أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - مساعدات إعمار غزة والاختلاف عليها














المزيد.....

مساعدات إعمار غزة والاختلاف عليها


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن يتوقف الجدل بين الناس عما كان من الحرب الإسرائيلية على غزة واجتياحها في تحليل ماكان من جرائم حرب مروعة وضحايا تقشعر لها الأبدان وترتجف القلوب، وتقرف منها النفوس. ولايعنينا هنا من كان وراءها بدءاً وتوقفاً أو تشجيعاً وتثبيطاً، أو من عمِل فيها ولها قراراً أو مبادرةً أو قمة تشاورية أو اقتصادية أو دولية سواء كان هذا بجهود عربيةٍ الممانع منها والمعتدل أو بجهودٍ إسلامية، تركيةً كانت أم إيرانية.
مايعنينا هنا أنها توقفت وتوقف القتل للأطفال والنساء والناس ممن طحنهم الاجتياح آلافاً بين قتيل وجريح، وآلافاً غيرهم من الإعاقات والتشوهات الجسدية والنفسية. ومايعنينا أيضاً وقد سكتت القذائف والصواريخ مبادرات الجهات الخيّرة وفي المقدمة دول الخليج العربية كعادتها في إعادة إعمار ماتدمره مثل هذه الحروب، وهي فيما تستطيع وتفعل مأكولة مذمومة بمساعي الكارهين والحاقدين والحاسدين والعياذ بالله.
مبادرة السعودية المليارية في مساعدتها الضخمة ومعها الكويت بنصف مليار ومعها قطر بربع مليار دولار فضلاً عن تبرعات أخرى من كافة أنحاء العالم عمل طيب، وفعل يشكر عليه كل من ساعد ودفع وأعطى وجمع، لأنه في النهاية عمل خيّر يساعد الضحايا والمصابين من الأهل والعشيرة بإعادة بناء مادمرته آلات الحرب وفعل إنساني نبيل فضلاً عن أنه واجب أخوي تجاه ناسنا وأهلنا.
ولكن ماإن أُعلن عن مبادرات العون والمساعدة حتى تجدد جدل المجادلين واختلاف المختلفين وظهرت التجاذبات والمناكفات الشديدة على هذه الأموال والمساعدات مما يسيل له اللعاب. فبعد حرب تموز/ يوليو 2006 على لبنان ظهرت نغمة المال النظيف الحلال والمال الوسخ الحرام تبعاً لمصدره والجهة التي تقدمه. أما عقب حرب غزة فتغيرت النغمة لتكون الشرعية والمقاومة وجماعة السلطة أو المقاومة والانقلاب لاختيار الجهة التي يجب تقديم المساعدات لها.
السلطة الفلسطينية تزعم أن حكومتها أعدت خطة طوارئ على المدى القصير والبعيد من أجل إعادة إعمار غزة، فتطلب أن تكون المساعدات عن طريقها، وتصر على أن تتولى بنفسها مهمة إعادة إعمار القطاع حتى لايفوتها شرف الإعمار وقد فاتها شرف الجهاد ولن تسمح لأي جهة أخرى فعل ذلك لأن فيه استبعاداً للسلطة الشرعية وتكريساً للانقسام الفلسطيني المشهود.
ممثل حركة حماس من دمشق لفت نظر المتبرعين والمساعدين إلى ألا يدفعوا أموالهم للفاسدين وطالبهم بالتدقيق في اليد التي توضع فيه، ليضعهم في النهاية أمام خيار إعطائها لحكومة حماس ممثلة بالسيد هنية أو أن يتولى المانحون برامج الإعمار بأنفسهم وبأي طريقةٍ يريدونها. أما ممثلها من بيروت فإنه يرى في إعادة الإعمار عن طريق سلطة رام الله هو عودة لها على ظهر خلاطة اسمنت أو أطنان من حديد الإعمار وهي التي فشلت في العودة إلى غزة عبر الدبابة الإسرائلية.
ومابين السلطة وحماس، ومعهم من معهم من هنا وهنالك من المصطفّين خلفهم يستمر تبادل الاتهامات بالسرقة حتى للمساعدات القادمة للقطاع والسيطرة على السيارات الشاحنة وبيعها في السوق، ويتمسك كل فريق بحقه في الإشراف المباشر على إعادة الإعمار تأكيداً على شرعيةٍ يكدّ ويشقى لإثباتها، وضحاياه في العادة هم عموم الناس الغلابة المقهورين ليعترف بها الآخرون. فإذا كانت السلطة بفريقها بعيدةً عن نيران غزة، وإذا كانت حماس حسب تصريحاتها فقدت في هذه الحرب قرابة خمسين من عناصرها، فإن هذا يؤكد أن الخسارات الكبيرة والمصائب العظيمة والبلاوي الفادحة من الضحايا والجرحى والمصابين كانت في عموم الأهالي الغلابة المزروعين في أرضهم أشجار نخيلٍ شامخةٍ أصولها ثابتة في غزّة صموداً، وفروعها ممتدة في السماء عزةً وإباءً، وإذا كان كل طرف يتهم الآخر بل ويخوّنه ويشكك فيه ويرغي ويزبد، فهل من المناسب لمن يساعد ويدعم ويتبرع ويقدم يد العون أن يكون مع هذا أو ذاك ويناله منهما مايناله من أذية الأهل والعشيرة في صراعات بينية يعمل لها من يعمل ويسعّرها حقاً أو باطلاً لحساب هذا أو ذاك، ولايرى لها آفاق حلٍ، ولايستفيد منها إلا العدو.
قد يرى البعض في الصندوق الدولي أو في مؤسسات الأمم المتحدة نفسها عبر لجانٍ دولية مقترحة بعض حل، وقد تزعم السلطة أن الحل عندها، وقد ترى حماس أنها الأحق ولاسيما أن هناك اقتراحات مقدمة لها لإعادة إعمار القطاع بطريقة ما يكون قادراً على المقاومة والصمود في المستقبل أكثر وأكثر، وخططاً مليئة بالملاجئ والمستشفيات والمصانع القادرة على تطوير صناعة الصواريخ والذي منه. الرؤى كثيرة ومختلفِة ومختَلف عليها أيضاً. لذا كان اقتراحنا الذي يجد أنصاراً كثيرين من غير المختلفين والمتخاصمين.
لماذا لاتوزع كل جهة أو دولة مساعداتها النقدية والعينية على المتضررين مباشرة يداً بيد ( كاش بالريال السعودي أو القطري أو بالدينار الكويتي أو بالدرهم الأماراتي)، وبعدها يعمّرون أو لايعمرون فهذا شأنهم، يعيدون بناء ماتهدم أولايعيدون فهو أمرهم، يتاجرون بها أو يعملون عملاً فهذا خيارهم. المهم أنهم أخذوا حقهم من التعويض ودون جميلة أو منٍّ من أحد المختلفين والمتخاصمين من السلطة أو حماس، ويادار مادخلك شر.
نفترض أن هذا الحل معقول ومقبول ولايغضب أحداً طالما كان الهدف عون المصابين ودعم المتضررين من أهلنا، ونعتقد أن له أنصاراً كثر من أهل غزّة أنفسهم، لأن المساعدة سوف تصلهم مباشرة ودون المرور على أحد ممن يتهمون أو يشككون أو يخاصمون أو يتخاصمون، وإن كان رضاء الناس غاية لاتدرك.









