أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - الصحافي الحافي والقتيل المحامي














المزيد.....

الصحافي الحافي والقتيل المحامي


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2511 - 2008 / 12 / 30 - 07:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مع كل الفرح والسرور الذي ساد قطاعات عريضة من جماهير الناس في مشارق بلاد العرب ومغاربها في الأسبوع الماضي بما فعله المنتظر الزيدي والهوسة الإعلامية التي كانت بين رافضي ثقافة الأحذية وبين من فاض سروراً وحبوراً بفعلته رامياً فردتي حذائه اليمين واليسار الاثنتين حيث أنه بطريقةٍ ما فشّ غِلّ ملايين كثيرة من الناس. ولكن ما جمع بين المؤيدين والرافضين أن كلاً منهم في باله رئيس تمنّى لو أنه كان المضروب ولو بإحدى فردتين.
يلفت النظر في ردود الفعل على الحدث الحذائي العالمي العربي ماكان من آلاف التعليقات والنكات التي انطلقت أو أطلقت تعقيباً وسخرية وضحكاً على ماكان بين الرامي الذي بات قيد الحجز والحبس، والمرمي الذي بدا في وقتها مع كل الحرج أشبه مايكون بحارس مرمى حاضر البديهة ومتماسكاً، والحذاء المرمى بينهما وهو أداة الاعتداء التي أُتلفت وفوتت على الحالمين باقتنائها أحلامهم.
وعلى الرغم أن الزيدي لم يتم قتله فوراً كالعادة وإنما اعتقاله، فإن التصريحات الرسمية العراقية تؤكد أن الحكومة لن تسامح هذا الصحافي ( اللي صار حافي ) على الرغم من اعتذاره وطلبه العفو على ذمتهم. أما الرئيس بوش فأكد بسرعة جوابه بداهةً قال فيها: هذا الشخص يريد لفت الإنتباه له، ويريد الاحتجاج وهذه طريقة معهودة في المجتمعات الديمقراطية. ويؤكد هذا المعنى ماكان من مظاهرة أمام البيت الأبيض لعدد من الأمريكيين المناهضين لسياسة بوش ومعهم كمية كبيرة من الأحذية القديمة التي تداولوا على رميها في وجه دمية تمثل الرئيس الاميركي ولم يعترضهم أحد، وما كان أيضاً من خروج مظاهرات مثلها في أماكن مختلفة من العالم حاملة الأحذية الضاربة لشيء ما، ولو على شكل دمى (لاتهش ولاتنش).
مايعنينا هنا الاحتفاء السوري الذي تجلى بشكل استثنائي لهذا الحدث الاستثنائي في اجتماع استثنائي للمجلس المركزي لنقابة محامي سورية في اجتماع استثنائي عقده عن تشكيل لجنة لمتابعة محاكمة الصحافي الحافي والدفاع عنه أمام المحاكم العراقية برئاسة نقيبه وليد التش. والأهم من كل ماسبق مطالبة المجلس جميع المنظمات والهيئات الرسمية والشعبية العربية والدولية ومنظمات حقوق الانسان ونقابات المحامين في الوطن العربي والعالم بالوقوف والتضامن مع الصحافي الحافي لتأمين محاكمة عادلة له واطلاق سراحه والحفاظ على حياته، يعني بالمشربحي سيشقلبون الدنيا بهذه المناسبة نخوةً ودفاعاً عن الصحافي المعتقل.
نعم.. لقد كانت ردود الفعل كثيرة ومثيرة ومابينهما ضحك وإضحاك ولكن رد فعل نقابة المحامين كان للأمانة مختلفاً نتمنى فيه دائماً أن يكون موقفاً فيه نش وهش، ولاسيما أن نقيبها هو وليد التش.
