أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - المسلمون وسؤال التخلف















المزيد.....


المسلمون وسؤال التخلف


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2424 - 2008 / 10 / 4 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا سؤال مفزع يثير حفيظة اغلب الناس الذين يعيشون في الجغرافية الاسلامية،تلك الجغرافية الشاسعة والممتدة من المغرب إلى اندونيسيا ومن نيجيريا إلى كازاخستان ويقارب تعداد نفوس الناس فيها حوالي 1,3 مليار نسمة أي حوالي ربع سكان العالم بل إن السؤال نفسه: هل المسلمون متخلفون؟! يكاد لا يطرحه المسلمون على أنفسهم ويعد من الأمور الغير مباحة والمسكوت عنها في مجمل الثقافة الاسلامية وإذا تجرع البعض مرارة صياغته والإعلان عنه بهذا الشكل أو ذاك فان البعض الآخر وهم الأغلبية العظمى تعتبره شرخاً في الشخصية الاسلامية بل اهانة لها ومن باب التنكيل وامتهان الكرامة كما الذين أخذتهم العزة بالإثم، مستندين إلى سقف شاهق من الادعاءات والتبجحات اغلبها تعود الى أزمنة قديمة وتاريخ ملتبس يعتمد آلية شفاهية ونقلية تشتغل فيها الذاكرة الشخصية بصورة حاسمة ورئيسية (ذاكرة الأفراد عن ذاكرة معاصريهم وشيوخهم وآباءهم)هذه الآلية ليست محكمة وليست دقيقة ولايمكن إخضاعها للتحليلات والتمحيصات المعاصرة لأنها لاتمتلك توثيقات مادية(كتابة /آثار/مؤسسات تاريخية/....) ولأنها تخضع لمناخات مزاجية، تخضع بصورة عامة لمزاج الغالبين والمنتصرين ناهيك عن أهواء الطوائف والملل والفرق الدينية التي أسست لنفسها تاريخا خاصا من الفردوس ناصعا وخالصاً من الشوائب والطعون تنتمي إليه وتتبجح به وتعتبره هو الأصح وهو الحقيقة وبقية التواريخ باطلة وكاذبة! فلا عجب ان نجد مثلا من بين زهاء ستمائة ألف حديث نبوي يستخلص الشيخ البخاري منها سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون صحيحا (أي بنسبة 1 %) وعلى هذا الصحيح نفسه تقوم المنازعات والتشاجرات والشكوك.إن سؤال التخلف الذي نوهنا عنه سالفاً ستقام ضده مرافعتان تمتعضان منه وتستخفان به وتزعمان بطلانه، احدهما يرفعها التيار الإسلامي المتشدد/ الأصولي/ السلفي، والثانية يرفعها التيار الإسلامي المعتدل، التيار الأول (الإسلامي المتشدد)ينفي التخلف نفياً قاطعاً عن كل ما يسمى إسلاميا ويتهم هذا الإسلام القائم بالإسلام المزيف فليس من المعقول ان يكون الإسلام الحقيقي قد مسه التخلف أو من المستبعد ان يصاب الإسلام الحقيقي بالانكسار والتضعضع لأنه صالح لكل الأزمان ولكل الأوطان ويزعم هذا التيار بان جميع مظاهر التمزق والتأزم التي أصابت العالم الإسلامي وان جميع الانتكاسات والمصائب التي حلت بهذا العالم إنما تعود أسبابها جملة وتفصيلاً الى ابتعاد الناس عن دينهم الحقيقي لذا فالإسلام هو الحل، اي العودة الفعلية الى الإسلام الأصلي خاصة ذاك الإسلام الذي ظهر في الصدر الأول من القرون الهجرية وما يلزم الآن بصورة جوهرية وأساسية هو تطبيق تشريعاته وفقهه كما هي وكما شرعها المؤسسون الأوائل تطبيقاً حاسماً وصارماً ولا يعِّول هذا التيار على الحياة الراهنة أهمية قصوى فهي دار فناء إنما يُنمي ويرسخ في نفوس أتباعه نزعة العبور العاجل إلى الحياة الباقية، الحياة الأخرى التي تتحقق بها السعادات والنعم، لذا نلاحظ إن شبيبة هذه التيارات المتشددة لاتكترث بما يجري من حولها ولا تأبه بمنجزات الحداثة بل ترى إن هذه المنجزات من صناعة الشيطان ولهو يلهيها ويحرفها عن الطريق المستقيم، طريق الصعود الى جنة الخلد.
