أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - الرائيلية ومحاولة التزاوج بين الدين والعلم















المزيد.....


الرائيلية ومحاولة التزاوج بين الدين والعلم


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظهر في الاونة الاخيرة دين جديد سُمّي بالرائيلية، النّبي المزعوم لهذا الدين فرنسي أسمه كلود فوريلهون. سنلقي نظرة على معتقدات هذا الدين وحسب ما ورد في موقعهم الالكتروني قبل مناقشة وتحليل هذا الفكر الّذي يحاول المزاوجة بين الاديان السماوية والعلم فتحت عنوان الرسالة وردت في الموقع المعلومات التالية:
"علماء من كوكب آخر خلقوا الحياة على الأرض بإستخدام الحمض النووي"
"آثار ملحمة الخلق الرائعة هذه يمكن ان تجده في جميع الكتابات الدينية . وقد اشار اليهم موسى, المسيح , بوذا ومحمد, لقد حان الوقت الان للترحيب بهم.
ماذا حصل؟
في الثالث عشر من شهر تشرين الثاني عام 1973 م, تم الإتصال برئيل وهو صحفي فرنسي من قبل زائر من كوكب آخر . و طلب منه بناء سفارة للترحيب بعودتهم الى الارض.

كان طول الزائر القادم من الفضاء اكثر من اربع اقدام بقليل، ذو شعرأسود طويل، و عيناه مشدودة الأطراف شيئا ما، وكان جلده أبيض يميل شيئا ما إلى الإِخْضرار، وكان وجهه يشع البِشْر والسرور, وقد وصفه رائيل مؤخرا بوصف بسيط: لو كان يمشي في شوارع اليابان , فلن يلحظه احد , بمعنى اخر بانهم يشبهوننا ونحن نشبههم.في الحقيقة, فقد خلقونا على صورتهم: كما وصف الكتاب المقدس.

قال لرائيل :
"نحن مَنْ خلقَ الحياة على الارض"
"اتخذتمونا الهتكم"
"نحن اصل كل الديانات"
"الان وقد تقدمتكم بما فيه الكفاية لفهم هذا, نود العودة رسميا عن طريق سفارة"
الرسالة:

توضح الرسالة التي أمليت على رائيل أن الحياة على الأرض، ليست نتيجة للتطور او وليد الصدفة، و لا عمل رائع لـ - إله - خارق وإنَّما هو خلق اختياري مُتعمَد من طرف وباستخدام الحمض النووي D.N.A ومن قبل شعب متطور علميا الّذين خلقوا الإنسان تماما على صورتهم، ويمكن تسميته بـالخليقة العلمية. توجد عدة مراجع لهؤلاء العلماء، ولعملهم الرائع في الكتب القديمة للعديد من الثقافات. على سبيل المثال: في التكوين وهو الوصف التوراتي للخلق، كلمة - إلوهيم - قد ترجمت خطأ بـ الكلمة المفردة – إلوها - المعروفة بكلمة – الله - ، بينما هي في الاصل جمع و تعني : هؤلاء الذين أتوا من السماء .

رغم أن الإلوهيم لم يتدخلوا في تطور الإنسانية، ولكنّهم بقوا على اتصال معنا بواسطة الأنبياء بوذا، المسيح، محمد ... الّذين أُختيروا وتتلمذوا خصيصا مِنْ طرف الإلوهيم. دور هؤلاء الأنبياء كان هو تربية الإنسانية تدريجيا من خلال الرسالات التي أتوا بها. في كل مرة كانت هذه الرسالات تلائم الثقافة و مستوى الإدراك لتلك الفترة. كما كان من بين أهدافهم كذلك أن يتركوا لنا آثار لللإلوهيم لكي نتمكن أنْ نتعرف عليهم كخالقينا وإخوة لنا في هذا الكون وذلك عندما نصل إلى مستوى علمى كافي من الفهم والادراك. المسيح يُعَد ابن احد هؤلاء الخالقين وقد كانت مهمته ان ينشر رسالته حول العالم تحضيرا لهذ الزمن الذي نتشرّف بان نعيشه (الزمن المتنبأ به في سفر الرؤيا)" ..... انتهى الاقتباس.

