أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - ياحبيبي... كل شيءٍ بقضاء














المزيد.....

ياحبيبي... كل شيءٍ بقضاء


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقال الكاتب السوري حبيب صالح قرابة ست سنوات بالمفرق والقطاعي تحت مظلة حالة الطوارئ التي تعيشها البلاد، كان يثير دوماً استياءً واعتراضاً عند كثير من المعارضين والناشطين في قضايا حقوق الإنسان باعتبار أن ماقاله أو كتبه حبيب يندرج تحت إطار حرية التعبير والرأي، الأمر الذي كفله الدستور السوري في النصوص، وأكدت عليه المواثيق والاتفاقيات الدولية والتي كانت سورية طرفا فيها.
كتب وطالب حبيب صالح بدولة المؤسسات التي لايتصنم فيها رمز، ولا يستنسخ فيها فرعون، ولا يعبد فيها أمين عام. فعندما طالب الناس بالتعددية وإلغاء حالة الطوارئ وتطبيق الدستور، قال لهم: فروع المخابرات أيها السادة هي أرقى صيغ التعددية، إنها الأجهزة فتشوا عنها، اكتشفوها في طعامكم وفراشكم وصلواتكم، استمعوا إلى تردداتها على اقنية التلفاز وموجات الأثير، إقرؤوا افتتاحياتها في صفحات الجرائد القومية على تعدديتها واقتبسوا إلهاماتها في معلقات الجبهة الوطنية رهان الحاكمين على التعددية السياسية وإعادة البناء الداخلي واستقطاب الجماهير.
إن من أعلنوا حالة الطوارئ انتهت بهم إلى " تحرير " الوثائق والمعاهدات والدساتير التي حولت الوطن إلى ملكية عقارية يرثونها هم وأبناؤهم من بعدهم؟ وحولت الجولان إلى مقر ومستقر للمستوطنين، ينتجون ويصدرون منه تفاحاً وعنباً وخمراً.
لماذا نطرح دساتير ولانطبقها بل نقوم بتعديلها متى شاءت المخابرات، أليست هذه هي سيرة قريش عندما كانت تصنع الآلهة من تمور الجزيرة العربية في الصيف، لتعود وتأكلها في الشتاء. إذا كان الدستور ينص على براءة المتهمين حتى يدانوا !فلماذا يدان المتهمون أولاً ثم يحاكمون...!! حاكَموا فقراء الوطن بتهمة العداء للإشتراكية واحباط مشاعر الأمة، وهم اليوم يفعلون أي شيء لدخول اقتصاد السوق ليستثمروا ما جناه العمر من عرق الجبين ومكرمات الإشتراكية.
وعندما تحدث الناس عن التعتير والمرمرطة والبهدلة التي يعيشها المواطن المسحوق والمطحون تساءل: هل ينعم السوريون في دمشق وحلب وطرطوس بالسلام والإطمئنان ورغد العيش، مثلما ينعم المستوطنون في الجولان؟. أنا أحسد المستوطنين لا لإنني أقبل أن يقع جزء من بلادي تحت الإحتلال بل لإن المستوطنين في الجولان كانوا وظلوا هم الفصيل الذي يعيش على أرض سورية دون أن تحكمهم قوانين الطوارئ ودون أن يطالهم قانون المطبوعات أو يصل إليهم زوار الفجر. أنا شخصياً أحسد المستوطنين لإنهم حولوا الجولان إلى جنة عدن تجري من فوقها وتحتها ومن بينها الأنهار، بينما ظل الجانب الآخر من الجولان "المحرر من قبل الرفيق كيسينجر" منطقة قاحلة من الوطن لا يسمح بنشوء الحياة فوقها سواء أكانت حياة سياسية أو حياة تفاعل وتواصل ثقافية اقتصادية اجتماعية.
