أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان محسن جاسم - دور المثقف البديل














المزيد.....

دور المثقف البديل


ايمان محسن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 01:16
المحور: الادب والفن
    


منذ مدة ليست بالطويلة كان سؤال يطرح نفسه على اكثر من صعيد هو عن جدوى الافكار التي اثبت اصحابها انهم عاجزون عن انزالها الى الشارع وتحويلها الى ايديولوجيا يتثقف عليها الناس في اشارة قوية الى دور المثقف في ايصال رسالته الى جميع شرائح المجتمع . الا انه مع توالي المتغيرات وتزايد دينامية الحراك الاجتماعي صار التساؤل لا عن افكار المثقف وسبل ايصالها بل عن المثقف نفسه هذا الاخير الذي لم يعد المجتمع يسمع له همساً فالقلة القليلة التي ماتزال تتوهج لايتجاوز ضوؤها اقبية مكتبااتها وجدرانها ، هذه الاخيرة التي تبدو عاجزة موضوعياً عن القيام بوظيفتها المتمثلة في انتاج معرفة تستجيب لحجم التحولات التي يعيشها العراق ،نظراً لضعف البنيات الاكاديمية القادرة على خلق تراكم معرفي اولا وعجز اطرها ومسيرتها على مواكبة مايفرضه مجتمع المعرفة وتحولات عالم العولمة في خضم هذه التغيرات التي تستوجب حضور المثقف في الواجهة كما كان الحال في فرنسا مثلاً التي كان فيها جون بول سارتر خلال انتفاضات الشباب يخطب في الطلاب في ساحة السوربون ، وميشال فوكو يوزع المنشورات عند مدخل مصانع سيتروين وبورديو الذي كان حتى قبل وفاته بقليل حاضراً بقوة تنظيراً وممارسة (قولا وفعلاً) الى جانب المجتمع مقدمين بذلك صورة عن النموذج المثالي للمثقف او مايسميه غرامشي بالمثقف العضوي .
هذه النخبة تخلت عن دورها ووظيفتها في المساهمة في تغيير البناء المجتمعي لسبب من اثنين : اما خشية طرح الافكار الصحيحة او التخندق مع الجانب الاخر . مما ترك الساحة فارغة لظهور ما اصطلح عليه بالمثقف البديل . هذا الدور - دور المثقف البديل - الذي صارت تطلع به الصحافة التي تحولت الى بديل عن الاكاديمي والمثقف ، حيث تجاوزت مهمتها التأريخ اليومي الى تكييف التمثلات العامة وصياغة المفاهيم المؤطرة للواقع وانتاج قراءات وتحليلات ونقذ للوضع العام قد لايكون المثقف عينه قادراًعلى القيام بها وقد لانبالغ ان قلنا ان بعض الاراء والمواقف التي صار يطرحها هذا المثقف البديل لم يحلم بها كتاب العراق يوما بالغوص فيها.
ان السؤال الحقيقي الذي نرى ان المقام يفرض طرحه وبالحاح هو مدى قدرة هذا المثقف البديل عن الاضطلاع بادوار المثقف العضوي بصيغة اخرى هل سينجح هذا المثقف في ملء الفراغ وتحريك الجماهير ؟ يبدو ان ادعاء الاجابة عن السؤال امر مبالغ فيه بيد ان مقاربته من نواحٍ عدة تكشف عن الجوانب من الجواب ولعل اولها سيكون حول مانطلق عليه امكانية تجاوز النقد الى البديل فالمثقف العضوي كان دائماً صاحب بديل اذ لاينتقد وضعاً حتى يكون ذا تصميم وخطة لبديل عنه الامر الذي يفتقد اليه هذا المثقف الجديد الذي استطاع فعلاً تجاوز التأريخ اليومي كما سبقت الاشارة الى ذلك الى بلورة تصورات ورؤى نقدية وتفكيكية مهمة غير انه ظل رهيناً لها دون الوصول الى اعطاء بدائل وحلول . هذا الامر طبيعي في نظر البعض اذ لايمكن ان نطلب منه اكثر من ذلك ان الواقع والدور الذي يضطلع به صارداخل ازمة بتقديم بدائل بهدف التقييم والمحاسبة.



#ايمان_محسن_جاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي نحافظ على أموالنا
- عمرو موسى ومهام الجامعة العربية
- الدولة عند ((توماس هوبز))
- الديمقراطية وسلطة الشعب
- عولمة الثقافة
- صورة المرأة العربية لدى الغرب
- مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها
- المؤامرة في العقلية العربية


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان محسن جاسم - دور المثقف البديل