نبذة عن حياة النّبي المزعوم:
- ولِدَ كلود فوريلهون الّذي اتّخذ اسم رائيل بعد ادعّاءه بالنبوّة في 30 من ايلول عام 1946 م في فيجي/ فرنسا. كان مغرما بسباقات السيارات منذ التاسعة من عمره، وعندما اصبح شابّا مارس الشعر وتخصص في كتابة كلمات الاغاني وسجّل عدّة اغنيات بصوته.
بعد ذلك اصبح صحفيا معنيا بسباقات السيارات واصدر مجلّة تُعنى بالسباقات، ثمّ ولجَ عالم سباقات السيارات كسائق محترف.
- في كانون الاوّل من عام 1973 م تغيّرت حياته بعدما التقى(حسب زعمه) بزائر قادم من الفضاء الخارجي في منطقة فولكانوبارك / فرنسا الّذي قدّم نفسه اليه كواحد من خالقي الجنس البشري وكلّفه بالنبوّة للدين الرائيلي. بعد ستِّ لقاءات مع الزائر القادم من الفضاء في نفس الموقع، قََبِلَ رائيل التكليف وبدأ بدعوة النّاس الى الدين الجديد والاستعداد لاستقبال خالقي الجنس البشري الّذين سمّاهم بالالوهيم.
- بعد اللقاءات المذكورة أصدر رائيل كتابه الاوّل حول الدين الجديد وتحت عنوان(الرسالة الاولى التي أُعطيت من قبل سكّان الفضاء/ اخيرا العِلِم يحلُّ محل الدين) ودعى النّاس الى مؤتمر سيعقده في ايلول من عام 1974 م، فحضر المؤتمر 2000 شخص، وبعد فترة قصيرة اسس مؤسسة مادج(MADECH) الّتي انضمّ اليها عدد من النّاس لمعاونته في دعوته الّتي اصبحت فيما بعد الحركة الرائيلية، وفي عام 1974 بلغ عدد اعضاء المؤسسة 170 شخصا، وحسب ما ورد في موقع الحركة فإنَّ عدد اعضاء الحركة يبلغ اليوم 70000 شخصا موزّعين على 97 بلدا.
- في السابع من تشرين الاوّل من عام 1975 م(حسب زعم رائيل) تمّ لقاء آخر مع المخلوق القادم من الفضاء الخارجي، وفي اللقاء اعطوه تعليمات جديدة حول الدين الجديد وسجّل هذه التعليمات في كتاب ثاني وتحت عنوان( الخلق البديع)، منذ ذلك الحين يقوم رائيل بجولات في بلدان العالم لكسب المؤيدين الّذين يشاركونه في افكاره ويرغبون في استقبال والترحيب بخالقي الجنس البشري ويرمي من وراء حملته هذه جمع التبرعات لأنشاء سفارة لسكّان الفضاء في القدس، كما اصدر كتابا بعنوان "نعم لاستنساخ البشر".
في موقع الرائيليين الالكتروني حقل مخصص للاسئلة المتكررة حول الرائيلية، اجابة على السؤال: مَنْ خلقَ الالوهيم(سكّان الفضاء الّذين خلقوا الانسان على صورهم) وردت الاجابة التالية:
إذا كنّا نؤمِن بالله، قد يسأل سائل مَنْ خلق الله؟ وإذا كنّا نؤمِن بنظرية التطوّر ونظرية الانفجار الكبير(BIG BANG ) قد يسأل سائل مِن اين اتت هذه الطاقة الّتي احدثت الانفجار الكبير؟ فبالنسبة للالوهيم فالمسألة مماثلة، لقد خُلِقوا مِنْ قِبل مخلوقات اتوا مِنْ السماء( مِنْ كوكب اخر).
إنَّها حلقة لانهائية متّصلة للحياة، وفي يوم ما في المستقبل فإنَّ العلماء مِنْ الارض سيسافرون الى كوكب آخر وسيسكنونه وقد يخلقون بشرا هناك باستخدام علم الجينات الّذي سيصل الى مرحلة متقدمة.

