أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بدرالدين حسن قربي - تظاهرة اللبنانين وجواب المعلم المهضوم















المزيد.....

تظاهرة اللبنانين وجواب المعلم المهضوم


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2364 - 2008 / 8 / 5 - 10:15
المحور: حقوق الانسان
    


في كل مرة يتواصل فيها الخيّرون من العاملين في مجالات حقوق الإنسان ويصرخ فيها المفجوعون في أهلهم وأحبائهم بشأن الأسرى والمسجونين العرب مع السلطة السورية يجدون صلفاً واستكباراً في رد الجهات الرسمية يعجز المرء عن تفسيره تجاه هذه القضية الإنسانية التي تصعب على أقل النفوس نخوةً وأضعفها مروءةً وانعدامها شهامة.
فإن تواصلوا مع السيد وزير الداخلية نفى وجود مثل هؤلاء الناس في معتقلات النظام. وإن تواصلوا مع السيد رئيس الجمهورية أفاد بأن من في سجونه والعياذ بالله هم من مخالفي القوانين ومتجاوزي الأنظمة وإيقاظ النعرات العنصرية والطائفية، والمشكوك بأمرهم وولائهم وارتباطهم، ومروجي الأنباء الكاذبة ممن يوهنون عزم الأمة ويضعفون مشاعرها القومية فضلاً عن محاولاتهم النيل من هيبة النظام، وإن تواصلوا مع السيد وزير الإعلام كان أقطعهم. إلا أن تواصلاً قريب العهد لبعض أهالي المسجونين مع السيد وزير الخارجية السوري كان مختلفاً عن جميع ممن سبقه في القول رئيساً وداخليةً وإعلاماً لأنه أسمعهم كلاماً عجباً له دلالاته.
فعندما استقبله اللبنانييون في زيارته الأخيرة لبيروت بمظاهرة تطالبه بإطلاق سراح أسراهم ومعتقليهم من غيابات سجون النظام، كان جوابه بأن من صبر ثلاثين عاماً ألا يستطيع أن يصبر أسابيع أخرى. وهو لاشك جواب مهضوم في هذه المسألة على غير العادة من شخصية مهضومة، لأنه إشارة من الخارجية السورية عن أن هنالك محنة لدى اللبنانيين أسرى وسجناء عمرها ثلاثون عاماً مع السجّان، ولكنهم مطالبون أيضاً بمزيد من الصبر ليتأكد الهضم. ولئلا تفقد إجابة السيد وزير الخارجية طعم النظام السوري ونكهته المتميزة في المناكفة والمجادلة استدرك بأنه كان بإمكانه أن يأتي معه بأهالي المفقودين السوريين في لبنان ليطالبوا بمفقوديهم كما يطالب اللبنانييون ولكنه لم يفعل، أما لماذا لم يفعل، فتلك حكاية أخرى. الذي لم يكن مهضوماً في جواب المعلم ومشهد الاحتجاج هو سكوت وزير الخارجية اللبناني عن محاولة الوزير المعلم صرف الحديث إلى وعن مفقودين رغم أن التظاهرة والمطالبة كانت عن أسرى ومعتقلين وكان في استطاعته الرد الفوري عليه ودعوته له لزيارة السجون اللبنانية فوراً ليتأكد أن ليس فيها أسيراً سورياً واحداً.
جواب النظام السوري المعتاد ومعاندته في هذه المسألة الإنسانية وطريقته في التعاطي معها وأسلوبه في كل مرة، يذكرنا بشكل دائم بمأساة مئاتٍ من الأسرى المدنيين شباباً ورجالاً جمعهم النظام العراقي السابق من شوارع الكويت وأثناء خروجهم من المساجد في أواخر أيام احتلاله لها، وبقي بعدها يتعاطى مع هذه القضية في كل وقت يُطالَب بهم أو يُتحدَث عنهم، بأنه هو أيضاً عنده وله مفقودون في الكويت مثل كلام المعلم للمتظاهرين بالضبط. وهات يامناكفة وياجدل وكذب وافتراء في مسألة إنسانية انتهى مشهدها الأول بسقوط السجن والسجان، وخرج الناس يبحثون عن أحبائهم أسرى ومعتقلين في قيعان السجون وفيافي الصحاري وأطراف الأرض ليجمعوهم في المشهد الثاني بقايا عظام نخرة تروي حكاية الظلم والظالمين وقصة القمع والمستبدين في مشهدها الأخير.
اللافت أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان الأردنية تطالب على الدوام بالعديد من مواطنيها وناسها المعتقلين في السجون السورية ممن طال عليهم الأمد لأكثر من 25 عاماً ومنهم دون ذلك، وفيهم الشباب ومنهم الصبايا.
الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان أيضاً تكتب وتطالب أيضاً كما الأردنيين واللبنانيين مما يؤكد أن سجون النظام ولافخر فيها مافيها من كل الجيران فضلاً عن السوريين أنفسهم.
