أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رعد الحافظ - الاعجاز في ضرب النساء













المزيد.....

الاعجاز في ضرب النساء


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 06:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في صغري تلقيت تربية دينية متشددة وصارمة منذ السادسة من عمري وأجبرني الوالد على الصوم والصلاة ليسبق الحديث الذي يقول مروهم على الصلاة في السابعة وإضربوهم عليها في العاشرة , ومع أنه كان أستاذا للغة العربية لكنه قد تخرج من كلية الشريعة ,
,وقد ضرب والدتي مرة لأنها سمحت بأفطاري قبل ربع ساعة من موعد أذان المغرب , فهي لم تعد تقوى على مشاهدة صغيرها يتضور جوعا وعطشا فقالت لي , ونحن جالسين مستعدين حول مائدة الافطار , وهي تراني كيف أحدق في الطعام , تستطيع يا بني أن تأكل قليلا من الشوربة أو تشرب اللبن فالله يحب الاطفال ويقبل منهم ما لا يقبله من الكبار , ولم تكد تنتهي من جملتها حتى كنت قد وضعت بعض الطعام في فمي وكان في الواقع قطعة بقلاوة , وربما لم أكن جائعا مثلما متشوقا لتلك القطعة ,
ولما جاء الوالد بعد تؤضه طويلا ,إستعدادا لصلاة المغرب , لم أفهم كيف عرف بالأمر ؟ كل الذي أتذكره هو صراخه الشديد في وجه والدتي بينما هي تقسم له بأنها ستصوم بدلي 3 أيام بعد رمضان و6 شوال , ولم ينفع قسمها فتلقت اللطمة الاولى ثم الثانية والثالثة قبل الافطار..
وعندما أصبحت في الرابعة عشر من عمري كان ذهابي الى المسجد قد أصبح ذاتيا دون أوامر الوالد أو تهديده, حتى أن صلاة الفجر كنت غالبا أصليها في المسجد , لان الحديث الذي كان يسيطر أيامها على دماغي هو ..(من صلى العشاء في جماعة كأنما صلى نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة كأنما صلى الليل كله ).وكان المسجد بعيدا نوعا ما وهناك كلاب كثيرة تنبح طيلة الوقت وأشعر نها ستفترسني مرة ما لو أخطأت حركة في مسيري ,
سألت والدتي مرة , لماذا الكلاب تكثر من نباحها حولي عند ذهابي الى المسجد ,أليست هي تحب الله مثل كل المخلوقات
وتسبح بحمده كما يقول الشيخ في المسجد ؟قالت لا تخف منها يا ولدي فهي لن تجرؤ على أن تعضك لأن الله يحرسك بنفسه
ومع ذلك كنت أتوجس خيفة من تلك الكلاب الكثيرة فجرا و أبرر لنفسي هذا الخوف المستحق مقابل حصولي على أجر من يقوم الليل كله !
كنت من كلام والدي عن أيام الملكية في العراق أحب العائلة المالكة وما زلت لحد الآن , حتى أن إبني الثالث أسميته فيصلا
لكني من جهة أخرى كنت أستغرب عند سماع الاية .(.إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها
أذلة وكذلك يفعلون ) ,سورة النمل آية 34 وحتى التفسيرات والكلام عن فرعون ونمرود وهامان وسليمان وغيرهم , لم تكن تقنعني , لكن ما باليد حيلة ..لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤوكم !
لا أدري لماذا قفزت تلك الذكريات القديمة اليوم الى ذهني وأنا أسمع أحد الشيوخ ( ولم تكن لحيته مشتتة بالصدفة ),وهو يتكلم عن إعجاز القرآن في آية ضرب المرأة .وهي من سورة النساء آية رقم 34 ونصها ..
((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)) النساء/34