في مقالة له حول الرائيلية يقول الدكتور محمّد الحجّار ما يلي:
" وعندما نشرح عقيدة الرائيلية وطقوسها وأفكارها وفلسفتها فإننا سنجد إلى أي حد تتحدى الخالق وتعلل وجود البشر على هذه الأرض بأنه من صنع جينات جاء بها بشر من كواكب أخرى شاهدها رائيل المختل عقلياً وأودعته سر وجود البشر على كوكبنا. وبفعل تحدي العقل الوثني المادي للخالق انضم أمثاله من المجانين إلى ملّته التي تعيش في كندا اليوم. ولعل ما يشجع في عالمنا اليوم على بروز مثل هذه البدعات موجات التطرف الديني من كل الديانات السماوية الإسلامية واليهودية واليمين المسيحي الذي يحكم أمريكا حيث أن العالم اليوم هو ضحية هذه التطرفات الدينية المتصارعة على الساحة الدولية على المستوى السياسي العقائدي.

الموقف العالمي من ادعاء الرائيليين، (شركة كلونيد) واستنساخ أول طفلة:
أعلنت شركة كلونيد عن استنساخ أول طفلة في العالم بطريقة غير جنسية أسمتها(إيف - حواء باللغة العربية) وذلك منذ عدة سنوات. إلا أن هذه العملية الاستنساخية التي منعتها كافة دول العالم وحتى الأمم المتحدة بعد أن تعالت كثير من الأصوات عن إمكانية إجراء عمليات الاستنساخ على البشر بعد نجاحه على الحيوانات (النعجة دولّي) لأغراض إنتاج قطع تبديلية بشرية تعويضاً عن بعض أعضاء البشر التي تم استئصالها لأسباب مرضية، وأقدمت هذه الشركة على عملية الاستنساخ المشكوك بصحته على البشر فأنتجت الطفلة (إيف) ولاقى هذا الإعلان استنكاراً دولياً من جميع المنظمات الإسلامية والمسيحية والعلمية الطبية على السواء لأنه خرْقٌ فاضح للإجماع العالمي على تحريم الاستنساخ البشري. ومن جملة من استنكروا ذلك قادة الدول وفي طليعتهم الرئيس بوش والرئيس شيراك.
إن عملية الاستنساخ على مستوى التقانية الطبية هي نزع النواة من بويضة غير ملقحة من امرأة (أي إزالة الحمض الريبي النووي DNA) الذي تكمن فيه الكروموزمات الناقلة للصفات الإرثية والموجودة فيها الشفرة الوراثية للنوع البشري، وأخذ خلية من جسم يراد استنساخ شخص آخر يماثله في الخلق بيولوجياً ومورفولوجياً وجميع صفاته الوراثية وتلقيح هذه الخلية بالبويضة الأنثوية مجهرياً ومن ثم زرع هذه البويضة الملقّحة التي تم تلقيحها عن طريق غير التلقيح الجنسي الذي يتم عادة بين بويضة ونطفة ذكرية بالاتصال الجنسي، نقول زرع هذه البويضة في رحم المرأة التي انتزعت منها البويضة حيث تتحول بعد ذلك إلى جنين عادي ومن ثم ولادة الطفل المحدد الذي يحمل نفس شكل وصفات خلية الرجل الذي أخذت منه هذه الخلية.
إن عملية الاستنساخ على مستوى الحيوانات والبشر ليست سهلة ومؤكدة بالصورة الّتي يظنها الفرد. بل إن نجاح الاستنساخ هو ضئيل جداً على المستوى الإحصائي. أحياناً تتم عمليات تخصيب البويضات بمئات من المرات حتى تنجح حالة تخصيب واحدة ينتج عنها الاستنساخ. وهكذا نجد أن الاستنساخ ليس خلقاً جديداً ولكنه استخدام ما خلقه الله وتغيير طريقة التلقيح فقط. فالطريقة العادية التناسلية هي تلقيح البويضة بخلية منوية (الحيوان المنوي)، أما الاستنساخ، كما رأينا، فهو نزع نواة البويضة التي تحمل السمات الوراثية، ويوضع بدلاً عنها الخلية المأخوذة من جسم رجل أو امرأة يراد استنساخ إما ذكر أو أنثى فإذا أردنا ذكراً انتزعنا نواة البويضة وإذا أردنا أنثى انتزعنا نواة الخلية المغروسة.
وتلك هي التقنية الطبية الإنجابية بأبسط صورها.
إن الاستنساخ البشري عملياً فيه أخطار مرضية طبية كثيرة، من أهمها... أن الفرد المُستنسَخ تكون عنده نسب التشوهات الخلقية عالية، ومعدلات كبيرة من الشيخوخة والموت المبكرين، إضافة إلى استخدام أرحام النساء معامل تجارب والاتجار بهذه الأرحام وفي ذلك خروج عن الأخلاق ومكانة المرأة في المجتمع وضياع وتهديم النسل المُستنسَخ حيث تفقد قدسية الإنجاب بين الزوجين وفقدان هوية الانتماء الأسري عند هذا النسل، وتُعرَض النسوة في السوق التجارية الطبية لأهداف الربح وهذه أكبر كارثة تحل بالأخلاق البشرية.
تأسيس الرائيليين لشركة كلود إيد للأبحاث:
في 9 شباط عام 1997م أسس الرائيليون شركة (فاليانت فينشر ليمتد) لخدمة الاستنساخ. ومن مشاريع هذه الشركة: إتاحة الفرصة للشاذين جنسياً وللأزواج المصابين بالعقم استنساخ أطفال من الحمض النووي لأحد الزوجين أو الشخصين دون ارتباط زوجي. تترأس العالمة الفرنسية بريجيت بواس بواسيليه هذه الشركة وأعلنت عن استنساخ الطفلة (اسمها إيف). وتتخذ شركتها مركزا لها في جزر البهاما كمقر، وهناك من يعاونونها في ميدان أبحاثها الجينية. والشركة ليست تجارية بل لها رسالة علمية وتم تأسيسها وفق الإطار العقائدي الديني العلمي للرائيليين وشرَعَتْ الدكتورة المذكورة في تأسيس شركة جديدة ضمن إطار سري مجهولة الاسم والتوقيع لأسباب أمنية وذلك لمتابعة الاستنساخ.
تتزايد نسبة الأعضاء المنتسبين لهذه الطائفة وتلاقي أصداء واسعة، وتكتسب مزيداً من القوة الاقتصادية والسياسية، ويتوقع أن يكون لها نفوذ قوي. لاقى كتاب رائيل "نعم للاستنساخ البشري" رواجاً كبيراً وطُبعَ وتُرجِم لأكثر من 20 لغة وبيع منه أكثر من مليون نسخة في العالم. ومن تطلعات رائيل أن الخطوة التالية هي نقل محتوى الذاكرة والصفات الدالة على الشخصية إلى دماغ المستنسخ حديثاً وبذلك سيتاح للبشر الخلود. إنَّ موقع الرائيلية على الإنترنت نشط جداً ويروج كتباً أخرى منها كتاب الرسالة التي استلمها من مخلوقات فضائية، كما ذكرنا. وسعر الكتاب 9.95 دولار ويتم إرساله بالبريد الإلكتروني.

