أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ايمان محسن جاسم - صورة المرأة العربية لدى الغرب














المزيد.....

صورة المرأة العربية لدى الغرب


ايمان محسن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2562 - 2009 / 2 / 19 - 08:27
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


فالنتينا كولمبو مستعربة إيطالية وهي أستاذة الحضارة الإسلامية بجامعة بولونيا، في كلية العلوم السياسية، تراوح بين تدريس المبادئ الأساسية للحضارة العربية الإسلامية لطلابها من ذوي التوجه نحو الحقل الدبلوماسي والأدب العربي قديمه وحديثه إذ ترجمت للجاحظ ونجيب محفوظ ونزار قباني وغيرهم وقد صدرت لها مؤخرا عن دار موندادوري الإيطاليّة «انطولوجيا الشاعرة العربية المعاصرة» التي اختير لها عنوان « لم أرتكب ما يكفي من الأخطاء». وقد سوّغ الناشر مغامرة نشر هذا الكتاب بقوله:»تعتبر الغنائيّة النّمط الأدبيّ المميّز للعالم العربيّ الناطق بلغة خصبة بمقوّماتها الألسنّية، بتلاوينها وبموسيقاها. منذ عصر ما قبل الإسلام، والشعر العربي جنس قائم الخصوصيّة بقواعده وإيقاعاته وأوزانه المشفّرة والثّابتة، لكن مع بداية أربعينات القرن الماضي، عصفت به ثورة حقيقيّة رائدتها امرأة هي نازك الملائكة التي بادرت بكسر التّابو السّائد، بحثا عن الحريّة ورغبة في تجاوز الحواجز والتّقاليد قطعا مع الماضي وهو القاسم المشترك الذي يجمع هذه الأصوات الشّعريّة المنتخبة. هو ضرب من التحدّي تعيشه شاعراتنا النّساء على الورق وفي الواقع اليوميّ، في أشعارهنّ، تتجلّى تيمات الأحداث اليوميّة كالحرب أو الخلود، كالهموم الوجوديّة والإحساس والحبّ الذي يسمو بالجسد. من المغرب إلى العراق، من سوريا إلى اليمن، إلخ، شاعرات اختارتهنّ فالنتينا كولومبو وترجمت لهنّ لينشدن معا نشيد الرغبة والحياة.»
ويورد الناشر أسفل هذه الفقرة مقولة لشاعرة بحرينية تقول « كلّ جسد كون، كلّ قصيدة أنثى» وكان يمكنه أن يضيف لتكتمل المقولة «كلّ امرأة لغة». لكن يبدو أنّ النّاشر سوّغ غلاف الأنطولوجيا سيميائيا، على نحو مثير للجدل.
جزء كبير من انشغالي بمتابعة هذا الكتاب هو غلافه الغريب، فقد تصدرت الكتاب لوحة يفترض أنها تشير إلى المضمون في الداخل وهو عن الشاعرات العربيات، ولكن الصورة كانت لامرأة غير امرأة الهنا والآن، لتظهر الصورة في مجملها كأنها وجه امرأة من زمن مضى. أضف إلى ذلك، ما ظهر على الكفين من نقوش للحناء المنقرضة. وأمعن الغلاف أكثر في جعل هذه الصورة أكثر نمطية عن المرأة العربية حين وضع عنوان الكتاب ضمن مربع غطى به أجزاء أخرى من الوجه فلم يتبق إلا وميض العينين.
جاء هذه الغلاف لكتاب يتحدث عن شاعرات لا ارتباط منطقيا بينهن وبين هذه الصورة.
وهذا يعطي مؤشرا على أن الصورة النمطية للمرأة العربية منذ زمن العثمانيين ما زالت هي السائدة في الغرب الذي يبدو أنه ما زال يستمرئ هذه الصورة ويتلقفها على حساب الصورة الأخرى، الأكثر إشراقا.
ولكن مع ذلك حافظ الكتاب على قيمته التي لم تمس قيد أنملة، ويكفي أنه عكس اهتماما غربيا بمبدعاتنا اللواتي لم يحظين بهذا الاهتمام حتى على الصعيد العربي، وهذه ليس هي المرة الأولى التي تهتم بها المستشرقات الغربيات بأديباتنا العربيات وحبذا لو ينأى المترجم، إذ يترجم، عن تلك الصورة القديمة التي حفّت، إن بشكل أو بآخر، بامرأتنا العربية، حتى تكون مرآته عاكسة فعلا لواقع امرأة ناطقة براهنيتها وبحداثة شكلها ومضمونها.



#ايمان_محسن_جاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها
- المؤامرة في العقلية العربية


المزيد.....




- يوم -الجمعة 13-.. أضاعت ماسة خاتم خطوبتها في المطار ووجدتها ...
- بوتين يقول -أعتقد أن أوكرانيا كلها ملكنا- وكييف تتهمه بـ-ازد ...
- تفاصيل الاتفاق السوري التركي بشأن شمال حلب
- شاهد.. استقبال حاشد للنيجيري صادق بعد عودته إلى بلاده لقضاء ...
- 26 شهيدا بنيران الاحتلال في غزة والمعاناة الإنسانية تتفاقم
- الأمن السوري يعتقل وسيم الأسد في كمين
- سقطت الصخور فوق رؤوس المتنزهين.. فيديو يظهر لحظة انهيار جبلي ...
- انطلاق أسبوع الموضة الرجالي في ميلانو.. وهذه أبرز التوقعات
- تحليل جملة قالها ترامب عن سد النهضة وتأثيره على نهر النيل يش ...
- الأسد والشمس في واجهة حملة إسرائيل الرقمية ضد إيران


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ايمان محسن جاسم - صورة المرأة العربية لدى الغرب