أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد كاظم جواد - أوراق من دفتر الطفولة














المزيد.....

أوراق من دفتر الطفولة


محمد كاظم جواد
شاعر

(M0hammad Kadom)


الحوار المتمدن-العدد: 2601 - 2009 / 3 / 30 - 08:22
المحور: الادب والفن
    



عندما أقلب أوراق طفولتي سوف أرى حشدا مزدحما من الصور أجد صعوبة بالغة في تمييزها ..لكنني عندما أبحر بمركب الطفولة فانني سأصطاد صورة من هنا وصورة من هناك …لأكتب نصا قريبا الى ميول الأطفال ،أنا لاأكتب للأطفال ..أقولها بصراحة مطلقة بل أحاول الاقتراب بخطوات حذرة من عالمهم المدهش هذا العالم الذي اشعر فيه بنقاوة تجعلني اتنفس هواءا صافيا .
في شريط طفولتي صور تستفزني لمخلوقات أحبها ..ومن شدة حبي لها كنت اتسلى أحيانا بقتلها ..تصوروا انني كنت مولعا باصطياد الخفافيش في وقت الغروب وكانت عملية اصطيادها بالنسبة لي متعة لاتضاهيها متعة،اذ انني امسك بيدي مضربا من سعف النخيل وأنتظر الخفافيش التي تأتي بطيران منخفض فاجد صعوبة كبيرة في اصابتها بسبب مهارتها في الطيران بمجساتها الحساسة وعندما انتهي من حصادي اليومي أعود الى البيت بهذه المخلوقات العجيبة وهي في حالة يرثى لها جراء الكدمات التي اصابتها فأقوم بتطبيبها ثم حبسها في صندوق صغير دون ان يعلم بها أحد وفي الصباح أقوم بتنفيذ حكم الاعدام بهذه المخلوقات البريئة ..واكون بذلك قد ارتكبت مجزرة كبيرة ادان عليها في الوقت الحاضر من قبل جمعية الرفق بالحيوان
في احدى الليالي سمعت أصواتا غريبة تصدر من غرفتي وبحذر شديد عرفت مصدر هذه الأصوات كانت تصدر من صندوق الخفافيش قمت باخراج الصندوق من غرفتي ومعي وشيعة من الخيوط وربطت جميع الخفافيش من اعناقها وعلقتها في الباب الخارجي لدارنا .
وفي الصباح صحوت على صوت يناديني كان صوت أخي الكبير وبعناد طفولي أنكرت فعلتي لكن الصفعة التي داهمتني جعلتني أصرخ وأقول(بعد والله ماأسويها) ومكافأة لهذا الطائر العجيب كتبت قصيدة (الطائر الخياط) وعلى مااعتقد لم يكتب احد من شعراء الاطفال قصيدة عنه وكذلك كتبت في باب ذكريات كتّاب الاطفال في مجلة(مجلتي) موضوعا عن طفولتي اسميته صيّاد الخفافيش .
المخلوق الثاني الذي كنت احبه هو الضفدع والذي ادخلته في الكثير من القصائد والقصص والسيناريوهات حتى ان الصديق الشاعر سعد جاسم كان يطلق على كسلي في الكتابة بالكسل الضفدعي .
القنفذ تعرض أيضا الى مشاكسات طفولتي فقد كنت اجبره بقسوة على اخراج رأسه بعد أن يكور نفسه ويغلق بلب جلده ليتحول الى كرة شوكية لايفتحه الا عندما يحس بزوال الخطر ولهذا احضر له صفيحة مملوءة بالماء وعندما اضعه فيها فانه سيخرج رأسه مرغما ليخلص نفسه من وطأة الاختناق .فأتأمل شكله الغريب الذي يشبه الفأر حينما تجرده من جلده وعلى هذا الاساس كتبت عنه اجمل حكاية شعرية (كيف صار القنفذ فأرا) هذه الحكاية التي وجدت صعوبة بالغة من اجل نشرها .في البدء وبالتحديد في بداية عام 1979 أرسلتها الى ملحق تموز في جريدة الجمهورية كان المسؤول النصوص الشعرية الشاعر الراحل رعد عبد القادر ومسؤول الملحق الشاعر الراحل منذر الجبوري عندما اطلع عليها رعد استحسنها ووعدني بنشرها في عدد قريب بعد ان يرسمها احد الرسامين مرت اسابيع دون ان ارى قصيدتي منشورة في صفحات الملحق وعندما استفسرت عنها همس الراحل رعد في أذني ان القصيدة رفضت من قبل منذر الجبوري بعد ان قرأها محتجا على قبولها بسبب وجود الافعى التي تمثل مصدر رعب للأطفال .
وذات يوم وبينما كنت أتصفح ملحق تموز وجدت قصيدتي وهي تحتل الصفحتين الداخليتين من الملحق مع رسوم جميلة للفنان مصدق الحبيب عرفت فيما بعد ان الشاعر رعد استلم مسؤولية الملحق آنذاك . عندما اقرأ القصائد التي كتبتها للأطفال اشعر بخيبة أمل فأتساءل هل فقدت القدرة على الكتابة لهم فأنت قد دخلت الى عالمهم هل حققت الحلم الذي كان يراودك لقد واجهت صعوبات كثيرة ليس في المقدرة على الكتابة وانما في صعوبة دخولك الى وسط لاتستطيع ان تحقق فيه ابسط حقوقك في نشر ماتكتبه كم من الشعراء غادروا ميدان الكتابة للطفل دون ان يحل محلهم شعراء جدد…انهم يمرون بمرحلة الانقراض رغم تضحيتهم واختيارهم ميدانا صعبا .



#محمد_كاظم_جواد (هاشتاغ)       M0hammad_Kadom#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلامات(قصة للأطفال)
- تضاريس الجسد
- rقصيدتان للأطفال
- قصائد.....للأطفال أيضا
- ثلاث حكايات شعريه(للأطفال)
- مركب الطفولة
- خمس قصائد (للأطفال)
- أصوات (قصيدة للأطفال)
- ثلاث قصائد للأطفال
- أربع قصائد
- قصائد للأطفال
- بلادي
- رؤيا
- القط و أفراخ الدجاج
- قصائد
- قطار من خشب
- الرحلة المثيرة
- عباس مزهر السلامي مسحة الحزن ونبرة البوح
- ألإرث
- أشواك الوردة الزرقاء


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد كاظم جواد - أوراق من دفتر الطفولة