أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - خيانة العقل في الإعجاز العلمي: كروية الأرض نموذجاً















المزيد.....

خيانة العقل في الإعجاز العلمي: كروية الأرض نموذجاً


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2623 - 2009 / 4 / 21 - 09:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خيانة العقل في الإعجاز العلمي: كروية الأرض نموذجاً
ـــــــــــــــــــــــ
مهدي النجار
لقد كانت الارض وما يدور حولها من معرفة من ابرز ظواهر الطبيعة التي امتحن بها الفكر الانساني وتصارع من اجلها صراعات طويلة، حتى حين كانت المعرفة عند الانسان في الماضي السحيق وحدة غير متخصصة وجميع المعارف تقريباً كانت ضمن اطار التأمل والفلسفة إلا ان الارض وفي جميع الازمان كانت جزءا مهماً في نسيج المعرفة البشرية فنجد ان اوائل الصراعات الفكرية (فترة ما قبل عام 1500 ) كانت تدور حول الارض وهل انها مسطحة ام كروية؟ وحين قال فيثاغورس (500 ق.م ) ان الارض كروية وانها تدور حول نفسها اعتبره الناس كافراً لان افكاره الجديدة هي اهانة الى الإله. اما الصراع الثاني في هذه الفترة دار حول موضوع واحد وهو هل ان الارض ثابتة كمركز للكون ام الشمس هي المركز؟ وكان الصراع هذه المرة دموياً عنيفاً لدخول الدين كطرف في النزاع. والمهم ان نشير الى ان الصراع الفعلي في تاريخ الفلك لم يكن يدور حول شكل الارض وهل هي كروية ام مسطحة انما ايضاً واساساً حول المركزية: هل ان الارض ثابتة كمركز للكون ام الشمس هي المركز؟ وبالطبع كانت قوانين وافكار البابا في روما التي تعتمد نظرية بطليموس (150 ب.م) هي التي يجب ان تنفذ وبقي ذلك الموقف لغاية نهاية القرن الخامس عشر. ومن احكام البابا القاسية ان كل من يتحدى آراء بطليموس وارسطو في الكون هو كافر ومعنى ذلك على البشر جميعاً الاعتقاد بان الارض ثابتة وهي مركز الكون وان الشمس تابع لها وتدور حولها ومن ينكر ذلك فهو زنديق يستحق الموت.ولكن وسط هذه الظلامية الدينية وهذا الاكراه الفكري الرهيب اعلن البولندي كوبرنيكس (1473- 1543 ) الذي شاء قدره ان يكون قساً وخاضعاً لسلطة الكنيسة، اعلن: ان الشمس هي المركز وان الارض تدور حول نفسها وحول الشمس.

ان الذي يثير الاستغراب في اهل الاعجاز العلمي انهم يقفزون فوق هذه الحقائق التاريخية وفوق تاريخ العلوم والمكتشفات وما دار فيها من صراعات حول الارض ويتغاضون عنها ولا يبحثون فيها ولا حتى يقدمون الرضا والامتنان لاصحاب تلك الأنجازات والكشوفات العلمية الباهرة انما يبخسون حقهم ويسرقون اتعابهم بلمحة بصر فيذهبون فوراً لتحصيل النتائج التي توَّصل اليها علم الفلك بعد تاريخ مضني وعمل شاق ويزجونها بكل بساطة في شأن القرآن الكريم، يقَّوّلونه بما لا يقول – من باب الاعتزاز به او من باب آخر – فيشيرون الى انه هو الذي قال اولاً بكروية الارض من خلال تأويل تبسيطي(تحريف) ليست له اية صلة بالقرآن، لا من بعيد ولا من قريب، نجد اكثر هذه التأويلات رواجاً حول موضوع كروية الارض واوسعها انتشاراً بين الناس وتتناقلها بشراهة منتديات الاعجاز العلمي عبر شبكة الانترنيت هي تأويلات الشيخ محمد متولي شعراوي (1911 – 1988 ) اعتماداً على كتابه " الادلة المادية على وجود الله" وتتلخص تصورات الشيخ الشعراوي بالآتي:
اولاً: لا يجب ان يحدث تصادم بين القرآن وبين الحقائق العلمية في الكون... لأن القرآن الكريم لا يتغير ولا يتبدل ولو حدث مثل هذا التصادم لضاعت قضية الدين كلها.