أما التيار الثاني (الإسلامي المعتدل) فهو يشطر التخلف إلى شطرين، شطر يتعلق بالثقافات وشطر يتعلق بالماديات وتحت الشطر الأول تنتظم قائمة طويلة من المفاهيم:التعاليم/ الأفكار/الآراء/العبادات/الروحانيات/الأخلاقيات/العادات والتقاليد....أما تحت الشطر الثاني فتنتظم مفاهيم مثل: التكنولوجيا/العلوم الحديثة/ الصناعات/ الاقتصاديات....وعلى هذا الأساس من التشطير تظهر تصوراته عن سؤال التخلف مريبة، فما يتعلق في المضمار الأول يرى هذا التيار تمامية الثقافة الإسلامية وصلاحيتها للأزمنة الحديثة ولا حاجة إلى تجاوز بعضها أو تعديل البعض الآخر، فقط كل ما في الأمر يلزم تأويلها وقراءتها وفق متطلبات العصر، أي كما يطلق البعض على هذه العملية عصرنة الإسلام أو تحديثه أما في مجال الشطر الثاني المتعلق في الماديات فهو لايرى أي مفارقة أو حرج أن يأخذ مايريد من منجزات الحداثة خاصة في ما يتعلق بعلومها وتكنولوجيتها ويذهب ابعد من ذلك إلى شتم صانعيها وشيطنتهم ويتبارى في اسلمة هذه المنجزات أو التباهي بها على أنها متضمنة في النصوص المقدسة ومن اعجازات القرآن والسنة.
نعود إلى سؤال التخلف ونحاول إيجاد المعيار الأفضل أو المشترك الذي يستند إليه، فما معنى أن تكون المجتمعات متخلفة وما معنى أن تكون المجتمعات متقدمة، لانجد لسؤالنا أي فائدة إذا وضعناه في قلب الدين أو إذا خلطنا أوراقه مع أوراق التدين لذا أول ما ينبغي هو أن نبسطه فوق الأرض بمعنى أن نفصله عن الدين والتدين عندئذ سنلاحظ إن الإسلام (أو أي ديانة أخرى) ليس هو المعني بالتخلف أو التقدم فهو ظهر (وما زال) كظاهرة ملحة لتلبية وإشباع حاجات الإنسان الروحية والإجابة عن كثير من الأسئلة والاستفهامات الوجودية الكبيرة إضافة إلى انه يعطي الأمل لأولئك الذين عجزوا لان يجدوا لحياتهم أي معنى وفي مراحل تاريخية معينة ومهمة صار الدين والتدين هو الزيت الذي يُشعل الهمم في نفوس الناس من اجل تغيير حياتهم ونقلهم من حالات البؤس إلى حالات أفضل، مفاد القول إن الدين الإسلامي (وجميع الديانات الأخرى) يظل ظاهرة روحية وإنسانية ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها يعتمدها البشر لمواجهة مصائبهم وكوارثهم اليومية وكذلك للاطمئنان على مصيرهم المفجع، إذا اخذ الدين على هذا الاعتبار فلا شأن له بتخلف المجتمعات أو تقدمها، إنما يصير كذلك، أي عائقاً من عوائق التقدم والتمدن، إذا زُجَّ في كل شاردة وواردة وكل صغيرة وكبيرة من حياة المجتمعات، يصير الدين كابحاً لتطلعات المجتمعات ونموها إذا فُسرت وحُللت به ومن خلاله ولأجله مشكلات السياسة و الثقافة وظواهر الاجتماع والعلوم المعصرة. إذا اعتمدنا هذه الملاحظة القصيرة ولكن المهمة، الملاحظة التي تفصل سؤال التخلف عن الفضاءات الدينية فسنجد المعيار واضحاً في الحياة نفسها وليس في أي شئ آخر، فتوصيفنا لمجتمع بأنه متخلف لان فيه النسب المئوية عالية في مجالات ومتدنية في مجالات أخرى على سبيل المثال: عالية في مجالات الفقر والأمراض والأمية والبطالة ومتدنية في الصناعات والعلوم والسكن وتنظيم المعلومات، قبل أن نمضي في تقصي الأرقام والحقائق التي تساعدنا على التوصيف، يلزم علينا أن نوضح ما نراه ضرورياً في مضمون السؤال نفسه، أي مالمقصود بالمسلمين،لا نعني بالمسلمين هنا الأفراد أو الفرق والتيارات بل نعني به المجتمعات الإسلامية برمتها كما تتجلى في أنظمتها ودولها ومؤسساتها على سبيل المثال الدول المنضوية تحت لواء منظمة المؤتمر الإسلامي، بهذا