السؤال الذي يطرح نفسه بهذه المناسبة إذا كان كل هالناس الأسرى والمعتقلين والمحتجزين هم من مكسّري القوانين، ومخالفي الأنظمة ومرتكبي المخالفات، فما هو المبرر الأخلاقي والقانوني والإنساني لمنع تسرب أي معلومة عن هالناس وانقطاع أخبارهم، وعدم السماح لأهلهم وعوائلهم بزيارتهم، ولماذا لاتكشف ملفاتهم وتهمهم وتجاوزاتهم.، ويحاكمون في محاكم مدنية.!!؟
السؤال نفسه يطرح نفسه أيضاً على كل حلفاء وأحباب النظام سواء كانوا مؤمنين أو ملحدين، مشايخ وعلماء، أو علمانيين وليبراليين، ماركسيين وشيوعيين، أو مقاوميين وممانعين. ماهو مبرركم الأخلاقي للسكوت على هكذا فاحشة..؟
إننا نعتقد أن هكذا ممارسات مع الإصرار عليها من قبل أي نظام، ورفض معالجة هذه الملفات الإنسانية مع العناد والمعاكسة والتطنيش وكأن شيئاً لم يكن، ستجد صباح يومٍ ما مهما بعد أن هناك من ينادي على هذا القامع وذاك الديكتاتور من منابر الأمم المتحدة أو من قاعات محاكم لاهاي بتهم شتى ومختلفة، وسنجد في ذلك اليوم لاشك أيضاً من يدافع من أبناء جلدتنا وديننا وقومنا عن هؤلاء الجزارين والمستبدين، وتقوم قيامته وتثور ثائرته، ويسمعنا بكائيات سيادة البلد وكرامة الوطن وعزة الأمة، وهات ياخطب ومواعظ، وهات (لت وعجن) لايسمن ولايغني من جوع بعد أن وقعت الفاس في الراس، وبعد أن سكتوا كأهل القبور عن فواحش الظلم والاستبداد وإهانة الناس والدوس على كرامتهم، وقد كانوا يُدعَون للأخذ على يد الظالم والباطش وكانوا يسكتون.
ســألني: هل تعرف لماذا تخلو المعتقلات السورية حتى من سجين إسرائيلي أو يهودي واحد، في حين فيها الكثير من الفلسطينيين والأردنيين واللبنانيين وغيرهم حتى من السوريين أنفسهم، والمجهول فيهم أكثر من المعلوم..!!؟
قلت: ما المسؤول بأعلم من السائل، ولكن لعلّ ولعلّ ولعلّ. فحسن الظنّ مطلوب، فالتمس لهم ألف عذر.
قال: العلة المقولة والمقروءة علينا معروفة ومعادة، ومكرورة للقاصي والداني وللقريب قبل البعيد وللصديق قبل العدو، من كسر القانون، إلى توهين نفسية الأمة، أو إضعاف الشعور القومي، وترويج الأخبار الكاذبة، والنيل من هيبة النظام وعلى ذلك فقس، وكأن الآخرين من أمم غيرنا لايكسرون قانوناً ولاينالون من هيبة نظام ولا يروّجون أضاليل. حقيقة الأمر أن للإسرائيلي ولليهودي عند قادته وحاكميه سيادة وكرامة قبل البلد وقبل الوطن، ومن داس على طرفها وجد مالايسره.
سألته مستغرباً: ولكن لماذا كل هالمكسرين والموهنين والمضعّفين والمروّجين والمرتبطين لانسمع عنهم ولايتجمعون ولا يوجدون إلا في بلد القمع والاستبداد والتشبيح والفساد..!!
قال: القامعون والديكتاتورييون والمستبدون يحسبون كل ممارسة للمواطن في حريته من رأي أو فكر أو نصيحة صيحةً عليهم فيعتبرونها تكسيراً وتوهيناً وإضعافاً حتى أن المهضوم فيهم يدعو الناس بعد سجن ثلاثين عاماً للتحلي بالصبر. أما الآخرون فيعتبرون نفس هذه الممارسة قوة وعطاءً وبناءً وتقدماً وحضارةً فيكون لمواطنهم كرامة وسيادة قبل سيادة الأرض وكرامة الوطن، فإنسانهم أكرم من التراب والحجارة، وسيادة الوطن وكرامته بكرامة أبنائه وسيادتهم لو كانوا يعقلون..!!



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرى العرب في سجون العرب
- خمسة – أربعة = ألف ومئتان
- دعوة لإنقاذ اسم سيدتنا البتول
- سائق وجرافة وطريق حل
- اتفاق الدوحة وما بعده والنظرة المؤامراتية
- اعتصام في مخيم الهول السوري
- غُراب الصحيفة السورية
- النظام السوري بين اللواء السليب والجولان المحتل
- هل لنا أن نترحم على الباشا السفاح..!!؟
- جمهورية تشيلي العربية..!!
- الناس والحمير بين راكبٍ ومركوب
- قمة دمشق ليست كغيرها من القمم
- الشرق الأوسط على صفيح ساخن
- يافقراء سورية اتحدوا
- خطاب التحدي والمنازلة والذاكرة المثقوبة
- أبراج حزب الله
- مقتل مغنية..!! هل يفتتح حرب النجوم..!؟
- أفاضل إعلان دمشق وتوهين نفسية الأمة
- سورية مثل هولندا..!!!
- الهاربون من الجحيم والمؤتمر الوطني الفلسطيني


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بدرالدين حسن قربي - تظاهرة اللبنانين وجواب المعلم المهضوم