وقد ظهرت الرائيلية الدكتورة الفرنسية بريجيت بواسيليه أمام وسائل الإعلام وهي ترتدي نجمة داوود( النجمة السداسية)* وميدالية الرائيليين في مؤتمر صحفي عندما أعلنت عن استنساخ الطفلة (ايف- حواء).
ونلاحظ التشابه بين تعبير الرائيليين والاسرائيليين، وأن رموزهما قريبة بل متطابقة مع الاسرائيليين. وهناك علماء يهود يؤيدون استنساخ البشر على نقيض المسلمين والنصارى.
أما أبرز أعضائها فهم: كلود فوريلون (رائيل) المؤسس، والدكتور بانوس زافوس طبيب قبرصي الأصل وأستاذ حالياً في جامعة كنتاكي الأميركية، د. بريجيت بواسيليه وهي عالمة فرنسية والرئيس التنفيذي لشركة كلونيد التي تغطي الأبحاث الوراثية. وهذه الشركة تم إنشاؤها عام 1997م بعد استنساخ النعجة دولّي. ويزعم الرائيليون أن لديهم قائمة تضم 2000 شخص على استعداد لدفع 200 ألف دولار لاستنساخ أنفسهم. وفي حزيران عام 2001م اكتشف مفتشون فيدراليون أمريكيون في نيويورك وجود مخبر سري لمشاريع استنساخ بشر يعود إلى الرائيليين.
وتستغل الشركة الفقراء الأفارقة في إجراء تجاربهم. وأكد رائيل أن طائفة منهم تنشط في الدول الفقيرة مِنْ أفريقيا لتجري تجاربها على الاستنساخ خلسة.
أما بشأن الطفلة (إيف) التي أعلنت الدكتورة بريجيت عن تصنيعها بالاستنساخ فإن العلماء يشككون بصحة هذا الخبر، ومن جملتهم رئيس تحرير مجلة "العلم والحياة" ماتيو فيلييه من باريس الّذي قال بأنَّ الخبر لم يتأكد حتّى الآن.، وشدد على أهمية بحث خريطة الأب والأم والطفل الجينية ومقارنتها للتأكد من هذا الخبر الاستنساخي الجديد وأنه قد تمَّ فعلا، وأكد هذا العالم الفرنسي أن عمليات الاستنساخ للقردة والإنسان لم تنجح حتى الآن، داعيا الرائيليين إلى نشر بحثهم بإسهاب علمي حيال ادعاءاتهم باستنساخ الطفلة حواء" ..... انتهى الاقتباس.

