أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم اسماعيل - الاشياء..وساندرا (قصة قصيرة)














المزيد.....

الاشياء..وساندرا (قصة قصيرة)


ابراهيم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 01:18
المحور: الادب والفن
    


الاشياء حولي كثيرة...أخيرا بعد جهد جهيد أستطعت ان اصل الى هذه القناعة وان ابدأ حياة جديدة من التفاعلات اليومية مع المكان الجديد..

Around 5pm?
Ok...See you then.

Whitechapel اسم المكان الذي نزلت فيه...في الحقيقة كنت متواجداً فيها قبل سنتان بالصدفة دون ان يخطر في بالي بأني سأكون "موجودا" فيها في يوم من الايام...لم اكن حين اذ افكر في التفكير عن الأشياء وكيفية التعامل معها.. انتقلت هنا منذ سنتين تقريبا وقد انهمكت في الفترة الاولى بالتعرف عليها من قرب..عرفت ان هناك حديقة صغيرة الى جانب عمارتي..اهرب اليها من روتين الغرفة المربعة..تارة استلقي على الحشيش واقرأ في كتاب او اجلس بدون هدف ارقب الداخل والخارج. ولكني لم اراها ولا مرة..وهكذا..الشقة أخذت مني شهرين في التحضير..السجادات..الطاولة..التلفزيون..الديكور..مستلزمات المطبخ والحمام..الخ..البقال القريب مني لا يوفر جميع المتطلبات فتعرفت على بقالين متواضعين على الشارع العام الذي لايبعد سوى خطوات من باب العمارة..اكتشفت طرق مختصرة للوصول اليها والى محطة القطار المحلية..فيما بعد..فوجئت بوجود عدة مداخل الى المحطة كانت غائبة عن انظاري لمدة شهور..تعرفت على السوق الهندي القريب الممتد على طول الشارع العام...خضراوات يحوم الذباب حولها..السمك بدون ثلج للحفظ..موبايلات والكترونيات مستعملة وتبدو مسروقة...موسيقا وافلام "بوليوود" مابين الدكاكين المتراصة..واخيرا "سانسبري" في نهاية الشارع المكتظ..

بعد تجهيز الشقة بالاساسيات المعيشية "هي مبالغة طبعا"..قررت بناء علاقة مع برج جديد للمراقبة كعادتي..كافيه "ستار بوكس" يقع في بداية الشارع ويوفر السندويشات اللذيذة والحلوى الطازجة والقهوة الموزونة المركبات..صرت اتردد عليه لمرتين او ثلاث مرات اسبوعيا..استلم الجرائد التابلويد المجانية من صاحب الجاكيت الأصفر الذي يلوح يمينا ً ويسارا ً او احدى كتبي الذي اصر على قرائتها للنهاية..الاجناس في حركة دائمة..الموظفين يعرفون زياراتي المتكررة..مما يشعرني بالارتياح والهدوء..اجلس..اجول بناظري هنا وهناك..الكتاب..الجريدة..اراقب الوقت..تدافع الناس لشراء القهوة..ولسبب ما انقطعت علاقتي بالمقهى واعتقد انه الانشغال بالمتطلبات الدراسية لفترات متقطعة..."ستاربوكس احد الاشياء"