#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدَثَ في أسبوع ماقبل لهيب غزة
- الصحافي الحافي والقتيل المحامي
- الطريقة الدانماركية لتحسين الدخل
- ابن معتوق ضحية قاتلٍ بالقانون معتوق
- عزف منفرد على الطبل
- لماذا كبير الموظفين وليس الرئيس..!!
- - كيلو ميشيل - خيرٌ وأبقى من قنطار...
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 1 / 2 )
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 2 / 2 )
- الغارة الأمريكية والموقف السوري: ثعالب لاتهرول عبثاً
- كَفْرُ قَاسِم..! مجزرة تذكّرنا بمجازرنا
- آآه ياغوّار ... في وضح النهار يضيّعون الحق الهدّار
- في بلاد غوّار لايضيع الحق الهدّار
- ماذا عن السيارة المتفجرة أمام فرع فلسطين الأمني في دمشق
- تساؤلات في عملٍ مرفوض ومدان
- جنازة في مسلسل باب الحارة
- خبر سوري من مصدره الإعلام السوري
- حبيب صالح والمدعي العام السوري والارجنتيني
- تظاهرة اللبنانين وجواب المعلم المهضوم
- أسرى العرب في سجون العرب


المزيد.....




- حركة من ماكرون مع رئيسة وزراء إيطاليا تلتقطها الكاميرا ورد ف ...
- -حماقة-.. أسلوب رد إيران على تهديد ترامب بـ-قتل- خامنئي يشعل ...
- روسيا.. اكتشاف فريد من نوعه لآثار أسنان ثدييات قديمة على عظا ...
- القهوة والسكر.. كيف تؤثر إضافاتك على فوائد مشروبك المفضل؟
- تأثير كبت البكاء على صحة الرجال
- نتنياهو حصل على موافقة ترامب الضمنية قبل الهجوم على إيران
- علماء: انبعاثات البلازما من أقوى توهجين شمسيين في يونيو لن ت ...
- مقتل شخص وإصابة 17 آخرين في هجوم روسي على مدينة أوديسا جنوب ...
- وزير مصري سابق يكشف عن خطوات استباقية اتخذتها مصر لتفادي تدا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم مواقع عسكرية -حساسة- تابعة للحرس الثو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - مساعدات إعمار غزة والاختلاف عليها