التحديد الذي في متناول اليد يمكن العثور على المعيار الأفضل لتوصيف مظاهر التخلف أو التقدم في هذه المجتمعات وعلى أساس هذا المعيار نفسه يمكن تشخيص المجتمعات الإسلامية (أو العالم الإسلامي) بأنها تقع خارج مجال التقدم، خارج مضمار الحداثة التي تتسابق به الأمم المعاصرة، بل يمكن القول بحسرة وحرقة قلب إن هذه المجتمعات متقهقرة لان من يوصف بالتخلف يعني انه دخل مضمار التسابق وتخلف عن المتقدمين، المجتمعات الإسلامية لم تدخل بعد مضمار التنافس الحديث أصلاً فهي خارج نطاقه وبعيدة عن فحواه واشكالياته المعقدة والصعبة، هي ما زالت تدور في فلك الأزمنة العتيقة، الأزمنة البدائية التي تنتمي إلى إشكاليات القرون الوسطى، ولكن إذا تجاوزنا هذا المعنى المؤلم وقلنا إنها مجتمعات متخلفة على أساس معيارنا الآنف الذكر فهذا يتطلب منا تقديم أدلة وبراهين وحجج تدعم ما نراه، المجتمعات الإسلامية متخلفة بدليل يعيش في العالم الإسلامي 37 % من السكان تحت مستوى خط الفقر(أي أولئك الذين يعيشون بأقل من دولار يوميا) وتبلغ نسبتهم إلى فقراء العالم حوالي39 % وهذا معناه إن أكثر من ثلث سكان العالم الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر يسكنون دول العالم الإسلامي/ بدليل إن الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لا تقدم شيئا للسوق العالمية (باستثناء البترول والكافير"بيض السمك" والسجاد الإيراني والأفيون الأفغاني) فمن بين منتجات الدرجة الأولى المميزة الخمسة آلاف في العالم لا تنتج سلعة واحدة في بلد إسلامي/ بدليل إن معدل المتوسط للبطالة يزيد على 20 % ونعتقد إن هذا الرقم الإحصائي متواضع إذا ما قيس بنسبة نساء العالم الإسلامي (نسبة 50 %) اللواتي اغلبهن أميات وعاطلات عن العمل/ بدليل ارتفاع معدلات التضخم ( التضخم يعني انخفاض القيمة الشرائية للنقد) حيث بلغ للعام 2000 في العالم الإسلامي 14 % بلغت أعلى هذه النسب في سيراليون 170 % ثم العراق 135 % أما اقلها فكانت في أذربيجان 7 % ثم السعودية 1%./ بدليل تنامي الفساد الإداري والفساد المالي فقد صنفت مؤسسة الشفافية الدولية ( وهي مؤسسة غير ربحية يشرف عليها البنك الدولي ) 85 دولة حسب مدى انتشار الفساد في سلم تنازلي من 10 [ الأكثر نزاهة ] إلى صفر [ الأقل نزاهة ] ووفق هذا السلم فان أكثر الدول الإسلامية نزاهة جاءت في موقع متوسط من هذا السلم، واعتبرت ماليزيا من بين الأكثر نزاهة وحصلت على [ 5,3 نقطة] تلتها تونس [5 نقطة] ثم الأردن [ 4,7 نقطة] أما اقل الدول الإسلامية نزاهة فهي نيجيريا وحصلت على [ 1,9 نقطة] ثم العراق[1,9 ] واندونيسيا [2 نقطة] ثم باكستان [2,7 نقطة]./ بدليل تدني الرعاية الصحية وتدهور رعاية الطفولة: فقد أفاد تقرير صادر عن منظمة المؤتمر الإسلامي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) /نيويورك 21 أيلول 2005 / بان أكثر من ثلث الأطفال في منظمة المؤتمر الإسلامي يعانون من سوء التغذية وتسجل مستويات الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الست أشهر الأولى من حياة الطفل في داخل بلدان المنظمة أدنى المستويات في العالم، ونلاحظ إن أعلى معدلات وفيات الأطفال توجد في 16 دولة من دول العالم منها 11 دولة تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أي بنسبة 88 % من دول العالم الأعلى وفيات، حيث يموت في دول المنظمة 4,3 مليون طفل دون سن الخامسة سنويا أي بنسبة 69 / ألف نسمة، نلاحظ إن أعلى هذه