قبل عدّة اعوام عقد الرائيليون اجتماعا في احدى فنادق مدينة اسطنبول الفخمة حضره ممثلوهم من جميع انحاء العالم، تمكّن مراسل احدى القنوات التلفزيونية التركية من اختراق هذا الاجتماع وتمكّن من تسجيل وقائع الاجتماع والطقوس الّتي مارسها الرائيليون وتمّ عرض الفلم في برنامج تلفزيوني تحت عنوان(DE SHIFRE) اي كشف السر. بعد انتهاء الاجتماع قام مدير الاخبار في القناة وهو في نفس الوقت مقدّم البرنامج بأجراء مقابلة تلفزيونية مع ممثل الدين الرائيلي في تركيا.
في المقابلة ادّعى الممثل بأنَّ بنوا البشر خُلقوا من قبل سكّان الفضاء وأدّعى بانَّهم جلبوا معهم الى الارض قبل 25000 سنة علمائهم المتخصصين في علم الجينات وباستخدام هذه العلوم خلقوا البشر على الارض. كما ادعّى الممثل بانَّ سكان الفضاء اجروا عدّة اتصالات في الماضي مع سكان الارض واختاروا موسى وعيسى ومحمّد(ص) كانبياء، والادهى من ذلك ادّعى هذا الافّاق بانّ الالوهيم اخذوا محمّدا(ص) الى كوكبهم في الاسراء والمعراج بمركباتهم الفضائية( لاحظ أنهم يستخدمون الاحداث الدينية المقتبسة من الدين الاسلامي لاقناع السذّج).
جوابا على سؤال طرحه مدير الاخبار حول اعتقادهم بوجود الشيطان مِنْ عَدَمِهِ قال ممثل الطائفة: إنَّ الشيطان موجود في عقيدتنا وهو رئيس الحزب الّذي عارض خلق الانسان في اجتماع البرلمان الّذي عقد في الكوكب( اقتباس آخر من القرآن الكريم، امتناع ابليس عن السجود لآدم).
في البرنامج التلفزيوني تمّ عرض قسم من طقوس إنتساب شاب مغرر به الى الدين الرائيلي، في بداية الطقوس قام رجل وأمرأة بأداء رقصات مليئة بالتعابير الجنسية، ثمّ قام رئيس الجلسة وسكب قطرات من الماء من قدح على رأس المُرَشَّح( لاحظ انَّ هذا مقتبس من طقوس التعميد المسيحية) ثمّ رفع يداه الى الاعلى وقال: الآن ارسلتُ شيفرتك الجينية الى كوكب الالوهيم وهناك سيتم تسجيله في الحاسبات الالكترونية، وعند قيام الساعة سيموت جميع النّاس وسيقوم علماء الجينات في الكوكب باعادة خلق منتسبوا الدين الرائيلي فقط باستعمال شيفرتهم الجينية( لاحظ الاقتباس من الاديان السماوية لفكرة يوم القيامة والبعث).
نستنتج مما سبق أنَّ الرائيليين اقتبسوا بعض الافكار والشعائر من الاديان السماوية الثلاث لأنَّ كلّ عقيدة جديدة تُطَّعِم نفسها بافكار ومعتقدات وطقوس سبقتها في الوجود وذلك لتسهيل تقبّل المتحولين من عقيدة سابقة الى المعتقد الجديد، والجدير بالذكِر أنَّ فكرة قدوم سكان الفضاء الخارجي الى ارضنا وردت في كتاب تحت عنوان(عربات الآلهة) نشره الكاتب والباحث في علم الآثار السويسري (اريش فون دنيكن)، كما وردت في كتاب(الّذين هبطوا من السماء) للكاتب (انيس منصور)، ولكنّ كلا الكاتبين لم يدّعيا بانَّ هذه المخلوقات قد خَلقوا جنسا بشريا على الارض وانّما تركوا بعض الاثار الّتي تدل على قدومهم وساعدوا على نشر بعض العلوم بين الحضارات القديمة كالحضارة السومرية والحضارة المصرية القديمة في عهد الفراعنة اضافة الى حضارة المايا والازتيك في امريكا الجنوبية.