قبيل شهرين بالتمام والكمال من حادثة الصحافي الحافي قُتل سامي معتوق المحامي في بلدة المشيرفة الحمصية السورية خلال عملية إرهابية رسمية، وذلك عندما ظهرت من باطن الأرض سيارة بيك آب نوع شيفروليه حمراء اللون منصوب فوقها مدفع رشاش آلي متوسط فجأة، وعلى طريقة الرامبو الواثق الخطوة قام من فيها بإطلاق النار الكثيف من مدفعهم وبنادقهم (وليس أحذيةً أو شيئاً من هذا) على أشخاص مدنيين عزْلٍ بلباس الراحة متواجدين داخل وأمام بقالة القرية يشربون الكولا ويتبادلون الأحاديث، وعلى طريقة عصابات المافيا المدعومة والمسنودة ممن لاتخاف في القتل والترويع لومة لائم، نفّذ من نفّذ جريمته وبقلبٍ بارد فقتل اثنين أحدهما المحامي سـامي عضو النقابة التي اجتمعت استثنائياً بعد أن هيجتها ثورة الحذاء التي عمت المنطقة ولم يهيجها دم أحد أعضائها يهراق إجراماً وإرهاباً، لتجتمع استثنائياً من أجله ودفاعاً عن دمه وحقه، وربما تنتظر دور انعقادٍ عادي لبحث الأمر.
مضى شهران كاملان مكمّلين على الجريمة، لم تعاين الجهات الرسمية بعدُ موقعها كما لم تحقق فيها، ولم يصدر بيان رسمي واحد عن جهة رسمية، في نفس الوقت الذي لم يكن فيه للنقابة همس أو حس أو هش أونش ولو سطرين مدافعين عن دم الفقيد يكسرون فيه جدران الصمت في جريمة قتلٍ مريبة لأحد زملائهم، الفاعلون فيها محفوظون ومحصّنون بحصن حصين من مراسيم وقوانين إضافة إلى سكوت النقابة العتيدة ومجلسها الموقر الذي أهاجه حذاء ولكن لم يتحرك فيه الدم لقتل زميلهم. ومن ثمّ نتمنّى على النقابة نقيباً ومجلساً ألا يشغلوا أنفسهم بقضية تهيأ لها محامون آخرون من أقطار أخرى بالعشرات، وليتفرغوا لعمل شيءٍ تجاه زميلهم الفقيد في محاسبة الفاعلين والإرهابيين لأنها قضية تخصهم ومسؤولية تعنيهم ولن يتصدى لها محامون من أقطار أخرى كما في قضية الصحافي الحافي.
*******
لطمأنة كل القلقين على صحة الصحفي الزيدي ومشغولي البال، أكد المالكي مؤخراً في معرض حديثه مع نخبة من الصحافيين العراقيين أن الزيدي في صحة جيدة، وأنه منذ اليوم الأول لاعتقاله لم ينم ليلتها إلا بعد أن تأكد أن الزيدي بخير، وتم توفير الطعام والملابس والفراش له. اللافت في كلام المالكي أنه تمّ تأمين كل شيء للزيدي إلا الحذاء ويبدو أنه سيخرج من السجن كما دخله حافياً.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريقة الدانماركية لتحسين الدخل
- ابن معتوق ضحية قاتلٍ بالقانون معتوق
- عزف منفرد على الطبل
- لماذا كبير الموظفين وليس الرئيس..!!
- - كيلو ميشيل - خيرٌ وأبقى من قنطار...
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 1 / 2 )
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 2 / 2 )
- الغارة الأمريكية والموقف السوري: ثعالب لاتهرول عبثاً
- كَفْرُ قَاسِم..! مجزرة تذكّرنا بمجازرنا
- آآه ياغوّار ... في وضح النهار يضيّعون الحق الهدّار
- في بلاد غوّار لايضيع الحق الهدّار
- ماذا عن السيارة المتفجرة أمام فرع فلسطين الأمني في دمشق
- تساؤلات في عملٍ مرفوض ومدان
- جنازة في مسلسل باب الحارة
- خبر سوري من مصدره الإعلام السوري
- حبيب صالح والمدعي العام السوري والارجنتيني
- تظاهرة اللبنانين وجواب المعلم المهضوم
- أسرى العرب في سجون العرب
- خمسة – أربعة = ألف ومئتان
- دعوة لإنقاذ اسم سيدتنا البتول


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - الصحافي الحافي والقتيل المحامي