You will change once
Don’t be silly…shut up

الجامعة...كان المبنى التي تجري فيه المحاضرات صغيرا والبوابة متواضعة بحيث لا يخيل اليك انها مؤسسة لشيء ما الا من خلال اللافتة الشبه عريضة..تعرفت على البواب من خلال ال Allright اليومية والبوابة الالكترونية الثالثة من اليمين والساعة البيضاء العريضة التي تريحني من عناء استخراج الموبايل من الحقيبة لمعرفة الوقت المتبقي عن المحاضرة..فأحببت البوابة والساعة وتصوف البواب الصباحي..الراهبة تنتظرني كل صباح وهي تعبث في صندوق بريدها الالكتروني في المكتب التمثيل الديني..فأحببت تحيتها..تعرفت على المكتبة واتسعت علاقتي بالاقسام الموجودة..الطابعة..الكمبيوتر..صندوق اعادة الكتب الاحمر..واخيرا الموظفة ذات الصوت العالي..
قمت بجولة فضولية بين الطوابق العليا للمبنى نفسه والمبنى الملاصق..تناولت وجبة الغذاء مرات في الممر المؤدي اليه تمثلا بالطلاب..حاولت التفريق بين طازجية المأكولات بين الكافتيريات المتواجدة داخل المباني ففضلت الواحد على الاخر..وجولات خاطفة في المحيط الشبة سياحي للمنطقة المحيطة بالجامعة..أكشاك السجائر والمرطبات..مطاعم صغيرة جدا ترتزق من الطلاب..جربت بعضها..فضلت واحدا منهم لقهوة "البريك"..اكتشفت اختصارات جديدة مفضية الى محطة المنطقة الرئيسية التي تنتطلق منها القطارات الى لب العاصمة..شهور وشهور من الاكتشافات والجولات..لاصبح شخص ديناميكي مع الحركة اليومية في المكان..مرت سنتان وانا في تطور مع المكان...اعشقه..امقته..اشتاق له..اهرب منه..وهكذا..

How long have you been in Whitechapel?
Nearly Two Years…..
Quite long time…innit ?
Yaah...Time pass madly...You know

الساعة الخامسة عصرا...لا اذكر من ذلك اليوم سوى محاولة ايقاظي من النوم..والشال الذي تناولته من على الكرسي وانا خارج للحديقة...اصابع لينة على مرفقي..اريد ان افتح عيني ولا اريد..الشمس على وشك الغروب..الاصابع تضغط بتراتبية..Hello...Excuse me صوت نسائي رخيم...لا لا لابد اني احلم...لماذا اخذتني القيلولة وانا لست من انصارها؟...حاولت تجاهل الصوت...اعتقد انها الحالة مابين النوم واليقظة...الصوت يتكرر...المقعد الخشبي انتابته هزة خفيفة...قررت ان افتح عيني...كان دفتري مقلوبا على منطقتي الحساسة...لا اتذكر اين كان قلمي وقتذاك...لعله سقط في مكان ما...لم استطع تقدير وقت القيولة..كانت جالسة في اريحية على بعد نصف ذراع مني..تسمرت عيني عليها وبدرت مني ابتسامة سبقت ابتسامتها..ياترى ماذا تريد..؟ كانت تلبس قميصا ابيضا فضفاضا..الورود مخيوطة بدقة على الجوانب..بنطال كحلي شبه مرتص..متوافق مع الشعر المجموع باحكام الى الوراء..حاولت التشاغل بالدفتر لثواني..

Hi…you allright?
Yah..not bad…you?
I ve been bored for a while.. You re such a reader..?
How do you come to that..?
I ve monitored you –I know I don’t have the right- for more than year?
حاولت الاجابة ولكنها قاطعتني بسرعة..

Fancy a drink? واشارت بيدها الى السوبرماركت القريب.. اعتذرت وقمت في ميكانيكية ومضيت...الاشياء كلها حولي كثيرة...والمرأة احدى الاشياء..وصلت الى القناعة بالاشياء التي حولي عندما عرفت انه هناك "شيء" اسمه Sandra..

ابراهيم اسماعيل
لندن 10-6-2009



#ابراهيم_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامارات..حكومة ام ماذا ؟
- في الاعلام الاماراتي (1)
- لحظة..من لحظات
- حلم مرور..لماذا تُركنا..
- هذيان الأنتظار
- تساقطوا..
- غربة..حب..شجرة
- سأقولها
- احتياجات
- (خرج..)
- نار..حلم..يقظة
- محطات..


المزيد.....




- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...
- “أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m ...
- فنان يحول خيمة النزوح إلى مرسم
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم اسماعيل - الاشياء..وساندرا (قصة قصيرة)