ثانياً: يقول سبحانه وتعالى في سورة الحجر/19 : "والارض مددناها"، المد معناه البسط ومعنى ذلك أن الارض مبسوطة..ولو فهمنا الآية على هذا المعنى لأتهمنا كل من تحدث عن كروية الارض بالكفر خصوصاً أننا الآن بواسطة سفن الفضاء والاقمار الصناعية قد استطعنا ان نرى الارض كرة تدور حول نفسها.ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن ان تكون فيه الارض ممدودة في كل بقعة تصل اليها هي ان تكون الارض كروية. والذين فهموا معنى الآية فهما صحيحا قالوا ان القرآن هو اول كتاب ذكر ان الارض كروية.
ثالثاً: ثم ياتي الحق سبحانه ليؤكد المعنى في هذه الحقيقة الكونية لان سبحانه وتعالى يريد ان يُري خلقه آياته فيقول: "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ على النهار ويكور النهار على الليل وَسَخَّرَ الشَّمْسَ والقمر كُل يَجري لأجلٍ مسمى ألا هو العزيزُ الغفارُ" الزمر:5 وهكذا يصف الحق سبحانه وتعالى بأن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير وبما ان الليل والنهار وجدا على سطح الارض معا فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية بحيث يكون نصف الكرة مظلما والنصف الآخر مضيئاً.
ان ملاحظاتنا حول تلك الآراء الاعجازية تتلخص بما يلي:
اولاً: ان اهم الاسباب التي تدفع الى التصادم بين الدين والعلم، بين النصوص القرآنية والحقائق العلمية هي خلطهما معاً في "طبخات" اعجازية مُرة وغير مستساغة لا تنفع الدين من جهة ولا تنفع العلم من جهة ثانية، فينبغي ان يُقرأ كل واحد منهما حسب مجاله وفضائه ووفقاً لمنهجه واهدافه حتى لا يضيع الدين ولا يضيع العلم.
ثانياً: ينبغي احترام شروحات اشياخ التفسير الاسلاف وعدم اهمالها والتقليل من اهميتها او ضربها عرض الحائط بحجة المعاصرة او الموائمة بين الدين والعلم، وهل ان عكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والسدي وابن عباس ترجمان القرآن – كما يسميه الرسول الكريم- لم يفهموا معنى الآيات فهماً صحيحاً، لذلك لم يقولوا ان القرآن هو اول كتاب ذكر ان الارض كروية، إذا كان شيخ المفسرين ابن عباس ( وجماعته وكان منهم اصحاب للرسول نفسه) لم يفهموا آيات القرآن، إذا كان أئمة الاسلام والراسخين بعلمه والمؤسسين الحقيين له لم يفهموا آيات القرآن فهماً صحيحاً ولم يتمكنوا من القول بكروية الارض، اذن مَن سيفمهمها ؟! وبهذا الصدد سنصدق مَن ياتُرى، تفاسير وتخريجات فضيلة الشيخ الشعراوي ( وغيره من اهل الاعجاز العلمي) ام نصدق شيوخ المفسرين الاوائل، لا ندري مَن يفتري على الله الكذب؟!. حول هذا الموضوع نستعرض ما جاء في التفاسير المعتمدة عن تلك الآيات القرآنية التي اقام الشيخ الشعراوي حجته في اثبات كروية الارض:
" وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ"
* ابن كثير: [ ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى خَلْقه الْأَرْض وَمَدّه إِيَّاهَا وَتَوْسِيعهَا وَبَسْطهَا وَمَا جَعَلَ فِيهَا مِنْ الْجِبَال الرَّوَاسِي وَالْأَوْدِيَة وَالْأَرَاضِي وَالرِّمَال وَمَا أَنْبَتَ فِيهَا مِنْ الزُّرُوع وَالثِّمَار الْمُتَنَاسِبَة وَقَالَ اِبْن عَبَّاس " مِنْ كُلّ شَيْء مَوْزُون " أَيْ مَعْلُوم وَكَذَا قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَعِكْرِمَة وَأَبُو مَالِك وَمُجَاهِد وَالْحَكَم بْن عُيَيْنَة وَالْحَسَن بْن مُحَمَّد وَأَبُو صَالِح وَقَتَادَة وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُول مُقَدَّر بِقَدَرٍ وَقَالَ اِبْن زَيْد مِنْ كُلّ شَيْء يُوزَن وَيُقَدَّر بِقَدَرٍ وَقَالَ اِبْن زَيْد مَا يَزِنهُ أَهْل الْأَسْوَاق ] .