النسب في أفغانستان 149 /ألف ثم سيراليون وموزنبيق 140 /ألف واقلها في الكويت 12/ ألف، يحدث ذلك نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها وبسبب رداءة الرعاية الصحية وسوء التغذية وكمثال على ذلك فانه يعاني كل طفل في العراق(لاحظ من أغنى بلدان العالم الإسلامي) من بين كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد وفي ثلاث دول من دول منظمة المؤتمر الإسلامي وهي جيبوتي والعراق واليمن يتوفى طفل واحد من كل 10 أطفال قبل بلوغه سن الخامسة، ويعاني الأطفال في الدول الإسلامية الواقعة في إفريقيا جنوب الصحراء من اشد أنواع الحرمان إذ تتجاوز الوفيات بينهم ضعف المتوسط العالمي، ولا يتوقع لطفل يولد في تلك المنطقة أن يتجاوز 46 سنة بالمقارنة ب 88 سنة في البلدان الصناعية، من جانب آخر نجد لفيروس نقص المناعة البشرية (الايدز) أثرا مدمرا على أطفال الدول الإفريقية لمنظمة المؤتمر حيث يبلغ الانتشار بين البالغين 5,4 % أي ما يقابل 7,9 مليون حالة. وأعلنت منظمة الأمم المتحدة (اليونيسيف) في تقريرها الصادر في 7 /10 /2007 : إن امرأة تموت كل دقيقة على مستوى العالم بسبب الحمل والولادة، وان عدد هؤلاء النساء يبلغ سنويا 535 ألف امرأة على مستوى العالم، مشيرة إلى إن نسبة 99% منهن نساء من دول نامية معظمها من العالم الإسلامي، وذكرت مصادر اليونيسيف إن نحو 450 امرأة ماتت في كل 100 ألف عملية ولادة خلال عام 2005 في حين توفيت 9 نساء فقط في كل 100 ألف ولادة في الدول الصناعية ودول شرق أوربا./ بدليل انتشار ظاهرة العنف والحروب والنزاعات البينية:لاريب إن من أهم المظاهر التي يتصف بها العالم الإسلامي ويحيله إلى عالم من جحيم هي مظاهر الحرب والعنف والقسوة المتمثلة بالإبادات الجماعية والاغتيالات والإعدامات داخل هذه المجتمعات، فإذا استثنينا الحروب الخارجية التي لم تحرز القوى الإسلامية خلال القرنين الماضيين أي نصر في حرب ضد خصومها غير الإسلاميين، فالحروب التي خاضتها ببسالة وكراهية وبدماء غزيرة، حروب ضروس دمرت البلاد والعباد ( العراق/إيران، العراق /الكويت.....) فقد لقي في العقود الأخيرة ما لا يقل عن 2,5 مليون شخص حتفهم وانفق العالم الإسلامي أكثر من 72 مليار دولار في المجال العسكري/ بدليل تفاقم الأمية وانخفاض مستوى التعليم والثقافة: تشير المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بان نسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية تقل عن 60 % في 17 بلداً من بلدان المنظمة ولا يلتحق ربع الأطفال في الدول العربية الأعضاء بالمدارس، وعلى العموم فان نسبة التعليم في العالم الإسلامي تصل إلى 63 % غير إن معدل الأنفاق عليه لا تتجاوز 4 % من الناتج القومي الإجمالي، وفي دراسة قامت بها مجموعة تصنيف الخبراء الدولية ومؤسسات سياسات التعليم العالي في واشنطن، نالت جامعة إسلامية واحدة فقط موقعاً على قائمة تتألف من 3000 جامعة على امتداد العالم، وقد جاء ترتيبها في آخر القائمة. ومن المثير للأسى أن تشير الإحصائيات بان معدل قراءة الفرد في العالم الإسلامي على مستوى العالم هو ربع صفحة بينما يصل معدل قراءة الأمريكي إلى 11 كتاب والبريطاني إلى 7 كتاب. وتقدر الإحصائيات إن متوسط قراءة الفرد في هذا العالم، مقارنة بالقارئ العالمي لا تتجاوز النصف ساعة في السنة، وان كافة المواد الأولية اللازمة لصناعة الكتاب هي مستوردة من الخارج سواء الورق أو الأحبار أو آلات الطباعة، إضافة إلى ارتفاع