أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى كوركيس - -تمسذَك .. ها هنا شَعْري-














المزيد.....

-تمسذَك .. ها هنا شَعْري-


ليلى كوركيس

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 05:29
المحور: الادب والفن
    


من المعروف جداً أن الراحل نزار قباني كان من أهم الشعراء الذين أتقنوا وبذكاء كيفية التعبير عن رغبة المرأة في أن تُحَب، بالتالي كان الأكثر حرفة في رسم ألمِها حين ترمي بشَعرِها حبلَ نجاةٍ لطفلها، لأبيها، لأخيها وحتما لحبيبها حين " تجلدهُ الأمطار .. وتعوي الريح خلف نافذتِهِ ".
وكان الفنان كاظم الساهر قد عَوَّدَنا على اختياراته الحاذقة لكتابة موسيقاه كتوأمٍ لشعر القباني، فكانت ولم تزل أغنياته " النزارية " هي الأجمل لوصف المرأة في أكرم ما خلقه الله لها من أحاسيس إنسانية، ألا وهو الحب. "حبيبتي والمطر" هي محطة دامغة في محطات الساهر الفنية مثلما هي عنقود تتدلى منه صورٌ تُبْهِرُ من يراها بعمق معانيها المسكوبة مطراً وريحاً وعواصفَ عشقٍ أنقذته جدائل امرأة. "تمسك .. ها هنا شعري"، صورة رائعة وصاعقة بوجعها .. لامرأة غالباً ما تكون روحُها معلَّقَةً بشَعْرِها.

لماذا اخترتُ هذا العنوان لموضوعي ولماذا أكتبُهُ الآن بعد أن مضى أسبوعان على الثامن من آذار " اليوم العالمي للمرأة " ؟ أيكون "عيد الأم" هو الذي تشبَّثَ في صنارةٍ علَّقـَتها الشمسُ اليوم في خيوطِها ورَمَتْها في سماء مونتريال، كي تصطادني؟ ربما.
كانت قد وفَّرَت وسائل الإعلام مساحات واسعة لاحتفالات " 8 آذار "، مساحات حَدَّدَت خطوطَها تقاريرٌ، دراسات، توجيهات وتضرعات تناولت الغبنَ والعنفَ والإجحافَ الذي يخنق المرأة من مهدها الى لحدها, في شرق وغرب وفي شمال وجنوب الكرة الأرضية. ما من بقعةٍ على الأرض قد رَحَمَتْها، لا العالم المتحضر ولا المتخلف. جميعهم استغلوا ضعفها أو قوتها وحريتها .. كلهم أخطؤوا بحقها وهي لا تزال ترقص من الألم بحبٍ كبيرٍ، على نغمات لا تملك سواها ولم تُخلَق إلا لترددها : " تمسَّك .. ها هنا شعري ".
في كل ثامن من آذار نتهافت إلى الكتابة والنشر وتتسابق المنظمات العالمية مع الوقت لتصدر تقاريرها الملغَّمة بالأرقام و"المُتَهَيْكِـلَة بعناوين عريضة لأوضاع مأساوية وبائسة يخجل منها حتى الحجر في عصرنا.
باختصار مفيد، بالرغم من تحسن ظروف المرأة في العالم، بالأخص المتحضر منه، لا نزال نقرأ الكثير عن الإغتصابات، الإتجار بالرقيق الجنسي، الختان، العنف ضمن الروابط الأسرية، تفضيل الذكور على الإناث ووأدهن، جرائم الشرف وغيرها...
فكيف نحتفل وهناك في كل دقيقة امرأة واحدة تموت وهي تلد جنينها؟
كيف نحتفل وهناك ثلث نساء الأرض يعنَّفنَ كل يوم؟
كيف نحتفل وهناك على الأقل 5000 امرأة تقتلهن "جرائمُ الشرف" ؟
كيف نحتفل وهناك 130000000 بين فتاة وامرأة مسجونات في تقليد متخلف وإجرامي يُدعى "الختان"؟
كيف نحتفل وهناك 60000000 امرأة يمتن كل عام في عمليات إجهاض أو عندما يرون النور؟
كيف نحتفل وهناك 2000000 فتاة بعمر الزهور (بين 5 و15 سنة) مرميات في أسواق الدعارة؟
كيف نحتفل وفي 22 دولة أفريقية و9 دول آسيوية، مستوى الدراسي للإناث هو أقل بـ80% من مستوى الذكور؟
كيف نحتفل وهناك أطفال يُسلبون من أحضان أمهاتهم ويساقون إلى الحرب عنوةً؟ أسمعتم بالطفل-الجندي؟
كيف نحتفل وفي عيني الطفولة في أوطاننا، القلق ينافس الحزن، وكلٌ منهما يريد أن يكون أعمق من الآخر؟
كيف نحتفل ومنازلنا في هبوب الريح تصبح من ورق فتمزقها الأعاصير وتغيب الطفولة في درب هوىً ليس في استنشاق هوائه من طهرٍ ولا من شرف لبقائه المذل؟
كيف نحتفل ومسلسل الصفقات قد زادت حلقاتِها عن عمر الزمن؟
ما تريده المرأة ليس "8 آذار" و"عيد أمٍ" منكوب .. ما تحتاجه هو كل أيام السنة كي تهبَ شعرَها أرجوحةً لكل من يستحقُ حبَها الكبير ودون أي مقابل...


مونريال - كيبيك
21 آذار 2009



#ليلى_كوركيس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناك .. حيث صباغ الأرجوان
- - صفعتُ وجهي -
- سامحيني
- على شفير الحب
- من أي باب* ندخل إليكِ يا مصر؟!
- قصيدة قيثارة في عين الشمس تتجسد في مشهد راقص من الباليه الكل ...
- صدفة
- عن أي حب أتكلم؟!
- كيف .. يموت الموت
- بين الفاصلة ونهاية السطر
- رسائل على الماء
- من تكون تلك المرأة ؟!
- لأنني أنثى
- حملَت مفتاحَها ورَحَلَت - من أوراق حرب تموز 2006 في لبنان -
- جيسيكا
- صدقي أو لا تصدقي
- قيثارة ٌ في عين الشمس
- إنتماء
- التعددية .. في حواراتها المتمدنة
- مسيحيون .. في نعوش الديمقراطية


المزيد.....




- هيلين كيلر.. الكفيفة الصماء التي استشارها رؤساء أميركا لعقود ...
- 40 عاما على إطلاقه.. ماذا تبقى من -نقد العقل العربي- للجابري ...
- فيلم -شرق 12-.. سردية رمزية لما بعد ثورات الربيع العربي
- يحقق نجاح كبير قبل عرضه في السينما المصرية .. أيرادات فيلم أ ...
- في جميع أدوار السينما المصرية .. فيلم الشاطر رسميًا يعرض في ...
- لمى الأمين.. المخرجة اللبنانية ترفع صوتها من في وجه العنصرية ...
- وصية المطرب أحمد عامر بحذف أغانيه تدفع فنانين لمحو أعمالهم ع ...
- قانون التوازن المفقود.. قراءة ثقافية في صعود وسقوط الحضارة ا ...
- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى كوركيس - -تمسذَك .. ها هنا شَعْري-