في الآية 31 من سورة البقرة يرد ذِكْر تعليم الله سبحانه وتعالى لآدم(( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) وردت في تفاسير القرآن الكريم تفسيرات عديدة لقوله تعالى(( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا))، فقيل: علّمه اسم كلّ شيء، وقيل: علمّه جميع اسماء مخلوقات الله من انسان وحيوان ونبات وجماد، وقيل: اسماء ذريته واسماء الملائكة، وقيل: سَمّى كلّ شيء باسمه وأنْحى منفعة كلّ شيء الى جنسه، وقيل:
إنَّه التكريم في أعلى صوره , لهذا المخلوق الذي يُفسِد في الأرض ويَسفُك الدماء , ولكنه وهب من الأسرار ما يرفعه على الملائكة . لقد وهب سر المعرفة , كما وهب سر الإرادة المستقلة التي تختار الطريق . . إن ازدواج طبيعته , وقدرته على تحكيم إرادته في شق طريقه , واضطلاعه بأمانة الهداية إلى الله بمحاولته الخاصة . . إن هذا كله بعض أسرار تكريمه ..... أنتهى.
في هذه العجالة أود أنْ اطرح رأيا جديدا حول تفسير هذه الآية(( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا))، وهو أنَّ ألله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم ونفخ فيه من روحه، وضع في جيناته وكروموسوماته جميع المعلومات الّتي سيتفيد منها اثناء استخلافه في الارض وأنّ هذه المعلومات انتقلت من آدم الى اولاده ثمّ الى احفاده الى يومنا هذا والى ماشاءالله. وهنا يتبادر الى الذهن سؤال: إذا كان جميع البشر يحفظون هذه المعلومات في جيناتهم فلم استطاع (كَراهام بل) مثلا من اختراع التلفون ولم يستطع زيد او عمرو من ذلك؟ ولمَ اصبح موسى نبيّا ولم يصبح زيد او عمرو كذلك؟
للاجابة على هذا التساؤل علينا انْ نَعْلَم أنَّ ألله سبحانه وتعالى وضع قوانينا ونُظما لاستخلاف الانسان على الارض كالقوانين الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والرياضية والهندسية اضافة الى القوانين النفسية وغيرها، (فكَراهام بل) لم يخترع التلفون بدون كَدٍّ ودراسة وبحث في القوانين الفيزيائية للصوت وتردداتها. كما انَّ اختيار الانبياء لم تتم اعتباطا وإنّما اختارهم ألله سبحانه وتعالى لتوّفر صفات وشروط النبوّة فيهم، من الاخلاق الحميدة ورجاحة العقل، وبعد فترة طويلة من تأمّلهم وبحثهم عن سر وحكمة الخَلقِ. فبالرغم من وجود جميع المعلومات الضرورية للاستخلاف في جيناتنا فإنَّ قابلية استخدام هذه المعلومات وسرعة استرجاعها تختلف من انسان الى آخر لأنّ الله سبحانه وتعالى اراد ذلك لكي يتطوّر الانسان ويتطوّرالمجتمع الانساني من جراء الاختلاف والتنازع بين انسان وآخر وبين مجتمع وآخر ونتيجة للصراع بين الخير والشر. (( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ))..... ألآية 48 ... سورة المائدة.
يَذكُر العلماء المعاصرون أنَّ الانسان يستخدم حاليا نسبة يسيرة مِنْ قابليات دماغه ونأمل أنْ يكشف قابل الايّام ماخفيَ مِنْ أسرار هذا الكون العجيب...(( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)) ..... ألآية 85.... سورة ألإسراء