أسعار هذه المواد والخدمات. وفي تقرير للأمم المتحدة عن التنمية، أشار إلى إن ما ترجم من كتب إلى اللغة العربية (وهي أهم لغات العالم الإسلامي) خلال الألف سنة الماضية، عادل ما ترجمته بلد مثل اسبانيا في عام واحد !./ بدليل غياب الحريات وانتهاك حقوق الإنسان: تفيد التقارير بان ثلثا السجناء السياسيين في العالم يقبعون في سجون الدول الإسلامية وان بعض الدول الإسلامية تنفذ حكم الإعدام بمواطنيها المحكوم عليهم بالإعدام بطرق بشعة ومقززة للضمير الإنساني كالرجم بالحجارة أو رميهم بأحواض حامض النتريك أو تمزيقهم بواسطة كلاب مفترسة....، وعن الانتهاكات الخطيرة لحرية الصحافة والعنف الممارس ضد العاملين المحترفين في القطاع الإعلامي، سنجد مدى استهانة بلاد الإسلام بالعقل وحرية التعبير حين نطالع تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقريرها لعام 2007 ، فمن بين 169 دولة أُجري فيها البحث والاستطلاع، كانت اغلب الدول الإسلامية تحتل أسوأ المراتب: إيران 166 / الصومال 159 /فلسطين 158 /العراق 157 / السعودية 148 /مصر146 /تونس 145 /ماليزيا 124 /الجزائر 123 / المغرب 106 /قطر 75 /الامارات65 /الكويت 63 ....(يبدو إن المنظمة لم تستطع القيام بالاستطلاع في دول مثل سوريا وليبيا والسودان وباكستان، لكن وضعتها في أسوأ المراتب!) ومقارنة مع دول الغرب فقد كانت جميع دول أوربا وأمريكا تقع ضمن المراتب الأفضل، أمريكا 48 /فرنسا33 / ألمانيا 20 /كندا 18 ./ بدليل اهتزاز القيم الأخلاقية: إن ما يثير القلق مثلاً ما جاء في دراسة "وحدة حماية الأسرة في الأردن" التي تقول : ( إن عدد حالات التحرش المسجلة بلغت 437 حالة في عام 1998). كما أظهرت دراسة صادرة عن صحيفة "لوريان لوجور" في لبنان أن أغلب ضحايا التحرش من الإناث. بينما تشير أول دراسة في مصر عن حوادث التحرش بالأطفال أعدتها فاتن الطنباري وهي أستاذة في جامعة عين شمس إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل 18% من إجمالي حوادث التحرش. ولا زلنا نذكر حادثة التحرش الجنسي الجماعي التي شهدتها شوارع وسط القاهرة في أول أيام عيد الفطر من العام الماضي 2006 ،والتي أثارت العديد من التساؤلات حول المسئول عن هذا السعار الذي طفا بشكل مفاجئ على سطح مجتمعات يغلب عليها الطابع المحافظ..وقد عزا كثيرون سبب ذلك إلى الكبت الجنسي الذي دفع بمئات من الشباب الجائع بشكل جماعي وشبه منظم لم يفرق بين اللحم (العاري) و ( المغطى ). هذا الكبت الذي حول الشباب إلى وحوش جنسية كاسرة بينما أكد آخرون أن المشكلة أساساً هي في النظر إلى المرأة على إنها شهوة وفقط ...

وذكر موقع " الأوان " في خبر نشره على الموقع أن دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة- أكدت أن هناك 20 ألف حالة اغتصاب وتحرش جنسي ترتكب في مصر سنويا، أي أنّ هناك حالتيْ اغتصاب وتحرش تتم كل ساعة تقريبًا، وأن 90% من جملة القائمين بعمليات الاغتصاب عاطلون، وقدَّرت الدراسة أن حوادث الاختطاف والاغتصاب تقع بنسبة ١٥% منها من صغار السن، وبمعدل حادثتين كل يومٍ تقريبًا. وجاء في الخبر المنشور أن البرلمان المصري ونوابه اعترفوا مؤخرا بارتفاع حالات الاغتصاب خلال الـ5 سنواتٍ الأخيرة، وأن 85% من الحالات التي يكون ضحاياها أطفالا يكون المغتصب معروفًا للطفلة، وفي 45% من الحالات ينهي المغتصب العملية الجنسية في الدقائق العشر الأولى ويتبعها بالإيذاء النفسي والبدني للضحية، وقد يتطور الأمر إلى قتل الضحية.
