أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم اسماعيل - في العولمة والمكان














المزيد.....

في العولمة والمكان


ابراهيم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2629 - 2009 / 4 / 27 - 09:07
المحور: المجتمع المدني
    


الانسان العصري في حالة من التشتت والضياع..

ماالذي فُرض على الانسان لكي يكون كائنا متحركأ..من دولة لدولة..من مأوى الى مأوى..حالة البحث الغير منتهية عن الجنة المكانية؟
يعد المكان دالة استقرار وطمأنينة..وثبات وحنين..فبدونه تستحيل الحياة أو قد تكون في شكل آخر (لن تكون هناك أرض او على أقل تقدير جاذبية أرضية فبالتالي سنكون كائنات محلقة من كوكب لآخر..)

في الحقيقة الجاذبية الارضية لها علاقة عضوية بذاكرة المكان عند كل أنسان..تركب الطائرة..تحليق لمدة معينة ولكنك ستكون أحدى أعضاء عملية الهبوط..الدخول الى الرحم..الالتحام..كم هي حنونة الارض..!!

العالم قرية صغيرة..الكرة الارضية صندوق..مفهوم أيدولوجي ذو أبعاد اقتصادية وسياسية سيطرية من قبل القطب الاوحد..ماالقيمة التي أضافتها هذه الايدولوجية الى قاموس سعادة البشر وتعددياتهم الثقافية وبخاصة المكان..؟

لقد قربت العولمة المسافات بين القارات وسهلت عملية انتقال الاموال والافراد والخبرات في مختلف المجالات..وأصبح الانسان الجديد عبارة عن قطعة الكترونية تسعى جاهدة أن تثبت في الماكنة العالمية الجديدة التي ألغت خصوصية المكان عنده فصار كالمتسكع..وجبة غذاء في لندن..ومنبه يوقظك لموعد ما في طوكيو..وفي لحظة..لا تدرك أين أنت من هذا كله..وأين مكانك..؟ هناك بعد فلسفي أيجابي للعولمة وهو ان الارض Globe هي مكان الانسان اي انه كائن حر للغاية غير مقيد بزمن ومكان معين..وماأقرب هذا الشيء الى اليوتوبيا الوضعية..!

في الواقع..كنت من مناصري العولمة كمشروع ثقافي حيوي يتيح لي الفرصة لكي انفتح واتلاقح مع ثقافات العالم ولغاته وأنماطه المتنوعة..من خلال السفر الكوني السريع..الانترنت بشبكاته الاجتماعية الالكترونية Facebook - Myspace ومجتماعاته المختلفة حسب الاذواق والاهواء..ولكن في الواقع..كان العكس..

الجنون العالمي ازداد في هذه الكرة الارضية الصاخبة..السرعة اصبحت نمط حياة..مافيا التسطيح والتوحيد الجهلي منتشرة في كل مكان..الموسيقى سريعة..الوجبات سريعة mcdonaldization..المحاضرة الجامعية تطبعها في دقيقتين وتقرأها في خمسة دقائق..المواعيد تعقد بسرعة وتلغى بسرعة..الافكار تُكتب بسرعة...التبشير بالاديان صار سريع..لاوقت للتأمل او الفلسفة..الجاهزية..التخبط .. في كل شيء..!!

بدأت أفكر في جدوى هذا المشروع الذي قرأت عنه في الصحف والكتب وأعيشه يوماً بعد يوم من غير أن أدري, كموضة عصرية ومفتاح تحضر راقي..هل تستطيع العولمة ان تعيرالاهتمام للشق الميتافيزقي في علاقة الانسان بالارض-المكان-مسقط الرأس-بيئة الطفولة- بكل حميميته وخصوصيته وامومته الكامنة في دواخل الانسان وذاكرته؟ أم انها جزء من مخطط عبثية الحياة التي لم تجاوب عليها الاديان وشطحات الفكر البشري في الفلسفات والعلوم على مر التاريخ؟


لندن 26-04-2009





#ابراهيم_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبريق..
- التجربة الإماراتية في حقوق الانسان - نظرة من الداخل (1)
- في التجربة الاماراتية في حقوق الانسان....نظرة من الداخل (1)
- ارهاصات (3)
- ارهاصات (2)
- ابنك
- ارهاصات (1)
- الاشياء..وساندرا (قصة قصيرة)
- الامارات..حكومة ام ماذا ؟
- في الاعلام الاماراتي (1)
- لحظة..من لحظات
- حلم مرور..لماذا تُركنا..
- هذيان الأنتظار
- تساقطوا..
- غربة..حب..شجرة
- سأقولها
- احتياجات
- (خرج..)
- نار..حلم..يقظة
- محطات..


المزيد.....




- قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيلية وتنفذ حملة دهم واعتقالات
- مصر.. توقعات بتزايد أعداد اللاجئين بسبب أزمات المنطقة ومشروع ...
- تضرر المنازل يعيق عودة 52 % من النازحين لمناطقهم الأصلية
- ماليزيا تعد مشروع قرار لطرد إسرائيل من الأمم المتحدة
- تقنية التعرف على الوجه سلاح الجيش الإسرائيلي للإعدامات والاع ...
- نائبة مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة تشير إلى ازدواجية معايير ...
- أول رد فعل من نتنياهو بعد اعتقال اثنين من مكتبه في قضية التس ...
- حماس: اتفاق يوليو الماضي هو المفتاح لوقف الحرب وعودة الأسرى ...
- ممثل الأمم المتحدة يؤكد للسيستاني عدم التدخل في شؤون العراق ...
- فيديو: ما وراء قرار الاحتلال وقف عمل وكالة الأونروا؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم اسماعيل - في العولمة والمكان