*نجمة داوود:
وتسمى أيضا بخاتم سليمان وتسمى بالعبرية (ماجين داويد) بمعنى "درع داوود" وتعتبر من أهم رموز هوية الشعب اليهودي.
هناك الكثير من الجدل حول قدم هذا الرمز فهناك تيار مقتنع بأن اتخاذ هذا الشعار كرمز لليهود يعود إلى زمن النبي داوود عليه السلام، ولكن هناك بعض الأدلّة التأريخية التي تشير إلى أن هذا الرمز أستخدم قبل اليهود كرمز للعلوم الخفيَِّة التي كانت تشمل السِحْر والشعوذة، وهناك أدلَّة أيضا على أنَّ هذا الرمز تمَّ استعماله من قِبَل الهندوسيين مِنْ ضمن الأشكال الهندسية التي استعملوها للتعبير عن الكون والميتافيزيقيا وكانوا يطلقون على هذه الرموز تسمية ماندالا Mandala وهناك البعض ممَنْ يعتقد أنَّ نجمة داوود أصبحت رمزا للشعب اليهودي في القرون الوسطى، وإنَّ هذا الرمز حديث مقارنة بالشمعدان السُباعي الّذي يُعتبر مِنْ أقدم رموز بني إسرائيل.
في عام 1948 م ومع إنشاء دولة إسرائيل تم اختيار نجمة داوود لتكون الشعار الأساسي على العَلَم الإسرائيلي. .......( لمزيد مِنْ التفاصيل حول النجمة السداسية أُنظر ويكيبيديا، الموسوعة الحرّة).



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدول الضرب / قصّة قصيرة
- عدالة السماء وتناسخ الارواح
- يوسف وتفسير الاحلام
- ثورة الشّك- هل كان موسى يهوديا ام مصريا؟


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - الرائيلية ومحاولة التزاوج بين الدين والعلم