" يُكَوِّر اللَّيْل عَلَى النَّهَار وَيُكَوِّر النَّهَار عَلَى اللَّيْل "
* تفسير الجلالين: [ خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض بِالْحَقِّ" مُتَعَلِّق بخَلَقَ "يُكَوِّر" يُدْخِل "اللَّيْل عَلَى النَّهَار" فَيَزِيد "وَيُكَوِّر النَّهَار" يُدْخِلهُ "عَلَى اللَّيْل" فَيَزِيد "وَسَخَّرَ الشَّمْس وَالْقَمَر كُلّ يَجْرِي" فِي فُلْكه "لِأَجَلٍ مُسَمَّى" لِيَوْمِ الْقِيَامَة "أَلَا هُوَ الْعَزِيز" الْغَالِب عَلَى أَمْره الْمُنْتَقِم مِنْ أَعْدَائِهِ "الْغَفَّار" لِأَوْلِيَائِهِ ]
*تفسير ابن كثير: [ يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ الْخَالِق لِمَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْن ذَلِكَ مِنْ الْأَشْيَاء وَبِأَنَّهُ مَالِك الْمُلْك الْمُتَصَرِّف فِيهِ يُقَلِّب لَيْله وَنَهَاره " يُكَوِّر اللَّيْل عَلَى النَّهَار وَيُكَوِّر النَّهَار عَلَى اللَّيْل " أَيْ سَخَّرَهُمَا يَجْرِيَانِ مُتَعَاقِبَيْنِ لَا يَفْتُرَانِ كُلّ مِنْهُمَا يَطْلُب الْآخَر طَلَبًا حَثِيثًا كَقَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " يُغْشِي اللَّيْل النَّهَار يَطْلُبهُ حَثِيثًا " هَذَا مَعْنَى مَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ . وَقَوْله عَزَّ وَجَلَّ " وَسَخَّرَ الشَّمْس وَالْقَمَر كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى " أَيْ إِلَى مُدَّة مَعْلُومَة عِنْد اللَّه تَعَالَى ثُمَّ يَنْقَضِي يَوْم الْقِيَامَة " أَلَا هُوَ الْعَزِيز الْغَفَّار " أَيْ مَعَ عِزَّته وَعَظَمَته وَكِبْرِيَائِهِ هُوَ غَفَّار لِمَنْ عَصَاهُ ثُمَّ تَابَ وَأَنَابَ إِلَيْهِ ] .