أما في السعودية فقد أثارت محاكمة عشرة شباب في محكمة الرياض متهمين بالتحرش الجنسي في حي الملز ضجة واسعة، وقام هؤلاء الشباب بنشر أفعالهم في أجهزة الجوال والانترنت. كما أقدم سبعة شباب بالتمام والكمال بالتناوب فيما بينهم على اغتصاب فتاة القطيف في السعودية، وقبلها في الكويت أقدم 11 شاباً على اغتصاب امرأة متزوجة، وذكر مركز الأخبار- أمان نقلاً عن إحصائية رسمية من وزارة الداخلية الكويتية " ارتفاع في معدلات الجريمة بشكل عام خلال العام الواحد إلي أكثر من 22 ألف جريمة بمعدل 60جريمة في اليوم الواحد منها 435 جريمة هتك عرض سنوياً.وأما في الجزائر فقد ذكرت شبكة الأخبار العربية بتاريخ 4/3/2008 أن 17% من النساء في الجزائر يقعن ضحية
للعنف بمختلف أشكاله خاصة التحرشات الجنسية وفقاً لدراسة اجتماعية ميدانية أكدت على أن هذه النسبة تعتبر مرتفعة بالنظر إلى أرقام السنوات الماضية في دراسات مختصة بهذا الشأن. وذكر موقع شام برس في آخر إحصائية حديثة عن معدل جرائم الاغتصاب بسوريا " أن هناك حوالي 1300 جريمة اغتصاب سجلت في العام الماضي و كانت نسبة أعمار 95% من الضحايا أقل من 18 سنة". وفي دراسة لوزارة التنمية الاجتماعية في الأردن نشرت في 3/11/2004 فإن عدد الأطفال غير الشرعيين الموجودين في مؤسسة الرعاية التابعة للوزارة وصل إلى 394 مقسمين إلى ثلاث فئات يأتي في المقدمة منهم الأطفال المولودين نتيجة سفاح المحارم، هذا عدا الأطفال الذين وجدوا مقتولين في حاويات القمامة. وفي جمهورية إيرانية الإسلامية أوردت قناة الفضائية العربية (3تموز2008 ) خبراً تحت عنوان " حاميها حراميها" إن قائد شرطة طهران ضُبط متلبسا بحالة عُري مع بضعة فتيات في وكر للدعارة.
إن هؤلاء الذين يصورون العالم الإسلامي كما انه مُنزه من الخطايا والآثام ويلغون مواصفات التخلف عن الواقع المزري، أي هؤلاء الذين يتنكرون لسؤال التخلف ويؤجلون الأجوبة عليه مثلهم مثل القوم الذين يقفون بين الأشجار ويصرخون: أين الغابة؟! وحتى يخرج العالم الإسلامي من مأزقه يتطلب الأمر نشر وترسيخ ثقافة عقلانية بديلاً عن الثقافة المتشددة والتقليدية التي تهيل الأتربة فوق الحقائق والأرقام والتقارير وتستند إلى ماض وتراث تعتز به دون فحصه وغربلته، الثقافة البديلة هي ثقافة عقلانية تعتمد العلن والصراحة والشفافية وتضع النقاط فوق الحروف.



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعجاز العلمي ورمٌ في عقل المسلمين
- هل الاسلام دين ام دولة
- الانفجار السكاني في العالم الاسلامي
- خيبة المسلمين في رحلة العلم والايمان
- صورة الرسول كما في القرآن
- المثقف والسياسي
- صناعة الوهم في الاعجاز العلمي
- لماذا الاساءةُ للإسلام
- عن ماذا سكت ابو هريرة!!
- من له عينان فليقرأ: أبوال الإبل!!
- هل أتاك حديث الذبابة!!
- مظاهر الاستبداد في الحكم الاسلامي
- اهتزاز القيم الاخلاقية في العالم الاسلامي
- نريد السماح لنا باحضار جواري!!
- الرسوم المسيئة للرسول
- هكذا تكلم الشيخ علي عبد الرازق
- السلطة السياسية واحترام المثقف
- مدخل لقراءة معرفية في القرآن
- مأزق العالم الاسلامي
- بؤس نقد الوعي: مجلة الاداب نموذجا


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - المسلمون وسؤال التخلف