسة والتجربة التركية ومن ثم العراقية الحالية خير دليل على ذلك هذا من جهة ، ومن جهة أخرى إن العلمانية لاتفصل الدين عن المجتمع وإن فصلته عن السياسة الا ّ في بعض التجارب ، لإن هناك علمانية جزئية وهي التي تقدمت وعلمانية شاملة مثلتها الانظمة الدكتاتورية حاولت ذلك غير إنها بأت بالفشل ، بمعنى أخر إن العلمانية تفصل الدين وليس الفكر الديني عن السياسة وليس عن المجتمع ، وبما إننا نملك فكراً إسلامياً مرناَ له القدرة على التجدد بلا عناء ٍ كبيركما ندعي فلا داعي لهذا التخوف الغير مبرر بالمرة ، وإن كان هذا الهلع من حق اسلام بن لادن والظواهري وبعاشير ومحمد عمر وليس من حق اسلام جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد باقر الصدر وعلي شريعتي قطبي الاسلام الميت والاسلام الحي ، لاسيما ونحن نمتلك منطقة الفراغ ونظام البدائل التي نّظر لها الصدروثقافة الاصلاح التي إنبثقت منذ الربع الاخير من القرن التاسع عشر ، بالإضافة الى إن أحكام الشريعة يمكن أن تكون أكثر مرونة بقبول العناوين الثانوية والذي على أساسه تقبّل مفكرونا الاسلاميون موضوعة الديمقراطية لإنها لاتخلو من إيجابيات كما ثبت بالتجربة ، فالإسلام الذي جاء في القرن السابع الميلادي نادى بالعدل والحرية والمساواة وهي عينها المطالبات الديمقراطية ، فإذا ما كنا تقبّلنا الديمقراطية فإنا لم نفعل ذلك الاّ بعد أن تقـبّـلنا العلمانية و صبغناها بصغتنا المجتمعية سوأ ً شعرنا بذلك أم لم نفعل ، وإستطعنا خلال ذلك الخروج من طوق الموروث والوافد الذّين لايخرجان عن حيز النقل الحرفي [ فقط في المجال السياسي للأسف] ففي ظل النظام الديمقراطي الذي نعيشه ونحاول أن نحافظ عليه لايمكن أن تأخذ العلمانية موقع الخصومة من الدين وذلك لضرورات الحكمة والسلام المجتمعي ، فلست هنا في معرض الدفاع عن العلمانية غير أنه لامجال لإنكار محاولتي الدفاع عن النظام السياسي[وليس الحكومي ] في العراق اليوم وثقافتنا الإسلامية . وأخيراً يجب علينا في ظرفنا الراهن والذي يشهد فوراناً ثقافياً أن لايستفزنا اللفظ لاسيما المفاهيم التي نملك القدرة على تحويلها الى قيم سلبية ونحن أقدر على تحويلها الى قيم إيجابية . وهو ما فعلناه ونحاول إنضاجه و ترسيخه في العراق. وللحوار لو طال المقال بقية .





#علاء_النصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (قراءة نقدية للإسلام) أو هكذا سُميت
- تجار مقدسون
- ايها الليبراليون..نقطة نظام


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء النصار - حوارية الأسلمة والعلمنة