رابعاً: هل كان عزَّ وجل يتلاعب بعقول الناس وهم الذين لا يقرأون ولا يكتبون (حاشا ذلك) او يفتعل الغموض بالالفاظ فيقول لهم: "والارض مددناها" " او "بعد ذلك دحاها" بمعنى ان الارض كروية،الم يقل الحق انه انزل القرآن " بلسانٍ عربي مبين"، هل يعجز سبحانه وتعالى وهو الذي خلق السماوات و الارض وما بينهما في ستة ايام، ان يقول ان الارض كروية وتدور حول نفسها وحول الشمس وينتهي كل شئ، بالتاكيد ان الامر ليس كذلك لان كتاب الله العزيز هو كتاب تبشير وتذكير وهداية وعِظة وليس كتاباً في علوم الفلك او الجيولوجيا. وكان يخاطب الناس حسب ظروفهم الاجتماعية والنفسية ووفق امكاناتهم المعرفية البدائية. لقد أودع الخالق في الطبيعة قوانين صارمة تعمل بنسق فائق الدقة وبمنتهى الروعة وحثَّ البشر على التفكر بها لاستخلاصها واكتشافها ضمن مجالات اشتغالها (مجالات الكون والطبيعة) ولم يقل لهم ابحثوا عنها في الكتب الدينية، فهذه الكتب هي السبيل لربط الانسان بالسماء، هي الطريق الروحي الخلاق الذي يَطمأن فيه الناس من خلال تواصلهم مع الله، ابداً لم تكن الكتب الدينية ومنها القرآن الكريم مباحث في العلوم التجريبية كالفيزياء او الكيمياء او الفلك...وهذه المسألة لم تقلل من شأنها لان رسالة القرآن مثلاً لا تقاس بهذه المواضيع التي يشتغل بها العقل الانساني ويبتكرها وهي على الدوام خاضعة للفحص والنقد وقد يصيبها النقض والهدم، فهو يعمل، مثله مثل الرسالات الدينية الكبرى، على إخراج الناس من الظلمات الى النور، يعمل على نشر الحق والعدل، يعمل على صقل الروح البشري وتساميه وما ورد فيه من إشارات ورموز عن الطبيعة والظواهر الكونية مثل السماء والارض والنجوم او كيفية طلوع الشمس وغيابها، او هبوط الليل وبزوغ الفجر...كل ذلك جاء به القرآن لحث الناس على التأمل في روعة الخلق وبالتالي ليفهموا منه عظمة الخالق وقدرته.بمعنى انها آيات وضعت ليستدل بها الناس على خالقهم وهي تنتشر على طول صفحات القرآن وعرضه وليست لها علاقة بعلومنا المعاصرة او ما ينجزه العقل البشري من كشوفات وانجازات معرفية وتكنولوجيا، نذكر بعض هذه الآيات كما وردت مثلاً في سورة الجاثية:
" ان في السماوات والارض لآيات للمؤمنين" /3
" وفي خلقكم ما يبثُ من دابة آية لقوم يؤمنون" /4
" واختلاف الليل والنهار وما أنزلَ الله من السماء من رزق فأحيا به الارضَ بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلونَ" /5
ان جميع هذه الآيات وامثالها مستنبطة من واقع الناس الذين كان يخاطبهم القرآن الكريم، من ظواهر الطبيعة وموجودات الكون، كما هي وكما كانوا يرونها بالعين المجردة، ولكي يُقنعهم بالوحي كان لابد ان يأتي بحجج وبراهين متعلقة بأشياء ووقائع تنتمي لذاك الزمان وليس بأشياء ووقائع ستحدث بعد الف عام فهذه ستقع خارج نطاق فهمهم وإدراكهم وقناعاتهم، ولكن بأفتراض انه فعل ذلك كما يحلوا للبعض ان يقولوا انه تحدث عن الذرة والوراثة والاجنة والجاذبية والنسبية والانفجار الكبير والكهرباء وغزو الفضاء....!! أما كان الاولى به ان يتحدث مثلاً عن النفط " البترول" الذي يشكل الآن عُصب الاقتصاد ومركزه الاساس في اغلب مجتمعات العالم الاسلامي وهو من اكثر الاشياء التي يتعلق بها حاضرهم ومستقبلهم بل وحتى مصيرهم كما تَحدث سابقاً عن مجتمعات الإبل والحمير والبغال وعن قوافل التجارة واحداث الغزو وعن النخيل واللبن...
