أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم اسماعيل - غربة..حب..شجرة














المزيد.....

غربة..حب..شجرة


ابراهيم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 07:23
المحور: الادب والفن
    


(غربة..حب..شجرة ) قصة قصيرة

ترجل بهدوءٍ إلى نهاية الشارع الأمامي لشقته المتواضعة.. كان يحمل في يده رزمة الأوراق المزمع مراجعتها الليلة على طاولته الخشبية المستديرة.. فاجأه كهلٌ مرتدياً معطفا ً بنياً في العقد الخامس من زمنه وهو يلتفت يساراً إلى معبده الطبيعي..رمقه بنظرات رحبة بعدما أفسح الطريق له في تلقائية ثم أبتسم ومضى.. تسمر نظره على شجرته الدافئة.. حزنِ على أطلال الخريف المتبقية.. قال في نفسه: في التجدد حياة ليَ ولها.. أطمئن إلى وجود العش الغير منتظم في أحشائها.. قفل راجعا ًإلى المنزل.. ألقى كتبه على غطاء السرير الذي أهدته له أخته كارولين العام الماضي في عيد الميلاد.. كان لونه زهري..أستحضر في ذهنه جلوسها أمام طاولة الزينة وهي تعيد تثبيت "الفيونكة" على شعرها الذهبي في بيتهم القديم.. ملئته صور ذاك المكان..مجلس الضيافة..قهقات مسامري أبيه منتصف الليل.. غرفة أمه الصامتة.. وقف تحت خرطوم الدش وبلل جسده المرهق.. داعب شعر صدره الكثيف بالصابون.. تذكر خلواته ومغامراته الحمراء مع ساندي زميلته الجامعية.. تناول قليلا ً من الخمر الأحمر وقطعة من البسكويت وجلس على مائدة الجهد يقلب وريقاته.. مرت الساعات دون أن يشعر بها.. وقع نظرة على كتيب صغير وقد كتب العنوان بشكل مزركش "ماالحب ؟ ".. تراءت له أبتسامة جورج الجافة زميله في العمل وهو يعيره أياه.. "عليَ قراءته لقد وعدته بأعادته الأسبوع القادم" غمغم بصوت متقطع.. حرك الصفحات الأولى وهو يستكمل القطرات الأخيرة من كأسه الكريستالي.. نظريات.. مقولات فلاسفة وحكماء.. قصائد.. الحب والدين.. الحب والجنس.. الحب والوجود.. توقف بلاأرادية عن قراءته ووضعه على الرف الملاصق لكتفه.. سأل خاطره بأستعجاب.. ماالحب..؟ هل أشعر به؟ سحب ورقة من حقيبته الجلدية وقلم.. حاول تجسيد فكرته عن هذا الشيء.. تعريف.. تأمل.. أي شيء.. أدرك أنه لايستطيع..توتر ..كيف عساي أن أعرف الحب وشخصي؟.. أنحبس كل شيء في باطنه.. شعر بالبرد.. وقف ومشى إلى المعلاق الذهبي في وسط الغرفة.. تناول شاله الكشميري ونزل درجات السلم بدون أن يشعر بها.. سحب باب البناية الرئيسي في أتجاهه وهو يتساءل عن مكنونه.. خطا نحو الشجرة.. تجمد أمامها.. تسلسلت زقزقات العش الرقيقة إلى أذنه.. أعتاد سمعاها من وقت لآخر.. أقترب منها.. تذوق شيء ما.. أقترب منها.. لمس الجذع الرطب بحنان.. رعشة.. أخذ يرقب العش وقرص القمر المختبيء وراءه في سكينة.. قبلها.. طمئن ذاته بالقول: الحب هي الشجرة التي ترقد عند تربتها غربتي.. وتلاشى في الضباب النائم حولها..
*
لندن 3-1-2008





#ابراهيم_اسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأقولها
- احتياجات
- (خرج..)
- نار..حلم..يقظة
- محطات..


المزيد.....




- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...
- من بينها السعودية ومصر.. فيلم -صوت هند رجب- يُعرض في عدة دول ...
- وفاة الفنان وليد العلايلي.. لبنان يفقد أحد أبرز وجوهه الدرام ...
- وفاق الممثلة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم اسماعيل - غربة..حب..شجرة