.قال الشيخ مايلي نصا..
و لابد أن نعلم أن الضرب عقوبة شرعية..لا يملك إنسان أن ينكرها ,لأن الذي شرعها , هو الذي خلق هذا الأنسان !
ولانك يا عبدالله لو إشتريت جهاز أو سيارة تعطى دليل ..كاتلوك , يبين لك طريقة الاستخدام ,فالذي خلق الانسان هو الذي أنزل هذا الكتاب (الكاتلوك)..ليبين للانسان الخطى والطريق الذي ينبغي أن يسلكه...ويكمل الشيخ حديثه ..
ولن نستحي أمام جهلهم أن نقر أن هذا من شريعة الله..وأن نذكر الغافلين الجهلة من أبناء الامة الذين ساروا في ركاب القوم (أعتقد يقصد الكفار), أن القوم اليوم يعترفون بهذا الاعجاز في هذه الآية..نعم الاعجاز في هذه الاية..فأن من النساء أصناف ثلاث ..لايمكن أن تستقيم الحياة معها , إلا بالضرب..وإضربوهن..في هذه الاية إعجاز..إن ثلاث أصناف من النساء لايمكن أن يعيش معها رجل إلا والعصا في يده.. (آسف للتكرار ,أنا أنقل بأمانة )..
المرأة الاولى..فتاة تربت على الضرب , تمتنع من الذهاب الى المدرسة.. فيضربوها , كلي ..لا أريد ..فيضربوها..هكذا تربت على الضرب وإعتادت عليه !(لاحظوا رومانسيته في علاج حالة هذه الفتاة )
ويكمل الشيخ حديثه , هذا النوع لا ينفع معه إلا الضرب ونسأل الله أن يعين الرجل عليه وأن يكون ضرابا للنساء !
والمرأة الثانية متعالية مترفعة على زوجها لاتحسب له حساب ..هذه أيضا لا تقيم إلا بالعصا !
والمرأة الثالثة إمرأة فيها إنحراف ..لا تقتنع بقوة زوجها إلا إذا ضربها وإلا إذا إنتصر عليها عضليا أوهزمها بسوطه !

وملاحظاتي هي التالية ..أولا إعتبر الشيخ وجود الحالات الثلاثة من النساء هو إعتراف من الكفار بأعجاز القرآن (أنا لم أفهم العلاقة) وثانيا..إعتبر الشيخ النوع الاول من النساء الذي تعود على الضرب هو المسؤول عن ذلك وليس تعامل الآخرين كالعائلة والمدرسة وبذلك طلب معونة الله للرجل الذي سيبتلي بهذا النوع من النساء وتمنى له أن يكون شجاعا ضرابا للنساء (هل هناك بطولة وشجاعة أكثر من ذلك ).وثالثا ..إعتبر العلاج الوحيد للمرأة المترفعة عن زوجها هو الضرب (لماذا أتذكر قصة زينب بنت جحش التي ترفعت عن زوجها زيد أبن النبي بالتبني , فكان عقابها من نوع آخر)
ورابعا..عن النوع الثالث من النساء قال فيها إنحراف لاتقتنع بقوة زوجها إلا بضربها , وكأنه يقول بأن كل إمرأة يجب أن تقتنع بقوة زوجها العضلية , فماذا إن لم يكن الزوج قويا فعلا ؟؟هنا أكمل الشيخ أو هزمها بسوطه ,أي أنه حتى في حالة ضعف الرجل عضليا يجيز له إستخدام سوطه لأثبات قوته لزوجته ,هل ترون معي مقدار الشرف والشجاعة والشموخ والعظمة المتجلية في هذا الكلام ؟؟
هل سيبقى المخرصون يستكثرون علينا مطالبتنا بفصل الدين عن الدولة وترك الحرية للجميع فيما يعتقدون ؟
وهل ستبقى أصوات الدفاع عن حقوق المرأة والطفل والفتيات الصغيرات بزواجهم المبكر وختانهن والمساواة بين الجنسين كلها صرخات في واد , بينما ينظر هؤلاء الشيوخ كلما زادت كروشهم من السحت والحرام ؟ليتفضلوا علينا يوميا بشرح إكتشافهم لأعجازات جديدة ؟
لو سنحت لي فرصة سؤال ذلك الشيخ عن أمه من أي نوع هي من الثلاث ؟ ياترى هل كان ليجيبني بشجاعة ؟أم سيكذب ويقول أمي ليست منهم فلم يضربها أبي أبدا !



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسماء مستعارة للتعبير
- ونحن متى سنتغير ؟؟
- لماذا يتظاهرون في لندن ؟
- لماذا صفقوا للقذافي ؟؟؟
- لا أحد يجيب ..نعم
- ظل الله في الارض
- أنا....طالق
- الهجرة الى دار الكفر
- مزيدا من الفشل في الصومال
- الحب في زمن الارهاب
- سلم نفسك يا بشير !!
- بادري يا حواء ..آن زمانك
- الحذائيون الجدد
- حقوق كرستينا السويدية
- الكوتا النسائية
- يوم المرأة العالمي ..وضع المرأة العربية


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رعد الحافظ - الاعجاز في ضرب النساء