من ذلك نلاحظ عدم وجود اية علاقة او رابطة بين تفاسير المرجعيات الكبرى التي يقرها اغلب المسلمين وبين اعجازيات الشيوخ المعاصرين الذين يتلاعبون ويتوسلون بآيات القرآن لتتلائم وتتطابق مع كشوفات العصر ومنجزاته العلمية ومن ثم ينسبون لأنفسهم القوامة على الدين ويحرضون على إسكات العقل وحجب استفهاماته وتطلعاته، فإذا كنتم من الحق لاتخافون وبالعقل تهزأون ، وتضحكون ولا تبكون، فعن اي قرآن تتحدثون؟!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
* شاهد:
فتوى ابن باز في تكفير القائلين بثبوت الشّمس ودوران الأرض
[ فمن زعم خلاف ذلك وقال إن الشمس ثابتة لا جارية فقد كذّب الله و كذّب كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.. ومن قال هذا القول فقد قال كفرا و ضلالا لأنه تكذيب لله، وتكذيب للقرآن و تكذيب للرسول (ص) لأنه عليه الصلاة والسلام قد صرح في الأحاديث الصحيحة أن الشمس جارية وأنها إذا غربت تذهب و تسجد بين يدي ربها تحت العرش كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -وكل من كذب الله سبحانه أو كذب كتابه الكريم أو كذب رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام فهو كافر ضال مضل يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا مرتدا و يكون ماله فيئا لبيت مال المسلمين كما نص على مثل هذا أهل العلم…
و كما أن هذا القول الباطل - ثبوت الشمس ودوران الأرض- مخالف للنصوص فهو مخالف للمشاهد المحسوس ومكابرة للمعقول والواقع لم يزل الناس المسلم منهم وكافرهم يشاهدون الشمس جارية طالعة و غاربة ويشاهدون الأرض قارة ثابتة و يشاهدون كل بلد و كل جبل في جهته لم يتغير من ذلك شيء ، ولو كانت الشمس تدور كما يزعمون لكانت البلدان والجبال و الأشجار والأنهار والبحار لا قرار لها و لشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق والمشرقية في المغرب ولتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقرّ لها قرار و بالجملة فهذا القول فاسد من وجوه كثيرة يطول تعدادها…
ثم هذا القول مخالف للواقع المحسوس فالناس يشاهدون الجبال في محلها لم تسيّر فهذا جبل النور في مكة في محله وهذا جبل أبي قبيس في محله وهذا أُحــد في المدينة في محلّه و هكذا جبال الدنيا كلها لم تسيّر و كل من تصور هذا القول يعرف بطلانه وفساد قول صاحبه و أنه بعيد عن استعمال عقله وفكره قد أعطى القياد لغيره كبهيمة الأنعام فنعوذ بالله من القول عليه بغير علم و نعوذ بالله من التقليد الأعمى الذي يردي من اعتنقه و ينقله من ميزة العقلاء إلى خلق البهيمة العجماء…
ثم الناس كلهم يشاهدون الشمس كل يوم تأتي من المشرق ثم لا تزال في سير و صعود حتى تتوسط السماء ثم لا تزال في سير ، وانخفاض حتى تغرب في مدارات مختلفة بحسب اختلاف المنازل و يعلمون ذلك علما قطعيا بناء على مشاهدتـهم و ذلك مطابق لما دل عليه هذا الحديث الصريح - حديث سجود الشمس- والآيات القرآنية ولا ينكر هذا إلا مكابر للمشاهد المحسوس و مخالف لصريح المنقول] *.
مقتطفات من "الأدلة النقلية و الحسية على جريان الشمس و سكون الأرض و إمكان الصعود إلى الكواكب" لابن باز**، المدينة، مطبوعات الجامعة الاسلامية، 1395 هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مقتبسة عن موقع الأوان والمنشورة في 14 نيسان (أبريل) 2009
**ابن باز: هو الامام الداعية الفقيه عبد العزيز بن عبد الله بن باز(1912 -1999 ) المفتي العام السابق للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.



________________________________________












#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يقرأ المسلمون احوالهم
- الثواب والعقاب في الخطاب الاسلامي
- محنة النساء في الذهنية التقليدية
- انصر اخاك ظالماً او مظلوماً: البشير نموذجاً
- مفهوم العلم بين الاسلام والحداثة
- عصا البشير وضربات الجزاء
- في الاعجاز العلمي...من يضحك على من؟!
- قراءة جديدة في الامام علي
- التقديس في الذهنية الاسلامية
- الاسلام المتشدد وأوهام التفوق
- قراءة جديدة في الرسول الكريم
- علماء الجهالة وحديث الاإبل
- علماء الجهالة وحديث الذبابة
- مهزلة العقل في الاعجاز العلمي للقرآن
- هل يمكن التصالح مع اليهودي ؟!
- المسلمون وسؤال التنوير
- المسلمون وسؤال التخلف
- الاعجاز العلمي ورمٌ في عقل المسلمين
- هل الاسلام دين ام دولة
- الانفجار السكاني في العالم الاسلامي


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - خيانة العقل في الإعجاز العلمي: كروية الأرض نموذجاً