أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - عزف منفرد على الطبل














المزيد.....

عزف منفرد على الطبل


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2484 - 2008 / 12 / 3 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائماً يؤكد المستبدون والفاسدون في بلاد القمع والفساد محبتهم ورغبتهم بل عشقهم لتطبيق القانون. ولهم في ذلك مقولات وشعارات يعلقونها في مكاتبهم ودوائرهم من مثل الكل تحت القانون أو لا أحد فوق القانون، ولكن ألطفها معنىً، الكل فينا بدو يمشي عالقانون. ومؤداها جميعها ضياع الحق والقانون.
كان رجلاً ضخم الجسم آتاه الله بسطةً في الطول والعرض والغلظة، وقع في هوى الآلات الموسيقية فاختار الطبل لممارسة عشقه وهوايته الفنية. وفي كل مرة كان يُسأل فيها عن هوايةٍ في الموسيقى يتقنها، يجيب وبكل ثقة: العزف على الطبل. فهو رغم جفائه وخشونته وغلاظته يبدو لأمرٍ ما أكثر انسجاماً مع كلمة العزف على خلاف ماألفه الناس من كلمة الضرب أو القرع في استخدام الطبل، ومنه قولهم ضرب الطبول أو قرعها إيذاناً ببدء الحرب، وحتى لاندخل مناطق محظورة أو يُظن بنا السوء فإن المراد إيذاناً ببدء الدبك والهبج والرقص على دلعونا.
إقناع المطبلجي أن يستخدم كلمة الضرب على الطبل بدل العزف أخذ وقتاً طويلاً من التدريب والتعليم لاستعمال الكلمة، وهو مقاوم وممانع، يعاكس ويعاند باعتبار أن الضرب ده كان أيام زمان أيام الحروب والفتوحات في الشرق والغرب، واستعمال العزف أكثر انسجاماً مع أحوالنا وحيطاننا الواطية للقاصي والداني في ثقافتنا المعاصرة.
وبعد الذي والتي، أصبح يقول بالضرب بدل العزف. ولكن الجديد في صاحب صاحب الطبل الطبّال الذي عاش معاناة إقناع صاحبه العازف على الطبل ليتحول إلى ضارب عليه، عندما سئل هو نفسه عن هوايته وهو عازف على القانون قال بالضرب بدل العزف. ومن ثمّ جدّت مشكلة جديدة، فما أن انصلح لسان الطبّال حتى اعوج لسان صاحب القانون. وبدأت رحلة جديدة لإقناع صاحب القانون بالعزف بدلاً عن الضرب، وهو مصرٌ على التعبير عن هوايته التي يعشقها أنها الضرب على القانون لكثرة ماسمع عن الضرب على الطبل.
سمع الكلام والجدال رجل قانون ( مقطّع وموصّل)، فحبّكها وعقدها على طريقة المحامين في الضبط والربط واستحضار كل الحسن من الشكوك في وقت نريد حلها، فقال: ياجماعة ..!! هاي قضية فيها أكثر من قول وقول. فالموضوع مختلف فيه منذ زمن بعيد، فيمكن أن يقال العزف على القانون أو الضرب عليه أو اللف والدوران حوله، أو المشي تحته أو التمشي فوقه أو التلطي بجانبه أوالاستناد عليه، أو السير حسبه ووفقه. سمع الكلام محام آخر (أمّا إيه..!! مفتري بجد) فقال مضيفاً: هنالك من يعتقدون أن القانون حمار فهم يشبّحون وينهبون، وعليه يركبون، مدلدلين أرجلهم ولايسألون بأحد رغم أنهم على حمار والعياذ بالله يعتمدون، وبالضرب يعتقدون. كبرت المسألة وتعقدت حتى وصلت إلى محامٍ (منه لله) مدعٍ عام ومفترٍ لاأظلم ولاأطغى، فأفاد بأن المسألة محلولة وحلها ليس عنده وإنما عند أعدائه الظالمين والمفترين.
ياجماعة. هم يعبّرون عن العزف على القانون باللعب عليه، ويقولونها بوضوح ودونما حياء أو خجل أو وجل. فالانجليز يستخدمون كلمة (PLAY) ومعناها يلعب تعبيراً عن العزف. وهكذا نخرج من إشكالية العزف أو الضرب ونبقى في اللعب. ( أمّال إيه) قالها مسروراً وقد وجدها، وصحيح أن هنالك أكثر من لعب، وإنما تبقى حلاً لمشكلة تريد حلاً.
انجليزي خبيث أبلغ من المفتري الذي عندنا سمع الكلام ولم يرق له فقال: هو اللعب أصله من عندكم. وأنتم من وصف عزف الزمّار على مزماره باللعب وأنتم أجريتم المثل: الزمّار بموت وأصابعه بتلعب، فالطبل طبلكم والزمْر زمركم، والقانون قانونكم واللعب لعبكم، والله أكبر عليكم. فالأمر سواء كان عزفاً أو ضرباً أو لعباً فهو اختصاصكم وأنتم أساتذته وأرطبوناته. بدكم نحكي عالمكشوف، ونفرد الملاية واللي مايشتريش يتفرّج ويشوف، ونطلّع الفضايح ونفتح الملفوف.!!؟
قلت: اللي اخشتوا عندنا ماتوا، والكل (بضرب والكل بلعب) منهم لله ياشيخ، حسبنا الله عليهم، ولكن دعنا مع عزف منفرد على القانون..!!





#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا كبير الموظفين وليس الرئيس..!!
- - كيلو ميشيل - خيرٌ وأبقى من قنطار...
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 1 / 2 )
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 2 / 2 )
- الغارة الأمريكية والموقف السوري: ثعالب لاتهرول عبثاً
- كَفْرُ قَاسِم..! مجزرة تذكّرنا بمجازرنا
- آآه ياغوّار ... في وضح النهار يضيّعون الحق الهدّار
- في بلاد غوّار لايضيع الحق الهدّار
- ماذا عن السيارة المتفجرة أمام فرع فلسطين الأمني في دمشق
- تساؤلات في عملٍ مرفوض ومدان
- جنازة في مسلسل باب الحارة
- خبر سوري من مصدره الإعلام السوري
- حبيب صالح والمدعي العام السوري والارجنتيني
- تظاهرة اللبنانين وجواب المعلم المهضوم
- أسرى العرب في سجون العرب
- خمسة – أربعة = ألف ومئتان
- دعوة لإنقاذ اسم سيدتنا البتول
- سائق وجرافة وطريق حل
- اتفاق الدوحة وما بعده والنظرة المؤامراتية
- اعتصام في مخيم الهول السوري


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - عزف منفرد على الطبل