اعتقال الكاتب والناشط والمعارض حبيب صالح للمرة الأولى والثانية والثالثة والرابعة من عام 1982 وحتى 2001 أمضى فيها قرابة ستٍ من السنين سجناً ومعاناةً وقهراً بالمفرق والقطاعي ودون سبب يذكر، يكون فيه تهمة وعرض على القضاء، بمعنى أن اعتقاله كان يتم بالأمل وعلى الأمل بالسير في ركب الناس إياهم ولعله يفهم وينعدل بعدلهم. أما في الاعتقال الخامس لهذا الناشط والكاتب المعترس والمتمترس خلف الدستور والحريات والقضاء أحالوه إلى القضاء ملاحظةً لاحتجاج المنظمات الحقوقية وإعمالاً للقضاء باعتبار كل شيء بقضاء، وإمضاءً لكلام أن ليس عندنا معتقلي رأي بل عصاة ومتمردون على القانون، وعدتهم في ذلك جاهزة ومجهزة من أجهزة أمن تعتقل، ومدعي عام يتهم، وقاضي يحكم وإعلام يؤكد سلامة الإجراءات، ومثقفون وقادة أحزاب وثوريون إسلاميون وعلمانيون وليبراليون ومشايخ يباركون مايجري دعماً للمقاومة والممانعة ولمنازلة أعداء الله والأمة، فسجنوه ثلاثة سنين.
وللمرة السادسة أعيد اعتقاله في أيار/مايو 2008 بعد ثمانية أشهر من إطلاق سراحه الخامس ومنذ أسبوع صدر الحكم عليه من المحكمة الجنائية السورية ( وليس الدولية) بالسجن ثلاث سنوات بتهم نشر أنباء كاذبة تضعف الشعور القومي وتوهن نفسية الأمة، وتوقظ النعرات العنصرية والمذهبية وذلك في زمن الحرب علماً أن المحكمة برأته من تهم الذم والإساءة لرئيس الجمهورية و تسليح المواطنين أو حملهم على التسلح التي وجهها إليه أوكامبو التي لايعرف أحد من أين جاء بهذه التهم.
حكمة المحاكمة الأخيرة مفادها أن ماقاله حبيب صالح لاتثريب عليه في غير زمن الحرب، أما وقد قال ماقال، والبلاد في زمن حرب بدأت مع إعلان حالة الطوارئ ومازالت قائمة، فإنه مؤاخذ بهمساته وسكناته وشخيره وتتفسه.
محاكمة كاتبنا وناشطنا وغيره من المعارضين أكدت أن الحرب السورية التي بدأ زمنها منذ خمسة واربعين عاماً هي من أطول الحروب في التاريخ التي عرفنا مبتداها ولا نعرف منتهاها، وشعارها كل شيء بقضاء، كما تؤكد أن أمثال هذه المحاكم والأحكام لهي من أكبر أشكال الاستدعاء وفتح الأبواب لدخول وتدخل المتآمرين والحاقدين والطامعين في شؤوننا والعياذ بالله بعد أن تعمل عملها في توهين البلد وتحطيم نفسية الناس وإضعافها. نفسية الأمة تنهار بالظلم والقهر والقمع والفساد والاستبداد، وتقوى بالحريات والعدالة والديمقراطية وبالأحباب الصالحين.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة الجنائية السورية والدولية
- حكاية من زمن الحرب السورية
- هلوسات نرفعها إلى مقام من يهمه الأمر
- مساعدات إعمار غزة والاختلاف عليها
- حدَثَ في أسبوع ماقبل لهيب غزة
- الصحافي الحافي والقتيل المحامي
- الطريقة الدانماركية لتحسين الدخل
- ابن معتوق ضحية قاتلٍ بالقانون معتوق
- عزف منفرد على الطبل
- لماذا كبير الموظفين وليس الرئيس..!!
- - كيلو ميشيل - خيرٌ وأبقى من قنطار...
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 1 / 2 )
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 2 / 2 )
- الغارة الأمريكية والموقف السوري: ثعالب لاتهرول عبثاً
- كَفْرُ قَاسِم..! مجزرة تذكّرنا بمجازرنا
- آآه ياغوّار ... في وضح النهار يضيّعون الحق الهدّار
- في بلاد غوّار لايضيع الحق الهدّار
- ماذا عن السيارة المتفجرة أمام فرع فلسطين الأمني في دمشق
- تساؤلات في عملٍ مرفوض ومدان
- جنازة في مسلسل باب الحارة


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - ياحبيبي... كل شيءٍ بقضاء